نهض من سريره وقد إحتوشته كثرة أتعابه من أجل عيش فيه ضنك مستديم , نهض إلى يوم جديد يطل عليه لايرى فيه إلا رقما يضاف إلى أيام حياته التي قضاها يحلم في ان يستفيق يوما ويرى أن العرب متوحدين على كلمة سواء تجعلهم يــُرجعون كل ماأغتــُصِبَ منهم أرضا وحقوقا وكرامة وأموالا , قضى عمرا طويلا في حلمه الذي لايفارقه سلوكا وتصرفا وحوارات مع من يثق بهم ومن هم حوله من المقربين .. ياله من حلم الشعوب الذي كلما طال الزمن صــَعُبَ تحقيقة أكثر وأكثر .. وجد على باب شقته الذي إعتاد أن يفتحه صباحا لتناول صحيفته المفضلة لكثرة مايُكتب فيها من أمنيات وكتابات مخادعة تصور مافي الواقع على أنه سحابة غيمٍ سرعان ماتنقشع ..وجد مع الصحيفة المرمية على الأرض قرب الباب خاتما قديما جدا تناوله وهو مندهش من سبب وجوده هنا وكيف جئ به هنا وأمام باب شقته الصغيرة القديمة الرطبة المظلمة لأسباب لامجال لذكرها هنا كونها تذكرنا بأن واقعاتنا تتكرر في مساوئها وتعاساتها فقط .
ردَّ الباب ودخل إلى داخل الشقة وهو ينظر إلى خاتمه العجيب في كل شئ سبب وجوده وقــِدَمَه .. حاول ان ينظفه بيديه فظهرت سحابة أذهلته فتراجع من رعدته إلى الوراء وهو ينظر الى هذه السحابة وسرعان ماتلاشت وبان مكانها مارد كبير يشبه ماردا سمعنا عنه في قصص الأمهات والجدات ..أي يوم هذا الذي هو فيه الآن ..حاول ان يستعيد نفسه إلى وجودها الطبيعي فبادره المارد :
-- شبيك لبيك اطلب فالمارد بين يديك
تكلم الخزين في عقل الرجل رادا على المارد ...
--هل لك أن تبني لي جسرا يربط الوطن كله من غربه بشرقه وشماله بجنوبه حتى اجوب كل أقطار وطننا العربي كل حين ..
المارد :- أطلب طلبا آخر غيره فهذا صعبٌ تحقيقه .؟
الرجل :- طيب هل لك أن تزيح الحواجز عن حدود البلدان وتحقق الوحدة لنا فهو حلمي الكبير
المارد :-( بعد صمتٍ وتفكير عميقين ) أخي وهل تريد الجسر بطابق واحد أم بطابقين .