شاعرتنا المتألقة والمتفردة إبتهال بليبل
لا بد من المرور مرة أخرى على هذه الرائعة
.................
في رأسِ القَلعَةِ ،
سِجْنٌ صَغِيرٌ
وسَجّانٌ يَحتضرْ
قَبضَةُ سَلاسِلَ مُعَتّقةٍ بِعَرقِ أيَادِيَ
ضَائِعةٍ
نَبَشَتْ سَنَابِلَ القُرونْ
قَلعَةٌ ... ٍ
تُحصي أَقدَاحاً
تَأَرَّختْ بِجُنُونِ السُكْر ِ
وعَطَشِ الحَنَاجِرِ
المُختَنِقَةِ بِرِمالِ الذكرى ...
.....................إبتدأت بوصف المكان وصفاً دقيقاً رائعاً باستخدام صور وأدوات شاعرة متمكنة من أدواتها وثقافتها الواسعة .قلعة باتساعها ، رأسها عبارة عن سجن صغير فيه كل معدات السجن الحقيقي (سلاسل ،أيادي مكبلة،سجان ....) ،ثم تنتقلين بالكاميرا إلى حيثيات دقيقة كعادتك في شعرك مشكلة صورة فسيفسائية كبيرة ومركبة من مجموعة من الصور الصغيرة .
هُنَاكَ ...
عِكَامُ الرُّوحِ
التصَقتْ بمَعَاطِبِ الْغَرَامِ
َتنَاؤُشُ ثغرَ أَنفاسِهِا عَنْ طاسِ نَبضِهِ
المُبتلِّ بحَميمِ الْحِنْثْ ...
هُناكَ ...
ظلامٌ يلهثُ ...
من خلفِ صَوتٍ يَحتَضِرُ ...
مُتهَدِّجاً صَوبَ لَوحِ حَنِينٍ مَخْزُومٍ
بشَريعَةِ دُمىً
تَمُوءُ بذَئِرِ العَابِرينَ ..
بِرُعودٍ وَوعودٍ عَمْيَاءْ
أَمَنَةُ نعاسِ الضَّوْءِ
الآتِي مَعَ الرِّيحِ بِأَبخِرَةٍ
يحتَلُّ الأَلَمُ فِيها عُرُوقَ التَّأَلُّهِ
تَعُودُ وتَستلقي في مَشاهِدِ
تفَضُّ شراسةَ البَردِ بخُطى الشَّمسِ
وتُكَبّلُ شُعَاعَها بعمقِ آوانه
.................................
ثم تبدأين بطرح المعضلة وتفاصيلها الدقيقة .إنها معضلة حب مزمن ولكنه قاحل مثل الصحراء.وتستخدمين كعادتك المتناقضات بشكل متقابل وجميل ،ولا بد من اقتباس من القرآن الكريم يضفي جمالاً إضافياً على الصورة الجميلة أصلاً.(أمنة نعاس ، ظلام،ريح،شمس،برد،رعود...)
...................
أيُها الشَيخُ ..
هل لي بمَسرَح ِ ذاكرتِكَ ؟
كي أسُدِلَ سِتارَ كَفَنِهِ عليَّ ............مقطوعة معترضة ولا أجمل في تصوير حالة اليأس
..............
قربَ سريرِها ...
تَمُرُّ فَراشَاتٌ
أَنهَكَهَا عبورُ النّوافذِ
صغَارٌ
مَلامحُها خُرافيَّةٌ
بَقَايا أَطيَافٍ وَنسورٍ
في لَيلِ غيابِكَ المُكتَظِّ بالصُّخورْ
تَاهَ الصِّغَارُ بين الصخورْ
وارتَدوا ثَوبَ الشَّيطانِ
وتستمر سيمفونية الألم بصور رائعة مبتكرة
ينتَصبُ الطُّغيَانُ ..
وَسَطَ الجسدِ تقفُ القلعةُ
ووسطَ القلعةِ أَتوهُ عن فِراشي
ودُونَمَا حُلُمٍ
أودُّ لو أسقُطُ سَهْوَاً فِي بَلَقِ النارِ
لألمحَ ظِلَّكَ يتمايلُ
بين أَصفَادِ الجَمْرِ خلفَ جدارٍ
طَوَّقَ حَدائقَ الرُمَّانْ
أَنتَظِرُكَ يا هَذيانُ صَبْراً
عَلَى وسَادةٍ يَتِيمةِالفجر
.............
وتأتي الخاتمة حزينة ومعبرة بشكل إبداعي عن حال تلك المرأة العاشقة حد اليأس
............
أتمنى أن تتحفينا دائماً بنمير حروفك العذب سيدتي
تحياتي العطرة واحترامي