ثنائية (الشهيد الحي) ديزيريه سمعان& سمير عودة

أتذكر يا بهجة الروح
حين حلقت فراشة الفجر
ذات صهيل
والندى العالق ببتلات الشوق
يصفعني ..
يرديني بين ثنايا البنفسج
حتى تفجرت ينابيع الأسرار
واخترقت جدار الروح

يومها همست لي ....
سأزرعك بنفسجة فوق أجساد العذارى
وأهديك من رحيق الوجد
قصائد غافية فوق النجوم

ياااااه ...
أيعود الفجر محملا بسحر عطرك
كحبة بخور يعطر فضاءاتي ؟




ديزيريه

منيةَ نفسي

لا شكَّ بأن الفجرَ القادمَ أجملْ

حين ترفرفُ أعلام النصرِ على أركانِ مساجدِنا

وكنائسنا

حين يعودُ اللاجئُ مرفوعَ الرأسِ لقريتِهِ

ومدينتِهِ

حينَ نعيدُ زراعةَ بياراتِكِ يا يافا

ونرشُّ الورد على دربِ الآلامِ بقدسِ الأقداسْ

فيغدو شعبي يا روحي مرفوعَ الراسْ

في تلكَ اللحظةِ بالذاتْ

سأعيشُ بقيةَ عمري لكِ وحدكْ

العمرُ لحظاتٌ
وأمنيةٌ .. نحملها بينَ الضلوعِ
نرويها بشهقاتِ فرحٍ
ودموعِ الترقّب

شمعةٌ على أعتابِ الكنائسِ نوقدُها
ودعاءٌ صادقٌ
يصلُ عنانَ المآذنِ المترعةِ بالإيمانْ

حين تعودُ منتصرا
ستكونُ بيارقُ الفرحِ بانتظاركْ
والدروبُ مملوءةٌ ببتلاتٍ ناعسة
تساقطتْ كالشّهبِ
من سلال وردٍ
عبيرُها يهزُّ الوجدانْ

للنصرِ عبير ..
ولفرحة رجوعكَ سالما
موسيقى تطربُ لها الرّوح



ديزيريه

يا مالكةَ القلبِ

النفسِ

الروحِ

وكلِّ الأشياءْ

ما زلنا نطلقُ نحو عدوِّ الأمةِ

نيرانَ العزةْ

وعدوُّ الأمة يستجدي

أن نوقفَ إطلاقَ النيرانْ

.................

وتوقفَ إطلاقُ النيرانْ

وتحقق نصرُ اللهِ على الأعداءْ

وانسحبَ الباغي ذاتَ مساءْ

راح يجرُّ ذيولَ هزيمتِهِ

يلعقُ جرحاً لن تشفيهِ صنوفُ الأدواءْ

في أعماقيَ لهفة ٌ
وبنفسجة ٌ خبأتُها بين ضفائري
هوذا حلمي الذي طالما انتظرتُه
ألقاكَ على ضفافِ الوريد
أعانقك وجداً
أعتليك طهراً
حتى تبتسمُ السماءُ ابتهاجـا


أقطابُ عينيَّ تناديكَ
متى تندثرُ غمامةُ العدوِّ
وتمتلئُ سماؤنا بإشراقةٍ ربيعيةٍ
تدفئُ قلبينا




ديزيريه

سآتي إليكِ قريباً مع الريحِ لحناً

ولكنه ليس لحن الرجوعِ الأخيرْ

فأطبعُ قبلةْ

على خدِّ طفلي

وأهديكِ ورداً

وأسقيكِ شهداً

فلا تظمأي بعد ذلكَ حتى وإن طال عنكِ الغيابْ

فهيا استعدي

لنوقدَ تلك الشموعْ

وأمسحَ عن وجنتيكِ الدموعْ

أرى فيكِ حوريّةً

فاجأتني بطلتها السرمديةِ عند الغروبْ

أرى فيكِ قوةَ عزمي وضعفي

أرى فيكِ نصفي

أرى فيكِ ما يجعلُ المرءَ يعشقُ هذي الحياةْ

في مرمى عودتكَ .. أعتكفُ
والقلمُ يسكبُ شراباً شهياً
فوقَ الورقِ
قد طارتْ أسرابُ النحلِ
بليلةِ احتضارِ الغسقِ
إلاَّ ملكتْهُمْ
توسدتْ بساطَ الانتظـار
على أملٍ أن يمنحَها الفجرُ
نورا بعدَ ظلمةٍ
عربدتْ فيها الآهاتُ
حتى انكفأ وجهُ الشمس

سأجهزُ شموعَ اللقاء
أحمرٌ .. بنفسجيّ .. أخضرْ
من كل نكهةٍ لون
ومن كل لونٍ شكل
حتى تضاءَ سماءُ الفرحِ
بعالمٍ ساحرٍ
هو عالمكَ أيها الفارسْ


ديزيريه

أناْ فارسُ الحربِ النبيلْ

لكنني في الحب أغدو عاشقاً

وأسطر الأشعارَ في عينيكِ يا حلُمي الجميلْ

وأنا المتيمُ بابتسامةِ ثغركِ الفتّانِ في ليلي الطويلْ

وأنا المتيمُ بارتعاشِ أناملٍ

كم داعبت خصلاتِ شعري بعدما

ذهبَ الكلامْ

وخبا أوارُ سعارِ ملحمةِ الهوى

واستسلمت أرواحُنا

لنداءِ عشقٍ سرمديِّ

بين عصفورينِ راحا ينشُدانِ الدفءَ في العشِّ الصغيرْ

بعينيكَ أغدو حلماً
ألتحفُ بوهجِ شمسٍ
ضالعةٍ بالإبحـارِ في محّياكَ
حتى تهبُّ نسائمُ اللقاءِ
لأتركَ شواطئَ الأحزانِ
وبـ جنّةِ أحضانكَ أرتمي
يا من كنتَ مينـاءً لعاطفتي الجياشة
فيها ترسو سفني الغارقةَ بنبضك


آآآهٍ لو تدركُ ..
كيف أعدُّ الثواني
وأقلّبُ صفحات الزمن
بأيدٍ ترتجفُ ولهاً
والثوبُ الأبيضُ يرمقني من بعيدٍ
مبتسما .. للهفةِ عاشقة
من النّجوم صنعتْ لك
قلائدَ من شوقٍ
لتكونَ أنت فرحتها
ونبيذَ أحلامِها القادمة





ديزيريه

الليلُ الجاثمُ فوق خبايا نفسي

لا يندحرُ

يا ليلُ

حبيبةُ قلبي من قبل بدايةِ هذي المعركةِ الكبرى تنتظرُ

يا ليلُ ارفقْ بعشيقينِ انقسما نصفينْ

يا ليلُ اندحرت قواتُ الأعداءِ

ونيرانُ هوانا ما زالت تستعرُ

يا نسماتِ الفجرِ احملنَ الأشواقَ إليها

وعبيرَ القبلاتِ الحرّى

سأنامُ

لعلّي أستحضرُ حلماً

ألقاها فيهِ على أعتابِ الجنةْ