قصة وقصيدة \ مع الشاعر الفلسطيني المميزالوليد دويكات

هنا أنا / على ضفاف حروفكم أمارس التنفس ..
وهنا / تتمرد كرمل على الطغاة وتُجدد إعلان ثورة ...
وهنا / نشعر في الوطن القابع خلف القيد ..
أنَّ هناك من يسمعنا ويتلمس جرحنا الغائر فينا ...

شكرا لنبضكم ...

- الشاعر الراقي عبد الناصر النادي

- الشاعر الراقي مدني بوحريس

سعيدة بتفاعلكما الجميل والسريع ..ومشاركتكما لهذا الملف فبكم
ومعكم نحقق الفائدة والتواصل ..

سننتظر معا مداخلة الشاعر الراقي محمد ذيب سليمان

ليقدم لنا الشاعر الضيف الشاعر الوليد دويكات رأيه بما تفضلتم به..

وشكرا لك من يتابعنا مع تقديري واحترامي

السيدة الحنون الفاضلة عواطف عبد اللطيف
المتمزة دائما والغالية على قلبي سفانة
شاعررنا المبدع الولد دويكات ولجنة الحوار

مازالت الدّموع تجول في محيط جفنيّ بعد قراءتي القصيدة وقصتها
ومازال في القلب غصة على زهورنا التي تتفتح على صوت الرّصاص ودوي المدافع
فهل أكرر السؤال والمراثي؟
وهل ستغب قريبا هذه الصّورة عن هواجسي وخاطري ؟ 0 رغم أنّها ليست جديدة بل متجددة في كل ساعة هنا وهناك ...
لاأستطييع الكتابة أكثر فقد مللت تساقط الدّموع ...

اعتزازي بالجميع هنا

اعزائي

..كرمل.. القصيدة ..كرمل الفتاة الجريحة.. كرمل الالم الفلسطيني الازلي الذي لا يهدأ
بكيت بكيت حتى الثمالة وانا اشاهد كرمل تحتظر من بين القصيدة المدماة المكتوبة بدم كرمل ماذا يمكن ان اقول وانا اشهق بالكلمات لشاعر يكتب بقلبه لا بيده رائعة رائعة القصيدة والقصة وفلسطين وك .. ر.. م ل

اهديكم ما كتبت يوما عن طفل فلسطيني

يا لله بقدر تألمي بمعنى الحكاية

بقدر ابتهاجي بمبناها

ومن هنا يا سيدي كنا خير أمة أنزلت للناس

الرائع الوليد : أوجعتنا يا صاحبي وأمتعتنا

لك وللجميع الحب والتقدير

الأخوة الأحبة كل باسمه ومسماه .. وكلكم خير
سلام من الله عليكم ورحمة وبركة
أعتذر لتأخري قليلا لأمور الزمتني

كرمل .. وأي اسم هذا الذي اختاره والدها لها وهل كان يعلم ام انه قصد أن تكون هذه الفتاة ,
رمزا لأرض ما زالت منزرعة في الروح ومرتبطة في نياط القلب
كرمل المكان .. ارض على الثرى الفلسطيني والذي أضحى فيما بعد اسما لطفلة حملته وكبرت
وهي تحمل الهم الفلسطيني بترابه وسمائه .. وكبرت كرمل لتكون حاملة الحجر ومدافعة عن كرمل المكان
جاء اسمها عنوانا لقصيدة ووجع لفارس هذا النص الوليد دويكات الذي طالما زود المتابع
بنصوص تحمل الوجع الفلسطيني والهم الكبير الذي يملأ القلوب والأرواح



لن تختطفني من دمي
لن تستريح كما الدموع على وتر
لن تستريح من السفر



لن تخطفني من دمي وحين نتعمق قليلا ندرك ان الدم والنفس متلاصقين ومتلازمين
وحينما يقول " لن تخطفني من دمي " فهذا العمق في المعنى يقول بمدى ملاحقة العدو للنفس الفلسطينية
حين يريد ان يخطف النفس من ذاتها فأي جرم هذاالذي يحمله واي كبرياء يحمله ذلك الفلسطيني
في مقابله حين يقول " لن " هو رفض المتمسك والمقاوم القادر
ويقول الشاعر


وجعي كما غُصنٌ تناثر في الحقول
حزني كصوت قرنفلة
يا عابرين على الجراح
مهلا هنا

ويشرح الشاعر بتكثيف كبير مقدار الوجع الذي ملأ الحقول
هذه التي يستخرج منها الناس قوت يومهم اذن اراد ان يقول
اننا - باختصار حين خصص مفردة الحقول - نتناول الوجع كل يوم
مع قوتنا اليومي الذي ترفدنا به تلك الحقول
ويطلب من كل من يمر ويقتات من الوجع اليومي ان يتريثوا ليستمعوا الى حكايته

زيتونةٌ تبكي على مرأى الورود
هذي حكايةُ عاشقة
حملت حجر
هذي حكاية عاشقة
ذهبت هناك
صوب الحواجز والجنود
وسلاحها
كانَ الحجارة والإرادة والشجن

" زيتونه " ولم يطلق عليها اسما آخر كأن يقول تفاحا او برتقالا او صنوبرا مثلا
وهذه رمزية شديدة الدقة فاختيار الزيتونة كرمز كان يعني الكثير للفلسطيني
الذي يعي معناها في قاموسه القروي والتاريخي واليومي .. هي الشجرة المعمرة
الذي ورد اسمها في القرآن وغير متساقطة الأوراق ظلها دائم وخيرها عميم ..
ثم انها فوق ذلك وفي حالات كثيرة منعت المستوطن من مصادرة الأرض
حيث كانت اسرائيل تتوجه الى الأرض الجرداء لاستملاكها ..
وفوق هذا فهي مصدر الرزق بزيتها الذي ورد دون غيرها في القرآن
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم" شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ... "
وبكل هذا الشموخ الذي تحمله هذه الشجرة "
الـ "كرمل " فقد كانت تبكي على مرأى صويحباتها على ما آلت اليه اوضاع الوطن
فما كان منها الا حمل السلاح المستطاع للدفاع عن الأرض والإنسان وما كان السلاح سوى حجر
ولنا ان نتذكركيف كان لذلك الحجر الخارج من رحم الأرض من زخم وتأثير


قامت تغني للوطن
فأتت إليها في المنام رصاصة وشظيتان
تلك الرصاصة لم تصبها وحدها
كانت أصابت حلمنا المنثور فوق الأمنيات
ودقيقتان
بيني وبينك يا ابنتي

الله . الله ما اجمل عزفك أيها الشاعر وانت تصور محاربة العدو بالغناء بل وأي غناء هذا الذي يقوم به المقاوم
ثم .. كيف يصور ان ما يطلق ذلك المحتل من رصاص اذا اصاب جسدا فلسطينيا فكأنما
اصاب الحلم الفلسطيني بالتحرر وبناء المستقبل بوجود وطن
ويذكر بان المسافة بين اصابتها وتواجده كانت قصيرة ولم تتجاوز دقيقتين ولهذا نراه ينتقل الى وصف قصتها
وحالتها كمصابة وحالته الشعورية كمشاهد ومتابع حينما حملها في سيارته لنقلها ,
واسمع معي هذا الشعور الأبوي الذي تملك نفسه وروحه وهو يقول

لا تستعدي للغياب
هيا استمري في التنفس والشهيق
يا موتُ غادر من هنا
دعني أفاوضك الرحيل

ويدخل في توصيفها بطريقة مغايرة تشد المتابع وتستفز احلامه ورؤاةه وهو يدخل في
تصويرها ولاحظ مفردة " العز القديم" وما تعيد الى الذاكرة من معان جميلة وكبيرة
ولم تكن مفردة ككل المفردات

كرمل فتاةٌ حالمة
في أذنها قرطٌ من العزَّ القديم

وهناك حشدٌ من جنود
وبنادقٌ تصطاد في أرضي الورود
كرمل أصابتها الرصاصة وهي تشدو أغنية

ويتابع شاعرنا في توصيف المشهد وكأنك تتابع فلما متحركا وترى بأم عينيك ذلك الحشد
من الجنود المدججين بالأسلحة في مقابل زهرات تقاوم بما تملك من حجارة ولك ان تتصور الفارق
ويعود لتوصيف هذا الدفاع " بالأغنية " وهي تشدجو اغنية

فليرحل المحتلُ عن أرض الجدود
كرمل تئنُّ وصوتها
لحنُ الحياة


وهنا ارى حالة من الشعور بالعجز عن الدفاع بما يجب ان يكون حين يطالب المحتل بالرحيل
وهذا اقل من أضعف الأيما ن ولكن العجز الذي تمر به الأمة هو من دعى الشاعر للمطالبة اللفظية
ولأنه كذلك فنراه فيما يلحق من شعر يعيد ضعفه الى ألمة حين يقول :


كرمل دعيني أعتذر
عن جيش أمتنا العتيد
عن قمّةٍ عربية أخرى تُشاطرك النشيد
كرمل لوحدك قاومي
جيشُ العرب
في الكرنفال
يخشى على قصر الأمير
جيشُ العرب
لا شئ يملكُ كي يجيئك حاملا بعض الحنان
جيش العرب
جيشُ إحتفالاتٍ ولهو
جيشٌ لقمع تظاهرة
بعد الصلاة

وهنا الشعر يتحدث عن نفسه بنفسه ويوضح حالة الضعف التي تحيط بالفلسطيني
كلما رأى ان الجيوش العربية قد اختلفت وظيفتها فهي فقط للإستعراضات وحماية السادة وكراسيهم
وقد صدق فها نحن نرى من الوجع ما يمزق القلوب
فالى اي منحدر وصلت اليه هذه الجيوش بعد انقلابها على شعوبها

وهناك كرملُ نائمة
وجراحها مثل الندى
ودموعها لا تستريح على الخدود
طُف في المدائن يا أخي
واصرخ بصوتٍ في المدى
هذي حكاية عاشقة
حملت حجر
هذي حكاية عاشقة
عشقت وطن


ويختم شاعرنا بصرخة مدوية ممزوجة بالألم والحرقة رغم الهدوءالذي يبدو على سطح كلماته
وبهذا تنتقل الفتاة كرمل من مجرد فتاة الى رمز كبير جدا يملأ المدى عن هذه الأزهار وسلاحها
وهذه ألأمة وكبرياءها وهذه الجيوش وتخاذلها الذي تعيشه بأوامر من ساداتها.
ويؤكد ان الحجر ربما اقوى من جيوش لا نراها الا كما جاء في وصفها
وكرمل لن تكون الأخيرة فكل مواطن هو كرمل


أخي وصديقي الوليد .. مررت عن هذه الكبيرة فتفتقت جراحا ما أغلقت يوما
وكنت فيقصتك للقصيدة قديرا في رسم الصورة وما حولها
واعذرني انني فعلا لم أستطع ان أصل الى اعماقها فما كتبت الا ما طفا على سطح المفردات
كل الود لكل من يمر من هنا

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوكب البدري     السيدة الحنون الفاضلة عواطف عبد اللطيف المتمزة دائما والغالية على قلبي سفانة شاعررنا المبدع الولد دويكات ولجنة الحوار مازالت الدّموع تجول في محيط جفنيّ بعد قراءتي القصيدة وقصتها ومازال في القلب غصة على زهورنا التي تتفتح على صوت الرّصاص ودوي المدافع فهل أكرر السؤال والمراثي؟ وهل ستغب قريبا هذه الصّورة عن هواجسي وخاطري ؟ 0 رغم أنّها ليست جديدة بل متجددة في كل ساعة هنا وهناك ... لاأستطييع الكتابة أكثر فقد مللت تساقط الدّموع ... اعتزازي بالجميع هنا

الأستاذة المكرمة / كوكب

لا غرابة أن يفيض دمع من عيون ماجدة عربية ، فكيف إن كانت عراقية المنشأ ..
ولا غرابة أن تلامس القصيدة وقصتها وجدانك المفعم بحب الوطن ...
تحية لك ..
لدمعك ...
لحرفك النقي

طوبى لك


باحترام

الوليد

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوسن سيف     اعزائي ..كرمل.. القصيدة ..كرمل الفتاة الجريحة.. كرمل الالم الفلسطيني الازلي الذي لا يهدأ بكيت بكيت حتى الثمالة وانا اشاهد كرمل تحتظر من بين القصيدة المدماة المكتوبة بدم كرمل ماذا يمكن ان اقول وانا اشهق بالكلمات لشاعر يكتب بقلبه لا بيده رائعة رائعة القصيدة والقصة وفلسطين وك .. ر.. م ل اهديكم ما كتبت يوما عن طفل فلسطيني

الشاعرة المبدعة / سوسن

هنا أتوجه بالشكر لكرمل التي صالحتك مع نصّ لي
وأتحفنا قلمك بهذا الحضور المميز ...
تحية لدمعك النقي المتساقط حبا لكرمل الفتاة وكرمل الوطن وكرمل القصيدة

باحترام

الوليد

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى السنجاري     يا لله بقدر تألمي بمعنى الحكاية بقدر ابتهاجي بمبناها ومن هنا يا سيدي كنا خير أمة أنزلت للناس الرائع الوليد : أوجعتنا يا صاحبي وأمتعتنا لك وللجميع الحب والتقدير

الشاعر القدير / مصطفى

حضورك هنا يُتوجُ القصيدة
ويبعث البهجة وينشر الأمل
تحية لك من نابلس / من الكرمل
وبحول الله سأنقل لكرمل الفتاة
مشاعركم النبيلة وحروفكم التي
ستكون تاج فخار على رؤوسنا

غمرنا منكم هذا الحب وهذا الشعور


باحترام

الوليد

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ذيب سليمان     الأخوة الأحبة كل باسمه ومسماه .. وكلكم خير سلام من الله عليكم ورحمة وبركة أعتذر لتأخري قليلا لأمور الزمتني كرمل .. وأي اسم هذا الذي اختاره والدها لها وهل كان يعلم ام انه قصد أن تكون هذه الفتاة , رمزا لأرض ما زالت منزرعة في الروح ومرتبطة في نياط القلب كرمل المكان .. ارض على الثرى الفلسطيني والذي أضحى فيما بعد اسما لطفلة حملته وكبرت وهي تحمل الهم الفلسطيني بترابه وسمائه .. وكبرت كرمل لتكون حاملة الحجر ومدافعة عن كرمل المكان جاء اسمها عنوانا لقصيدة ووجع لفارس هذا النص الوليد دويكات الذي طالما زود المتابع بنصوص تحمل الوجع الفلسطيني والهم الكبير الذي يملأ القلوب والأرواح لن تختطفني من دمي لن تستريح كما الدموع على وتر لن تستريح من السفر لن تخطفني من دمي وحين نتعمق قليلا ندرك ان الدم والنفس متلاصقين ومتلازمين وحينما يقول " لن تخطفني من دمي " فهذا العمق في المعنى يقول بمدى ملاحقة العدو للنفس الفلسطينية حين يريد ان يخطف النفس من ذاتها فأي جرم هذاالذي يحمله واي كبرياء يحمله ذلك الفلسطيني في مقابله حين يقول " لن " هو رفض المتمسك والمقاوم القادر ويقول الشاعر وجعي كما غُصنٌ تناثر في الحقول حزني كصوت قرنفلة يا عابرين على الجراح مهلا هنا ويشرح الشاعر بتكثيف كبير مقدار الوجع الذي ملأ الحقول هذه التي يستخرج منها الناس قوت يومهم اذن اراد ان يقول اننا - باختصار حين خصص مفردة الحقول - نتناول الوجع كل يوم مع قوتنا اليومي الذي ترفدنا به تلك الحقول ويطلب من كل من يمر ويقتات من الوجع اليومي ان يتريثوا ليستمعوا الى حكايته زيتونةٌ تبكي على مرأى الورود هذي حكايةُ عاشقة حملت حجر هذي حكاية عاشقة ذهبت هناك صوب الحواجز والجنود وسلاحها كانَ الحجارة والإرادة والشجن " زيتونه " ولم يطلق عليها اسما آخر كأن يقول تفاحا او برتقالا او صنوبرا مثلا وهذه رمزية شديدة الدقة فاختيار الزيتونة كرمز كان يعني الكثير للفلسطيني الذي يعي معناها في قاموسه القروي والتاريخي واليومي .. هي الشجرة المعمرة الذي ورد اسمها في القرآن وغير متساقطة الأوراق ظلها دائم وخيرها عميم .. ثم انها فوق ذلك وفي حالات كثيرة منعت المستوطن من مصادرة الأرض حيث كانت اسرائيل تتوجه الى الأرض الجرداء لاستملاكها .. وفوق هذا فهي مصدر الرزق بزيتها الذي ورد دون غيرها في القرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم" شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ... " وبكل هذا الشموخ الذي تحمله هذه الشجرة " الـ "كرمل " فقد كانت تبكي على مرأى صويحباتها على ما آلت اليه اوضاع الوطن فما كان منها الا حمل السلاح المستطاع للدفاع عن الأرض والإنسان وما كان السلاح سوى حجر ولنا ان نتذكركيف كان لذلك الحجر الخارج من رحم الأرض من زخم وتأثير قامت تغني للوطن فأتت إليها في المنام رصاصة وشظيتان تلك الرصاصة لم تصبها وحدها كانت أصابت حلمنا المنثور فوق الأمنيات ودقيقتان بيني وبينك يا ابنتي الله . الله ما اجمل عزفك أيها الشاعر وانت تصور محاربة العدو بالغناء بل وأي غناء هذا الذي يقوم به المقاوم ثم .. كيف يصور ان ما يطلق ذلك المحتل من رصاص اذا اصاب جسدا فلسطينيا فكأنما اصاب الحلم الفلسطيني بالتحرر وبناء المستقبل بوجود وطن ويذكر بان المسافة بين اصابتها وتواجده كانت قصيرة ولم تتجاوز دقيقتين ولهذا نراه ينتقل الى وصف قصتها وحالتها كمصابة وحالته الشعورية كمشاهد ومتابع حينما حملها في سيارته لنقلها , واسمع معي هذا الشعور الأبوي الذي تملك نفسه وروحه وهو يقول لا تستعدي للغياب هيا استمري في التنفس والشهيق يا موتُ غادر من هنا دعني أفاوضك الرحيل ويدخل في توصيفها بطريقة مغايرة تشد المتابع وتستفز احلامه ورؤاةه وهو يدخل في تصويرها ولاحظ مفردة " العز القديم" وما تعيد الى الذاكرة من معان جميلة وكبيرة ولم تكن مفردة ككل المفردات كرمل فتاةٌ حالمة في أذنها قرطٌ من العزَّ القديم وهناك حشدٌ من جنود وبنادقٌ تصطاد في أرضي الورود كرمل أصابتها الرصاصة وهي تشدو أغنية ويتابع شاعرنا في توصيف المشهد وكأنك تتابع فلما متحركا وترى بأم عينيك ذلك الحشد من الجنود المدججين بالأسلحة في مقابل زهرات تقاوم بما تملك من حجارة ولك ان تتصور الفارق ويعود لتوصيف هذا الدفاع " بالأغنية " وهي تشدجو اغنية فليرحل المحتلُ عن أرض الجدود كرمل تئنُّ وصوتها لحنُ الحياة وهنا ارى حالة من الشعور بالعجز عن الدفاع بما يجب ان يكون حين يطالب المحتل بالرحيل وهذا اقل من أضعف الأيما ن ولكن العجز الذي تمر به الأمة هو من دعى الشاعر للمطالبة اللفظية ولأنه كذلك فنراه فيما يلحق من شعر يعيد ضعفه الى ألمة حين يقول : كرمل دعيني أعتذر عن جيش أمتنا العتيد عن قمّةٍ عربية أخرى تُشاطرك النشيد كرمل لوحدك قاومي جيشُ العرب في الكرنفال يخشى على قصر الأمير جيشُ العرب لا شئ يملكُ كي يجيئك حاملا بعض الحنان جيش العرب جيشُ إحتفالاتٍ ولهو جيشٌ لقمع تظاهرة بعد الصلاة وهنا الشعر يتحدث عن نفسه بنفسه ويوضح حالة الضعف التي تحيط بالفلسطيني كلما رأى ان الجيوش العربية قد اختلفت وظيفتها فهي فقط للإستعراضات وحماية السادة وكراسيهم وقد صدق فها نحن نرى من الوجع ما يمزق القلوب فالى اي منحدر وصلت اليه هذه الجيوش بعد انقلابها على شعوبها وهناك كرملُ نائمة وجراحها مثل الندى ودموعها لا تستريح على الخدود طُف في المدائن يا أخي واصرخ بصوتٍ في المدى هذي حكاية عاشقة حملت حجر هذي حكاية عاشقة عشقت وطن ويختم شاعرنا بصرخة مدوية ممزوجة بالألم والحرقة رغم الهدوءالذي يبدو على سطح كلماته وبهذا تنتقل الفتاة كرمل من مجرد فتاة الى رمز كبير جدا يملأ المدى عن هذه الأزهار وسلاحها وهذه ألأمة وكبرياءها وهذه الجيوش وتخاذلها الذي تعيشه بأوامر من ساداتها. ويؤكد ان الحجر ربما اقوى من جيوش لا نراها الا كما جاء في وصفها وكرمل لن تكون الأخيرة فكل مواطن هو كرمل أخي وصديقي الوليد .. مررت عن هذه الكبيرة فتفتقت جراحا ما أغلقت يوما وكنت فيقصتك للقصيدة قديرا في رسم الصورة وما حولها واعذرني انني فعلا لم أستطع ان أصل الى اعماقها فما كتبت الا ما طفا على سطح المفردات كل الود لكل من يمر من هنا

الناقد / الشاعر / الكاتب / الإنسان / الصديق
محمد ذيب

قرأتُ هذه القراءة الأكثر من رائعة
وهي من أجمل ما قيل في شعر ينتمي لي
لتمكنك في غوص سبر القصيدة وغوصك في نفس كاتبها
عدت للقصيدة مرتين بعد قراءة حروفك المتوهجة جمالا
لأتأكد إن كنت تُعقب وتغوص على قصيدتي ...
وجدت دموعا تنساب على وجنتي دون إرادة وأن تفكك القصيدة
بحس شاعر وبصيرة نافذة


محمد ذيب سلمان ...أنت رائع ..هل يكفي ؟

محبتي

الوليد

ملحوظة : قريبا سأكون بحول الله تعالى في عمان
ربما لنا لقاء على هامش رحلتي ....أشاطرك بعض القصائد