لا شك فيه بأن أقوی تأثير علی جبران كان من ناحية الكتب المقدسة ولاسيّما الإنجيل.فلذا إذا نظرْنا إلی كتابات جبران خليل جبران، وتأَمَّلْنا في أقواله، نجد أنَّ جبران كان متأثراً بالكتاب المقدس بشكل واضح جداً، من حيث الفكر ومن حيث الأسلوب الأدبي. من ناحية الفكر، سنكتفي هنا بتحليل رأي جبران في موضوع المحبة.
لقد نادی جبران بشكل واضح بالمحبة، وهي في نظره عطاءٌ وتضحية مجّانيان ولا متناهيان، ولا يمكن لأحد أَن يمتلك المحبة أويقيّدها: «المحبة لا تعطی إلا نفسَها، ولا تأخذ إلا نفسِها. المحبة لا تملك شَيئاً، ولا تريدُ أن يملكها أحدٌ؛لأن المحبة مكتفية بالمحبة. أما أنتَ إذا أحَببْتَ فلا تَقُلْ: «إن الله في قلبي» بل قُلْ: «أنا في قلب الله»بقلم حسين رنجبر
أستغرب كثيراُ اهتمام الناس بمعرفة عقائد الآخرين وتركيزهم على معتقدات المشاهير بالذات ، مع أن الله تعالى كفل حرية الإنسان في الإعتقاد ، ( ذلك الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .
من وجهة نظري ما يهمني في جبران هو أدبه الذي أخذ منحى إنسانياً .
تحياتي العطرة أخت ليلى
أستغرب كثيراُ اهتمام الناس بمعرفة عقائد الآخرين وتركيزهم على معتقدات المشاهير بالذات ، مع أن الله تعالى كفل حرية الإنسان في الإعتقاد ، ( ذلك الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .
من وجهة نظري ما يهمني في جبران هو أدبه الذي أخذ منحى إنسانياً .
تحياتي العطرة أخت ليلى
أوافقك فيما ذكرته و أنت تعرف كم أعشق أدب جبران و إنسانيته
ومن منا لم يتأثر بجبران وفلسفته في الحياة، وحبه اللامتناهي للإنسانية بكل معانيها.
أنظر إلى أجمل عباراتهألا تقف مشدوها؟
4. نصف ما أقوله لك لا معنى له، ولكنني أقوله ليتم معنى النصف الآخر.
5. ما أنبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه على أن ينشد أغنية مع القلوب الفرحة!
6. ليس الشعر رأياً تعبِّرُ الألفاظُ عنهُ، بل أنشودة تتصاعدُ من جرحٍ دامٍ أو فمٍ باسم.
7. منبر الإنسانية قلبها الصامت، لا عقلها الثرثار.
8. الوحدة عاصفة هوجاء صمَّاء تحطِّم جميع الأغصان اليابسة في شجرة حياتنا، ولكنها تزيد جذورنا الحيّة ثباتاً في القلب الحي للأرض الحيَّة.
9. إنما الرجل العظيم ذلك الذي لا يسود ولا يُساد.
10. لقد تعلمت الصمت من الثرثار، والتساهل من المتعصِّب، واللطف من الغليظ، والأغرب من كل هذا أنني لا أعترف بجميل هؤلاء المعلِّمين.
11. إذا كنت لا ترى إلا ما يظهرهُ النور، ولا تسمع إلا ما تعلنهُ الأصوات، فالحقيقة أنك لا ترى ولا تسمع.
12. لا يدرك أسرار قلوبنا إلا من امتلأت قلوبهم بالأسرار.
13. إذا تعاظم حزنك أو فرحك صَغُرَتْ الدنيا.
14. ليس من يصغي للحق بأصغر ممن ينطق بالحق.
15. ما أشبه بعض أرواح الناس بالإسفنج؛ إنك لا تستقطر منها إلا ما امتصته منك أنت.
هناك حلقة مفقودة على الأقل بالنسبة
كيف بدأت العلاقة بين مي وجبران وكيف حصال الأعجاب
ومن بدأ في المراسلة
تحياتي وتقديري
راق لي السؤال وربما كنت أنتظره أو أرغب في طرحه
و أكيد كلما تحدثنا عن جبران نتحدث أو حتى نفكّر في مي والعكس صحيح
العلاقة ما بين جبران خليل جبران ومي زيادة هي امتداد للحب العذري الذي جمع قيس بليلى وجميل ببثينه، وكثيرا ما وصفت علاقتهما بالحبّ السماوي أو الافلاطوني الذي وحّد قلببيهما برغم عدم اللقاء اً، وكانت الرسائل المتبادلة بينهما هي مواثيق حبً نقيً غريب متمز، وللأسف فإن الكثير من رسائل مي لجبران قد اختفت، ويعتقد بعض النقاد أنّها سرقت من قبل امرأةٍ لبنانيّة أرادت احتكار ذكرى جبران لنفسها ، أما رسائل جبران لمي فهي كاملة.
اكتشفت مي جبران عام 1912، عبر مقالته يوم مولدي التي ظهرت في الصحافة. وأسرها أسلوبه. وقرأت الأجنحة المتكسرة وخالفته في رأيه للمرأة في هذه الرواية. تراسلا، وتبادلا في رسائلهما الإطراء وتحدثا عن الأدب. روى لها همومه اليومية، وطفولته وأحلامه وأعماله. وانعقدت بينهما علاقة ألفة وحب. وطلب منها عام 1913 تمثيله وقراءة كلمته في حفل تكريم شاعر القطرين "خليل مطران". كانت "مي" حساسة جداً وحالمة. ولما انقطعت رسائل جبران عقب قيام الحرب العالمية الأولى، تعلقت بذكرى مراسلها البعيد ورفضت كل الطامحين إلى الزواج منها. وتمنت في مقالة لها أن تكون بقرب ذلك الوجه الذي يمنع البعاد رؤيته.
لم يلتقيا قط، غير أن الكاتبين شعرا أنهما قريبان أحدهما من الآخر، وأحس أن "خيوطاً خفيفة" تربط بين فكرهما وأن روح مي ترافقه أينما اتجه.
في عام 1921، أرسلت له صورتها، فأعاد رسمها بالفحم. واكتشف بسعادة أنها امرأة مليئة الوجه، ذات شعر بني قصير، وعينين لوزيتي الشكل يعلوهما حاجبان كثان، وشفتين ممتلئتين. وجد في نظرتها البراقة شيئاً معبراً يجتذبه، وفي ملامحها بعضاً من الذكورة، صرامةً كامنة تضفي عليها مزيداً من الجاذبية: مي تجسد الأنوثة الشرقية. كان في هذه المرأة كل ما يعجبه، غير أنها بعيدة جداً. ولم يكن يشعر أنه مهيأ بعد لترك أمريكا فيتخلى عن حريته. هذا الحب الروحي، الفكري، أعجبه. ولكن هل فكر بمجرد ما لكماته من وقع على قلب مراسلته؟.
في عام 1923، كتب لها يقول دون كلفة: "أنت تعيشين فيّ وأنا أعيش فيك، تعرفين ذلك وأعرفه". كانت مي، كلما بدت عبارات مراسلها أكثر جرأة أو شابها بعض سخرية من تعبير اختارته دون قصد منها، تلجأ إلى مقاطعته وتلوذ بصمت يستمر أشهراً أحياناً. مشاعرها الحقيقية كانت تبوح بها في مقالاتها.