السحور في الجزائر
يعد السحور من السنن النبوية الشريفة التي أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بالمداومة عليها لما لها من فائدة على جسم الصائم، والجزائريون على غرار باقي الشعوب الإسلامية يحرصون خلال شهر رمضان الكريم على التسحر، خاصة وأنه صار من بين العادات الجزائرية لتميز طاولة السحور عن باقي طاولة الإفطار.أطباق مختلفة قبل موعد الإمساك
بعدما تنتهي سهرة العائلات الجزائرية، تقوم ربات البيوت بالتحضير لطاولة السحور التي تتميز بأطباق عديدة حسب كل منطقة وكذا رغبات أفراد العائلة، ولعل طبق الكسكسي من بين أبرز الأطباق التي تتزين بها طاولة السحور، حيث تعكف ربات البيوت على تحضيره لعائلاتها من أجل التسحر به وذلك كون إعداده يكون بطريقة سهلة ولا يأخذ وقتا كبيرا، إلى جانب أنه لا يسبب أضرارا للصائم، حيث قالت أغلب ربات البيوت إن طبق الكسكسي هو المفضل لدى أفراد أسرتها على الأطباق الأخرى، لذا تقمن بشراء الكسكسي قبل شهر رمضان الكريم ومنهن من تحضره في البيت، ويختلف أكل طبق الكسكسي من شخص إلى آخر، ولكن الغالب عليه أنه يؤكل باللبن أو الرائب وكذا البطيخ وهي الطريقة الأشهر خاصة في السحور، فيما تفضل عائلات أخرى تناوله بالمرقة مع الدجاج أو اللحم.
من جهة أخرى، تختلف طاولة السحور عند بعض العائلات التي تفضل تناول ما تناولته في الإفطار، أي تقوم بالتسحر بالشوربة والطبق الثاني، أما عائلات أخرى فيكون سحورها عبارة عن فواكه وحلويات فقط، بينما تفضل عائلات أخرى التسحر في وقت السهرة ثم النوم.
مخابز لا تنام ليلا بسبب السحور
لقد بات السحور أمرا ضروريا على كل صائم، كما أن العديد من العائلات صارت تفضل أكل الحلويات وكذا ما يصنعه الخباز على تناول الأطباق الأخرى، الأمر الذي جعل العديد من المخابز تقوم بتكييف ساعات عملها حسب متطلبات الزبائن، حيث باتت أغلب المخابز تعمل ليلا من أجل تحضير ما يطلبه الزبون خاصة فيما يتعلق بحلويات المخبزة كالبريوش وغيرها من الحلويات التي صار المواطنون يتهافتون عليها بشكل كبير ساعات قليلة قبل موعد الإمساك، حيث قررت العديد من المخابز العمل طيلة الليل لتحضير هذه الحلويات، حيث تفتح أبوابها ابتداء من الساعة الثانية وتستمر إلى غاية آذان صلاة الفجر، وفي حديث متصل مع بعض الخبازين، قال هؤلاء إن المواطنين يقبلون بشكل كبير على شراء الحلويات التي يحضرونها من أجل تناولها في السحور
وأضافوا أنهم يقومون بتحضير هذه الحلويات ابتداء من منتصف الليل ثم يفتحون محلاتهم للزبائن الذين يتوافدون عليهم يوميا، وقال الخبازون أيضا إن توقيت عملهم هذا يكون خلال شهر رمضان الكريم فقط نظرا لعادة السحور التي تعكف عليها العائلات الجزائرية طيلة شهر الصيام.
شباب يفضلون التسحر بالشواء وفي مطاعم السحور
انتشرت في العامين الأخيرين ظاهرة الشواء بشكل كبير خاصة خلال شهر رمضان الكريم، حيث يقوم الشباب بتناول الشواء في السهرة وكذا مع اقتراب أوقات الإمساك كبديل عن أطباق السحور المعتادة، حيث تنتشر محلات الشواء بعد الإفطار مباشرة لتعج بالشباب في مختلف أعمارهم، وفي حديث متصل مع بعض هؤلاء الشباب قالوا بأنهم يتسحرون بالشواء كونه أكل خفيف، إلى جانب أن سعره يساعد الجميع ويمكن للزبون التحكم فيه حسب الكمية التي يتناولها، إلى جانب أخرى تفتح بعض المطاعم أبوابها خلال أوقات السحور، حيث تستقبل الزبائن الذين يسهرون ليلا كما يقصدونها العديد من عابري السبيل الذين يعملون ليلا أو من يكونون في سفر خلال شهر رمضان الكريم.
رمضان كريم
كل عام وانتم بخير