طال شجوي ..
وأدمعُ النُدّامِ والحيارى
مدى الدروبِ
واتقاد الجوى بغير لقاء
وبلا لهفةٍ تنير القلوب
تسلب الروح
نزعةَ التهيامِ
تتشظى حروفها الأمنيات
حيث لا مبنى ،
لا ربيع يقات
لا دواءٌ خـــلا الهروب
نحو ذكـــرى تردني للغروب
فكياني مشتت الأقلامِ
ليس يرضى بغير ربقة الأحلامِ
إيه أيّام لوعتي والعتاب
هل إلى حمائمي من إياب؟
فاحملي آهتي .. بواح ضميرٍ
كجناحٍ
مدى الدروب كسير
لملمي من عواطفي همهمات
كي ترقيني من نحيب الغمام
سائلي عن روائح الغابرين ودماء الأهلة النازحين
رجرجي همتي فما لي متاع
يمنح الدفء أو يزيح الضياع
إنها تمتمات بوح الحيارى
حاملاتٌ أرجوحــــةَ الأوهام
فهي حبلى
ولا وميض رجاء
إنما نزف وحشةٍ كالعَماء
أمطرَ الفجر سارقاً دعواتي
مستفزّاً يراعتي ودواتي
عله يترع السهاد فؤادي
ويحث الخطا بلا أقدامِ
سوف أبقى ليفقه الليل ذاتي
سوف أمضي
ولن يؤوب رفاتي
منهلي روح باللطائف تحدو
حيث أطوي بها مسافات حزني
ثم أسقيها من دموع العذارى والحيارى
مدى الدروب حيارى
عانقوا خاطري ومسك ختامي
واللام يا ليلي الطويل يلومني
كالميم ماستْ باسمه الأسماءُ
والنون نايٌ عند أنبار الهَنا
والآه هاءُ هتافها هيفاءُ
والواءُ في وهجِ الولاء وعاؤه
والياء في يمِّ النَّقا غنَّاءُ
49 - 140 - 182 - 1052
1423 هـ
(( الكامل ))
العجز من البيت الأخير هو كتابة التأريخ شعرا أو ما اصطلح على تسميته " الطريقة الجُمَّيلية "
أي إن النص كتب عام 1423 للهجرة ( والياء 49 ) ( في يم 140 ) ... وهكذا .
يا زهرتي :
ماذا سيكتبُ للعيونِ الناعساتِ شويعرٌ متبولُ ؟
ومتى وفاءُ الذات نعشقه
فلا من لهفةٍ إلا التي
فمُها لهُ في فجر أروقة الهوى تأويلُ
لا ريبَ تلتمس المواهبَ روحهُ الحيرى
وتلثمُ بهجةَ في ظلها البشرى
تعانق رقّةً
ممن لها بين الجمالِ مرابعٌ
وروائعٌ يحكي بها الترتيلُ
مستذكرًا ما بثه يومًا فؤادٌ مغرمٌ
ماهى جناح الأمسيات وملتقىً به
من صبانا معلمٌ
ومردّدًا للروح أحرفَ نبضهِ
مستشعرًا زهرًا يراقصه الفنا
لحنًا يناغمه الأصيلُ مع السَّنا
ولِحــدِّ أن أحيته قافية الرَّجاءِ بلا كللْ
يستنطقُ الأحلامَ والطرقاتِ
من وجعِ الغناءِ
وهكذا هو منطقُ الوجدانِ في لغةِ الأملْ
يشدو عن الأحبابِ والألحانِ
بل هي هكذا الأرواحُ لو معنىً سألْ
يا زهرتي :
يبقى انشراح الوصل غنّاءَ الأدبْ
وبلا سببْ
تهمي الكؤوسُ من الحَبابِ مشاعرًا
من تينةِ الذكرى وأفياء العنب
مما يجول بخاطر الشعراء مثل زواهرٍ
من ومضِ أفلاك الحياةِ
من الطيوب السالفاتِ
من القبب
فاستعلمي يا زهرتي أنفاس أسرار الهنا
فالليل ولى واستفاق الصبح
نادى بالنّدى قم للمنى
عانقْ تراتيل الضحى
قلْ زهو قلبي ما امحى
حتى يؤوب من العيون الناعسات
جنى الوصال
مع الدلال ، يهزّه الترتيلُ
أَجَمرةٌ صاحِ بينَ القلبِ والهُدُبِ
أم ذاك طيشُ المدى في حومةِ اللهَبِ
أم سُمرةُ الفجْر في الخَدَّينِ ظاهرةٌ
فما اعتراها نشيجٌ من صَدى العَتبِ
بلا .. تناهى بحبِّ الأرضِ صاحبُها
يمحو بهمَّتِه حمَّالةَ الكرَبِ
تعنو الشمائلُ أشذاءَ الجَنوبِ عسى
يُشمّر العزمُ عن وحي الضَّنى السَّربِ
وَيَرسُمُ الدَّمُ آفاقَ الفِدا فرَحًا
وكم تحبُّ المغاني غارةَ الطرَبِ
قلتُ انهضي بسمةَ الأيَّامِ واحتضِني
ضميرَ أهلِ الهَوى الفيَّاضَ بالحسَبِ
فَرْضٌ على الكونِ أن يُصغي بصائرَهُ
وأن تطوف المعاني صفوةَ الأدبِ
فليس يُدركُ فقهَ المجْد ذو سَرفٍ
تاهتْ أمانيه حولَ الكأسِ والعِنَبِ
يا أهلَّ ودّ الحِمى ، يا زهوَ ساريتي
ما كان من غيرةٍ تشدو بلا نَسَبِ
فكيفَ لو وطنٌ ناداكمُ ولهًا
جِراحُه انفجَرَتْ كالغيثِ في الحِقَبِ
وكيفَ لو مسَّ طرفُ الليلِ ماجدةً
وعينُ فلذتِها تهجو رحى السَّغبِ
بالأمسِ كنَّا لها ... ما راعَنا ألمٌ
فالأمُّ داعيةٌ ، والصَّبرُ زادُ أبي
لكنَّما وأدَ الأغرابُ قافيتي
والرِّيحُ مُصفرَّةٌ تلهو بلا سَبَبِ
والهَجْرُ للعُرْب في التهجير علَّمنا
بأن نؤوبَ إلى الوجدان في النُّوبِ
وأنْ تلوذَ بعينِ الطير مائدتي
حتى ولو أحرَقوا إيقونةَ الرُّطبِ
أجمرةٌ يا ابنَ قلبي ، تيكَ عاطفتي
خُذها حَبيبي بلا منٍّ ولا ريبِ
خُذْ كلَّ صَبري .. فلا والله ما هدأتْ
أنداءُ بالي ، ولا أجفى سَنا شهبي
حتى نزفَّ إلى بغداد عافيةً
دارِ السَّلامِ ، نُحيّي شاعِرَ العَرَبِ
نحكي المودَّاتِ ، نسقي كلَّ متَّثقٍ
وارى المعاناة بين الطين والتُّرَبِ
نعانقُ الصَّفوَ في زوراءِ ذاكرتي
أو في دروبِ أقاحي دوحةِ النُّجُبِ
منها نُناجي الذي الفيحاءُ تغبطُه
وكانَ ما كانَ من سيَّابه العذبِ
أو نَركِنُ الظعنَ في ( الحَبَّوب ) ساحتِه
كبير حاضرةِ الإبداعِ والكتبِ
نزور مهد عليٍّ دون تقدمةٍ
فليس من مَثَلٍ وافاه بالرتبِ
يطيبُ في كربلاء الحُسْنِ منطقنا
وكيف لا وشهيد الحق في القببِ
ويا ربيع الغوالي من شمائلنا
عطر الصبا وغيوث الرِّوحِ يا أربي
هذا القصيد وهذا شطر خاطرتي
أمِن وصال يُماهي جمرة الغضبِ