لا تشكريني ..
ان قلبي في الهوى غنى
فما غير الهوى يا ليلاه يحييني
لا تشكريني
بل دعيني اطوف مدائن الجمال في عينيك
وفيك كل ما كان يعنيني
دعيني اراكِ .. اشم شذاك
فما غيره ينعشني ..
وان كانت زهور شتى في البساتين
رؤاكِ تحملني على جناح من حب
والى عالم الأحلام تنقلني
وبها عشتُ الحياة التي كانت تعليني
لا تشكريني سيدتي
فالحب عطاء بلا حدود
وهو بقايا من فردوسنا المفقود
ايتها الرقيقة كالحرير
ايتها الاميرة في افكاري
كل شيء فيك بالجمال جدير
يا روعة الأقدار
صدقيني لولا حبك ما كنت حيا
وما كنت اكتب الإحساس في يديا
وما كنت في جنائن العشاق اسير
بين الأزهار
لا تشكريني .. حبيبتي
بل اشكري نفسك
وحين تحارُ الشّفاهُ عن أن تنبس ببنت شفة،
ويمتلئ الفمُ ماءً !
ويخرسُ الوجع منحنيًا عند خاصرة الألم ..
ينثر القلم برادته، ويهيم بين أروقة السطور،
علّه يجدُ أمْنًا !
رحيلكِ- أمّاه- هزّ أوداج الحنين،
وأصحرني فقدكِ في تيه الاغتراب على مشارف أمل!
كم من الوقت سأحيا؟
إذْ الحياة الفاصلة بين رحيلك ولقائك لا تُعدّ، وهي ملغيّة الحُسبان!
وكم من النور سأُبصر؟
إذْ أُغمضَ منكِ جفن العين وانكسف النور!
وعلى سبيل الصبر،
تُشعل في قلبي نسمة ارتياح حين أقرأها :
"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ - الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ ...ِ - أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ... "
وتزحف هي الأخرى:
"لولا أن الصبر خُلق قبل البلاء لتفطّر المؤمن كما تتفطّر البيضة على الصفا " متواترة مُرضية!
هكذا تُمدّ لي الرحمات، غضّةً، مُلهِمة!
تحمل أريج الهَدْأة متضوّعا، بعد صخبِ الفراق،
وتُحيي ما بقي رفاتًا في الذاكرة، المواري لسوأة الحزن القاهرة في أعماقي،
إنه الدعاء ..
وهل الحب إلا الدعاء؟!