لمن كل هذي الدماء التي في الشوارع ؟
لمن كل هذا العويل الذي في المزارع ؟
لمن كل هذي المصارع
يموت العراق
لتحيا المطامع ! ..
أعرني
سماءً بلا طائفية
وأرضاً بلا طائفية
وماءً بلا طائفية
لأبني
عراقاً
أولّي بوجهي إليه بلا بوصله
عراقاً
بلا مقصله
تنام الزرازير في مقلتيه
وتصحو
على وقع قيثارة بابليه
على وقع شبّابة موصليه
عراقاً
بلا تصفيات
يرى في المساءات
ما لا يراه الغزاة ...
كُلَّما
راودني البحرُ ،
تلمَّستُ ذراعكْ ...
وإذا
أغرقني الدمعُ
تحسستُ شراعكْ...ايها المزروعُ في القلبِ ،
إذا القلبُ
أطاعكْ ،
لا تضيّع ْ عاشقاً
ضيعّهُ الحبُّ
ولكن
ما
أضاعكْ !....
فرَّ منّا الخيطُ
والعصفورُ
والحبُّ الذي كنا
رسمناهُ على الماءِ صغارا ،...
حلماً
يشبهُ طعمَ القُبلةِ الاولى
فقدناهُ مرارا
لم نعدْ ظلاً
ولا رملَ حديقةْ..
أوقدِ ( الفانوس ) يا داود
كي يجتذبَ الضوءُ فراشات الصحارى
أوقدِ اللهفةَ يا داود
كي يجتذبَ الحبُّ بحاراً وبحارا
ربما
تطفو على الماءِ
وتاتيكَ (تمارا)...
ربما
تاتيكَ (بيجان ) على الضوءِ
نخيلاً.....وعذارى
وهوىً
يمنحك الدفءَ الذي ،
صار انتظارا
أوقد اللهفةَ يا داود
ليلاً.....
و
نهارا.....
خريفان مَرّا
ولا نبعَ إلا الذي في المآقي...
تجيئين حُلماً
وتأتي العصافيرُ حلماً
وحُلماً ،..
تمرُّ السواقي على جذر زيتونتي الذابلة !
أنا الان وحدي
جَليسايَ ناما
وكفّايَ ،.
قارورة من زَبَدْ ..
أغني لطفلين لم يبصرا وجه حزني
ولم يبصرا حزن وجهي
ينامان في خُضرة البرتقال
صغيرين
تلهو بثوبيهما نسمةٌ باردة....
دمي من رماد
مرفأي ،..لجّةٌ
كلهم غادروني
ولم يبق لي غير أن أنتهي ،..
حاملاً لؤلؤي صوب قبري
وذكرى ،
صغيرين لم يبصرا وجه حزني
ولم يبصرا حزن وجهي
ينامان في خضرة البرتقال
صغيرين
تلهو بثوبيهما نسمة باردة ...
أنا الآن وحدي
جليسايَ ناما
وعينايَ ،..
دوّامةٌ من أرقْ !
سكاكينهم خلف ضهري
وأنيابهم ،...
قابَ قوسين من شهقتي
حاربوا لهفتي
كي أغني لهم وحدهم
كي أغني لهم وحدهم
كي أغني لهم وحدهم
وحدهم
وغنّيت وحدي
لهم ، ..
وحدهم
ولكنهم كافأوني
بدوامة تشبه الزوبعة
مزاميرها من صداع
وأضواؤها من قلق
جليسايَ ناما
فعودي من النأي يا غربتي الرابعة
أقيمي
على كومة من ورق
على فكرةٍ ، تشبه السنبلة
على زرقةٍ مذهلة..
عاصفيرهم من شظايا
وأرواحهم من زَبَدْ...
وعينايَ
دوامة من رَمَدْ !!!
مولاي...لم أتركْ ورائي
إلا : أصابعَ صبْيَةٍ عجفاء تعبثُ بالهواءِ...
إلا : دموعَ أحبةٍ مبتلةً بدمٍ وماءِ....
إلا : عيونَ حبيبةٍ ترنو الى حلمٍ يُرائي ...
مولايَ...لم أترك ورائي
إلا : جناحَ حمامةٍ بيضاء يحلم بالسماء....
وفماً ،
بحجم الجوع يبحث عن غذاءِ ،..
عن لقمةٍ
تلقي بدفء الصيف في برد الشتاءِ..
عن حبةٍ
تكفي عصافير الغناء لكي تعود الى الغناءِ ..
مولايَ..لم أترك ورائي
إلا : فضاء محبةٍ قد زاد في سعة الفضاء
وهوىً ،
كأن الله _ لم يخلق سواه _ بلا انتهاء ...
مولايَ...لم أترك ورائي
إلا : مزاميرَ الرعاةِ وقد سَئِمنِ من البكاء...
إلا : دعاء مودِّع ،...
مقاطع من سيرة عامة ....قصيدة للشاعر د.علاء المعاضيدي
الى الشاعر الذي أحب والصديق الذي أشتاق إليه الى حد اللعنه
د.حامد الراوي
نشأنا يتامى....
وكانت لهم جنة ، كلما راودتنا
هربنا...
رسمنا قميصا على جلدنا
والتصقنا ،
على عشبة يابسة...
وكانوا يمرون
يا لهذا المدى كم ظمئنا...
وكانوا يمرون...ماءً...وغيماً
بعيداً عن العشبة اليابسة...
صدئنا
وأثوابهم فضة جمّلتها المرايا
سألنا شحاريرهم غنوة...
عنّفتنا....
وحين استبقنا الى الباب
كانت
قناديلهم قبلنا
وكانت
مناديلنا خلفنا
تحتسي دمعنا
دمعة إثر أخرى
** قريباً من الليل ؛
من سدرة في العراء
زرعنا شبابيكنا
وانتظرنا
تمادى لظى جمرة
فاحترقنا...
وحين أنطفأنا ،
رأينا....
ويا ليتنا ما رأينا
قريباً من الفجر
إغماضة من حنين...
حلمنا ،
ولكنهم صادرونا
وألقوا
شبابيكنا في الهواء
بعيداً عن اللحظة المشتهاة
عن الذكريات التي أوصلتنا
الى سدرة في العراء...
**سعينا الى حلمنا
فانكفأنا....
وقالوا لنا:
سوف تأتي....
مخيفٌ هوَ البحرُ في الليل ، يا شمعة الانتظار..........
أنيري فناراتنا
واتركينا....
سنمضي إلى حلمنا
موجة إثر أخرى
سنبتل
لكننا
سوف نمضي
إلى حلمنا
نجمة إثر أخرى
لعل التي سوف تأتي،
ترانا....
نراها...
يرى بعضنا بعضا
أتدرين ،
لو أنهم ابصرونا
ولو أننا ،
لم نغير سماواتنا
ما أنكفأنا!!........
هل رأيتمْ...قمراً يدرجُ في خيمةِ نجمة ؟!
قمراً
يشبهُ أطفالاً من الثلج ،
وأسرابَ حبارى ...
أيقظ اللهفة في الروح ،..
وفي الروح توارى !...
هل رأيتمْ..
نخلةً ،
تشبهُ (بيجان ) على الماء تصلي
يرسمُ الحبُّ على أحداقها
حقل عذارى ؟..
كان حلم الطفل أن يجثو على خضرتها
مثل يمامهْ ،..
عشبةً خضراءَ لا تحلمُ بالسرو...
وقنديلَ غناءْ
ينثرُ الأبيضَ للناسِ
وعنقودَ مرايا ..
كان حلم الطفل أن يستقبلَ الفجرَ ،...
على شاطىء عينيها
عصافير حكايا ...
يحملُ الماء على جنحِ اليعاسيب ،
إلى الغيم مرارا
خالقاً من جيبهِ الناتيء والزهر دلاءً وجرارا
ليرى العالمَ إذ تغمرهُ الخضرةُ
أحداق صبايا ،..
وغناءً يبعث الدهشةَ في الروح
وأكداس هدايا...
كان حلم الطفل أن ينسلَّ في الليلِ ،
إلى خيمة نجمهَ
فلماذا
تزرع الخيبة في عينيه عصفور ظلام ؟!
ولماذا
لا يرى غير كوابيس حروبٍ وحطامْ ؟!
وبقايا
طفلةٍ تشبهُ ( بيجان ) على النار تصلي !!!!
ليسيلَ العالمُ الموبوء بالوحشةِ ،..
أنهار سلام !؟
حاولت أنْ ،
أجمعَ ما تنثهُ السماءُ من مطرْ
وكل ما قيلَ عن المطرْ
حاولت أن ،
أمنحكِ النهرَ الذي ،
صادره التترْ
حاولت أن
أعيد نبض القلبِ ، والحياةَ للشجرْ
لكنَّ ،
سيلاً من بني البشرْ
في ليلة موؤدة القمرْ
لم يُبْق للسياب من أثرْ !!
حاولتُ أن
أكون للزيتون عشاً واسع المدى
حاولت أن ،
أكون فجراً
وارف الظلال والندى
حاولت أن ،
أكون صوت التينِ والزيتونِ والرمانِ والصدى
لكنَّ ،
سيلاً من بني البشرْ
في ليلة موؤدة القمرْ
لم يبق للشاعر من أثرْ !!!
بأصابعي ،
وبقطرتين من الظما
وبكل ما
تركَ الأحبةُ من رماد العشق
في غبش اللَّما
سأعيد رسم البحر ...
هذا الملحُ
لوَّثهُ الغزاة
وأنتِ
أول وردةٍ ستمرُّ فوق الموج
ساحبةً ،
جدائلها العفيفةَ
والنهارْ !.
سأعيد رسم البحر
هذا الملحُ
يمكن أن يجفف رنة الموال ،..
والوطنَ الذي شئناهُ اغنيةً
وكُحلاً للعذارى..
سأعيد رسم البحر
لا طبشور أروع من دم الشهداء
سأقولُ
للبرد الذي سيجيءُ
ليس لهذه الجدران بابْ
سأعلل الأطفال ، ليلةَ لا طعامَ ولا شرابْ
بأصابعي
وبقطرتين من الظما !.
سأعيد رسم البحر
حيث الغيثُ يملأ راحتيكِ
وحيث صوتكِ
أول الشجر المباركِ..والسحاب
بأصابعي
وبقطرتين من الظما
سأعيد رسم البحر
كي
تجد الجدائلُ ما يناسبها
وظلكِ
من يقيم لهُ الشعائرَ
والطقوسْ......