أديبنا القدير وصديقي العزيز أ. عبد الحليم الطيطي
سعيد بوجودكم هنا في منتديات النبع..وفي بلادنا يقولون
لمن يريد معرفة الحقيقة أو التفاصيل الكاملة لأمر ما
((اشرب من رأس النبع))
ورأس النبع عادة الشخص
الذي لديه كل التفاصيل فعلا وصاحب القرار والحكم ..وربما
هو القادر على معرفة ما حصل وما ستؤول له الأمور.
وفي ذاكرتي ما قاله الشاعر الكبير (مظفر النواب) في قصيدته
ـــ كالولي ــــ بمعنى قالوا لي...
{ يا في النبع واطعم ..عطش صبير ولا فرقاك}
هذا النص ..هو نص الوجع الذي لا يغادر. تحدثت عني في بعض
مواطنه. فقد قال لي الطبيب: لا بد من العملية الجراحية ..لكن نسبة
النجاح (واحد بالألف) اوالأعمار بيد الله. كان مسيحيا لطيفا لم يجد
من يتجرأ فيوقع له (الموافقة) على اجراء العملية. ابتسمت وقلت له:
أنا أولى الناس بالتوقيع لك ..مع الفجر حيث لم يكن في غرف العمليات
غيري فتأكدت أنني (الواحد) من أين سيأتي بــ 999 شخص الان.!
لكن صديقي مات وحيدا في غرفته الصغيرة ..لم يجد من يعطيه جرعة
الانسولين الضرورية ..مات ببساطة ..وترك ألم الدنيا كله في قلبي..
((أحبُّ أن أنتبِهُ لكلّ تلك التفاصيل الدقيقة في حياة مريض لا يدري ،،أعمره ساعات أم يعود إلى شوارع الحياة ،،مبتهجا بأيام أخرى ،،!
لن تطول هي ايضا ،،،!! فرحنا بالحياة كفَرح طفل بُلعبة ،، لا يدري متى ستنكسر !!!))
هذه الكلمات كسرت شيئا ما في روحي لكنها ليست المرة الأولى، ولا أظنها الأخيرة.!
وأظنك تتساءل عن سر تنقلي من حدث الى آخر..أنت من فعل هذا بنا يا صديقي
جزأت الألم الى جرعات ..فأوجعتنا مرات ومرات، وكأنك تقول ان الحزن اللذيذ
يحتاج الى من يقدر على هضمه وتحويله الى سائل يجري في الدم ..وأنت تفعل هذا
كل مرة أقرر فيها ان لا أقرأ لك مرة أخرى .. لكنني أعود الى جرعتي مسرعا.!
صديقي العزيز وأديبنا المكرم
مبدع أنت في نقل مشاعر الألم رغم أنها لا تنقل ولا توصف
بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري
أدعو لك بالعافية ،،وأنا أكتب عن حياتنا القصيرة ،،للمريض والسليم ،،لا فرق عندي بينهما ،،،وأصفُ الدواء ،،وهو الحياة مع الله ،،فتتجاوز الموت إلى الخلود ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ألف عافية لك وألف سلام اليك
التوقيع
في بحر الحياة الهائج..بحثْتُ عن مركب ،،يكون الله فيه