لا تسلها ، جمالُها في قصيدٍ
يخلبُ اللبَّ سامقًا في تأنّي
ينشر العِطرَ رفعةً وسموّا
سابرًا ومضَ فكرتي دون إذنِ
فالمباني تشرّفت بالمعاني
فتلاقى الهوى وربّ التمنّي
وارتقينا سحائبًا ، وارتقبنا
مِسك غيثٍ يجبّ قحط التجنّي
إيه قلباه – والمها تتلهّى –
لا تسلها ، قد اكتفيت ، وإنّي
جاعلٌ ذكرياتِ دمعي خليجًا
تتراءى به جراح ابنُ جِنّي
حيثما عادني رويتُ شجونًا
وعزائي مهجّرٌ منذ قرنِ
يا لَعيشٍ يهشّ وزرَ الخطايا
مسرفٌ مُرٌّ غارقٌ فيه دِنّي
يا لَعُمْرٍ قضيتُه في اغترابٍ
كيف أسلو ، وقد قتلتك ظنّي ؟
لا تسلها ، شواردي تتبدّى
وأسانا مطوّحٌ فيه ذهني
لات منجىً من الدروب اللواتي
تتعرّى ، بها تسربل حزني
تلك خمسون ما فقهت رؤاها
ملء شرح الجوى تواجد متني
قيل صبرُ اللبيبِ ما كان يفنى
قلتُ قهرُ الوجيب يمحقُ شأني
قيل ذكرُ القلوب مشفى العوادي
قلتُ مهلاً فما تباعد عنّي
فاكظم الغيظ يا أثير القوافي
وانظم الحال ، بالعوارفِ عِظني
وارسمِ الآن مهجتي من يراعي
واجتذبْ آهتي ، شآبيبَ مُزني
لا تسلها ، فما هجرتُ سماها
تلك يا صاح من مثابات فنّي
يوم أن دالت دولتي فحملنا
راية الشِّعر فوق ظهر المِجَنِّ !!
وشكوتُ الخلاصَ ذعرَ الليالي
علّه ينجبُ اللقا ، قال دعني !
فجراحي من المدى مترعاتٌ
وزماني بلا حياءٍ يغنّي !