لعلني أغامر مرًة أخرى كم غامرت بالأمس ولم أحض بالتوفيق !، فأميل إلى رأي الأستاذ قصي في اعتقاده وشكّه الثاني لا الأول! في نسبة تلكم الحروف ، في خاطرةٍ تشكلت بمفرداتها - من حين ارتشاف القلق المترقق والأرق إلى صمت المكان الرهيب والفجر من جديد - ممّا يبثه الليل في بعض إيحاءاته من غموم وهموم وغيوم ، على الرغم من أنَّ الليل – وهذا ليس بالضرورة - هو أنيس المحبين وانطلاقة بصائرهم إلى كل ما هو جميل ومُنيل وشاعرية! ، هي في حقيقتها خاطرة وحكاية من خواطر الليل ومكامن أو إرهاصات الوحدة والعيش على بساط الفكر الغائر في أعماق المحسوسات منها ، وغير المحسوس ، من حيث تدوينها للتوتر وهي ترنو صوب النيّرات ومن خلال إغفاءة أحلام اليقين ، لذلك لا يسعها مكان ولا زمان فتمضي بأنظارها إلى الأفق البعيد من خلال نوافذ الروح وهمهمة الشعور وحفيفه في حدائق الحياة ، في تتابع لفصول الخواطر حتى انصباب الغيث على الأزاهر والبراعم ، وهنا ممكن أن نقول هو ، أو هي ، لعله في انتظار انقضاء الخريف وإياب مواهب الربيع ، وانتفاء لواعج الفؤاد ، ثمّ الجميل أنك تختم بما بدأت في تناسب ومناسبة بلاغية لافتة لتحاور خيوط الفجر آخر مقام الليل ، فتستلّ اليراعة لتكتب بمداد الحُسْن على كفِّ الزَّمان ما جال في الذهن من عِبَرٍ وعيون .
ترتشف قلقها المترقرق
يستبدّ بها الضّيق
تظلّ تفتّق فجرها من عتمة ليل موحش
يشتدّ تماسك خيوطه حولها،ثم تستغرق في ذاتها...
تدوّن على كفّ الأرق ما يشبه توتّرها.
يعنو لها أن تمشي في متاهة النّجوم
يبدو لها الحلم غافيا فتقبض نفسها حدّ الإحساس بما يشبه الغثيان ..
------------------------
يبدو أن الحب الذي امتهنته الأشواق واحترفته الأوقات بات في خطر التوقعات والقرارات ..حين القلق يسيطر على منبع الشوق والحلم يتحول لضجر في همس الليل فلا أظن بأن المجريات بخير مهما تعاظم الحب ..
تحتشدُ في نبضها أسئلة غسق ولا ضوء
تدنو من نافذة غرفتها المطلّة على حديقة البيت
تنصهر بكلّها في مهرجان أرواح.
تدقّق السّمع...
تتنصّت كلّ حركة لغة وسرّ مكنون..
خشخشة الاوراق وحفيفها تتحدّث بشهوة الرّبيع ميّتة صفراء من كثرة الصّبو ...
وفصول عشق أخرى تمارس بقاياها الطّيور نبض الأرض....
حبيبات مطر ... رذاذ يروّض ما جفّ وذبل
ثم تقف أمام قوافل من الأسئلة تصارعها من كل الجهات وكأني أرى وجهها المتلبد وشوارع جبينها تصل لمدينة فارغة بعد أن سكنتها كل عواطفها .فليس من السهل أن تكون فريسة للوهم والظنون المرهقة فالقلب لا يحتمل صخب المشاعر وضجتها بعد السكون وإمتلاء مساحاتها به
فلا أقسى من إحياء نبض ميت بعد الفراق والهجر
والغصن فاحم لا يمدّ برعمه وكلّ ما على الأرض يتمرّغ في وحله تهتّك .. تهالك.... تنازع...
تجاذب خريف الإحساس وأفق انتظار غائم ...
خربشة حلم مستوجع في القلب تشتكيه أوردتها
تسحقُه عصبيتُها يثقل داخلها...
يثقل .... يبعث بخدر عجيب في جسدها فتركن وقد جثا صمت رهيب على المكان حولها... فتعود لتفتّق خيوط فجر من عتمة ليل والفجر متباطئ....متكاسل لا ينهضُ لا ينهضُ
وكيف للحياة أن تسري في أوردة الحلم بعد حرقها الفرح .. فالأرض صارت بوراً وزيارة الفصول لن تمنحها البريق ولا غناء الطبيعة يكسبها رغبةً أخرى في الحياة ...هكذا تحولت المشاعر هنا من شعلة متقدة لموقد منطفئ وفي أحشائه جمر متناثر متى نفخت عليه تتطاير حارقاً ..
وغير صمت أبكم لن يكون لغة لهذا الوصول ..وغير الفجر الذي يُلح كالمنبه كل يوم فقط لرؤية الحلم الذي كان فقط لرؤية الفرح النائم في الضوء فالتمسك بذكرى الماضي هو حالة تترجم روعة مانقتنيه من نقاء داخلي وصفاء نفس وصدق الحالة
في النهاية أشكر كاتب النص أو كاتبته
وبصدق نص أعجبني وشدني ليكون هو فنجان قهوتي لهذا الصباح
شكرا لمن كان كاتبه
شكراً للسيدة عواطف ولعمدتنا الطيب الأستاذ شاكرالسلمان
والشكر لك أستاذ علي على حسن إدارتك الحلقة
تحيتي للجميع وكل عام وأنتم بخير
التوقيع
حين
دخلت محرابك....
كنت قد توضأتُ بدمعة
ولأن البحر لم يصل مدّهُ لقاعك
سأرجع له الدمعة
جئت على عجل
أعتذر عن التّأخّر ...
أكاد أجزم أنّ هذا النّصّ لي ...
فبه من شجني الكثير وبه من أرقي الكثير...وكما قيل كثيرا ما نكتُبُ بيد واحدة
به صور استعاريّة جمّة ..
ربّما الملاحظة اللاّفتة هنا هي سوء توظيف علامات التّرقيم بكيفيّة تبرز معاني النّص كوحدة .
كهنا وفصول عشق أخرى تمارس بقاياها الطّيور نبض الأرض.... حبيبات مطر ...
رذاذ يروّض ما جفّ وذبل
وكذلك في
والغصن فاحم لا يمدّ برعمه وكلّ ما على الأرض يتمرّغ في وحله .
تهتّك .. تهالك.... تنازع...
فبكل لطف أدعو كاتب النّص أو كاتبته لإعادة النمّظر في علامات التّرقيم التي كثيرا ما نُهملُها فتتفكّك المعاني كوحة نصيّة هامّة
هناك ملاحظة أخرى تتعلّق ب
تحتشدُ في نبضها أسئلة غسق ولا ضوء .....
ما لمقصود بقول لكاتب أو الكاتبة
تحتشدُ في نبضها أسئلة غسق ولا ضوء
أم ترى الترقيم أيضا هنا عصف بالمعنى المراد تبليغه..
والأجدر أن نفصل بين
تحتشد في نبضها أسئلة ...
غسق ولا ضوء
ولعلّي أختم بالقول أنّ بهذا النّص تأملاّت عميقة تحفر روحا ذات أرق لتجد ما يبرّرها في المشهد الخارجي المطلّ على حديقة البيت...
ويبقى التّعبير عليها صعب المنال لإرتباطها بالحالة النّفسيّة لكاتبها
فهي كأنّها ذبذبات ترسلها الرّوح فتقتنصها اللّغة بتوتّر النّفس .
شكرا للتميمي الذي برهن عن طول نفس في إدارة هذه الحلقات فلم يدخّر جهدا في تواترها واسترسالها بالإنتظام المطلوب ....
وليتني شخصيّا أقدر الحلقة القادمة على منحه راحة ...سأسعى بكلّ جهدي ليستريح القدير التميمي بعض الوقت
شكرا لعمدتنا الغالي الذي لم يغب عنّا وبقيت رعايته واحاطته متواصلة في هذا القسم
كلّ الشّكر لسيّدة النّبع ولكل أهله الطيبين .[/COLOR]
التوقيع
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:
سيِّدةً حُرَّةً
وصديقاً وفيّاً’
لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن
لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن
ومُنْفَصِلَيْن’
ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش
آخر تعديل منوبية كامل الغضباني يوم 12-27-2016 في 02:04 PM.
عنوان هادئ.. يشي بالتماعة سهد مفعم بالتأمل والشرود
ترتشف قلقها المترقرق يستبدّ بها الضّيق تظلّ تفتّق فجرها من عتمة ليل موحش يشتدّ تماسك خيوطه حولها،ثم تستغرق في ذاتها... تدوّن على كفّ الأرق ما يشبه توتّرها.
حين يكون الواقع خارج تحقيق أحلامنا وأمانينا
نخوض في ذواتنا تيها
نتعثّر بواقع مغاير لكل ما ننشده في الحياة بأن يتحقق
الكاتب هنا في حالة غير مستقرّة
وسرّ قلقه ظروف لا تتلاءم مع الذات وطموحاتها
يعنو لها أن تمشي في متاهة النّجوم يبدو لها الحلم غافيا فتقبض نفسها حدّ الإحساس بما يشبه الغثيان .. تحتشدُ في نبضها أسئلة غسق ولا ضوء تدنو من نافذة غرفتها المطلّة على حديقة البيت تنصهر بكلّها في مهرجان أرواح.
يحاول الكاتب هنا أن ينقل لنا رتابة يومية متكرّرة
ملمحا بيأس مدلهم وقف حاجزا بينه وبين ما تسعى إليه روحه
مراقبا الحياة حوله.. محاولا الخروج من دوّامة الشعور بالإنكسار
واكتشاف نفسه تحت ظل عزلة غائرة الأبعاد
رابطا اللحظة بماض وذكرى تعجّ بأرواحهم المغادرة
تدقّق السّمع... تتنصّت كلّ حركة لغة وسرّ مكنون.. خشخشة الأوراق وحفيفها تتحدّث بشهوة الرّبيع ميّتة صفراء من كثرة الصّبو ... وفصول عشق أخرى تمارس بقاياها الطّيور نبض الأرض.... حبيبات مطر ... رذاذ يروّض ما جفّ وذبل والغصن فاحم لا يمدّ برعمه وكلّ ما على الأرض يتمرّغ في وحله تهتّك .. تهالك.... تنازع... تجاذب خريف الإحساس وأفق انتظار غائم ...
كم يرغب الكاتب هنا بتغيير جذري
مصوّرا الأسى الناتج جرّاء ما مسّ كونه من شحوب وذبول
فجسامة واقعه وتشابكه مع آماله أدّى لخلل في كينونة الإنتظار
استعارة بليغة جدا
ولغة بديعة معبّرة عن معناها
خربشة حلم مستوجع في القلب تشتكيه أوردتها تسحقُه عصبيتُها يثقل داخلها... يثقل .... يبعث بخدر عجيب في جسدها فتركن وقد جثا صمت رهيب على المكان حولها... فتعود لتفتّق خيوط فجر من عتمة ليل والفجر متباطئ....متكاسل لا ينهضُ لا ينهضُ
وهكذا يستمر كاتبنا المعذب في جهاده مع مواجع الذات المرهقة
متشبثا بالأمل والتفاؤل رغم فجره العصيّ على الحلول
هل أبالغ حين أقول أن النصّ مذهل.. بديع حدّ انصهار الدهشة في الأحداق؟
وأنه نصّ حقيقي صادق يغصّ بصور مبهرة خلابة
يأخذني حدسي لكاتبتي المفضّلة والمحببة إلى قلبي وآمل أن لا يخيب ظني هذه المرّة
إنها الغرّيدة منوبية
والله أعلم
لعلني أغامر مرًة أخرى كم غامرت بالأمس ولم أحض بالتوفيق !، فأميل إلى رأي الأستاذ قصي في اعتقاده وشكّه الثاني لا الأول! في نسبة تلكم الحروف ، في خاطرةٍ تشكلت بمفرداتها - من حين ارتشاف القلق المترقق والأرق إلى صمت المكان الرهيب والفجر من جديد - ممّا يبثه الليل في بعض إيحاءاته من غموم وهموم وغيوم ، على الرغم من أنَّ الليل – وهذا ليس بالضرورة - هو أنيس المحبين وانطلاقة بصائرهم إلى كل ما هو جميل ومُنيل وشاعرية! ، هي في حقيقتها خاطرة وحكاية من خواطر الليل ومكامن أو إرهاصات الوحدة والعيش على بساط الفكر الغائر في أعماق المحسوسات منها ، وغير المحسوس ، من حيث تدوينها للتوتر وهي ترنو صوب النيّرات ومن خلال إغفاءة أحلام اليقين ، لذلك لا يسعها مكان ولا زمان فتمضي بأنظارها إلى الأفق البعيد من خلال نوافذ الروح وهمهمة الشعور وحفيفه في حدائق الحياة ، في تتابع لفصول الخواطر حتى انصباب الغيث على الأزاهر والبراعم ، وهنا ممكن أن نقول هو ، أو هي ، لعله في انتظار انقضاء الخريف وإياب مواهب الربيع ، وانتفاء لواعج الفؤاد ، ثمّ الجميل أنك تختم بما بدأت في تناسب ومناسبة بلاغية لافتة لتحاور خيوط الفجر آخر مقام الليل ، فتستلّ اليراعة لتكتب بمداد الحُسْن على كفِّ الزَّمان ما جال في الذهن من عِبَرٍ وعيون .
بورك حضورك شاعرنا العذب
ما اجملها من قراءة
نتمنى لك تخمينا صائبا
محبتي لك
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي