الصديق العزيز كريم مساء معتق بعبير السعادة والامل
جميل ان نخصص هذا المتصفح لهذا الموضوع المهم .. وان تكون هذه الإضاءات في سبيل ايصال معلومة مهمة ربما غفل عنها كثير من الاقلام .. أتمنى أن تواصل في إضافة كل ما يتعلق ب قصيدة الومضة .. و ما يجعلها متداولة .. مع زيادة الاهتمام بها ..
كل التقدير لك ولقلمك الرائع مع بيادر من ياسمين الشام واليوغا
سيداتي وسادتي الكرام
أثقلتم كاهل امتناني بحروفكم الكريمة
وطموحي أن يرقى شكري وتقديري
لرفع بعضا مما أحاطني كرمكم الكبير به
فخر وشرف كبير لي مروركم يا سادتي
وسأعود لشكركم على كل حرف كتب هنا
مساؤكم فرح ومسرة
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
انها جعبتك المليئة بالدُرَر.. انه كَرَمُك الذي يفيض ..
ها أنت تغرِفُ منها لتسعفنا بهذا الباب الرائع مسلطاً الضوء على قصيدة الومضة ..
شكرا لك فقد أجزلت العطاء..محبتي
القدير عبدالكريم
شكرا موصلا بكل المعاني الجميلة .. في تأسيسك لهذا الركن .. محبتي وتقديري الكبير
وأضيف هنا بعض ما عندي ..
إن وضع تعريف دقيق للقصيدة الومضة أمر غير هين في ظل الاختلاف الكبير على تسميتها: (اللقطة،التوقيعات، الهوامش)وعلى حجمها،وضوابطها الفنية والبنيوية.
ولعلّنا لا نجانب الصواب إن زعمنا أننا نزداد اقتراباً من تسمية القصيدة الومضة كلما ازداد النص كثافة وتركيزاً وحقق القصد الذي يرومه الشاعر بجملة أو بسطر،وكلما عبرت عن لحظة شعورية مكثفة،بحيث تخلق حقلاً من الدلالات والإيحاءات والقراءات أكبر من كلماتها القليلة.
(هربرت ريد) للقصيدة القصيرة على الشكل التالي الشكل والمحتوى مندمجان في عملية الخلق الأدبي.
فهي القصيدة التي تلتقط بكلمات معدودة المعنى وتبني بأقل عدد من المفردات نصاً متكاملاً،ذي فكرة مركزية واحدة،وبتفسيرات متعددة الاتجاهات(نتيجة التكثيف المتأتي عن ضيق العبارة).
وبتعريف د.محمود جابر عباس...
وتنبع خصوصية هذا النموذج الشعري بما يكتنزه من ملفوظات قليلة،ذات دلالات كثيرة،وإيحاءات خصبة،تتخلَّق من ذاتها،وعلى ذاتها،في حركة بؤريّة مكثفة،ومتوترة،ونامية مع كل قراءة جديدة،ومتمدّدة في كل دال ومدلول يتحركان ضمن دائرة العلاقات المرّمزة،والمفاتيح المتعددة التي تمكّننا من ولوج النصّ
فهي عمل شعري يسعى للتفرد،والقصيدة الومضة عليها أن تتمتع بخصوصية تمكّنها من ممارسة تغريب نسبي،وفعل استلابي،وقلب لأفكارنا،ولمدركاتنا ،ولتعابيرنا المعتادة،ولذائقتنا الشعرية المعتادة على أنماط،وأشكال معينة.
ويبقى الرهان الأكبر لهذه القصيدة هو قدرتها التأثيرية في وجدان المتلقي،وخلقها أثراً تردّدياً كبيراً في داخل المنظومة الحدسية للقارئ،وهذا يتطلب منها امتلاك قدرة على الإدهاش،والاقتصاد في تكوين بنية النص من أدوات تعبيرية قليلة،دون الإسراف في العمل اللغوي الذي ينفر القارىء من الفكرة،ويشتته بعيداً عن غرض القصيدة،ولذلك تتجنبه القصيدة الومضة التي تكون في غاية الحرص على تماسك بنيتها،كحرصها على بقاء وهج فكرتها
ثمّة خلط كبير بين مصطلحي القصيدة الومضة والقصيدة القصيرة
فالقصيدة الومضة قصيدة قصيرة جداً، لا تتجاوز في العادة عدة كلمات،أو أسطراً قليلة،تتميز عادة بوحدة الموضوع،وبكثافتها العالية التي تستلزم منها الاقتصاد الشديد في استعمال حروف العطف،والمفردات الكمالية التي لا تخدم جوهر الموضوع،وتخلو هذه القصيدة بطبيعة الحال من الحشو والتطريز والمحسنات البديعية الأخرى.
أما القصيدة القصيرة، فليس هناك اتفاق على حجم معيّن لها، فقد تكون صفحة أو اثنتين أو أكثر، وتعتمد في الغالب على أكثر من بؤرة موضوعيّة، والصور الشعرية فيها مبثوثة وموزّعة على امتداد النصّ، ولهذا فإن القصائد التي كتبها :محمد الماغوط،ورياض صالح الحسين،ومنذر المصري،وغيرهم من كتاب القصيدة الشفوية القصيرة،اعتمدت النثرية في التقاط هوامش الحياة اليومية،وفي رصد معاناة العالم المنكوب بلغة افتقدت إلى التوتر،والتركيز،والشحنة التأزمية،والمعنى الواحد الخاطف للقصيدة الومضة،رغم أنها شكّلتْ مرحلة وسيطة في حلقة تطور القصيدة العربية الحديثة نحو القصر والتكثيف.
كما لابدّ من الإشارة إلى أن القصيدة الومضة ليست مقتصرة على أنماط التفعيلة والنثر،بل وجدت بعض القصائد العمودية التي حققت جميع مزايا وخصائص القصيدة الومضة كما في بعض قصائد الشاعر اليمني عبد الله البردوني.
ويمكن القول أنه كلما اتجهت القصيدة أكثر فأكثر نحو القصر والتكثيف الموظّفَين فنياً،كلما نالت حظوظاً أكبر في الدخول ضمن حقل القصيدة الومضة.