ديوان الشاعر / عبدالناصر النادي

تجاعيد وجه أمي
*******
شعر/ عبدالناصرالنادي
..................

على وجه أمي

تقيمُ التجاعيدُ عمراً نقياً

ترتب زهْراً ..

يعانق درس العطاءِ البهيّ

سلامٌ على بيتِ جدي القديمْ

وصوت أبي حين يأتي

وفي راحتيهِ امتدادُ ابتسامْ

تمرُّ على وجه أمي

قناديلُ عرس الوفاءْ

تراتيلُ نيلْ ..

تغني عيونُ الصبايا

غناءً أصيلْ

على وجه أمي

خطوطٌ تحِنُّ لقبرِ الرسولْ

وأخرى تئنُّ لأحزانِ زينب

وتلك السبايا

جداولُ نهرٍ يصوغ النسيمْ

ونسوه تسربل قمح البقاءْ

على وجه أمي

تجاعيدُ عمرٍ جميلْ

وضحْكُ النخيلْ

وصمتٌ بليغٌ .. وحزنٌ نبيلْ

تجاعيدُ وجهٍ عليه الحنينُ ينامْ

يمد الوصال يديه لسرب حمامْ

سلامٌ على وجه أمي

سلامٌ .. سلامْ .
=========

عناد الصبيه
*********

شعر/ عبدالناصر النادي
....................

عنادُ الصبيهْ القويْ

يهددُ شمسَ الشروقِ البهيْ

لِتَبقى بعيداً و خلفَ الغيومْ

و يجتاحُ حصنُ هدوءِ قلاعي

ويشغلُ بالي

يبدِّلُ فجري بليلٍ كئيبْ

فأمضغ حزناً

أناجي سُهادي

ويدنو الشحوبُ على وجنتيَّ

أصيُر عدواً لوقتٍ جميلْ

فيستوطنُ القلبَ شوقٌ إليها

ألملم بعضي ..

لأعزفَ موَّالَ عشقي النقيْ

وأحمل وردَ الوصالِ الوفيْ

وسيفٌ سيقطعُ كفَّ العنادِ الرهيبْ

فلا تستجيبْ ..

أخبِّرُ أمي بأن الصبيةْ التي أعْجَبَتها

وقد هيَّأتها لِعُرْسٍ كبير

تعاندُ نبضي ..

فيطلع من عينِ أمي الكلامْ

وتسخرُ مني

وسهم السؤالِ على مقلتيْها

أأنت الذي قد عرفتكَ دوما

تناطح عنفَ الليالي

وتهزمُ كلَّ الخطايا ؟

فهل مثل تلك الصبيهْ

تضيق عليكَ جميع الزوايا ؟

وهل تم إعدامُ كلِّ الصبايا ؟!

=========

معذرة مولاتي
======
شعر/ عبدالناصر النادي
.......................

أنا مازلت منكسراً

و قدْ طالتْ معاناتي

وكَمْ غازلتُ نبضَ الأرضِ في وطني

لعلَّ الأرضَ تمنحني

سلامَ المرفأِ الآتي

وتمحو من

أنينِ القلبِ ما أخفيتُ من وجعٍ

وتمنحني رحيقَ الخبِز والسُّكَّرْ

قوافلَ من جداول نهرنا الأخضر

فما منحت ..

فأتعبني حصانٌ كنتُ فارسَهُ

و أوقعني

وإعصارٌ يقيم بمسكني سكناً

ينازلني .. ويهزمني

فلا الوادي ينبئُني

بأنّ الخيرَ سوفَ يدوسُ أوجاعي

ولا النهر يبللني

وصوتُ الفقر كبَّلني

من الكفينِ للقَدَمِ

وجيشُ الحزنِ حاصرني

وثرثرةٌ من الأفواهِ تزعجني

فمعذرةً لمولاتي

إذا سافرتُ للتعبِ

لكي أنجو من التعبِ.

-------------

زيَّنْتُكِ في قلبي
***********

شعر/ عبدالناصر النادي
=========

زيَّنْتُكِ في قلبي..

وعشقْتُكِ ريفاً

يتعطَّرُ من سِحْرِ الدلتا

وجَمَعْتُ القطنَ فصاحبني

نحوالأعنابْ

ألقيتُ بنفسي ..

في حِضْنِ المدُنِ الحُبْلَى بالأمسِ

ألقيتُ بوجهي في صهدِ الشمسِ

وجهُكِ مبتسماً يدعوني

لِنَزُفَّ البنتَ إلى العُرْسِ

وجهكِ فرعونيٌّ ..

إسلاميٌ .. ومسيحيّ

يسكنُ في صوتِ آذانٍ يدعونا لنصلي..

يسكنُ في ترنيمةِ راهبِ ديرْ

في صوتِ تلاميذٍ حينَ تغنِّي :

مصرٌ يا أمَّ الدنيا

ينشدها النيلُ مواويلاً

نتقاسم خبزاً فى السَّراءِ وفى الضرَّاء..

يسَّاقط ظلُّ نخيلِ الأرضِ علينا

تمرَ البسطاء

زيَّنتكِ في قلبي

أسْكنتُك نبضي

ورأيتكِ دوماً

وجهَ المِسْكِ ووجهَ العنبرْ

طعمَ الخبز وطعمَ السكرْ

وبكيتُ العسكرَ في يونيو

كبَّرتُ مع صوت الجندي

حين يشدُّ الوصلَ لسينا ..

وقرأتُكِ شِعراً في شوقي

دندنتُ اللحنَ السنباطيْ

وعشقتكِ زينبَ والعذراءْ,

زيَّنتكِ في قلبي ..

ودعوتُ اللهَ بأنْ يهدي

من قاموا بربيعِ الثورهْ

كي نجنيَ منها خيرَ الوادي

كي لا ننطقَ كانتْ نزوهْ .
**********
==============

لن أغادر*******
شعر/عبدالناصر النادي
...................
أنا واحدٌ منكَ يا سيدي الشعر

وأخطو إليك

تسابق خطوي الموده

فكنْ لي سخيِّا ً..

لألقي بنفسي على شاطئيكَ

وهييءْ لقلبي المُعَنّى

حدائقَ وصلٍ على وجنتيكَ

وطفْ بي لدرسِ الخليلِ

وشِعرِ الكبارْ

وسحرِ الحروفِ

وحلو المزارْ

وخذني لنظمِ الكلامْ

ورتبْ لنبضي زهورَ الغرامْ

أشق لنهرِ الفراتِ الجداولْ

تحطُّ شراعي لنهرِ الجمالْ

وأهدي إليك ترانيم نيلْ

وزادَ المسافرِ نحو الخيالْ

ودعني على العشبِ أمشي

أغني لأمي تراتيلَ قمحِ البقاءْ

وللقدس أهدي قصيدَ الرثاءْ

أحَييِّ البلادَ التي أرهقتني

وأشكو الزعيمَ لربِّ العبادْ

فخذني إليكْ

لأرجوحةٍ في ربوع ِالقوافيْ

تلفُّ بقلبي لريفٍ بديعٍ

ولحنِ السواقيْ

فيا شعرُ دوما إليك أسافرْ

فحلِّقْ بقلبي لسربِ القريض

وعُمقِ المشاعرْ

وضمَّ غنائي البسيطَ لشمسِ الزهورِ

وطيبِ الحناجرْ

فإني إليكَ ومازلت أخطو

ولا .. لن أغادرْ
=========

سنعيد مولانا الرشيد
********
شعر/عبدالناصر النادي
..................

قد قال لي ..

ماذا تريد ؟

قد ضاع عصر الهيمنه والعسـكره

وسنعلن العصر الذي سيعيد مولانا الرشيد

أهلا بمولانا الرشيد

والويل كل الويل للولد الذي

قد ثار يوما ثم أنهى ثورته

ولمن تمرد واشتكى

ولمن بكى طلل النظام وجيفته

تلك النظام قد انتهى

هامان ضاعت هيبته

كم كان يصحبنا إلي

شوك الزنازن والسجون

نحن الذين قد اعتقلنا فى البيوت

ولكم حرمنا فى المناصب أن نكون

قد ضاع عصر الهيمنه

عصر رمانا في جحيم المقصله

عصر إذا ماجاء حتى في ثياب المشيخه

لن نقبله ..

فالأن نحن ( منظمون )

وسنحشد الأمل الذي لن ينكسر

ويظل يبرق فى العيون

ونعيد مولانا الرشيد إلى ربوع القاهره

وتكون أعيننا عليها ساهره

تبا لمن حمل السلاح وشاهره

وبمن على الشاشات قد

أشقى ضجيج الثرثره

وبمن أرتدى ثوب البطوله الزائفه

من كان بسكن في قصور فاخره

قد قال إني عنتره !!

تبا لهم … تبا لهم

نحن الإخوة فى الشدائد والمحن

والثوب نفس الثوب والنيل السكن

فلتصبروا …

(وستصبحون على وطن )

قد قال لي ثم ابتسم

ألقى التحية وانزوى

قلت السلام على الوطن

سماح !!!
===
عبدالناصر النادي
……………
مابــــــال قلــــبكِ ياسـماح

أضحى كما عنــف الرياح

قـد باع فيّ ومـــااشتـــرى

والوصل أعيتـــــه الجراح

وسنــابل الشمـــس التــي

قد أشـرقتْ عنــد الصـباح

وظـننــــــت أن شـعــاعها

يمــشي إليك وفى ارتيـاح

قد عـــــاد يبكــــــي شاكيا

من سيف هجرك ياسماح

مابــــــال صـمـــــتك تائها

صمت عجـيب منكِ .. لاح

إني لمــــحـــــتهُ يمتطــــي

أمواج عشــق فـى اجتياح

وأراه يفــضــــح مــــاخفى

بل ناطــــقا بالـــسر .. باح

مـــر اللـــــهيب على دمـي

ورمـى هـوانـا بالـــــرماح

عــــــذرا لأيـام الصـــــــفا

فـفـــــراقنـا أمـــــــر مباح
==

طيف البنت أماني
=====
عبدالناصر النادي
..............


يُـــدَاهِمُ طيــــفكِ الراقي كيــــــاني

يُؤَرق خُـــطْــــوَ نَوْمٍ قــــد أتــاني

فَأَلْمَحُ حُـــسْنَ ثَغْـــرِكِ فِي عُرُوقِي

يــُـــزاحمني ويــشـــدو بالأغـــاني

وَأَرْجُو نَبْــــضَ قَــلْـــبِي مـسْتَقِيْماً

ونبض الـقلب أرْهقــني عــصـاني

أُحَــاوِلُ جَــــاهِــدًا إِرْضَــاءَ نَوْمِي

لَعَـــــــــلَّ يَرِّقُ لِي وأراه حــــاني

ولكنْ لـــيس لي فــى الأمرِ شيء

إذا ما سهْم طــيفــــكِ قــدْ رماني

وَأَذْكُرُ حِيْـــنَ كُــنْتُ رفـــيقَ وَقْتٍ

عيون العـــشق لاتــــدْري مَكاني

وهاأنتِ الـــــتي قــدْ أرْسَلـــتْــني

لأرض الصبح تَحــملُـني الأماني

أُغَنِّـي للــــصَّبَاحِ وَلِـي يُــــغَـنِّي

لعينيكِ الجــميلة كــــمْ دعـــاني

يُحلــق في ســـلامٍ سرب طـــيـر

ويأتي بالـــعـــطاءِ وبــــالمعاني

يُرتّب لي ، وللــقلـــب الـــمُعنّي

وصال جاء في زمــــنٍ جــفاني
===========

أغنية لأمي .

=====
عبدالناصر النادي
...............

من أين أبدأ فـــــى الغناء لأمي

إن جاء أرض الشعر كي يلقاني

إن كـــنت أبـدأ فى الــغناء فإنه

القلب ينـــطق مايـــقول لساني

إني كتبت بما استطعت وإنــني

في بيــــت أمـــي تاركا عنواني

**********
أمــي أنا أمـــــية .. لـــكنـــــها

قد ســــطرت ماراق لي ونهاني

قد سطرت لغة الرضى مخطوطة

ومن الجبـين تصب فى الشريان

أمـــية .. رســمت بأمواج المنى

سفنا ستحمــــلني إلى الــشطآن

ريــــفية .. تمشى إليـها قــريتي

وتــرش مــوسيقى من التــحنان

ريـــفية .. والقمح ينطق ضاحكا

قد عـــــانق الوجه الوفيّ مكاني

*********
أماه .. كيف الـشعر يبــدو رائــعا

إن جاء يدنو .. إو إلـيكِ دعـاني

دقات نبـضك فــوق كل مـــشاعر

هبــة من الـــــمولى و لـــلإنسان

أنت التـي مر الزمان ولـــم أزلْ

طفــلا بعــينــــيك التي تـــرعاني

أنت الــتي نهر يـــمر على دمـي

وضيــاء شـمسك يستنير زماني

أنت التي فـــــوق العطاء مليكة

بسهــــامها قـــد أرقـــت أحزاني

أنت الــتي فوق القصــــائد كلها

حــرفا ببحــرك طـــــاح بالأوزان
==========

أنين الثوره
_____
عبدالناصر النادي
....................

الثورةُ البيضاءُ راحتْ تشتكي

للثورة البيضاء في دولِ الجوارْ

تشكو لها ..

باتتْ ملامحنا الجميلة ترتدي

ثوبا غريبا ليس يكسوه اخضرارْ

والعيبُ كل العيبِِ فى الولد الذي

مازال يخطىءُ فى المسارْ

أصوات شوك الوقت تدمينا،

ويزعجنا جهابذة كبارْ

والناس يُؤلمها السكوت وتبتغي

ألا تكون بيوتها

للفقرِ ملجأ أو مزارْ

والقمح مرتبكا يئن لصوتِ نايٍ

دندنَ المّوال حزنا وانكسارْ

ولقدْ سئمنا ثرثراتٍ أرهقتنا بالغبارْ

من كلِّ فرسانِ الكلامِ، ومن يظنُّ بأنَّهُ

شيخُ الديارْ

وبمن تسلَّحَ بالهُتافِ ، وبالطبولِ

و بالهروبِ من الدوارِ إلى الدوارْ

ومن ابتسامٍ موجعٍ

في ثغرِ جدرانِ المدارس حين تحتضن الصغارْ

الناسُ أضحتْ تشتكينا .. تتّهمْنا بالعقوقِ ،

وبالغباءِ وبالدمارْ

قسماً بأعيننا التي قد أُرّقتْ

تلك الشعوب مغيبهْ

هم لم يصونوا ثورة

وترى الوجوه بشاربٍ

ولكم عجبْتُ من الخمارْ
============