أرض العراق
للشاعر جودت الأنصاري
توضـأْ بأنسـام – نيسانـهـا
وصـلّ بأعـتـاب, ديوانـهـا
وخضّـبْ جبينـك والحاجبيـن
بمسـك يـضـوع بأركانـهـا
ومتّع لحاظك,, عنـد الصبـاح
بـنـور: يكـحّـل اجفانـهـا
وعانقْ بطولـك قـام النخيـل
طـروبـا لإنـشـاد أفنانـهـا
وداري فــؤادك بالراحتـيـن
إذا مـا مــررت بغزلانـهـا
بـدور, تـلألأن بيـن الغمـام
ألفـن الـسـواد بأحزانـهـا
كطبع السواقـي أوان الربيـع
رؤومـا تهدهـد اغصانـهـا
وانت تسيـر بـأرض العـراق
تيـمـمْ صعـيـدا بكثبانـهـا
ففي كل شبر دمـاء الحسيـن
تـفـوح بعـبـق لسكانـهـا
وفي كل يـوم شهيـد سعيـد
يعانـق بالشـوق أحضانـهـا
لدى كل صبـح بـزوغ جديـد
يعـمّـد بالـحـب ولدانـهـا
*************
ترجّـلْ وقبّـلْ ثـرى رافديـن
سقتـه السمـاء بطوفانـهـا
ترقرق فـي راحتيهـا الفـراتُ
وقـبّـل دجـلـةُ شطآنـهـا
تعاقب فـي لثمهـا الحادثـان
طويـلا بسـالـف ازمانـهـا
سنمسح عن وجهها ما اعتـراه
ونرسـم صبحـا لأشجانـهـا
أيا ألقا من قبـاب السمـاء
-رصيـنـا يـعـزز ايمانـهـا
تقدست ارضا فداهـا الرجـال
وصالـوا وجالـوا كرهبانهـا
فكـم قبّلتـك شفـاه السمـاء
تترجـم شـوقـا لولهانـهـا
**************
وصـدر يلملـم مـرّ الجـراح
ويسـري لـواءً بشجعانـهـا
فهل هـزّه مـا جنـاه الغـزاة
ليوهنـه الـيـوم صبيانـهـا
متى راعت الحرب اهل العراق ؟
وهل أرعـب القتـل فتيانهـا؟
فوا عجبا هل يضيـر الديـوك؟
صراخـا لأتفـه صيصانـهـا
بليـل تولـت فلـول المغـول
وغـادرت الـجـو غربانـهـا
وعادت عرينا يضـم الجميـع
وهـمُّ العـروبـة عنوانـهـا
فما وهنت في السنين العجـاف
ولا خـدش الطـرق سندانهـا
ولا فارقتهـا أكـف الـدعـاء
عسـى الله يجمـع ألوانـهـا
ستعوي بعيدا كـلاب الطريـق
وقـد ثلّـم الشحـذ اسنانهـا