الغالية أمل،
يروقني هذا النوع من المواضيع التي تبحث في طبيعة العلاقة الانسانية بين البشر، وبما إن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة لها خصوصيتها يأتي هذا الموضوع على رأس القائمة.
كتبت كثيراً عن الشك والغيرة وهما متلازمان لا يمكن ان تكون هناك غيرة بدون سبب، الغيرة مصدرها الشك والشك يأتي لأسباب،
أسباب ترجع الى المرأة وهي:
- أن تكون المرأة غير ناضجة فكرياً فلا تزن الأمور بحكمة وتفسر أي موقف حسب تفكيرها المحدود.
ولن تبلغ المرأة نضوجها الفكري دون عون شريك العمر ...
- أن تكون المرأة قد مرت بتجارب عاطفية فاشلة مما زرع في عمقها عدم ثقة بالرجل بصفة عامة.
بعد التجربة الفاشلة...عليها قبل الوقوع في الخطأ نفسه أن تكون دقيقة الاختيار..
- أن تكون المرأة مهزوزة وليس لديها ثقة بنفسها وبقدراتها فتشعر دائماً بأن هناك خطر يتربصها من نساء أخريات يمتلكن مميزات تفتقدها هي.
لا أحد يبني ثقة المرأة بنفسها إلا هي...ولكنها بحاجة إلى مساندة شريك العمر
أسباب ترجع للرجل وهي:
- أن يكون الرجل ذو ماض معروف في علاقاته المتعددة مع النساء.
وهذا مضمون حوارنا...
- أن يكون الرجل متحدث لبق وله حضور ويلفت الأنظار.
وما الذي يمنعه أن يكون لبقا أمام حبيبته أيضا كيلا تشعر باللامبالاة منه؟؟
- أن يكون الرجل من النوع البخيل في الإفصاح عن مشاعره فتظن أنثاه بإنه مشغول بأخرى....
المرأة بطبعها لا تحب البخل فكيف إذا ببخل المشاعر ومن شريك العمر؟
- أن يكون الرجل غامض ويتحرك بسرية تامة لدرجة تجعلها تشك في كل حركة منه وتبدأ في رحلة البحث عن أخرى في عالمه الغامض.
الغموض شيء مقيت...ويغلق بمرور الزمن كل الطرق المؤدية إلى حياة سعيدة
- أن يفصح الرجل عن مشاعره بطريقة مبالغ فيها جداً فتبدأ المرأة في إيجاد تفسير والذي غالباً ما يكون باتجاه انه يريد ان يغطي نزوة ما بهذا الكم من المشاعر المبالغ فيها.
هو لو كان منذ البداية مبالغا في الإفصاح عن مشاعره ...لما تجرّدت المرأة من عاطفتها وعادت إلى وعيها
أرى أن الغيرة شيئ محبب كملح الطعام يعطي للحياة بين الرجل والمرأة نوع من الحيوية لكنها يجب أن لا تكون غيرة مرضية تعصف بهذا العلاقة وتنهيها.
" وكل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده "
على كل من المرأة والرجل أن يتركا لبعضهما البعض مساحة من الخصوصية يجب احترامها، لا يجب ان تٌشعر المرأة بأن رباط الزوجية هو حبل مشنقة تخنق به الزوج، عليها أن تحترم هواياته ،أصدقائه، طبعاً هذا الاحترام يجب ان يكون متبادلاً لكنني هنا اتحدث من وجهة نظر نسائية ولذلك أتحدث بلسان المرأة.
لا أحترم المرأة التى تشك بزوجها فتبدأ رحلة التفتيش في خصوصياته والتنقيب في هاتفه ومتعلقاته للوصول الى اي دليل يدينه، أعتقد ان المرأة الناضجة المحترمة لا تفعل هذا بل سترقبه من بعيد، وستجند ذكائها الأنثوي في الضغط عليه نفسياً حتى يراجع نفسه ويشعر بالذنب وتأنيب الضمير فيعود لها وهو أكثر حباً ووفاءً.
احترام الخصوصيات من قبل الطرفين ضروري جدا ولكني أعتقد لو كانت علاقتهما مبنية منذ البداية على أساس الحب
وكم هائل من الثقة والأهم من كل ذلك الحوار الدائم بينهما...لما كان أحدهما بحاجة إلى التفتيش الذي هو مرض أكثر من أن يكون غيرة أو شك
أعرف سيدات بالواقع يقضين الساعات في البحث والتنقيب في كل ما يخص ازواجهن، يعملن كالمخبرين السريين ، يحللن الأحداث ويترقبن رنة الهاتف، يفتشن الجيوب والأوراق الخاصة، يتلصصن حتى على ساعات خلوته ويراقبن تعابير وجهه...يهدرن الوقت والطاقة فقط لإثبات شك سكن رؤسهن بدلاً من الاستفادة من هذه الطاقة من أجل إصلاح عيوبهن التى ربما هي السبب في إنحراف بعض الأزواج.
ما أروعكِ...فوالله أكثر الأحيان تكون المرأة هي السبب في انحراف الرجل
بلا شك شعور المرأة بأن حبيبها غير مخلص وأن هناك أخرى تدور في فلكه شعور محزن جداً ويبعث على الغيرة، لكن المرأة الذكية هي من تحافظ على الحبيب وهي من تستطيع استرجاعه حتى لو رسى على مرافئ أخرى غير مرفأها.
كثيرات فقدن الحبيب لإنهن ضيقن الخناق بغيرتهن المرضية فثأر الرجال لكرامتهم بأن استمروا بالاتجاه المعاكس بدلاً من العودة لهن.
ومن الحب ما يخنق من الصعب على المرأة أن تستخدم ذكائها وقت الغيرة ...خاصة إذا كانت لغيرتها أسباب كما ذكرتِ أعلاه
وتحولت إلى شك ثم يقين
والسؤال هنا: كم مرة يحق لها أن تسترجع حبيبها إليها ؟؟!!
لكل النساء أقول:
عندما تحب المرأة فهي تودع أغلى ما تملك وهو قلبها عند الحبيب ولذلك لا تفرطن به بسهولة ولا تتركن الشك والغيرة تعصف بهذه العلاقة الاستثنائية، تسلحن بالحكمة وامنحن من ينحرف عن مسار المشاعر باتجاه اخر فرصة واثنين وثلاثة قبل أن تتخذن قرار يعصف بقلوبكن قبل كل شيئ.
فرصة وأثنين وثلاثة....جميل جدا أن نضحي من أجل الحب وديمومة الحياة ولكن هي ذات الفرص الذهبية
التي تدفع الرجل إلى تكرار هفواته لثقته الكبيرة بطيبة قلب زوجته وحبها له ...وأحيانا تعلقها الزائد به
ربما تقول احدهن كبريائي وكرامتي لن تسمحا لي بالاستمرار مع من لم يصن العهد....أقول لا أحد يمكنه المس بكبريائك وكرامتك إلا اذا قررت انت ذلك...عندما تترفعين عن التصرفات التى تفرضها عليك الغيرة وتتمسكين بزمام الحكمة حتماً سيعود وسيعترف لك بإن كل ماكان كان مجرد نزوة وانك أنت فقط الحب الحقيقي الباقي.
يا معشر النساء لا تخنقوا الرجال بشكوككم، أمنحيه الفرصة ليختارك مرة أخرى.
الغالية أمل،
أشكرك على هذا الموضوع الحواري القيم، وفي انتظار المزيد من هذا النوع من المواضيع،
دمت بمحبة،
سلوى حماد