أزرع النّبض في قلبي...
ولكن بعد أن ترجح كفّة مغفرته من وحل الذّنوب...
أزرع الذّاكرة فيه...
وهو ما بين معركة العقل والنّور والشّوق..
يتصارع مع النّسيان ..
ليردّه الحنين لأبواب السّماء..
كم مرّة كنت يا قلب هشّاً.. غضّاً .. تقع فريسة اللامبالاة..
لتعاود الرّقص على أوردة من نيران الجفاف التي أرهقها ذلّ السّؤال..
لتعاود القبض على جمرات من عطش الانتظار..
أتكوّر بالذّبول .. فتصفعني سياط الغفلة
وأصحو من جديد على مطر الدّعاء.. وهو يبلّل خفقان نبضي بروح الحياة من جديد...
وأستلطف قلبي .. لتشرق شمسه بالتّوبة من أشواك الصّمت الطّويل..
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
مهما تنفّس قلمي بالسّؤال يبقى منقوصاً..
أمام عصف الرّوح في الإجابة..
التي رهنت أنفاسها السّطور عطرا ...
فدعني أمارس طقوس التّسطير في معانقة الورق
في حوض النّقاء
ليليق بتراتيل البوح المدرار عبقاً..
لن أدع الليل يصطفيني للعتاب ..
أو أن يحثو في عينيّ رماد الضّوء..
في غيبة الأصوات المغرّدة على صدر القمر..
سأمسح عن ضلوعي ذبول الندى
وأمسك ظلّي في دفتر الأحلام غنوة..
وأبقى متشبّثة بين ذرّات أمنية..
تلهث الفرح وتغوي الليل بالقمر..
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
كشعاع نور يتراقص على معزوفة القمر..
كألحان النّاي وهي تستقبل الرّبيع
كنسيم الصّباح النديّ
حين يودّع دُجى الليل..
كتسابيح الصّلاة في ليلة العيد
كحلمٍ مزّق أثواب السّراب
تحتضنني عيناك ِ يا بلادي
وتضمّني أناملكِ يا فلسطين
وهي تنطقني بالشّوق والحنين
وتزفّ انتظارها لاستقبالنا كل حين..
وأنا ملاكٌ يُسبّح في صدرها كل السّنين..
وإن كان صوتي في سجونها خريف..
وإن كان نسجي لجذورها ضعيف..
فإني سأبقى لدمائها شهيد
وإني لن أخون في محرابها السّجود
فمتى يخبو شمس سناها كفيفاً
أُشْعله من جديد أنواراً بالوريد
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
أنتِ وفقط أنتِ..
من يرسم على وجهي تراتيل الكرامة
من وحي قبّتكِ النازفة يتتلمذ قلبي الشّهادة
وتنسخكِ الروح أمجاداً في صفحات تاريخ البطولة..
يا بعد روحي أنتِ
سيحملك عرش السّماء أهزوجة النقاء
وإن جافاك القدر
وتركك البشر..
.
.
.
يشقّ الفجر شروقه من رحم الليل
يتنفّس من عيون الشّمس
ويرسل أجنحته للأرض كي تتعافى من
كثرة السّقوط..
يأبى حمل الأرواح التي تجتثّ النّور
وتقتل البسمات..
إذ هو في موعدٍ مع السّماء..
لولادة كون جديد..
فيه الرّوح تمارس خضراء الطّقوس...
تراتيلها من نبض القلب..
تطهّر التّراب من علق المارّة
فيعزفها القلم ..إقرأ باسم ربك الأعلى ...
ألحان الوجود على أوتار الحروف قصيدةً..
من أنين الغربة وأنياب المسافات..
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
الوقت يتدحرج على أكفّ النّسيان..
يقطع سيف الصّمت من عقاربه المنكسرة..
يلوذ بحمّى الأمل لعلّه يلد فجراً من رحم المعاناة..
وما هو إلا دقّات زمنٍ اغبرّت فيه مقاليد الضّياء..
وقد أضاع بخطواته..مفتاح السّماء ..
فمن يجود علينا بزمنٍ يكبّر فيه سبع تكبيراتٍ..
ينفض فيه خمول العيد ويوجّهَ قبلة الشّمس نحو الشّرق بالضّياء ؟؟!!
فهل من مجيب؟!!
ومتى الإزهار؟!!
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية