وهي التي مجّت دخانها الموبوء بالدمع واغتسلت بطفولة أنوثتها طهت مرافئ النّمارق بشغب اللّيلك
وبعثرت الثلج في حِياض الحنين عالقة في أحاجي صوته تسد رمق النداء بقبلاتٍ مشفرة قدماها الصائمتان لاتُلامسان رصيف طينته وانسحاب آمن ينفرط منها في تلابيب أدغاله
وسط حشدٍ من رغباتٍ يساورها بالتّفشي فيه ضياعاً
دمعي ودخانها وطفولة انوثتها رسمت لي خرائط من أوردتي وتسمرت عند مرافيء النمارق لتفرغ ما يحمل صدري من حنين لصوتها المغناج حين تكسّر وهي تركض وراء خيوط الشمس بقدميها الحافيتين علّها تتعلق بتلابيب أدغاله لينقذها وحشد الرغبات من الضياع لا أدري بِمَ سحرنا الكاتب وأرانا مالم نر من قبل ومن أي نبع أو سروٍ جاءنا بالمعين .. وبأي مجدافٍ أبحر بحرفه ليوصلنا الى هذا التنوع في مناخات الأبجدية ارهاصات وانفعالات في مسك بوصلة الحرف واتجاهه علنا نبقى ممسكين بخيط النجاة قبل أن تضربنا عاصفة رعدية تحجب عنا رؤية ذوائب الشمس
تحاياي ولي عودة بإذن الله
كل الجهات جهة واحدة لقلب تشرق شمسه
رغم العتم .. جهة كمرآة ساطعة نرتب لها أنوثتنا البريئة
ونغري بها مواسم الأحلام حيث يسقط النداء
وتخشع الكؤوس العطشى لماء السراب ..!
دعني أصف عقود الورد على براح ضفافك
وأتكئ على عشبك الأخضر علني أحظى بنفس أبعد
وحرف فخيم
سلمت أستاذنا القدير وسلمت متابعتك المدهشة
أرق التحايا المضمخة بسلاف الياسمين
كان طيفاً يمسّد حبل الوريد بتسلقٍ أعرجٍ لهاوية قمتها كبقعة زيتٍ عابرة يتكبد عناء الطفو فوق مواجعها -------- أي خيال رسم هذا البنيان الرائع ,اللون البنفسجي للحرف الجميل,لا اضنه مصادفة مع جمال الحرف ,اجمل الرسم الرسم بالكلمات,واجمل الوجد حين يكتب بالحرف واللون معا حقا لم يكن حلما ذاك الذي يفاوض اصابع اليقظة,فالاصابع رمزيتها اليقظة,وشهقة هلامية الطقس رائعة الصورة,والطقس هنا ليس الأنواء,بل المزاجية حينها واضحكتني والله هذه الصورة الماكرة التي كتبت ..للرحيق الماكر على جذعها وتلك الصورة لحبل الوريد ..بتسلقه الاعرج..فما بين نقطتين يكون الخط المستقيم هو الطبيعي أما الاعرج..فأما ..اتركه لقلب الكاتب فهو الاقدر بتفسيره .. وعندما تكون هاوية..وقمتها بقعة زيت!!كان الله في عون من طفى على سطحها نصا اكثر من رائع.. هذه المرة لن اجازف بذكر الاسم..لا اريد ان احظى بمعرفته التي اتشرف بها.ولكني بنفس الوقت لا اجيد اللعب في لعبة التخفي للحرف الجميل تحياتي وللقلم الجميل اعجابي وللروح التي كتبتها ارفع قبتي احتراما لها وللغالي ابو صالح تقديري تحياتي..(بس لا سويته مرة اللخ) ولولدنا الشاعر المبدع علي التميمي تقديري وتحياتي
أديبنا القدير صاحب الحرف الغزير والروح الجميلة
قصي المحمود ..
مرورك يحمل للنصوص مواكب الهدايا فيطمن الحرف له وبه
فدوما لك رؤية خصيبة تشبع المعنى حين تسبر أغواره بالضوء
..
محظوظة وحرفي بكم ياقدير
،
أما عن لعبة التخفي فالنص لم يكتب لهذه الزاوية بل كان آخر ماكتبته هذا وقصيدة تفعيلة وقد خيرت سيدي العمدة بينهما فاختار النثرية ..
عن نفسي ليس بمقدوري استحضار الحروف وإن كانت سيولة ومهارة أفتقدها كليا ،
شفت ياقصي أبو صالح مظلوم ازاي هو وعصافيره الحلوين
إلي عمرهم ماضللونا ولا وجهونا لتخمينات خاطئة ههههه
..
صباح الود الصافي يارائعين
كأن هناك غيمة تغطي نجوما واقمار
لا اريد ذكر اسماء خوفا من السهو!!
ولكننا نفتقد المرور لأنيقات النبع وفرسان الحرف
كانت الحضور يفوق التصور بروعته وغزارته
قوافل التحايا المضمخة بالياسمين لكل من خط حرفاً
لكل من مر صامتا .. لكل من ترك عطرا .. لكل قراءة أغدقت وأفاضت ..
لأدباءنا وأديبتنا وزوارنا الأفاضل
منثور الورد أرشه على محياكم
لمَا استباحت الجهات الكاذبة شراع قلبها
لمَا ركضت بخلخال الوقت التالف
لتلملُم البسمات من أعماقه كيف تسقط في إسفنجة حرمان
تلعق ماء جوارحها قبيْل انفراج العناق
في جسد المساء
.....
أينما أدارت وجهها ثمة كذب مخيب للآمال
يستبيح قلبها المتكئ على أرائك الحب
ركضت تسابق خطى الوقت وما تبقى لها منه
في محاولة للملمة البسمات من داخلي تضعها في سلة حرمان
في مساءات اللقاء و غياهب العناق
راحت تقبل كف حظّها ممتنّة لأثمن وقت .
تتساقط رطبا حروفك نلتهمها بتوق .. جميل انت لأبعد حد .
الجهات شعور جارف يفتح القلب للريح ويفضي للمسافة رنة الخطو العاجز على اختراق الوقت المتنامي في فرحة تغمر قلبها بلقاء لاينفذ ..
،
سأتأبط تأملاتك ياعلي علها توصلني لما سقط مني من شعور وتفتح لي باب صحوة أشرق منه على الحرف من جديد
..
كم أسعدتني هذه القراءة الواعية وهذا الإلتفاف الشفيف
في حضرتك يطول شكري
الذي لن أكف عنه
تراتيل المودة لشخصك النبيل
نصّ نثريّ به صناعة بلاغيّة دقيقة واستعارات تضع معانيه في صور يحسّها المتلقي منذ مباشرته له.
فهو ثريّ" اللّغة قويّ العبارات وقد اتقن كاتبه في صياغتها تما يُظهرُ براعته وصدق إحساسه ولعلّي أسوق هذه المؤيدات من النّص لهذا
يقول الكاتب
لم يكن حُلماً ذاك الذي
يفاوض أصابع الإختناق بشهقةٍ هلامية الطقس
ويصلب قبعة رحيقهِ الماكر على جذعها المائل
فهناك صنعة لفظية أفضت الى المعنى والصّورة الشعريّة المراد التّعبير عنها
فالإستعارة للمفاوضة وأصابع الإختناق ...والشهقة الهلامية كلها تدفع بالمتلقي الى الوقوف على الصّورة الحسيّة الوجدانية الإنفعالية للكاتب بما يجعلها قريبة تلامس أحاسيس هوهو يقرأها .
دون أن ننسى الجملبة التي استهلّ بها نصّه
لم يكن حلما ذلك الذي....
كان طيفاً يمسّد حبل الوريد بتسلقٍ أعرجٍ
لهاوية قمتها كبقعة زيتٍ عابرة يتكبد عناء الطفو فوق مواجعها
فالإجابة والإخبار عن هذا الذي
كان طيفاً يمسّد حبل الوريد بتسلقٍ أعرجٍ
لهاوية قمتها كبقعة زيتٍ عابرة يتكبد عناء الطفو فوق مواجعها
وقد جاءت العبارات
يمسّد....بتسلّق أعرج....هاوية....قمّتها زبت....يتكبّد ...عناء الطّفو ....فوق مواجعها
معتمدة على التّشبيه والمجازبأنواعه موحيّة معبّرة على الحالة النّفسية العسيرة مقدّمة وطأة الوجع والشّجن بصورة دالّة.
ليتواصل النّص على وتيرة لا تخلو من توليد لمعاني المكابدة والحزن والضّياع
ومن الصّور الإستعاريّة الممتازة
يُدحرجها
حيث يخبئ صوتها المكسور بين ذراعيه هدأتها أمواجٌ غجرية
والشاطئ حضنهُ جاحظ(فالعين تجحظ عجبا ربّما...حيرة....ذهولا ) وكذا حضن الشّاطئ...فالحالتان متشابهتان متعاونتان على تجسيم الوضع
ولولا.....لما
يجيئ إستعمال هذه الصّيغة الصّرفيّة لتكسب النّص روافد جديدة ترتّب لوجع أكبر ومكابدة أعتى وأقوى
لولا حُلمها الممزّق في القصائد
لمَا استباحت الجهات الكاذبة شراع قلبها
لمَا ركضت بخلخال الوقت التالف
لتلملُم البسمات من أعماقه كيف تسقط في إسفنجة حرمان
تلعق ماء جوارحها قبيْل انفراج العناق
استباحة ...ركض ...لملمة.....لعق..
وهي كلمات ايقاعاتها على النّفس قويّة...
ويتواصل النّص بكلّ عناصره اللّغويّة من تراكيب ومشتقات وأفعال وصيغ ليفيض وجعا وشجنا وخيبات وانكسارات
وقد وفّق صاحبه في التّعبير عن صراعات نفس وهمومها ...وقد ساد أسلوب كتابته كما أسلفتُ القول صناعة لغويّة دقيقة أبرزت معانيه ووضعتها في إطار أبداع فريد
فكلّ التّقدير لكاتبه الذي أمتعنا به على شجنه
نحتاج أن نقف في مهب المطر مطولا .. أن نتبلل كلياً
أن نتنفس عميقاً إلى أن نتنعش ذراتنا وتمتزج تربتنا بالماء ..
..
هو أنت يادعد الأصالة
حين ترقرقين النصوص بحنو أم على صغيرها
فتفضي لك بسرائرها
حين تهطلين كالصيب النافع على جفاف سطر فتزهر الرياحين
وتخضوضر الجهات ..
ماأروع ماتحملين بين جنباتك من روح بيضاء تطبع بصماتها
في كل زخة حرف .. ماأروع قلبك النهر الذي لاحد لعطائه وجوده ..
اشتقت لك كثيراً أختي وأديبتنا وناقدتنا الوارفة دعد كامل
تزينت وتباركت الصفحات بتجلياتك يادعد وتعطرت الروح
لآخر حبات الندى
فشكري هالة ضوء ومشكاة عطر ترافقك أينما وجهت وجهك ..
ممتنة ياذات النقاء والنور