هذه يدي التي طالما أوردتها حزني الأزلي ، دائما ً ما كنت أعود إلى خطوط يدي
لأسترق منها بعض الأحلام المسترسلة في تشكيلها ، تلك الخطوط التي ترتسم
بين أفكار ٍ تلعثمت فوق حكايات ٍ قرأتها قبل خلودي المتكرر إلى بوابة السماء
هنا ..تعيش ذاكرتي على أمل وجود سر ٍ دفين ٍ بين يدي التي ضجرت مني
نعم .. لم تعد تلك الخطوط العارية في تفاصيلها الدقيقة ، قادرة ً على محو ما تبقى
من ذاكرة ٍ مبهمة ٍ تدعى الجسد ...هكذا كنت أرقب أدق التفاصيل ، التي ما زالت
تعاتب أوراقي البالية في البحث عن روح ٍ هنا أو هناك ...
يتبع ....
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
هكذا استيقظت صباحا ً ، و أنا أعلم جيدا ً أن الوقت قد يتوقف في أية لحظة
حاملا ً معه أخبارا ً غير معلنة ٍ من قبل ، كنت أعرف أنني سرعان ما يتبادر إلى
جسدي تلك الذكريات العابقة بالوجع ... نعم كم كنت أحمقا ً يوم شعرت أن
الطريق إلى الحرية سيكون من هنا ..من بين أوراقي التي طالما عاجلتني
بالهرب حتى قبل أن أقرأها ... تلك الذكريات التي تتسابق مفرداتها و صورها
و تعبيراتها الكئيبة إلى شرايين صباحي اليومي ... كانت تعلم جيدا ً أنني لم
و لن أبادلها في لحظة ٍ ما مصيرها المجهول .. كنت أرقب صراخها و أنا أرتشف
بكل كبرياء ٍ فنجان قهوتي البارد برودة ذلك المشهد ... بقسوته و حرارته و صعوبة
تفسيره ... نعم هكذا ..كنت أبدأ نهاري ....
يتبع ........
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
متابعة لهذا الحرف الرائع
بوركت و سلمت أخي أسامة لهذا البوح الراقي.
أما بشأن ما جاء في هذا المقطع :
نعم كم كنت أحمقا ً يوم شعرت أن
الطريق إلى الحرية سيكون من هنا ..من بين أوراقي التي طالما عاجلتني
بالهرب حتى قبل أن أقرأها
فأنا أقول لك : بل أن الطريق إلى الحرية فعلا يكون من هنا ؛ من بين أوراقنا و ما نسطره عليها، و ما كنت كما وصفت حين شعرت بذلك
أحييك، و استمر بسلسلة ذاكرة الجسد هذي.