لماذا تتراءي كل حينٍ أمام مخيِّلتي الممسوسةِ بشبحكِ المَهيب؟!
ألا.. إن كنتِ آثرتِ إرهاقَ قلبي بتتبُّعِ إيحاءاتكِ عبر المدى البعيدِ،
فاستوصي بخفقاتهِ خيراً.. وأريحيها وهلةً من شجنٍ أرعنَ مخيفٍ أحاطَها في بُعدك!
أستعبدتِ الأفقَ كيما تؤطري رؤايَ إن جالت فيهِ بحثاً عن انفراجةٍ لا تحويكِ بوسعِها؟!
أم أركزتِ في بؤرة الأثير تماوُجاً سرى بإرهاصاتي نحو مكمنكِ القابعِ ماوراء المسافاتِ
المضنيةِ السحيقة!؟
..
يا لله.. وللكتابة..
أمقتُها حين تصطدم بجدرانٍ صلدةٍ تفصل عوالم الكائناتِ، دون نفاذيةٍ تُذكرُ!
إلا من جانبٍ يتيمٍ يقتلهُ الواقعُ مراراً ومرارا..
أكرهها كلما حاصرني إصرارها نعيَ حروفي على ورقٍ أمردَ خلا من أصداءٍ ترتجى،
إلا ما تناثر من أضغاثِ همساتٍ مبعثرةٍ، تلملمها ظنوني على شفةِ أملٍ واهٍ مقيت..!
..
في غمرِ هذا الرحيلِ نحو شواردِ المحالِ.. نحو أنوارِ أطيافكِ الليلكيةِ..
نحو هباءِ منايَ في ارتطام أثقالِ همومي بحنا صدركِ الدافىء بارقةً من أملٍ زائف!
أكتب.. بلى.. أكتب فقط!
أبني مزيداً من سراديبِ المعنى والتفافاتِ المبنى، وألهياتُ وحيكِ العاتي تؤزُّني..
هذي وريقاتُكِ أنتِ، وعليها أضعني بين خيارين ولا ثالث لهما:
إما أن أصمت إلى أبد الآبدين، وحتى ماوراء لقائنا المزعومِ في مرايا نفسي..
أو أن أهرق تيك النفسَ كل حين على أوهامِ تشبثي بشبحك المهيب.. وهذا ما أراني أفعله
مسلوب الإرادة.. مأسور المَلكاتِ.. متشرِّدَ المضامين..
...
لا تصغي لكل ما ذرفت توا..
إلى لقاء...
مازلت تحت تأثير هذا الفيضان المشاعري الذي لا تفلح معه سدود ولا حدود..
خيار الصمت غير وارد أبداً..فمن يملك مثل هذه المشاعر عليه أن يكتب وأن يصرخ قلمه الف صرخة في الدقيقة..وعلى الورق أن يتلقف كل نقطة من رحيق الروح لينبت زنابق من مشاعر تكاد تنطق..
القدير البير ذبيان..
رسائلك هي مشاعر حية تتبختر على الورق برشاقة..تختال بين أروقة الذائقة كحسناء تعرف مدى حسنها..
جميل ما قرأت وقليل ما كتبت عن نصوص تستحق الكثير من الكلمات..
مازلت تحت تأثير هذا الفيضان المشاعري الذي لا تفلح معه سدود ولا حدود..
خيار الصمت غير وارد أبداً..فمن يملك مثل هذه المشاعر عليه أن يكتب وأن يصرخ قلمه الف صرخة في الدقيقة..وعلى الورق أن يتلقف كل نقطة من رحيق الروح لينبت زنابق من مشاعر تكاد تنطق..
القدير البير ذبيان..
رسائلك هي مشاعر حية تتبختر على الورق برشاقة..تختال بين أروقة الذائقة كحسناء تعرف مدى حسنها..
جميل ما قرأت وقليل ما كتبت عن نصوص تستحق الكثير من الكلمات..
مودتي وتقديري،
سلوى حماد
***********************
**
*
تواجدكم أيتها القديرة في صفحات هذه الرسائل يؤنس قريحتي ويبهج قلبي بعد أنٍّ وأن..!
وحرفكم الراقي ما بين سطورها وجملها وكلماتها، يأخذني مني وهلةً إلى شفير راحة مشتهاة
لكم أسعد بمروركم الأديب المتذوق، ولكم تحضرني أطياف لا متناهية الامتنان تؤزني شكركم
خالص تقديري لهذه الإطلالة الموحية..
مودتي
البحث هنا.. عن كلمة تليق بهذا المهرجان العاطفي
يشبه كثيرا البحث عن إبرة في أكوام القش
وجدت هنا أشواقا تقفز من مكان لمكان ومن حديث لحديث
وتذيّل كل كلمة بأمل منتهي الصلاحية
ترى هل تحنّ الأقدار على رغبات الرعيّة يوما
وما الحياة الدنيا كي تنصفنا..؟
ألهمتني كلاما كثيرا رائعا لا يقوى على الخروج
في طرح.. بلغ أسمى غايات الروعة والجمال
سأتابع... إن كان في الذهول بقيّة
*********************
**
*
قراءتكم مدهشة كما العادة أختي الأثيرة..
تواجدكم هو الأليق دائما
لم أتأخر بالرد.. إلا لكي أدمج مداخلتكم الطيبة وقتها في فحوى الرسالة عمدا وعن تقصد..
دمتم لي ذخرا وفخرا
مودتي
أثقلَ الوجدُ حرفي، فماذا أكتب لك على أوراقكِ النرجسيَّةَ؟!
بأيَّةِ عبارات أستهل ذرف مشاعرَ تتوخينَ وقعَ هديرها؟ وقد أتلفني بوحها
على مدار العمر القصير.. البطيء الصدئ دونك!
الترانيمُ هذا المساءَ بدتْ أفعوانيَّةً لا ينتميني بُعدُها في أعماقي!
لكأنَّها اقتُرفَت بأناملَ غير أناملي! أو لعلني تخلَّت عني ذاتي برهةً
كابدتُ خلالها هلوسةَ التحليقِ في فضاءات غير التي لك..
تُرى؛ أكنتُ لو أتيحَ لي أن أحلق في تلك الفضاءاتِ حقاً، أن أنهمرَ في أجوائها سعادة
وقريرةَ نفس؟
أنت وحدكِ من تعلمُ أسرار وخبايا أعماقي..
وأنت وحدكِ أيضاً، من تنظُرني من وراء مرايا الوجدانِ، بنظرة متمحصة ثاقبة.. وحانية!
**
كم تغذَّى الأنين على تعبي يا لين.. وكم أثقلت أعباؤهُ كواهلَ انتظاري..
حتى بتُّ أحسبني أشلاء إنسانٍ في عالمهم التافه..
فكنتُ كلما استغرقت أقباءَ الكتابةِ، تماهت غربتي دنياهم
وأزَّني بصلفٍ دافعُ الانزواءِ عن الموجودات أجمع.. إلاكِ!
أترقبكِ على ناصية الحروفِ وشفير الكلمات..
وأعلمُ أنَّكِ هنا بين روحي ونفسي، بين السطر والعبارة، بين نظري وبصري
تتمازجينَ وقريحتي، فينسكبُ بوحي مهموساً بصدى صوتكِ الملائكيِّ
يحضنُ صفحاتِ ذرفي..ويدرأ عنها تقعُّرَ رؤايَ ومجونَها..
حتى.. إذا عدتُ أقرؤها بيني وبيني.. لا أراني فيها..بل.. أراكِ في صدرها تُلهِميني!
**
اللحن هذه الأمسيةَ مختلف!!
أ لأنَّكِ توَّجت الليلَ في شعركِ بطوقِ الياسمينِ من البيتِ القديم!؟
فتعطَّر الأفق بأريج روحكِ البريئة النقية أمداً من ضياءٍ أنور؟!
أم لأنَّكِ آليت مذ آخر رسائلي، أن تتجاهلي تمرُّدي وشغبي وضلالةَ عباراتي؟
فانثنى طوعَ أمركِ يراعي، وأُلبِسَ البوحُ عباءةً من هدوءٍ اعتراني فَوحُهُ مأموراً بعطركِ ذاكَ
فكتبتُني دونَ إرهاصاتٍ عاتيةٍ كما دائما!
رهنَ أبديتكِ في كنهي..
حاولتُ ألا أتذكر منك شيئا بحلول شهر الله الكريم..
حاولت أن أبتعد عنك أوسع مسافة تبلغها أضغاث أحلامي
ولكنك.. عنيدة بإصرارٍ رهيب!!
تأبينَ إلا أن تَحضُريني قبالةَ نفسي... وفي مرايايَ تنعكس روحكِ
بتدلُّلها المعتادِ..وميوعتها الشهية.. وكأنها قالب حلوى من رحيق الزهور كنهه
تتغذاه الروحُ بُعيدَ الإفطارِ راحةً وسكينةً وتعجُّبا!
**
على كل حال..
أرفقت مع رسالتي هذه كمشةً من ياسمين بيتنا القديم
لتتسحَّري شذاها في بلادك البعيدة البعيدة..
ووريقاتٍ غضَّةٍ من شجرة النانرجِ اليانعة..
لتتوسَّدها وجنتاكِ قبيل الغروبِ إبَّانَ ابتهالكِ الله على مائدة الغيابِ العتيد!
على أمل.. أن تضمَّ دعواتكِ صبري على فقدكِ ببالغِ إلحاحٍ للثبات..
هذا كل شيء للآن..
**
كل ثانيةٍ ..وأنت بألف خير
لقاء..
تأمَّلتُكِ طويلا..
خِلتُ أنِّي أمضيتُ في وهلةٍ مئاتِ السنين متسمِّراً أمامَ انعكاسِ مُحيَّاكِ في مرايا نفسي!
ربما.. في عينيكِ حالَ كلَّمني لحظُها؟
أو في ثغركِ مذ ابتسمَ عن لؤلؤ منظومٍ سنا بأفكاري وتطلُّعاتي شأواً بعيدا؟!
ولربَّما سرحتُ مثقَّلاً بأعباء همٍّ تلبَّس أعماقكِ.. فهدَّني .. إي واللهِ هدَّني..!
**
على كلِّ حال.. ما زلتُ أصغي في نبرة صوتكِ الملاكِ عذوبةَ الحلمِ
وارتعاشَ المآملِ على مقربةٍ من عزوفٍ عن سوداويَّةٍ مريرةٍ
تقمَّصت المصيرَ فترةً من ألم!
فترةٌ من ألم!!!..
هل يأتي الألم على فترات في حياتنا الفانية هذه؟ أم أنهُ لطالما تغلغل مفاصلها
من كل حدبٍ وصوبٍ!
وما كانت مِساحاتُ التفاؤلِ فيها إلا سكوناً، أوهمنا ألمنا إياهُ لنستعد لجولات قاتمةٍ عاتية!
**
حرصتُ أن تصلك هذه الرسالةِ وأنت نائمةٌ فوق غمامِ القريرةِ
ألا يشغلَكِ فُتورِ الإرادة فيها..
فلعلها هوت قيعان الصمتِ، قبل اقتحامها مسامع لحظكِ البريءِ، عنوةً أتقنتها لغتي عبر السنين!
عندها.. ستمر مر السحاب سماء صيفٍ آزف..
لن توَتِّركِ أصداؤها ..ولا بمليار ميل ضوئيٍّ مبين..
**
أعيريني الآن خفق قلبك الدافئ الحنان.. لأهمس عبر نبضاتِهِ مقدار توقي لضمِّك خلايا جسدي
وعناق روحكِ الطيِّبةِ العطورِ .. ما تكلَّلها الياسمينُ في بيتنا القديم..
ربيع قلبي..
اليومَ حلمتُ بك!
ضممتكِ.. قبَّلتكِ.. سافرتُ في عينيكِ طويلا..
اه... كم أعشق هذه العيون يا.. " را "! وكم أعشقكِ يا خبيئة روحي..
**
أتعلمي "را":
أنا وأنت روحان لا تنفصلان أبدا.. تتغذيان كل واحدة على وجود الأخرى في عالمهم الأحمق هذا..
عالمهم المليء بالخبث والنفاق والكيد والحسد والضغينة والرياء..
وجودك في الدنيا، يشحن جسدي بأسباب البقاء.. بالروح!
**
أنت حبيبتي.. أودُّ أن أهديك خفقة قلبي الآن..
أودُّها أن تلامس وجنتيكِ، شعرك.. تنحدر على نحرك..تلفك.. تستنشق عطر جسدكِ
وتصغي صوت أنفاسكِ..!
أودُّها أن ترسم على شفاهك قبلةً عذبة..
ثم تعود سابحة في خصائل شعرك.. لتستقرَّ بين يديك بارقة حنينٍ.. ودمعة حنان جارفٍ
تعلمينهُ جيدا...
**
ياااه...
من تيكَ التي تُعيدُني إليَّ مهما عبر العمرُ سنيَّ حياتي إلاَّكِ؟!
من توقظُ فيَّ ظلي البعيدِ عني في مرايا نفسي بصوتها الملاكِ، ودفء قلبها الحاني.. لتعكسني أنا!
إي والله.. أنا.. في أعماق ذاتي.. إلا أنت؟!
**
يا إكليل الروح وربيع القلب وكنه الوجودِ..
وإطلالة المُنى وبيارق الأمل..
يا نشوة الاستمرار في هذي الدنيا..
أنا ممتلئ بالحبِّ.. مترعٌ بالتوقِ.. متيمٌ بغرامك.. مجنون بحبك..
انا كلي لك.. لك أنتِ.. مفتون! أسير لحظ عينيك بحقول قمحها الممتد أفقاً، حالَ الأصيل..أوان الحصاد..
**
لن أعكِّر صفوي اليوم بصروف الحياةِ ..أريدُني سابحا في ملكوت فضائك فقط!
أنت فقط يا "را" ..يا أيتها النائمةُ ما بين روحي ونفسي..الخبيئةُ كياني. المنظورة مدى رؤيا عيني..!
ضُمِّيني الآنَ بين رأسك ووسادتكِ وأطبقي جفن عينيكِ عليَّ ..وخبِّئيني..
**
ما كنت أودُّ قوله أبدا...
ما كنتُ.. أودُّ بوحهُ.. همسهُ.. إيحاءهُ.. إيماءهُ..!
ما كنتُ أودُّ إيصالهُ بقبلةٍ طفلةٍ على شفاهكِ البريئةِ..!
**
أنا غامضٌ فيك حدَّ الانفصام..! أنت سرِّي ومكنون نفسي.. وعمقي ..وحقيقتي
فما انعكس في مريايَ أنا؛ ما هو في حقيقتهِ إلا أنتِ..
**
هل أنا مجنون؟!
بلى.. ليس من زمن قريب! ولا من حوالي ألف عامٍ.. بل:
من عالم الذَّر.. عالم اللاموجودات.. عالم الأرواح والأشباح والأخيلة..
وجنوني بك معتَّقٌ من ذاكَ الزمن..وإلى يوم يبعثون..!
**
جنوني بكِ جعلني احترفُ الكتابة! أتقن الحرفَ.. وإن كان فيه من غموضٍ
فهو ظلُّكِ وما أخفيهِ..غيرتي المجنونة!! ولعيَ الممسوسِ..احتراقي في بعدكِ..
وارتوائي محيطاتِ الكونِ عذب لقائك الأثير..
**
هذا الانجرافُ يا "را"، يزداد بتقدم السنين.. يتماهى.. يصبح أكثر انتشاءا
أكثر اكتنازا وحرفنة شاعريَّة!
يُضمَّخُ بالأحاسيس.. يشتعل عاطفةً.. لينهمرَ أعنَّةَ الحروفِ بوحاً يشتهيك مدى الحياة..!
**
هذا مداكِ..
يا روحَ المدى وأفقه الوسيع..
تنهيدةٌ حرَّى لمرآك الساحِرِ.. وضمةٌ على صدري، أوقِّعُ بها على رأسكِ التَّعبِ الأفكارِ..
وقبلةٌ أختمُ بها مجونَ الأحاسيسِ بِحبكِ....