كأنك حين زرت القبر ناغيته فاستيقظ إكراما ليلهمك حروفه
لافض فوك فقد كنت هدارا كدجلته الحبيبة التي غناها أجمل أغنية
قصيدة نابضة لغتها جزلة ومعانيها رائعة لا زالت تقطر بلاغة وبيانا
ليت عندنا ناقدا محترفا يغوص في أعماقها ليخرج لآليها
رائع أيها الكبير فقد انساب شعرك في قلبي فأثار المواجع ونكأ الجراح
لماذا يموت مبدعونا خارج أوطانهم يحتفي بهم الأشقاء ويتركهم الأهلون
تحياتي ومودتي وإعجابي
زرت قبره فرددت القصيدة التي أحبها
أعيذُ القوافي زاهيات المطالعِ= مزاميرَ عزّافٍ أغاريد ساجعِ
لطافاً بأفواهِ الرواةِ نوفذاً= إلى القلبِ يجري سحرها في المسامعِ
والتي لأجلها كتب إليه الرصافي
أقولً لربِّ الشعر مهدي الجواهري= إلى كم تناغي بالقوافي السواحرِ
فعلاً عندما تقف على قبر الجواهري تحسّ بأن
الكون المحيط بك قد تحول إلى موسيقى من نوع آخر
واستغراب كيف ان هذه الحفرة استطاعت ان تواري
هذا الكون الشعري الذي ملأ الدنيا كلماتٍ وشعراً
الشاعر الكبير والأب المربي الأستاذ عبد الرسول معله
لن أنسى تلك الوصية الجميلة التي صاحبتني قبل سفري وأنت
توصني بأن أكتب كل ما تعتلج به نفسي من مشاعر
فكانت وصية محترف
هو شـاء ينشده الزمان قصيدة تبقـى تشـيـرُ هــوىً إلــى آثــارهِ
رحم الله الجواهري، وأدام وفاءك وإخلاصك لمن آنسوا الغربة، كي يصونوا في شقاها مبادءهم من التمزق..
عرفت الجواهري في ستينات القرن الماضي في مدينة براتسلافا في جمهورية تشيكوسلوفاكيا (قبل انفصالها في جمهوريتين اثنتين؛ تشيكيا وسلوفاكيا فيما بعد)، حيث كنت أدرس الهندسة.. ولا زلت أذكر لباقته ولياقته، وصوته المتهدج، وعيشه هناك على الكفاف.
رحمه الله وأثابك..
مع خالص الود والتقدير
الأستاذ الشاعر المبدع نبيه سعدي
حقاً هنيئاً لك ان الله تعالى منحك هذه الفرصة بالالتقاء
بالجواهري وسماعه والاطلاع على أحواله
أشكر لك هذه الدخول المميز وعبق
ردك ينتشر على متصفحي