روى ان ابا العباس ثعلبا وصم ابا العباس المبرد بكلام قبيح،فبلغ ذلك
المبرد فأنشد
رب من يمينه حالى..وهو لا يجري ببالى
قلبه ملآن مني..وفؤادي منه خالي
فلما بلغ ثعلبا ذلك لم يسمع منه بعد ذلك في حقه كلمة قبيحة
من بديع ما نقلته عن منتدى العروض لصديقي البروف العروضي
خشان خشان
هذا الابداع للست ثناء صالح:
الصياغة الثانية لرواية النخاب -الاديبة :ثناء صالح
شخوص الرواية
1- الوتد المجموع 3 ...11ه
2- السبب الخفيف 2..1ه
3- السبب الثقيل (2) ..11
4- الوتد المفروق 3..1ه1
المكان : كوكب الإيقاع .
الزمان : منذ بدء التاريخ وحتى الآن .
تدور أحداث هذه الرواية في كوكب آخر شبيه بكوكب الأرض يسمى كوكب الإيقاع ، ففي بقعة تاريخية قديمة تسمى دائرة المتفق ( أ) و من طين تلك الأرض خلق الله كائنا ذكيا وسمّاه وتداً .كان وتدٌ رجلا ًطموحا ً جميل الطلعة عريض المنكبين يتسم بالوقار وعمق التفكير . وقد عاش في تلك الأرض ردحاً من الزمن مصغيا ًإلى عذوبة خرير أنهارها وتغريد طيورها وحفيف أغصان أشجارها وارفة الظلال ...إلا ّ أن وتداً المسكين وبسبب استمراره في تأمل ذاته وتأمل ما حوله اكتشف أنه مقارنة بالعصافير والأزهار ووحوش الغابات فإن حياته ينقصها ذلك الشريك المؤنس الذي لا بد منه ليتذوق هو طعم سعادة الاكتمال ..وتولد في قلبه حنين ما لأحد ما .. وازداد حنينه يوما ً بعد يوم ٍحتى ملأ عليه نفسه، فأصبح لا يهنأ بأصوات قرقعة حبات البرد وهي ترتطم بسطح صخور كهفه البارد في الشتاء ، ولربما أزعجه نقيق ذكور الضفادع في البحيرة وهي تنفخ أكياسها الهوائية لمغازلة إناثها ربيعا . ولم تعد تعنيه تدويمات النحل وهو يرقص فوق أكواز الرمان صيفا..حتى أنه بات يملأ راحته بأوراق الخريف ليهشمها بأصابعه القوية ويذروها في الفضاء دون أن تلتمع عيناه لأصوات تمزقها .. وباختصار..لقد أصبح وتدٌ يشعر بالحياة وكأنها عبء ثقيل لا يمكنه تحمله.
- وذات ليل ٍخريفي استيقظ وتدٌ من نومه مذعوراً على وقع صوت العاصفة وهي تحوّم وتدوّم حول كهفه المظلم ..وعندما نظر وهو مستلق على الريش المفروش على الأرض من فتحة الكهف إلى السماء العالية رأى سحابة صفراء تمر سريعا أمام القمر الشاحب الذي أضفى عليها المزيد من الصفرة والحمرة ..وأراد وتد أن يغمض عينيه ويعود إلى نومه ..لكن أصوات الذئاب القريبة طردت النعاس من عينيه .وشعر وتدٌ بضيق في صدره وأحس بأنه لم يعد قادراً على تحمل المزيد ،فأشعل سيجارته وأخذ ينفخ الدخان ..لكنه ما لبث أن أطفأ السيجارة وعلم أن له ربا ًيغنيه ، فسجد على الأرض باكياً وأخذ يدعو خالقه ويسأله بخشوع أن ينظر في أمره ويهبه من يؤنسه في وحدته ، واستمر وتد في الدعاء والبكاء وهو ساجد حتى أخذته إغفاءة من التعب والإعياء ، فنام في مكانه وهو مكب على وجهه .وما لبث أن مرّ الليل وحل الصباح وبزغت الشمس ، فرفع وتدٌ رأسه باتجاه أشعة الشمس التي دخلت من فتحة الكهف وبدأت تلمس سخونتها رأسه وكتفيه العاريتين .. لكنه ويا للهول !
..لم تكن تلك لمسات أشعة الشمس فوق كتفيه ..بل كانت أصابعها الرقيقة الدافئة هي التي تستكشف ملمس جلده . انتفض وتدٌ ليجلس في مكانه وأخذ يفرك عينيه من وهم النوم وهو يحدق بها قائلا :
- من أنتَ أيها المخلوق الجميل ؟ ومن أين جئتَ ؟ وكيف دخلتَ ؟ ثم أخذ يدور حولها متفحصا ًويسألها :
- أتكون العاصفة الليلية قد ألقت بك إلي ؟!
ولم يكن الجواب جاهزا ً لدى (سبب) وهذا هو اسمها ، لأنها هي نفسها لا تعرف الجواب . فقد استيقظ وعيها على الوجود للتو لتجد نفسها بقرب هذا الكائن الذي يشبهها ولا يشبهها ، من الواضح أن وزنه كان ليفوق وزنها ..وكان ثمة شعر كثيف في وجهه وذراعيه ،وما أن بدأت بتحسسه حتى هب مذعورا ليسألها عن نفسها ..وهل تعرف هي نفسها من نفسها ...؟
في كل الأحوال ، أصبح وتدٌ سعيداً بما أنعم الله عليه فشكر ربه واستيقن بأن الله قد أجاب دعاءه وأنه لن يكون وحيدا بعد الآن .
كانت سببٌ هذه على شدة جمالها متقلبة المزاج سريعة الانفعال خفيفة الحركة فلقبها وتدٌ (بالسبب الخفيف ) ،ومع خفتها وميلها الدائم إلى اللهو واللعب كانت سببٌ تميل إلى الكسل والاعتماد على صاحبها في جمع الثمار ، حتى أنها كانت تصر على أن يطعمها بيده لكسلها أو ربما لدلالها . .ولم يكن وتدٌ ليرفض لها أي طلب بطبيعة الحال ..لكنه كان أحيانا يحن إلى بعض لحظات الهدوء شوقا إلى ما طبعه الله عليه من حب التأمل والتفكر اللذين حرمّتهما (سبب خفيف) عليه كونها لم تكن لتسمح له بتأمل شيء آخر سواها . فلعله ندم ذات مرة على ما جرّه على نفسه من تضييق الأفق فحاول التهرب قليلا ليخلو بنفسه وبما يحيط به من الكون ، وعند ذلك كانت له سبب بالمرصاد وعزّ عليها تهربه منها .فأعملت ذكاءها ودهاءها وقررت امتلاك وتد إلى الدرجة التي لن يكون بوسعه التفكير في مفارقتها أو التهرب منها .
فكرت سبب الذكية وتوصلت إلى فكرة مناسبة وكانت تلك ولادة فكرة ( الخبن ) وبهذه الفكرة قررت سبب أن تلف ذراعها بجريد النخل وتشدها إلى الأعلى لتربطها بعنقها مدعية أنها قد كُسِرَت فهي محتاجة لرعاية مستمرة من وتد طوال الليل والنهار . فتصنعت الألم الشديد وانطلقت إلى وتد وهي تخبّئ ضحكتها خلف بريق عينيها الدامعتين قائلة : آه ه ه ه ه ذراعي! ذراعي! .....سقطت من أعلى الشجرة على ذراعي فانكسرت ..آه ه ه ذراعي سأموت من الجوع يا وتد !ولن أستطيع جمع طعامي وأنت بعيد ..وانفتحت عينا وتد إلى آخر انفتاحهما وهو يتلقى هذا الخبر الصاعق ، وأخذ يلومها ويعنفها على كثرة حركتها ويسألها عن السبب الذي يجعلها كثيرة الحركة هكذا ..فعند ذلك نفرت الدموع من عينيها بصدق وحق وصرخت فيه وقد احمرت وجنتاها : - أتلومني وأنا أتألم ؟ بدل أن تواسيني وتعالجني ؟ حسنا ..لن أكلمك أبداً بعد اليوم ..هيا ..إذهب أنا لا أحتاجك ...سأموت من الجوع ولن أطلب منك أية مساعدة .
فتأثر وتدّ من قولها وأظهر ندمه على معاملتها بخشونة وقال لها : - اطمئني يا حبيبتي !ما كنت لأتركك تموتين من الجوع وقد كسرت ذراعك وأنا موجود في قيد الحياة .
وأخذ يضمها إلى صدره بذراعيه القويتين فيما كانت ابتسامتها الجميلة تبرق وسط دموعها المتلألئة . وقالت بلطف :
- أتعدني وتعاهدني يا حياتي ..!
فمسح وتد على شعرها وأجاب دون تفكير :
- أعدك يا حبيبتي وأقسم لك .
- وهنا مسحت سبب دمعتها بخد وتد قائلة :
- حقا؟ وما الذي سيجبرك على تنفيذ وعدك والبر بقسمك ؟
- له يا خفيف !!..أتشكين في مصداقية ما أقول ؟
- نعم أشك . وأريد منك توثيقاً لكلامك .
- حسنا ..أنا جاهز ، ماذا تريدين ؟
- أريد أن تمنحني إحدى ذراعيك هاتين لتكون في خدمتي بعقد بيع وشراء . وذلك كي أثق بوجودك معي حتى لو وسوس لك الشيطان بالتخلي عني .
وهنا ضحك وتد وقد أعجبته خفة ظلها وقال مستفسرا ً :
-وهل إذا وهبتك إحدى ذراعي ستتركين لي بعض السلطة عليها أم أنها ستكون في خدمتك أنت فقط ؟
- بل ستكون في خدمتي فقط طالما أنا أعاني من ( الخبن ) كسر الذراع ، فإذا شفيت ذراعي فذراعك لك وفي خدمتك أنت .
- حسنا ...أنا موافق .
وأحضر وتدٌ لوحاً طينيا ً رطباً وكتب عليه ما أملت به (سببٌ خفيف ) وهو كالتالي :
أقرّ وأشهد أنا الوتد المجموع أن إحدى ذراعي ستكون دائما في خدمة السبب الخفيف فقط في حال (الخبن ) ، فإذا زال الخبن عن السبب الخفيف تعود ذراعي لي . وعليه أبصم
وبصم كل منهما على لوح الطين ...وشوته سببٌ بالنار وأخفته تحت سابع ارض
التوقيع
دِيمَة سمحةُ القيادِ سكوبُ
مستغيثٌ بها الثرى المكروبُ
من بديع ما نقلته عن منتدى العروض لصديقي البروف العروضي
خشان خشان
هذا الابداع للست ثناء صالح:
الصياغة الثانية لرواية النخاب -الاديبة :ثناء صالح
شخوص الرواية
1- الوتد المجموع 3 ...11ه
2- السبب الخفيف 2..1ه
3- السبب الثقيل (2) ..11
4- الوتد المفروق 3..1ه1
المكان : كوكب الإيقاع .
الزمان : منذ بدء التاريخ وحتى الآن .
تدور أحداث هذه الرواية في كوكب آخر شبيه بكوكب الأرض يسمى كوكب الإيقاع ، ففي بقعة تاريخية قديمة تسمى دائرة المتفق ( أ) و من طين تلك الأرض خلق الله كائنا ذكيا وسمّاه وتداً .كان وتدٌ رجلا ًطموحا ً جميل الطلعة عريض المنكبين يتسم بالوقار وعمق التفكير . وقد عاش في تلك الأرض ردحاً من الزمن مصغيا ًإلى عذوبة خرير أنهارها وتغريد طيورها وحفيف أغصان أشجارها وارفة الظلال ...إلا ّ أن وتداً المسكين وبسبب استمراره في تأمل ذاته وتأمل ما حوله اكتشف أنه مقارنة بالعصافير والأزهار ووحوش الغابات فإن حياته ينقصها ذلك الشريك المؤنس الذي لا بد منه ليتذوق هو طعم سعادة الاكتمال ..وتولد في قلبه حنين ما لأحد ما .. وازداد حنينه يوما ً بعد يوم ٍحتى ملأ عليه نفسه، فأصبح لا يهنأ بأصوات قرقعة حبات البرد وهي ترتطم بسطح صخور كهفه البارد في الشتاء ، ولربما أزعجه نقيق ذكور الضفادع في البحيرة وهي تنفخ أكياسها الهوائية لمغازلة إناثها ربيعا . ولم تعد تعنيه تدويمات النحل وهو يرقص فوق أكواز الرمان صيفا..حتى أنه بات يملأ راحته بأوراق الخريف ليهشمها بأصابعه القوية ويذروها في الفضاء دون أن تلتمع عيناه لأصوات تمزقها .. وباختصار..لقد أصبح وتدٌ يشعر بالحياة وكأنها عبء ثقيل لا يمكنه تحمله.
- وذات ليل ٍخريفي استيقظ وتدٌ من نومه مذعوراً على وقع صوت العاصفة وهي تحوّم وتدوّم حول كهفه المظلم ..وعندما نظر وهو مستلق على الريش المفروش على الأرض من فتحة الكهف إلى السماء العالية رأى سحابة صفراء تمر سريعا أمام القمر الشاحب الذي أضفى عليها المزيد من الصفرة والحمرة ..وأراد وتد أن يغمض عينيه ويعود إلى نومه ..لكن أصوات الذئاب القريبة طردت النعاس من عينيه .وشعر وتدٌ بضيق في صدره وأحس بأنه لم يعد قادراً على تحمل المزيد ،فأشعل سيجارته وأخذ ينفخ الدخان ..لكنه ما لبث أن أطفأ السيجارة وعلم أن له ربا ًيغنيه ، فسجد على الأرض باكياً وأخذ يدعو خالقه ويسأله بخشوع أن ينظر في أمره ويهبه من يؤنسه في وحدته ، واستمر وتد في الدعاء والبكاء وهو ساجد حتى أخذته إغفاءة من التعب والإعياء ، فنام في مكانه وهو مكب على وجهه .وما لبث أن مرّ الليل وحل الصباح وبزغت الشمس ، فرفع وتدٌ رأسه باتجاه أشعة الشمس التي دخلت من فتحة الكهف وبدأت تلمس سخونتها رأسه وكتفيه العاريتين .. لكنه ويا للهول !
..لم تكن تلك لمسات أشعة الشمس فوق كتفيه ..بل كانت أصابعها الرقيقة الدافئة هي التي تستكشف ملمس جلده . انتفض وتدٌ ليجلس في مكانه وأخذ يفرك عينيه من وهم النوم وهو يحدق بها قائلا :
- من أنتَ أيها المخلوق الجميل ؟ ومن أين جئتَ ؟ وكيف دخلتَ ؟ ثم أخذ يدور حولها متفحصا ًويسألها :
- أتكون العاصفة الليلية قد ألقت بك إلي ؟!
ولم يكن الجواب جاهزا ً لدى (سبب) وهذا هو اسمها ، لأنها هي نفسها لا تعرف الجواب . فقد استيقظ وعيها على الوجود للتو لتجد نفسها بقرب هذا الكائن الذي يشبهها ولا يشبهها ، من الواضح أن وزنه كان ليفوق وزنها ..وكان ثمة شعر كثيف في وجهه وذراعيه ،وما أن بدأت بتحسسه حتى هب مذعورا ليسألها عن نفسها ..وهل تعرف هي نفسها من نفسها ...؟
في كل الأحوال ، أصبح وتدٌ سعيداً بما أنعم الله عليه فشكر ربه واستيقن بأن الله قد أجاب دعاءه وأنه لن يكون وحيدا بعد الآن .
كانت سببٌ هذه على شدة جمالها متقلبة المزاج سريعة الانفعال خفيفة الحركة فلقبها وتدٌ (بالسبب الخفيف ) ،ومع خفتها وميلها الدائم إلى اللهو واللعب كانت سببٌ تميل إلى الكسل والاعتماد على صاحبها في جمع الثمار ، حتى أنها كانت تصر على أن يطعمها بيده لكسلها أو ربما لدلالها . .ولم يكن وتدٌ ليرفض لها أي طلب بطبيعة الحال ..لكنه كان أحيانا يحن إلى بعض لحظات الهدوء شوقا إلى ما طبعه الله عليه من حب التأمل والتفكر اللذين حرمّتهما (سبب خفيف) عليه كونها لم تكن لتسمح له بتأمل شيء آخر سواها . فلعله ندم ذات مرة على ما جرّه على نفسه من تضييق الأفق فحاول التهرب قليلا ليخلو بنفسه وبما يحيط به من الكون ، وعند ذلك كانت له سبب بالمرصاد وعزّ عليها تهربه منها .فأعملت ذكاءها ودهاءها وقررت امتلاك وتد إلى الدرجة التي لن يكون بوسعه التفكير في مفارقتها أو التهرب منها .
فكرت سبب الذكية وتوصلت إلى فكرة مناسبة وكانت تلك ولادة فكرة ( الخبن ) وبهذه الفكرة قررت سبب أن تلف ذراعها بجريد النخل وتشدها إلى الأعلى لتربطها بعنقها مدعية أنها قد كُسِرَت فهي محتاجة لرعاية مستمرة من وتد طوال الليل والنهار . فتصنعت الألم الشديد وانطلقت إلى وتد وهي تخبّئ ضحكتها خلف بريق عينيها الدامعتين قائلة : آه ه ه ه ه ذراعي! ذراعي! .....سقطت من أعلى الشجرة على ذراعي فانكسرت ..آه ه ه ذراعي سأموت من الجوع يا وتد !ولن أستطيع جمع طعامي وأنت بعيد ..وانفتحت عينا وتد إلى آخر انفتاحهما وهو يتلقى هذا الخبر الصاعق ، وأخذ يلومها ويعنفها على كثرة حركتها ويسألها عن السبب الذي يجعلها كثيرة الحركة هكذا ..فعند ذلك نفرت الدموع من عينيها بصدق وحق وصرخت فيه وقد احمرت وجنتاها : - أتلومني وأنا أتألم ؟ بدل أن تواسيني وتعالجني ؟ حسنا ..لن أكلمك أبداً بعد اليوم ..هيا ..إذهب أنا لا أحتاجك ...سأموت من الجوع ولن أطلب منك أية مساعدة .
فتأثر وتدّ من قولها وأظهر ندمه على معاملتها بخشونة وقال لها : - اطمئني يا حبيبتي !ما كنت لأتركك تموتين من الجوع وقد كسرت ذراعك وأنا موجود في قيد الحياة .
وأخذ يضمها إلى صدره بذراعيه القويتين فيما كانت ابتسامتها الجميلة تبرق وسط دموعها المتلألئة . وقالت بلطف :
- أتعدني وتعاهدني يا حياتي ..!
فمسح وتد على شعرها وأجاب دون تفكير :
- أعدك يا حبيبتي وأقسم لك .
- وهنا مسحت سبب دمعتها بخد وتد قائلة :
- حقا؟ وما الذي سيجبرك على تنفيذ وعدك والبر بقسمك ؟
- له يا خفيف !!..أتشكين في مصداقية ما أقول ؟
- نعم أشك . وأريد منك توثيقاً لكلامك .
- حسنا ..أنا جاهز ، ماذا تريدين ؟
- أريد أن تمنحني إحدى ذراعيك هاتين لتكون في خدمتي بعقد بيع وشراء . وذلك كي أثق بوجودك معي حتى لو وسوس لك الشيطان بالتخلي عني .
وهنا ضحك وتد وقد أعجبته خفة ظلها وقال مستفسرا ً :
-وهل إذا وهبتك إحدى ذراعي ستتركين لي بعض السلطة عليها أم أنها ستكون في خدمتك أنت فقط ؟
- بل ستكون في خدمتي فقط طالما أنا أعاني من ( الخبن ) كسر الذراع ، فإذا شفيت ذراعي فذراعك لك وفي خدمتك أنت .
- حسنا ...أنا موافق .
وأحضر وتدٌ لوحاً طينيا ً رطباً وكتب عليه ما أملت به (سببٌ خفيف ) وهو كالتالي :
أقرّ وأشهد أنا الوتد المجموع أن إحدى ذراعي ستكون دائما في خدمة السبب الخفيف فقط في حال (الخبن ) ، فإذا زال الخبن عن السبب الخفيف تعود ذراعي لي . وعليه أبصم
وبصم كل منهما على لوح الطين ...وشوته سببٌ بالنار وأخفته تحت سابع ارض
روى ان ابا العباس ثعلبا وصم ابا العباس المبرد بكلام قبيح،فبلغ ذلك
المبرد فأنشد
رب من يمينه حالى..وهو لا يجري ببالى
قلبه ملآن مني..وفؤادي منه خالي
فلما بلغ ثعلبا ذلك لم يسمع منه بعد ذلك في حقه كلمة قبيحة
حرب باردة و
حنكة حرب
أحييك للنقل
التوقيع
دِيمَة سمحةُ القيادِ سكوبُ
مستغيثٌ بها الثرى المكروبُ