شكرا جزيلا اخت سفانة على اختيارك احدى قصائدي لتكون موضوع قصة قصيدة والشكر موصوا لاخوتي الأعزاء أعضاء اللجنة الموقرة التي ستعلق بحصيف آرائها وسديد ملاحظاتها والى كل اخ سيتداخل معهم
وقعت أحداث هذه القصة في مدينة الحلة وهي مدينة عربية أصيلة وريثة الحضارات البابلة وتبعد عن العاصمة الحبيبة بغداد مسافة مئة كيلومتر جنوبا عرفت هذه المدينة بكثرة علمائها وشعرائها فهي مدسنة العلم والشعر أنجبت صفي الدين الحلي والسيد
حيدر الحلي وأحمد سوسة وعلي جواد الطاهر وغيرهم من فطاحل الشعراء وجهابذة العلماء وهي مدينة آمنة عاشت الناس فيها بحب ووئام لم تعرف مسميات اليوم نت تفرقة مذهبية أو عرقية ففيها المسلمون بطوائفهم المتعددة وفيها المسيحي والصابئي
واليزيدي وغيرهم وفيها الكردي والتركماني علاوة على العربي كلهم يتعايشون بسلام ومحبة
ذات يوم ابتدأ سكان المدينة صباحهم بحمد الله وشكره وودعوا أبناءهم متوجهين الى أعمالهم ولم يعرفوا انه الوداع الأخير كنت مارا في سوق المدينة للتبضع وكان المكان مزدحما بالمتبضعين هذا يصطحب زوجته وذاك بمعية أبنائه وتلك برفقة ابنتها
وهذه ترافقها أمها وكل منشغل بشراء مايحتاج اليه وقرب المكان عيادة طبية شعبية يرتادها ذوو الدخل المحدود وأصوات الباعة ترتفع تارة وتنخفض أخرى ينادون على بضائعهم وفجأة دوى صوت انفجار مريع أفزع الانسان والطيور أعقبه صوت آخر
أكثر قوة من الأول واذا بالناس تتدافع فزعا والجثث تتقطع وأشلاء تتطاير هنا يد باصبعها خاتم خطوبة وهنا رأس يتدحرج وساق تطير لأعلى البناية ، أطفال تصرخ تبحث عن الأمهات ونساء تولول تبحث عن أأطفالها ورجال تبحث فزعة عن الأولاد
وأصوات عجلات الاسعاف تعلو ورجالاتها تنقل الجرحى ورأيت عجوزا بيدها يد مقطوعة هي يد ابنتها المخطوبة وجاءت بها لشراء مستلزمات العرس وأخرى احتضنت رأس طفلها ذي الخمس السنوات وهي مبهوتة لاتنطق بشيء من هول الصدمة ورأيت نساء
أخريات يفتشن بين الجثث عن أقاربهن ورجالا تحمل الجرحى وطيور السماء فرت من أعشاشها فزعة تتساءل هل يمكن للانسان أن يفعل بأخيه الانسان مثل هذا الفعل وأنهار الدماء تسيل وأصبح كل شيء باللون الأحمر
هذا ماصنعه الغرب ببلداننا أوهمونا بديمقراطية زائفة وحرية جريحة فاذا بهم يصدرون لنا الأعمال الارهابية والأسلحة التي تحرق الأخضر واليابس ، اننا نذكر هؤلاء الضحايا الأبرياء بتقديس واجلال وان بعد بهم العهد وحجبهم الماضي في غيابات
الدهور نكبرهم لانهم ذهبوا ضحية فكر مقيت وعقل مريض انهم في قلوبنا ماتعاقبت الأجيال وما نسج الليل والنهار وأية حياة باقية على الدهر
سعدت بضيف حبيب و شاعر قريب و قصة يوم رهيب و تصوير له من الروعة نصيب .. و انها لقصيدة لشاعر قرأنا له ، و أعجبنا بما قدم ، و مثقف كبير أنار بماله من علم ودراية طريق الكثير ، و ناقد تناول أعمالا و أعمالا بفكر و ذوق و فهم .. قصته تعطي عن سمو حسه و شعوره الانساني صورة مشرقة و عن وطنيته عنوانا مشرفا . و قصيدته تجمعت فيها معقولية اللغة ، و دقة الصورة ، و سلاسة التعبير ووضوحه ، و موسيقى الايقاع .. فتحية للشاعر و قبله مبتدع الفكر عدي شتات الشاعر الموقف .. و متألقة الطرح سفانة الأديبة الشاعرة .. و روح النبع عواطف عبد اللطيف .. و ضيوف التناول الشعراء المختارين للجنة .. و المتدخلين الشرفاء .. أعانكم الله ... أسعد النجار الدكتور الشاعر هنيئا لك بقصيدة تحلق في سماء الشعر .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
انه ليسعدني ان اكون بينكم..هذا شرف لي وتحية كبيرة للأخ الشاعر د. أسعد النجار
وللشاعرة الأخت سفانة ولأعضاء اللجة الأفاضل ..واسجل اعجابي بهذه الفكرة الرائعة
وهذا العمل الأدبي المشوق.. آملا التوفيق للجميع
} شاعرنا المميز محمد سمير ما أجمل المكان عندما تطرزه حروفك الباذخة.. وينيره حضورك الجميل .. ويرويه رأيك الذي ننتظره إن شاء الله .. فأهلا بك دوما وشكرا لتفاعلك الراقي
} الشاعر الجميل جميل داري عندما نقرأ حروفك نقف أمامها كثيرا .. لأن وقفتك أمام ما يطرح عميقة .. وهنا أقول : سعدت بوقفتك و رأيك .. ووعدك بالمتابعة فكن بالقرب .. فرأيك نعتز به نقدره ..
} لعمدة النبع شاكرالسلمان كل الشكر والامتنان على هذه الهدية الرقيقة وبدوري أشكرك واشكر كل من سيمر و سيشاركنا هذه المحطة .. وشكرا مرة أخرى لتفاعلك البهي و الدائم في الموضوع ..
شاعرنا الراقي د. أسعد نجار مساء معتق بعبير السعادة والأمل
عند اجتياز حواجز الصمت .. و اسوار الذهول .. نصل الى مرحلة من الفوران الداخلي و التأرجح بين الأفكار .. و كثيرا ما نعجزعن التعبير عن المأساة لأن الحدث جلل .. وهنا استطعت أن تلتقط صور حية من مشاهدات واقعية وتحولها لحروف نابضة بالحزن والألم ولكنك تركت في النهاية باب الأمل مواربا ... سنترك الرأي للجنتنا الموقرة كي تبدي رأيها في مدى نجاح شاعرنا في تنفيذ فكرته وتحويلها لأبيات بديعة .. سعدت بهذه المشاركة الباذخة في هذا الملف فأهلا بك وسهلا .. متابعون في ارتشاف البهاء حتى النقطة الأخيرة ...
اتقدم من والدة الجميع هنا بالشكر الجزيل على ايجاد هذا الموقع الثقافي الجميل
الذي يجمع هذه النخبة المباركة من الشعراء والأدباء والفنانين
وللأخت الرائعة سفانة بنت الشاطئ التي لا تقل عن النحلة نشاطا في جمع رحيق الفكر
للأحبة هنا وعرضه بصورة جميلة
والى الشاعر الرائع صاحب القصيدة الدكتور اسعد النجار على هذا الحس المتقدم في رصد وتوصيف الحالة التي تتجاوز الوجع الى ما هو ابعد بكثير
والشكر الى اعضاء اللجنة الكريمة المتابعة لهذا النص الذي ملأ الغيون دموعا
ونقل المتابع من هيبة الشعر الى هيمنة الوجع في بلد له من العمر والإرث التاريخي
ما يجعلة اكثر بلدان العالم ارثا للحضارة المتقدمة
اقدم شكري وامتناني الى كل اهل النبع الكرام والف تحية