الأخ الفاضل محمد سمير،
أهلاً وسهلاً بك في هذا الحوار الذي يسلط الضوء على الهم المشترك...
ولأهمية ما جاء في ردك الكريم سأحاول أن أتناول كل نقطة على حدا..
1.منذ عام 1917 والشعب الفلسطيني مستفرد به من القوى الإستعمارية والصهاينة في الوقت الذي يقف فيه العالم العربي والإسلامي متفرجاً على ذبحه .وليس من المعقول أن نبقى نقتل والعالم يتفرج علينا بل ويتهمنا بالإرهاب.
-أشكرك لإنك أنصفت المقاومين الفلسطينيين الذين بدأو نضالهم منذ دخول الصهاينة الى الأراضي الفلسطينية وحتى نكون منصفين وعادلين يجب أن نعطي كل ذي حق حقه ..فكل قطرة دم سالت على ارض فلسطين من أجل فلسطين لها قدسيتها وعلينا في هذا الإطار أن ننصف الشهداء العرب حيث كان الجميع يرزح تحت نير الانتداب البريطاني والفرنسي بعد الحرب العالمية الاولى وتقاسم النفوذ ورغم هذا فأن الجيوش العربية شاركت عام 48 ومقابرهم في فلسطين والاردن خير شاهد ودليل..أي أن شرف النضال الفلسطيني لا يٌنسب الى هذا التاريخ 1 يناير 1965 فقط الذي ارتبط بأول رصاصة..لإن الرصاص انهمر قبل ذلك بكثير.
2. إتفاق أوسلو هو إتفاق إعلان مبادئ وليس إتفاقية سلام مع الصهاينة.
- اتفاقية اوسلو او اعلان مباديء كما سموه بمفهوم القانون الدولي وثيقة اتفاق معلن وفيه خطوات مطلوب من الجانبين تنفيذها..ما يهمنا كمواطنين ليست المسميات القانونية التى بلا شك لن نصل الى عمق معانيها مع غريمنا الصهيوني لإنهم متخصصين في صياغة القوانين والاتفاقيات وتجاوزونا بمراحل وتبين كم الثغرات التى كانت بهذا الاتفاق والتى كانت بلا شك تصب في صالح المحتل الصهيوني...
3.أوسلو بكل مساوئه وفر أرضاً شبه محررة كانت بمثابة قاعدة إرتكازية للمقاومة .وهذا ما كان يصرح به الشهيد خليل الوزير أنه يجب التمسك باي أرض يمكن تحريرها من أجل الإنطلاق إلى تحرير باقي الوطن السليب.
من يتابع المشهد الفلسطيني منذ تاريخ توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم سيلاحظ بأن الأراضي الفلسطينية أخذة بالتأكل بفضل المستوطنات التى لم تتوقف حتى يومنا هذا..ثم بموجب الاتفاقية يقر الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين بإقامة حكم ذاتي انتقالي على الأراضي التى تنسحب منها في الضفة الغربية وقطاع غزة على أن تكون سلطة وطنية وليست دولة مستقلة ذات سيادة وستكون سلطات الاحتلال المسؤولة مسؤولية تامة عن حفظ أمن هذه المناطق "أي غير مسموح للسلطة الفلسطينية إنشاء جيش وطني فلسطيني". .وبالمناسبة لا تنص الاتفاقية على أن الضفة والقطاع أرض فلسطينية وإنما هي أرض إسرائيلية يحكمها الفلسطينيون حكماً ذاتياً..
كلنا يتابع على وسائل الإعلام العربدة الصهيونية في الضفة الغربية..يدخلون ويخرجون بمن يشاؤون ..يقتلون هذا ويعتقلون ذاك دون أي تدخل من قوات الأمن الفلسطينية...طبعاً هم يتصرفون بحرية من باب أن الأرض أرضهم..
تقول وفر ارضا محررة للارتكاز عليها...الارض المحررة يا أخ محمد تعني سلطة وارض وشعب..وهنا الكارثة..اسرائيل باعت للوفد الفلسطيني الوهم واشترت الاعتراف بها كحقيقة واقعة..اي سلطة يا أخ محمد التى لا تملك حرية الحركة فمن رئيسها الى أصغر موظف فيها لا يخرج ولا يدخل إلا بتصريح ولا تملك حرية القرار الاقتصادي والسياسي..
وأي ارتكاز لمقاومة والشعب مكبل بالتنسيق الأمني مع اسرائيل بموجب الاتفاقية التى تقول" تنبذ منظمة التحرير الفلسطينية الإرهاب والعنف وتحذف البنود التي تتعلق بها في ميثاقها كالعمل المسلح وتدمير دولة الاحتلال." أي أن أي عمل ممكن أن يضر بمصلحة الصهاينة سيصنف على انه إرهاب حتى لو كان من باب الدفاع عن النفس ..
هل يستطيع المفاوضون الفلسطينيون تعريف ماهية الإرهاب الذي سينبذونه حسب الاتفاق الذي وقعوا عليه؟
4.ليس للصهاينة أية أطماع بقطاع غزة وإنما أطماعهم تكمن في الضفة الغربية .وقد رفض أبو عمار رحمه الله تعالى عرضاً عام 1995 يتلخص في إقامة دولة (مؤقته ) في غزة ثم التفاوض على الضفة ، وكان هذا نتيجة وعيه وحسه الإستراتيجي .
ليس لاسرائيل أطماع بقطاع غزة !!! ؟؟؟ أعتقد أن الصهاينة لم يخفوا أطماعهم وخارطة اسرائيل في الكنيست تشير الى دولة يهودية من النيل للفرات هم يعلنون خارطتهم ودولتهم بكل ثقة..ونحن نجمل لهم النوايا وندفع عنهم التهم؟؟؟؟؟؟؟
5.إن من وقع أوسلو هو من فجر الإنتفاضة الثانية المسلحة ، وقد دفع حياته ثمناً لذلك .وقد كانت نسبة الشهداء من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة هي 55% من مجموع شهداء إنتفاضة الأقصى(الإنتفاضة الثانية).
- انتَ فلسطيني وانا فلسطينية ونعلم جيداً بأن الذي فجرة الانتفاضة الثانية ليس من كان يجلس على الكراسي..بل هم أطفال وشباب وشيوخ ونساء الحجارة ومن ضمنهم الأجهزة الامنية الذين هم جزء من النسيج الفلسطيني قبل أن يكونوا موظفيين بالسلطة وكلنا يعلم الأجهزة الأمنية لم تستلم أوامر بالقتال بل انحازت لأهلها وأرضها وفرضت واقعاً على السلطة اضطرت للتعامل معه...وما اسرى الانتفاضة إلا شاهد عليها..
6.إن من قام بالإنقلاب في غزة قدم الإنقسام على طبق من ذهب للصهاينة ولا يزال .وهذا يدل على عدم النضج السياسي والإستراتيجي.وقد وافق على فكرة الدولة المؤقته التي رفضها أبو عمار رفضاً قاطعاً.
مسألة الانقلاب والانتخابات..هو موضوع شائك ومعقد لا نبرئ منه أحد في الوصول للانقسام الفلسطيني ضمن تداعيات اقليمية ودولية..ولكن كان للانقلاب حسب ما أسميته رغم انني اختلف معك في التسمية دور كبير في تعرية الساحة الفلسطينية التى بدت مهلهلة الى درجة مؤلمة..لا قادة ذو قرار سياسي حكيم..لا استراتيجيات واضحة..تبعيات فصائلية مقيتة..لا ولاء لوطن أو ثوابت..كم من الأمراض النفسية التى ظهرت على العلن.. أدت الى تراجع قضيتنا سنين الى الوراء وفقدانها لهيبتها..
تفرد حركة فتح المسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية بالقرار الفلسطيني واقصائها للفصائل الأخرى جعلها لا تتقبل وجود طرف أخر ونشوب الصراع بينها وبين حماس الذين جاؤوا بانتخابات من شريحة كبيرة من الشعب " هذا لو كنا نحترم ارادة الشعوب" ولو صعد اي فصيل غير حماس كالجبهة الشعبية أو الديمقراطية أو اي فصيل أخر سيكون نفس الصراع..للأسف لم يستطع السيد عباس من القيام بدوره كرئيس للشعب الفلسطيني للم شمل الفلسطينيين كلهم وتعامل مع أهلنا في القطاع بمبدأ العقاب على اختيارهم لحماس..والحرب الأخيرة ليست ببعيدة عن ذاكرتنا ..استرجاع للتصريحات من السيد عباس ومتحدثيه الرسميين كفيل لإيضاح هوة الخلاف الفصائلي الذي يصب في مصلحة المحتل الصهيوني بالدرجة الأولى..
في هذا السياق أحب أن اقتبس فقرة من أخر حديث صحفي للراحل أبو جهاد -الذي أجمع على احترامه كل الفلسطينيين - والذي نشرته صحيفة الأنباء الكويتية والتى نٌشر بعد اغتياله بيوم واحد يوم 17/04/1988 وذلك لتوضيح نهج القادة الحقيقيين الذين يؤمنون بأن العمل النضالي لا يٌقصي أحد ..
أبو جهاد: يجب التأكيد أولاً أن الإنتفاضة الوطنية الكبرى في الأرضي المحتلة هي إنتفاضة كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته العمرية وبكل شرائحه الإجتماعية وقواه وإتجاهاته السياسية، إذ لا يوجد بيت واحد في فلسطين المحتلة لم يقدم شهيداً او جريحاً أو أسيراً أو معتقلاً، ورصاص جيش الإحتلال يوجه إلى صدور الجميع بلا إستثناء ولا تفرقة وتمييز. ومن الطبيعي أن تشارك كل القوى في هذه الإنتفاضة الكبرى.
والتيار الديني هو بالتأكيد إتجاه أصيل في شعبنا الذي حفظ له التاريخ عدم سقوطه في التعصب أو المذهبية، والثورة الفلسطينية هي بالأساس حركة جهادية مناضلة، وثورة مستمرة على الإحتلال الذي هو الباطل نفسه، والثورة هي بهذا المعنى المسئولة عن كل الوضع في الأرض المحتلة.
وقد حاولت سلطات الإحتلال في بداية الإنتفاضة أن تثير تناقضاً بين قوى شعبنا بجانب المحاولة المكشوفة للطعن في شمولية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لشعبنا وقيادتها لانتفاضته الكبرى، كما سعت سلطات الاحتلال إلى محاولة استدعاء الرأي العام الغربي على الإنتفاضة إنطلاقاً من إثارة موجة التعصب الديني، أو بالربط المزعوم بين الإتجاهات الإسلامية وبين ما يسمى بالحركات الإرهابية.
7.منذ عام 2007 وهو العام الذي وقع فيه الإنقلاب ، والسلطة لا تزال تحول لغزة 58% من موازنتها .
سكان قطاع غزة فلسطينيون، والسلطة الفلسطينية تحصل على المعونات الدولية بإسم الشعب الفلسطيني بكامله دون تحديد مناطق..وأن السيد عباس يعلن أمام المحافل الدولية بأنه رئيساً لفلسطين وليس رئيساً للضفة فقط إذن ما يقوم به ليس منّة أو فضل منه عليهم..واتساءل هل حولت السلطة مستحقات المواطنين في غزة الشهور الفائتة وهل قامت بدورها الإنساني لحل أزمة أهل غزة؟
8.لقد حافظ أوسلو على الهوية الفلسطينية وحشر الصهاينة في خانة لا يحسدون عليها .وهم يتمنون نشوب إنتفاضة ثالثة ليمسحوا كل ما بناه أبو عمار وأبو مازن .
لقد لفت نظري السطر الأخير من ردك " وهم يتمنون نشوب إنتفاضة ثالثة ليمسحوا كل ما بناه أبو عمار وأبو مازن".. وكأن القيام بانتفاضة ثالثة عمل هدام من شأنه هدم المنجزات العظيمة التى حققها كل من ابوعمار (وأبو مازن ؟؟؟)..أليس هذا ما يريده المحتل الصهيوني ..الغاء ثقافة المقاومة في الأوساط الفلسطينية ونزع أنيابهم لتأمين وجوده على الأرض؟؟؟
الصهاينة لم يتم حشرهم في أي خانة..هم يضربون عرض الحائط بأي قرار أممي لا يروق لهم ..هم مستمرون في الاستطيان..هم ينتهكون القدس بمقدساتها..هم يعتقلون ويقتلون..هم يسيرون وفق مصلحتهم ولا أحد يستطيع الوقوف في وجههم.
أما الهوية الفلسطينية أخي محمد فمن حافظ عليها هو الشعب الفلسطيني في الداخل بفضل صموده ومقاومته الباسلة ، وفلسطينيوا الشتات بفضل دعهم المادي وحضورهم في كافة المنابر السياسية والاعلامية والثقافية مما أتاح لهم فرصة توضيح الصورة الممجوجة من قبل وسائل الإعلام عن القضية الفلسطينية..
الاتفاقات بدون شعوب لا تحافظ على هوية ولا تصنع دول..وهنا المشكلة ..فالسلطة الفلسطينية تتعامل وكأنها سلطة بلا شعب مما أضعفها كطرف مفاوض أمام المحتل الذي يشكل الشعب الاسرائيلي له ظهير قوي..
خير من لخص الوضع القائم بعد اتفاق أوسلو المفكر الراحل إدوارد سعيد:
"منظمة التحرير الفلسطينية حولت نفسها من حركة تحرر وطني إلى ما يشبه حكومة بلدية صغيرة، مع بقاء ذات الحفنة من الأشخاص في القيادة"
الإنصاف الحقيقي والمطلوب من كل فلسطيني هو قراءة الاعلان أو الاتفاقية بعين فاحصة منحازة للأرض والتاريخ والوطن ومنصفة للدم الفلسطيني ولكل قطرة دم أريقت من أجل فلسطين فقط وليس للفصائل.. بذلك نكون قد انحزنا لثوابتنا وحقوقنا وأنصفنا الدم المسال والرجال الذين ضحوا وما يزالون.....
احترامي وتقديري ،
سلوى حماد
.............................
أختي الغالية سلوى
أحترم وجهة نظرك
وأختلف معك في بعض النقاط
محبتي
.............................
أختي الغالية سلوى
أحترم وجهة نظرك
وأختلف معك في بعض النقاط
محبتي
أخي الفاضل محمد سمير،
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية...تبقى أبن بلدي العزيز الذي أعتز به والذي يشاركني الهم الفلسطيني...
والحوار سيبقى مفتوحاً للرد على باقي المداخلات ...أهلاً بك في أي تعليق ولرأيك كل الاحترام..
لقد أبدعتِ أختي الكريمة سلوى في مقالك ، وما احتواه من حقائق بخصوص قضيتنا الأزلية القضية الفلسطينية
وما ذُكر كان حتى عام 2009 م فما بالكِ بما حدث بعد هذا التاريخ ، حيث حدثت ثلاثة حروب متتالية على غزة فقط
طبعا هذا عدا التعديات المستمرة للاحتلال ، و عمليات المحاصرة ، والملاحقة والقتل لأبناء شعبنا ، و نصب الحواجز
لأهلنا في الضفة الغربية ، و الحصار الخانق لغزة وأهلها .
وما استغربه هو قول الأخ الكريم سمير حول تحويل السلطة 58 في المئة من ميزانيتها !
فيكف ذلك أخي ؟ وليتك من أهل غزة لتعلم أن ذلك غير صحيح ، و أنه في جيوبهم و كروشهم فقط .
للأسف أخي الكريم هناك بعض المغالطات فيما ذكرت ، وليتكم تعرفون حقيقة الوضع هناك .
اما الأخت سلوى فهي رائعة ، و حقيقة كل ما ذكرت
وأشكر الأخ الكريم قصي على تحليله واسمح لي أخي قصي
أن أستعير قولتك حول تعريف ثقافة المقاومة بأنها جزء من فسلجة و تكوين الخليقة وقد صدقت
اسمح لي أخي أن أضيف من عندي انها أيضاً جزء من فسلجة وتكوين الخليفة ، وهذا ما نراه
الان و ما يراد ، حيث ثقافة الانهزام للأسف .
أشكركِ أختي سلوى فقد أثرتِ الحزن والشحن .
و الشكر للأخ قصي والأخ سمير على مناقشتيهما للأمر .
مودتي للجميع ،
العزيزة بسمة أهلاً وسهلاً بك،
أتفاق أوسلو لم يحقق الاستقرار للشعب الفلسطيني ولا للمحتل الصهيوني ..لإن الفلسطينيين وهنا أقصد الشعب قدم الكثير ولا يمكن أن تلجمه اتفاقيات أو اعلان مبادئ أو قرارات عن القيام بحقه الطبيعي والمشروع في الدفاع عن نفسه ضد قطعان المحتلين الذين يعيثون في الأرض فساداً.
ما أخذ بالقوة لن تعيده المفاوضات ..21 عاماً من التفاوض كان الطرف الفلسطيني هو الخاسر بامتياز.
بالنسبة لما تحوله السلطة من ميزانية هذا جزء من مسؤوليتها تجاه الشعب الذي تمثله امام المحافل الدولية والذي تأتي المعونات الدولية باسمه كله..لذلك هي تحول مستحقات أهل غزة وهذا ليس صدقة أو هبة من القائمين على السلطة..
ستظل اسرائيل تعبث في الأرض والعرض دون رادع..لذلك وجب على الأقل احداث قلق لهم وذلك لاختلال موازيين القوى.. لا مانع من مفاوضات لو كانت تسير بخط متواز مع المقاومة..أما التخلي عن المقاومة فهذا أمر غير مقبول ومخجل ولم يحصل مع اي دولة من الدول التى كانت مستعمرة وحصلت على استقلالها.
لا تحزني غاليتي فأن الشعب الفلسطيني قادر على تنظيف أرضه وتطهيرها من المحتل ومن كل من تلاعب بحقوقه والأيام قادمة..
دون إنقاص من جرحنا في غزة ..ودون التقليل من حجم الصمود والتضحيات ..
ولكن لا أتفق مع الأصوات التي تتحامل على السلطة الفلسطينية للأسباب التالية :
1. أن نواة وأفراد السلطة الفلسطينية ليسوا من كوكب آخر ، بل هم من أبناء الشعب الذين قدموا تضحيات سواء في المنفى أو خلف السجون ....
2. لا يعني أن الأخطاء التي تقع فيها السلطة يمكن تجاهلها ...وإن من يعمل يخطيء ...ولكن ما قدمته السلطة الفلسطينية لأبناء الشعب دون النظر لإنتماء ولون سياسي يعرفه الجميع ..
3. اتفاقية أوسلو جاءت نتيجة لنضال وكفاح ...وقد تحقق من نتائجها ايجابيات كثيرة يكفي أن هناك أرض فلسطينية يمارس فيها الفلسطيني حقوقه وحياته ...نعم هي ليست بحجم الطموح ولكنها على مبدأ خذ وطالب ...
مداخلتي ليست دفاعا عن منظومة السلطة الفلسطينية ، ولكن حتى لا نتجنى على حقائق تحققت بفضل الجهد الوطني الذي قدمته السلطة والتي من خلالها استطعنا أن ننقل قضيتنا من الخيمة إلى الدولة ...وأصبحنا واقعا لنا الكثير من المؤيدين في العالم بعدما كنا على الهامش ...
4. للأسف من خلال سفري وتجوالي ألتقي بالعديد من أبناء الأمة ومنهم من لا يعرف أن الضفة فلسطينية ....
5. السلطة استطاعت أن تحرر أرضا وقاعدة للوثوب في أي وقت ، لذلك كان اداء الكفاح والنضال في انتفاضة الأقصى فيه من قوة التصدي والرد على صلف المحتل أكثر من انتفاضة 1987 ...
ربما نتفق أو نختلف
لكن أقول للفاضلة سلوى
مع احترامي ...أن من يعش على أرض الواقع
أدرى بحقيقة الصورة ممن ينظر لها من خارج الأرض ...
أما بخصوص مسؤولية السلطة وتخصيص موازنة خاصىة لأهلنا في غزة فهذه حقيقة لا خلاف عليها
وهي ثابتة وجلية بالبرهان والدليل ...
باحترام
الوليد
تحياتي الفاضل وليد الدويكات،
أهلاً وسهلاً بك
اسمح لي بمناقشة ما جاء في مداخلتك كل نقطة على حدا..
1. أن نواة وأفراد السلطة الفلسطينية ليسوا من كوكب آخر ، بل هم من أبناء الشعب الذين قدموا تضحيات سواء في المنفى أو خلف السجون ....
لا أحد ينكر أن أفراد السلطة من النسيج الفلسطيني ..اما بالنسبة للتضحيات فكل الشعب الفلسطيني قدم تضحيات كبيرة يشهد لها العالم كله..
ولا أحد يزاود على أحد في هذا المجال..لإن كل فلسطيني قد قام بواجبه الأخلاقي والوطني وليس تطوعاً..
انا هنا ليس بصدد تصنيف هوية السلطة الفلسطينية كسلطة ولكن نحن نتحدث عن إنجازات وواجبات وحقوق..ما يهمني بالنهاية ما قدمته هذه السلطة في خدمة القضية الرئيسية والأساسية ..قضية الأرض والحقوق..
2. لا يعني أن الأخطاء التي تقع فيها السلطة يمكن تجاهلها ...وإن من يعمل يخطيء ...ولكن ما قدمته السلطة الفلسطينية لأبناء الشعب دون النظر لإنتماء ولون سياسي يعرفه الجميع ..
لا يمكن أن اختزل شعب بأكمله بتاريخه وشهداؤه في سلطة من عدة أشخاص يصيبون ويخطئون..عندما يكون الوطن على المحك فالمسائلة ستكون قائمة في كل وقت..هناك أخطاء لا يمكن إغماض العين عنها وتجاهلها لإن الخطأ يكون قاتلاً ويمس وطن وشعب..لا يمكن أن أتقبل كمواطنة مبدأ تنسيق أمني مع محتل يدخل وقت ما يشاء الى اي بيت في الضفة وأعتقال من فيه ..لا يمكن أن أتقبل إدانة من قبل السلطة لعملية مقاومة قتل فيها صهاينة ولا اسمع ادانة لاغتيال فلسطيني..الأخطاء جسيمة أستاذي الفاضل ولم يعد الشعب يتحملها..واعتقد الحراك الكبير في الأرض المحتلة خير دليل..
عندما تتحول السلطة الى مؤسسة نفعية وتنسى سبب وجودها على الأرض هنا المصيبة..نحن مازلنا تحت الاحتلال ولم نتحرر بعد وهناك ثوابت لا يجب نسيانها أو المساس بها.
3. اتفاقية أوسلو جاءت نتيجة لنضال وكفاح ...وقد تحقق من نتائجها ايجابيات كثيرة يكفي أن هناك أرض فلسطينية يمارس فيها الفلسطيني حقوقه وحياته ...نعم هي ليست بحجم الطموح ولكنها على مبدأ خذ وطالب ...مداخلتي ليست دفاعا عن منظومة السلطة الفلسطينية ، ولكن حتى لا نتجنى على حقائق تحققت بفضل الجهد الوطني الذي قدمته السلطة والتي من خلالها استطعنا أن ننقل قضيتنا من الخيمة إلى الدولة ...وأصبحنا واقعا لنا الكثير من المؤيدين في العالم بعدما كنا على الهامش ...
أتمنى أن أعرف هذه الإيجابيات غير رفرفة العلم الفلسطيني في المحافل الدولية..وغير اطلاق اسم دولة فلسطين بدلاً عن السلطة الوطنية...هل هذا حقاً ما نريده كفلسطينيين بعد أكثر من 65 عاماً من النضال وشلالات الدماء وقوافل الشهداء؟؟؟
ماذا حصل بعد 21 عاماً من المفاوضات المكوكية في هذه الأمور المفصلية:
مشكلة القدس
حق العودة للاجئين الفلسطينيين
المستوطنات
القدس في طريقها للتهويد..أرأيت كم الانتهاكات التى تعاني منها القدس والمقدسيين والمعاناة والقتل على مسمع ومرأى من الجميع بما فيهم السلطة..
أين حق العودة..لا أحد يتكلم عن حق العودة لحوالي ستة مليون فلسطيني في الشتات والحجة التى يتشدق بها بعض المسؤولين بأن هؤلاء قد رتبوا أمورهم في اماكن تواجدهم ولن يعودوا..
وماذا عن المستوطنات التي تضاعف عددها والمحتل مستمر في قضم الأراضي مستمر في المقابل هدم بيوت الفلسطينيين ومصادرة اراضيهم
جميل أن تنتقل قضيتنا الى الخيمة الدولية ورائع ان يكون لنا مؤيدين في كل مكان..لكن ما تأثير هذا على الأرض...عندما لا تكون هناك إرادة فلسطينية لطرد المحتل لن يتطوع المؤيدين لنا بالقيام بهذا..
4. للأسف من خلال سفري وتجوالي ألتقي بالعديد من أبناء الأمة ومنهم من لا يعرف أن الضفة فلسطينية ....
هذا تقصير أضيفه على أداء السلطة التى لها سفراء في كل العالم لكنهم لا يقومون بالدور المناط بهم وهو التعريف بقضيتهم وحشد مناصرين لها والتعريف بفلسطين كلها ضفتها وقطاعها ، بحرها وجوها فكل الأراضي الفلسطينية مقدسة...بعض الممثلين الديبلوماسيين أساؤوا للقضية أكثر مما أفادوها ويمكنك الاطلاع على انجازاتهم في اوربا ودول اخرى..
5. السلطة استطاعت أن تحرر أرضا وقاعدة للوثوب في أي وقت ، لذلك كان اداء الكفاح والنضال في انتفاضة الأقصى فيه من قوة التصدي والرد على صلف المحتل أكثر من انتفاضة 1987 ...
الانتفاضة فجرها أفراد الشعب الفلسطيني ثم انضم لها أفراد من السلطة..ما رأيك الأن هل تتوقع ان السلطة ستفك قبضتها الأمنية عن الشعب في الضفة لكي يقوم بانتفاضة ثالثة..
بالأمس فقط كان هناك عمل بطولي لمقدسيين تم إدانته من قبل السلطة..
ربما نتفق أو نختلف لكن أقول للفاضلة سلوى
مع احترامي ...أن من يعش على أرض الواقع
أدرى بحقيقة الصورة ممن ينظر لها من خارج الأرض ...
للأسف هذا ما نسمعه من المقيمين بالداخل ..يظنون ان من بالخارج هو خارج دائرة الأحداث..أستاذي الفاضل كل فلسطيني بالخارج له جذور بالداخل وهو على ارتباط وثيق بهم ويعرف تفاصيل الاحداث على الأرض من خلالهم..نحن بالشتات نرى المشهد بالكامل من على بعد وربما نراه أكثر وضوحاً ممن يعيشون بالداخل لإننا لا نخضع لأي نوع من الضغوط التى تؤثر أحياناً على وجهة النظر..
هناك من هم مقيمون بالخارج من قدم للقضية وخدمها أكثر بكثير من طابور موظفي السلطة من سلك ديبلوماسي ووزراء وغيرهم الذين يثقلون كاهل الشعب الفلسطيني بفواتيرهم ورواتبهم وبدلاتهم..
فلسطينيوا الشتات هم السفراء الحقيقيين للقضية الفلسطينية وهم من حسنوا صورتها وعرفوا الناس بقضيتهم لإنهم على قدر من الانتماء والكفاءة لفعل ذلك بدافع وطني بحت وليس لأي غرض فصائلي أو مادي.
بفضل فلسطيني الشتات الذين لا يعيشون على أرض الواقع كما تفضلت مازال أهلنا صامدين..فكل أسرة لها من يدعمها خارج الوطن لإن السلطة لن تكون قادرة ابداً على دعم الشعب من معونات مرهونة بالقرار السياسي..
أحب أن أؤكد بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية..كلنا ينظر من منظور مختلف بحكم ظروفه ..الاختلاف مقبول عندما يكون من أجل هدف سامي كالوطن الذي بكل تأكيد يهمنا جميعاً بنفس القدر...
أشكرك أ. وليد على حضورك وتفاعلك مع الموضوع وعلى رأيك الذي أقدره واحترمه وان اختلفت معه..
..........................
نعم أخي الغالي الوليد
إن إخوتنا الذين يعيشون في الخارج يأخذون معلوماتهم ربما من الإعلام المنحاز طبعاً
ولكن الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال
محبتي
رغم ان الرد للأخ وليد لكن أستسمحكم بمداخلة للتوضيح..
أخوتكم بالخارج يا أخي الفاضل محمد على قدر كبير من الثقافة والعلم وسعة الأفق ..هم يستقون المعلومة من كل مكان..من الأهل في الداخل بالدرجة الأولى لإننا ليسو مقطوعين من شجرة..جذورنا باقية بالأرض حتى لو تشردنا في اقاصي الدنيا وكلنا على اتصال بجذوره..
نتابع الأخبار بكل باللغات الاجنبية ثم بالعربية لعدم مصداقية الإعلام العربي..
نقرأ الصحف والتحليلات من كبار المثقفين والمتخصصين في كل المجالات
نحضر الندوات ونسافر من ولاية لأخرى عندما يتعلق الأمر بمعلومة تخص الوطن..
نحضر المناظرات التى يقيمها شبابنا المثقف في الخارج والذي يستطيع أصغر شاب لم تطأ قدماه أرض فلسطين أن يتحدث بطلاقة عنها أكثر من كثيرون لا يعلمون عنها شيئ..
ولإننا في الشتات انتمائنا فقط للوطن..لفلسطين التى لم يعد يٌذكر اسمها في زحمة أسامي الفصائل المقيتة والولاءات العصبية لها..
ونعم الشمس لا تٌغطى بغربال في زمن أصبح الفضاء فيه رحباً ترفرف فيه المعلومات..انتهى عصر ردم الأخطاء وشرب المعلومة من مصدر واحد..
ثري هذا النقاش والمحاورة ..انتظر رد الاخوين الفاضلين على الفاضلة سلوى
لارد بمنظار عربي احب انتماءه العروبي واحب فلسطين لانه تربى على حبها باعتبارها كانت ولا تزال
محور ونقطة ارتكاز قضية العرب الكبرى،،وعندها ردي لن يكون من فلسطيني الداخل ولا فلسطيني الشتات
انما من وجهة نظر من احب فلسطين كل فلسطين..ردا من عربي..فقط..
تحياتي للفاضلة سلوى في ردها الهاديء المتزن..وتحياتي للاخوين محمد سمير والوليد وللفاضلة بسمة..
الحوار هنا رائع لما تمثله الفاضلة سلوى من فلسطيني الشتات وجذرها المتأصل في تربة هذا الوطن..ولوجهة نظر
الداخل الفلسطيني يمثل نخبة وشريحة تعلم الداخل السياسي وتتعايش مع المحتل بكل ارهاصاته
سأعود بقلم المحايد الغير منتمي!! ورغم الصعوبة في ذلك..ولكن قبل العودة سأطلب السماح والعذر من كل احبتي هنا..لانه قد اخالف
البعض في رؤياه..والمهم..كلنا نكتب من اجل فلسطين اللب العروبي..ورمزية النضال للامة
تحياتي وفائق تقديري