الغالية كوكب البدري
مررت وقرأت ما دار بينك وبين أستاذنا حسن العلي ....
وصدّقي يا كوكب أنّي تململت لأجد منطقة وسطى ألوذ بها
ولكنّي ....
لكنّي مثلك تماما شعرت بانقباض يلفّني ....
ولست أدري يا كوكب الى أين نحن سائرون والى أيّ المخاطر سيستقرّ بنا غول التّقنيات الحديثة التي وان كان لا مناص منها فهي ذات سلبيّات .وبها سنفقد يوما ذواتنا لنصير في تلابيبها وجلابيبها ...نبحث عن أنفسنا وآدميتنا ...وربّما أصابعنا التي نمسك بها القلم فلا نلحقها ..
أهلا ومليون سهلا بأستاذتي المبهجة لقلبي دوما
نعم هو ماتفضلتِ به ؛ الخشية من الاستلاب الرّوحي والجمالي
ربم لأننا لانصنع هذه التقنيات نخشاها
نعاملها كالغريب الذي يحاول أن يحل محلنا في منازلنا وبين أوراقنا
فهل هذا هو ماسيحصل ؟
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
أصدقك القول يا كوكب فقد داخلني شعوربأنّ العلاقات البشريّة لم تعد نابضة ولا مباشرة في ظلّ هذا التّقدّم الرّهيب الذي يغزونا في مجال صناعة الذّكاء الإفتراضي والإصطناعي الذي أصبح متفوّقا على الذّكاء البشريّ
فقدرات الكمبيوتر تتضاعف من يوم الى آخروتقدّمها على حساب الدّور الذي نقوم به نحن بني الإنسان
أتدرين يا أخيّتي ما ذهب إليه الدّارسون والباحثون في إبداعات الكمبيوتر فقد بلغ حدّ القول أنّه سيحلّ بيننا زمن نفضّل فيه التّعامل مع الإنسان الآلي أو مايصطلح بتعريفه[الروبوت]
وستكون طرق التّواصل معه أمتع وأشدّ تنوّعا وإثارة
وأنّ الواحد منّا يا صديقتي الغالية يمكنه أن يأتمن تاريخه وهويّته وهواجسه وأسراره له دون أن يخشى غدرا ولا خيانة .
فكلّ المؤشرات اليوم قويّة في الإنذار بأتّساع هذا النّمط من العلاقات والتّواصل .فكلّ الجزع ممّا سينتج عن هذا من متاعب ومخاطر تهدّد وتنسف وجودنا البشري الإنساني والفيزيقي.وكذلك ما سيرافق هذه الخطوات التكنولوجيّة المتقدّمة من تغييرات ثقافيّة تحجب حرارة العلاقات البشريّة
بين انسان وآخر لتطوّرها وتبثّ فيها الحياة بكل خصائصها في الإنسان الآلي.
وما أشبه [جاليتا العصر اليوناني]ُ بربورت القرن الواحد والعشرين القادم إالينا على مهل .
أهلا بكِ مجددا سيدتي
قلقكِ في محله وهواجسكِ واقعة ، بل هي تحصيل حاصل لتسارع هذا الجنون الرّقمي المؤدي إلى أرباح مالية في خزائن شركات معينة وإلى إفلاس روحي وثقافي بين الشّعوب وبالأخص شعوب الجنوب التي لاحول لها ولاقوة وليس لها محل في هذه الثورة التكنولوجية غير أن تكون سوقا لهذه المنتجات ...
في الطّفولة كنت أقتني سلسلة ( العالم غدا ) التي كانت تصدرها دار ثقافة الأطفال عندنا في العراق ، وحين يتم الاعلان حاليا عن ابتكار ما تعود بي الذّاكرة الى الوراء ، بل تعود لأغلب ماشاهدته من أفلام تتحدث عن سيطرة الآلة على الإنسان بل على كوكب الأرض كله ، وكلما تقدمت التّكنولوجيا أكثر كلما هجست : ها قد اقتربنا من عالم ( الكابتن باور )
سلمتِ وسعيدة جدا بمداخلتك ونقاشك
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
كوكب العزيزة
كلّ الشّكر لك ولإهتمامك بما أطرح تباعا ....
فأنت يا كوكب تدفعين بحراك فكريّ رائع هنا وأنا سعيدة بهذا الفيض من الافكار والنّقاش ...
فوالله يا كوكب كأنّننا نجلس مباشرة مع بعضنا ونحتسي فنجان قهوة....
وما يفرحني أن وهج عواطفنا وصدق تواصلنا سيقهر هذا العالم الإفتراضي الرّهيب الذي لن ينجح في تخشّب أحاسيسنا ....
سلمت يا غاليتي ....كم لذيذ التّواصل معك يا كوكب ..
يكاد التقدم التقني يقربنا كبشرية إلى الله عز وعلا .من باب تفهم ( وفوق كل ذي علم عليم ..) ...ففي الجنة وأدعو الله أن تكون من نصيبنا جميعاً هناك درجات وعلى سبيل المثال قاعدة ( إقرأ وإرق من الرُقي )
نعم درجات وعندما وعلى سبيل المثال إن أراد احدهم أن يتحدث مع الآخر فلا الذي بالمستوى الأدنى له الحق الصعود للدرجة العليا ولا الذي في المرتبة الدنيا يمكنه النزول لما هو أدنى ...الحل يتم بتقنيات متقدمة لم نصل إليها بعد خلال اللقاء كما اللقاءات التلفزيونية الحالية
العلوم في تطور شديد بل وفي تنافس حاد ...ويتجه العالم اليوم لجعل الطاقات المستغلة متجددة ونظيفة والناتجة طاقات يمكن إعادة إستخدامها أو التخلص منها وهكذا من باب إدارة النفايات سواء على مستوى التلوث pollution أو الإشعاع radiation
ولكن لي تساؤل لطالما تم طرحه في المداولات الحياتية ,,,هل الشجاعة الحقيقية تكمن في السيف أم في تقنيات الأسلحة ذات التحكم عن بعد ؟ ..ولكن من باب ( وأعدوا لهم ...) يمكننا تقبل هذا الأمر ..
شكرا أستاذنا حسن العلي لما تفضّلت به من الوجهة الدينيّة الصّرفة ....فتطوّر العلوم نحو الحداثة والتّقدّم في العلم هو بتسخير ربّ كريم لأنّ النّفاذ اليها هو بتيسير من الله
قال تعالى
((يامعشر الجنّ والانس ان استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لاتنفذون الا بسلطان فبأي الاء ربّكما تكذّبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)) الرّحمان 33
ولابدّ للإنسانيّة أن توظّف هذه التّقنيات التّوظيف الحسن.
شكرا لهذا الحراك الفكريّ الذي أسهمت فيه بقوّة وهذا هو المبتغى من طرح المواضيع ...