أخـافُ أنْ تُـمطر الـدنيا ولستِ معي = فـمنذ رحـتِ وعـندي عـقدةُ المطرِ
كــان الـشـتاءُ يـغطيني بـمعطفه = فـلا أفـكّرُ فـي بَـردي ولا ضَجَري وكـانت الـريح تـعوي خـلف نافذتي = فـَتهْمِسينَ: تـمسّكْ هـا هـنا شَعَري
والآن أجـلـس والأمـطـار تَـجلِدُني = على ذراعي، على وجهي، على ظَهَري
فـمـن يـدافـعُ عـني يـا مـسافرة = مـثل الـيمامهِ بـين الـعين والـبَصَرِ وكـيف أمـحوكِ مـن أوراق ذاكرتي = وأنـت في القلب مثل النقش في الحَجَرِ
أنـا أحـبّكِ يـا مـن تـسكنينَ دمـي = إن كنت في الصين أو إن كنتِ في القَمَرِ
أخي الفاضل شاكر السلمان،
لقد ألبست بوحي ثوباً باذخاً عندما جعلته سبباً في استحضارك لهذه القصيدة الرائعة لشاعر الرومانسية الراحل نزار قباني،
لقد تأثرت كثيراً بكتابات هذا الشاعر الفذّ،
ليالي الشتاء الباردة تذكرني دائماً بلمة الأهل حول المدفأة ، تذكرني بدفء المشاعر والحميمية بين البشر، وهذه المشاعر ليس حكراً على العاشقين فقط، المشاعر الجميلة تلزمنا كبشر حتى نكون نحن كما أراد الله لنا أن نكون...نتميز برقي مشاعرنا ودفء أحاسيسنا.
يجيء الشتاء..
على برده تنحني الذاريات
يحيء الشتاء قليلا قليلا
وأبكي على العمر...
مر وفات
يجيء ولست أراه كما ينبغي
حرمتني المنافي ودمع الشتات
منذ دهر وثانيتين
أجر صليبي
وأقضم رمل الجهات
يجيء الشتاء
فلا برده يعتريني
ولا الدفء في غبش الذكريات
خاطرة أعادتني عشرين عاما الى زمن جميل بمعيار هذا الزمن ومن هنا قال غيري:
رب يوم بكيت منه فلما*** صرت في غيره بكيت عليه
أجل أعادتني الى شتاء وطن خرجت منه ولم يخرح مني
وها انا محروم من برده وثلجه ودفء المدافئ والقلوب
وطن حل السكين فيه محل الوردة
خاطرة تتحدث عن عشبة نابتة بين حجرين
عن انفاس لاهثة بين نجمتين
عن مسافة شاسعة بين الموت والحياة
عن فراغ لا تملأه الا القصيدة
ثمة مطر يضرب نافذة البحر
وثمة ربيع يأتي ولا يأتي
وثمة سلوى حماد
في يديها صلاة
وملء عينيها قوس قزح
يجيء الشتاء..
على برده تنحني الذاريات
يحيء الشتاء قليلا قليلا
وأبكي على العمر...
مر وفات
يجيء ولست أراه كما ينبغي
حرمتني المنافي ودمع الشتات
منذ دهر وثانيتين
أجر صليبي
وأقضم رمل الجهات
يجيء الشتاء
فلا برده يعتريني
ولا الدفء في غبش الذكريات
خاطرة أعادتني عشرين عاما الى زمن جميل بمعيار هذا الزمن ومن هنا قال غيري:
رب يوم بكيت منه فلما*** صرت في غيره بكيت عليه
أجل أعادتني الى شتاء وطن خرجت منه ولم يخرح مني
وها انا محروم من برده وثلجه ودفء المدافئ والقلوب
وطن حل السكين فيه محل الوردة
خاطرة تتحدث عن عشبة نابتة بين حجرين
عن انفاس لاهثة بين نجمتين
عن مسافة شاسعة بين الموت والحياة
عن فراغ لا تملأه الا القصيدة
ثمة مطر يضرب نافذة البحر
وثمة ربيع يأتي ولا يأتي
وثمة سلوى حماد
في يديها صلاة
وملء عينيها قوس قزح
دمت ودام إبداعك العالي
وليسمح لي أستاذي الجميل بنقل نسخة من هذه اللؤلؤة
إلى حديقة أجمل الردود لتستقر هناك بين اللآلئ
دمتَ بألق
الغالية سلوى صباح جميل محمل من عبير الأمل والفرح
بين الشتاء والمدفأ علاقة حميمة .. أسسها التناقض الكبير بين غضب
الطبيعة في فصل الشتاء بكل تفاصيلها .. من حركات موسمية مثيرة ..
" ثورة .. وغضب .. وهيجان.. وأصوات "
و تأتي المدفأة لتؤسس جوا دافئا توقف زحف هذه الثورة الخارجية ..أجواء
يتمدد فيها الدفء حد الوله .. ويعكس فيه اشتعال الحطب الوان الشفق ..
فتتيه ألوانه على الجسد .. و في هذه الأجواء يحلو الأنس وفنجان القهوة .. .
ومن هنا بدأت الأحداث تتابعا ..
هذه هي اللوحة التي شكلتها كاتبتنا لوحتها الفنية التي جمعت بين
الطبيعة والمحيط .. وبين المشاعر .. وانسجام هذه الحالات الثلاثة
فتصب في النهاية في وعاء الحب ..
اسعدني المرور من مسامات حروفك .. اسمع صوت الرعد .. واتنسم
يجيء الشتاء..
على برده تنحني الذاريات
يحيء الشتاء قليلا قليلا
وأبكي على العمر...
مر وفات
يجيء ولست أراه كما ينبغي
حرمتني المنافي ودمع الشتات
منذ دهر وثانيتين
أجر صليبي
وأقضم رمل الجهات
يجيء الشتاء
فلا برده يعتريني
ولا الدفء في غبش الذكريات
ابيات جميلة مواشاة بحزن وحنين لأيام مضت وتاريخ مدون بعدد فصول الشتاء التى تعاقبت وكاتب النص يعاني الغربة حيث لا معالم للشتاء كتلك التى كانت بالديار، ولا دفء لمة الأحبة وحميمية السهرات الشتوية.....هو الشتاء القادر على تذويب صقيع الغربة والوحدة،
النص يقطر شوقاً وحنيناً لذلك الزمن الجميل بكل بساطته وبكل حميميته، زمن بات اجترار أحداثه ضرورة حتى نرطب هذا الزمن الذي تسرب الدفء منه رغم غياب كل مظاهر الشتاء.
الشاعر الراقي جميل داري،
عندما قرأت كلماتك تنازعتني مشاعر حزن وفرح في آن واحد،
مشاعر حزن يشترك بها كل من فرضت عليه ظروف العيش أن ينخلع من وطنه لينزرع في بقعة ما في هذه الدنيا تاركاً خلفه ذكريات وأحبة ومشاهد من كل مراحل حياته.... كلماتك ترجمت مشاعر كل المبعثرين في الشتات بكل صدق.
ثمة كلمات تكون بمثابة أيقونات للفرح، وهذه هي كلماتك شاعرنا الراقي جميل،
وثمة مشاعر انسانية صادقة تحفزنا على المزيد من الجهد والعطاء،
وثمة حلم معتق يسكن نبض قلوبنا ، حلم بالعودة الى حضن الوطن لنمارس فيه طقوس المواطنة الحقة ونمارس فيه شغب الطفولة على أرض مازلت تحمل بصمات خطواتنا الأولى.
الأستاذ جميل داري،
سعيدة لإن نصي المتواضع قد حظي باهتمامك ،
أشكرك على هذه البصمة المميزة التى زينت بها نصي ، دام لك البهاء،