هو عند البحر يعانق صمته ْ
يُـنزل أشرعة الماضي ويغوص عميقا..
في موج المستقبل يبحث عن نفسه ْ
هو عند البحر يعانق شوقه ْ
هو عند البحر يعيش اللحظة ْ
يجترّ خُـطى وحشته ِ ويغالب دمعته ُ..,
تهرب من مقلته وتخطّ على الخدّ مدىً ..,
لا يُدرك حده ْ
تعثو الصحراء بأنفاسه ْ
والسفن الحمقى تبحر في عصف رماله ْ
هل تدرك مرساه ُ؟
والأزرق هذا اللامتناهي
يغرق في أشرعة الغيب ِ ..,
يُـقـبّـل جبهة إعياءه ْ
آه ٍ يا قلبا يبكي والشوق رداه ْ
ومغيب الشمس يصبّ شراب الغربة ِ..,
في كأس تلهـّـفه ِ..,
يحسوه ويُـنزل أشرعة الماضي
ويغوص عميقا يبحث عن ذاته ْ
هو عند البحرْ
يرمي صنارة أفكارهْ
والخيط بلا طعم , يصطاد حجارة ْ
وجموح الموج يحفـّـزه ُ ..,
كي يلقي في اللج ّ قراره ْ
يا نفس أجيبي ..
من ألقم كفيه القيد وأغطش قلبه ْ ؟
هو عند البحر يعانق صمته ْ
يجترح الحب وينظم عـِقده ْ
والأزرق هذا اللامتناهي يأكل منسأته ْ
هل يلقي في اللج قراره ..
أم يمضي لغوايات الدنيا؟
والقلب بغـي ٌّ هل يمضي؟
هو عند البحر ْ
ألقى المرساة وصلى
إذ نادى لصلاة الفجر ْ..
لملمت ُ حروفي ومضيت ُ أحاورني
في صمت العينين خبايا تقلقني
تقرأ أفكاري
والصمت يحاورني
يحمل آلاف الأفكار ويرشف شاي صباح ٍ
والفنجان يقاهرني
صمتك هذا يذهلني
دع عنك توهـّمك الجاني
وانظر صوب الأفق ترى..،
أعمدة الحق تعانق أنجمها
وتجوز العلياء بعلياء ٍ..،
وتـُـكحــّل عين الشمس بعزتها
وتجوب الأفلاك إباء ً
من ذا يمنعها
من ذا يسرق من خطو تمردها
أرضا أو شمسا أو نجما أو نهرا..،
يجري في جبهة سؤددها
لا تحزن واستقبل فيض الروح بمهجتها
وتماهى في بحر تورعها
لا تحزن واسبرغور رؤاك ْ
سوف ترى في أعلاها
في أوسطها..في أدناها
نورا يغشاك ْ
فتــّش لا تيأس ْ
سوف ترى فيض الحق يناور ظلمك ْ
يهتك ستر غواك ْ
يرمي أثقالك َ..آلامك ْ
جرحا غار زمانا في روحك َ..,
لم تعرف ما جرحك ،لم تعرف ما أضناك ْ
لا تيأس للظن ولا تترك ْ..،
مجذافك في عصف الأقذار وقاوم
نهش الأمواج المستعرة ْ
قاربك الحق وأنت الربان فلا تركن ْ..
للريح تضلك َ..،
لا تترك مجذافك قاربك الحق فلا تيأس ْ
ما حولك وهم وسراب ٌ
أسوارك من ورق ٍ
بيديك صنعت الأسواروقلت هي الأسباب ُ
أسباب جراحك وضياعك ْ
بيديك صنعت فناءك ْ
هي أعذار..وهم ٌ
نفسك من أوجد أعذارك ْ
صدقت الرؤيا واأسفي
قد باركت شقاءك ْ
هي أوهام لا شكل لها
لا معنى لها
لا ظل لها
قد نصــّبت َ لها أعلامك
هل صدّقــْت َ الرؤيا يا هذا ؟
رؤياك أكاذيب ْ
قم من ضعفك َ,قم من وهمك َ,قم من عجزك ْ
قاربك الحق وأنت الربان ألا..,
فاصدع للحق وكســّر قضبان الأعذار ِ
كســّر قضبان الدنيا الشهوات الرغبات الأموال ُ
ســِرّ جميع خطايا الأرض المال وحب الدنيا
يا هذا لا تغررك الدنيا زينتها
واصدع بالحق ولا تخشى أحدا
واترك فنجان الشاي لشهوته
وحوار النفس وظلمتها
أنت الربان فلا تترك
مجذافك يتبعك البحر
يتبعك البحر..
إني أفكر في الغياب
وحدي أفكر في الغياب
لا لستُ وحدي إنما ..،
معيَ القصيدة والنسيمْ
معي المدي
معي الصدي
معي الجراح وما شدا ،
لحن الرجاءْ
معي الظلال ورعشتي
معي المساءْ
معي البلابل والجداول والرُّبي
معي الحروف وما بكي في الصمت موّالْ
إني أفكر في الغياب
لمّا تضيق بي الحروف ،
وتلفظ الكلمات قبح سكوتها
أبقي علي صلة بروحيَ والمكانْ
أبقي علي أمل فهل يصحو من النوم البيانْ
أبقي برغم الجهد أحمل روعة الألوانِ ..
أنقش طوق فستان الأفقْ،
بالأحمر المنهال شلالا علي صدري الجريحْ
فلربما تصحو القلوب من الضلالْ
ولربما يستيقظ الإنسان من وعي الأنا
وحدي أفكر في تدابير القدر
ماذا لنا؟
ماذا علينا؟
من ذا علي صدر المسا
قد شيّع الريحان في كفن الأسي
من ذا تخضب بالدموعْ
من ذا تمزق بالسؤال وجيفهُ
(من ذا) ترامت حيثما سار المكانْ
هل قلت وحدي لستُ أذكر أنني!
وحدي أسير مقطّعا أغلالنا
معي المطر ..
معي المطر..
معي المطر .
أيلول ينشج من مزاريب الشعور
وهواي ليل تعشّق بدره ثم اعتلى
صدر القصيدة بالمجاز إلى أناها
أيلول يمشط شعر شرفتها..،
وظلي ساكن فيها يحاور صمتها
بخشوع راهبْ
الليل أسدل ستره،
وأناخ للعشق الرغائبْ
ظلي أناخ رحيل غربته على مرمى تصوره البعيدْ
ألقى حقائبه وراح يحتسي فنجان آه
يا غربة الأقداح بين شفاههِ
يا لذة الآتي وبوح غيابها
هي نزوة العشاق في اضطرابهِ
هي رحلة الأفلاك في سرابها
ظلي طريق حائرٌ..،
لحزمة الضوء المكدّس في زحام أنايَ..،
تبحث عن سواي وعن رؤاها
تلك الرؤى ،
عن شرفة صهباء تسكب للسماء نبيذها
والليل آنس صمتهُ،
وتوسّد الإيقاع في حروفها
فاستشهدت قصائدٌ
واستشهدت أناملٌ
واستشهدت في المستحيلات المقلْ
الوقت ينزف من يد الليل العجوزْ
فيضجّ ظلي بالأفولْ
هل يستطيع الجري خلف ظلالها؟
وتوتر اللحظات في أحداقها
هل يستطيع نداءها؟
والصوت أزمع بالرحيل
فشددتني صوبيْ..،
أعتّق خمر دربي ساكبا..،
ظل المسافة فوق خطويَ..،
حاملا لون البنفسج مطلقا،
ذاتي تطارد حلمها ،
خلف الأنات السابحات ظنونها
تقتات من أثر الرحيق غناجها
تسبي عقول حروفها
وحديثها صمت تقنّع بالسرابْ
وأنا المرجّع في الصدى
نحوي لها
ناي يردد في الظلال شتاتهُ
ظلي يعانق في الظلام رفاتهُ
وأنا أردد في النحيب تورطي
وتعلّقي في مبتغاها
وأنا يرددني صداها
وأنا يرددني صداها
رفّ الغياب علي صِبا رمشين من غنج وتيهْ
واللون أحمر والمدي شَعر وريحْ
سرْب الحمائم هائم لا يستريحْ
وقف المدي فوق الهضاب مناجيا،
زُرق الرؤي
هيا ارفعي مرساتنا.
ولتُنزلي بالرفق أشرعة الحروفْ
كي نكتب الغزل اللذيذ علي قلوع من حرير ٍ..،
كم أحبكِ والطريق إلي الطريق مسافة ..،
في قُبلة قد أبعدتني عن ذري عينيك والوهج الجميلْ
كم كنتُ أحمق حينما أرخيتُ للأعذار حبل المستحيلْ
ووقفتُ أنتظر الإجابة للسؤال ولا سؤال عن الجواب
صمتتْ فلا علم اليمامْ
وصمتُّ أدرك أنها قد آثرت لج الذهاب،
فمضيتُ أنحر درب خطوي بالخطي
نزف الطريق توجسا
والنزف لحن أحمرٌ
فالتفّ غيم في الجفون تساقطتْ
أمطار نأيٍ وارتمتْ فوق الأكف النادبات أزاهري
كم كنتُ أحمق حينما أرخيتُ للأعذار حبل المستحيلْ
كم كنتُ أحمق فارفعي مرساتنا
ولتُنزلي بالرفق أشرعة الحروفِ..،
لنكتب الغزل اللذيذ علي قلوع من يبابْ
وصمتُّ أسمع شدو أرصفة السرابْ
أصطاد من واحاتها عفن الفراق
فقبضتُ من أثر الغياب قلائد الذكري
وصوتا من قريبٍ ، من بعيدٍ
همس الصدي في أذْن غيمةْ
تعب المسافر في الهوي
تعب الكلام من الكلامْ
واستسلمتْ للشك تغترف الظُّلمْ
عين اليقين
لليل أغنية العبيد
ونشيج أنفاس المراكب
هل باحث في الليل عن قمر يكون بضوئه،
قمرا غريبْ
وحدي أنا
قمر لليل خائفٍ
شكل لضوء ذابلٍ
عزف بلا وتر ينوحْ
صوت بلا صوت يبوحْ
والليل فوق سرير أمسيَ مستريحْ
وأنا الغريب علي ثري ظلٍّ أريح كآبتي
أوَ هكذا كان الهيام غوايتي
أو هكذا أرخيتُ للأعذار حبل المستحيل
فلترتفع مرساتنا
ولتَنزلي بالرفق أشرعة الحروفِ..،
لنكتب الموت المثير علي قلوع من وداع..،
من وداعٍ ..من وداعْ