نوايا البخت
عنوان متفرّد جميل أعطى خلاصة الفكرة وفضح مضمون النص من البداية
ثم قادنا الشاعر عبر أبياته المحبوكة بعناية وإتقان مذهل لرحلة عفوية
خطّطت لها نوايا بخته المجهولة
أخذته خطاه الساذجة إلى ما لم يكن في حسبان أفكاره
إذ كان كل ظنّه واعتقاده أنه يسوّف بعض الوقت مواسيا ضجره في مسامرة ما
ولم يتوقع سقوطه في شباك العشق ذات حديث مشتهى
حيث أن مغامراته السابقة باءت بفشل ذريع ولم يحالفه إلا اليأس والخذلان
قطعتُ الوقتَ كي أحظى بأنسٍ فباغتني بسكّينٍ وشفرَه
ثم ختم القصيدة ببيت جميل بليغ أبدع في صياغته ليبين لنا محاولته غير المجدية
في مراوغة الوقت وترويضه لصالحه
فبوغت بسيفه القاطع، إذ أن الوقت كـ السيف إن لم تقطعه قطعك.
قصيدة عمودية سامقة تحدث فيها الشاعر عن تجربة عاشها سابقا
بصور خلابة ومعان فريدة تميّز في طرحها وإيصالها بطريقة فنّية شيّقة
بصدق وعمق ملحوظين
هي قراءة سريعة آمل أن تليق بهذا النصّ الأكثر من رائع
ولي عودة للتخمين إن شاء الله تعالى
محبتي التي تعرفون
قصيدة رائعة تضجّ بترسانة من الأحاسيس تأخذ متلقيها منذ العنوان الى ان يجوس بداخلها تقصيا لدلالاتها ومعانيها وأبعادها الفنيّة
يقول الشاعر في مستهلها
.
مضيتُ بدربهِ في الليلِ مَرَّه
وأهرقتُ الخواءَ بدلوِ نبرَه
.
مضيتُ وكانَ في ظنّي التباسٌ
بأنَّ القلبَ لا يُروى بقطرَه
.
وكنتُ أخالهُ تسويفَ حِينٍ
هنيهاتٍ تلوّنها المسرَّه
.
فالبحث في مآل الشاعر مرتهن بما ظنّ وتصوّر
وقد أدّت العبارات
خواء..
ظنّ...
التباس...
تسويف..
فالبحث عن حالة توازن للقلب وللعواطف وللأحاسيس جعلت الحالة الوجدانية للشاعر في مدّ وجزر
ليبدو أأكثر تبرّما وإحباطا في قوله
.
مسامرةٌ تواسي لؤمَ ضجري
وتسرقُ من شقائي ما أسرَّه
.
صحبتُ اليأسَ عاقرني سنيناً
وألبسني يبابُ العشقِ قبرَه
.
فاتسّاع حلمه لم ينته بغير ضيق ...
وقد حوت القصيدة أوصافا خارقة دقيقة نسجت شكلا تعبيريا مارس سلطته الدلالية بتفوّق وامتياز كقوله هنا
مسامرةٌ تواسي لؤمَ ضجري فالمواساة عادة ما تكون للتّخيف ولكنها مواساة للؤم ضجر
وتسرقُ من شقائي ما أسرَّه...والمقابلة بين الشّقاء والفعل سرّ تعمّق شعورنا بذروة شقاء الشّاعر
.
صحبتُ اليأسَ عاقرني سنيناً...صحبته لليأس ومعاقرته له
وألبسني يبابُ العشقِ قبرَه......وكذلك يباب العشق...القبر...
كماعتدتُ الحياةَ بلا حياةٍ...حياة بلا حياة
وآلفتُ النسيمَ بألفِ حسرَه....نسيم ....وحسرة
فما نلاحظه أنّ المفردات تُنشئ فيما بينها ضوابط تحدّد الدلالة وتصريف المعنى
وكلّما تقدمنا في قراءة القصيدة نلاحظ قدرة الشاعر على حسن التّصرف في السجلات اللّفظية التي لا تخطئ مقاصده
وقد جاء البيت الأخير بدفقة شجن قويّة تصهد الرّوح وتخترقها دفعة واحدة مع طعنة سكين وشفره
.
قطعتُ الوقتَ كي أحظى بأنسٍ
فباغتني بسكّينٍ وشفرَه
فكل التّقدير لهذا المبدع .
.
صباحك خير و بركة استاذتي
اسعد الله أوقاتك
شكرا كبيرة لهذا الحضور القيم
والقراءة التي أثريتنا بها
القراءة العميقة التي نحتاجها
سلمت و دمت بهذا الرقي
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
مضيتُ وكانَ في ظنّي التباسٌ
بأنَّ القلبَ لا يُروى بقطرَه
.....
هكذا كان المضيّ
وبداخلي من الظّنِّ والإلتباسِ
ما يجعلني مُعتقداً أن القلبَ لن ترويهِ قطرةٌ ولن يُكفيه هذا القدرِ القليل .
هذا اعترافٌ بأنّ الظّنَّ بعيدٌ عن حقيقةِ ذلكَ الارواءِ المتواضعِ الشحيح .
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
نوايا البخت
؛؛
قصيدة رائعة صيغت بعناية فائقة منذ العنوان
الذي اختزل الفكرة إلى ضربة النهاية
المدهشة والموفقة جدا
كل شيء هنا مقنن بمهارة وخبرة واضحة
الصور ، الموسيقى ، الألفاظ ، الشاعرية العالية ،
الاستعارات الرائعة جدا والعمق الدلالي لها
كلها جاءت في تناغم وتمازج جميل ومنطقي
في سرد هادئ وشيق ..
فلا وثبات عالية
ولا حشو زائد ولا مبالغة في توصيل الفكرة
ممتعة أجواء القصيدة
سلم النبض وسلم القلم الماسي
الذي سبك هذه الخريدة
؛
شكراً لشاعرنا المعطاء علي التميمي
وقراءاته الباذخة دوما
لعمدتنا الغالي شاكر السلمان وجهده المتواصل
لأمنا الغالية عواطف عبد اللطيف
لتسليط الضوء على حروفنا البسيطة
كل المحبة والتقدير للجميع
ولي عودة للوقوف على مفاصل
هذه الخريدة الرائعة
نوايا البخت
؛؛
قصيدة رائعة صيغت بعناية فائقة منذ العنوان
الذي اختزل الفكرة إلى ضربة النهاية
المدهشة والموفقة جدا
كل شيء هنا مقنن بمهارة وخبرة واضحة
الصور ، الموسيقى ، الألفاظ ، الشاعرية العالية ،
الاستعارات الرائعة جدا والعمق الدلالي لها
كلها جاءت في تناغم وتمازج جميل ومنطقي
في سرد هادئ وشيق ..
فلا وثبات عالية
ولا حشو زائد ولا مبالغة في توصيل الفكرة
ممتعة أجواء القصيدة
سلم النبض وسلم القلم الماسي
الذي سبك هذه الخريدة
؛
شكراً لشاعرنا المعطاء علي التميمي
وقراءاته الباذخة دوما
لعمدتنا الغالي شاكر السلمان وجهده المتواصل
لأمنا الغالية عواطف عبد اللطيف
لتسليط الضوء على حروفنا البسيطة
كل المحبة والتقدير للجميع
ولي عودة للوقوف على مفاصل
هذه الخريدة الرائعة
شاعرتنـا المُنية الرائعة النبيلة
مساؤك ورد و ود
ما اروع حضورك و قراءتك العميقة
حتما ننتظرك
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
نوايا البخت
جميل الشعر حين يقرأ مغناة ..وهذه القصيدة ينطبق عليها وصف المغناة
وجميل الشعر حين ينهي القاريء القراءة ترسم في مخيلته لوحة بريشة
قلم وحروف ..عنوان القصيدة (نوايا البخت )والبخت هنا هو النصيب والقدر
استطاع كاتب\ة النص الرائع هذا ان يأخذنا بدندنة الحروف المموسقة حتى
نص للخاتمة مقرونة بدهشة الإبداع ..فمنذ سلم اول بيت حتى نصل للخاتمة
كان يمسك بنا مجبرين لا مخيرين لجمال الصور وتصاعد المدّ الشعري فيها
والجميل هنا ..عمدتنا الغالي وهو في سفره الميمون حاضرا معنا ..فتحية له
متمنين له سلامة الوصول وطيب الإقامة ..
ولولدنا فتى الشعر والرافدين ..الأنيق بشعره وحضوره ..تحية تقدير لما يبذله
في تفكيك النصوص بمقدرة الشاعر وعمق القراءة ..وللجميع تحياتي واحلى
(البخت)