الكاتبة سولاف هلال : تساءلت و أنا أقبض بشدة على قلبي النحيف ، كيف يمكنني الرد على كلام مسَّ سحره الوهاج سبات مشاعري الباردة ليعلن عن قيامة أخرى في دمي ، قيامة نقّب فيها قلب مفزوع عن الأمان فجاءت كلماتك الدافئة لتطمئنه لينام آمناً بلا خوف من النار ، إنها الحقيقة يانبع نبع العواطف وقد تجلت بعد أن ترقرقت عيناي بالدمع،وأنا أرصّع سماوات ذاكرتي بما تشظى من حروفك الموجعة حتى تلبستني في النهاية حرقة الوجد و أحالتني الى متصوف ، ليس له إلا أن يشطح بالقول في حضرتك : " أنتِ عصاي أيتها المبدعة فأنا البصير و أنتِ البصر" !
دخلت هنا متأخرة
وإذا بتفاصيل النص تعيد لي ذكرياتي
سرير المرض
ورائحة الموت وهي تعانق رائحة الياسمين
تغلف أركان الحجرة
وكل شيء ينتهي أمام عيني بلحظة بلحظة
لأدرك وأنا في ذهولي وجسمي يرتعش ان الأجل الأسود قد حان
أعذرني
فالوجع يعيد الوجع ويقتلعه من جذوره ليولد من جديد وحروفك لامست جرحي بكل ما فيها من مشاعر وصور
شاعرتنا الرقيقة عواطف عبد اللطيف
ها هي قياماتنا معاً ! تختلط في أجوافنا الفسيحة بمسراتها المؤقتة و بأوجاعها المزمنة ، ليينَع من إنصهارها الموجع سرداً صادقاً ، يحمل في ثنياته الملتهبة ، دفقاً سحرياً يحرضنا على الحياة في حياة ، متأرجحة تتوكأ على دعامة خالدة إسمها الحلم ! إنه حلمنا المسطور في لوح السرد العظيم !
أيتها الشاعرة الباهرة حروفك المضيئة رصعّت وجه قيامتي بقيامة أخرى !