آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دواوين شعراء النبع

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-28-2012, 12:43 AM   رقم المشاركة : 11
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / د.نبيل قصاب باشي

عاصمة الموت



هاهـنـا الـمـوتُ فانتـبـهْ يــا مُـحَـالُ====هل يَـطَـالُ المُحـالَ إلا الـرّجَــالُ؟

نـحــنُ إنْ نـــاءَ بـالـمُـحـال مَــنَــالٌ===فـبِـنَـا تُـرْتـجَـى الـمُـنـى و الـمَـنـالُ

نحـنُ عَيْـنُ المُحَـالِ فاسـألْ إذا شـئــتَ عُـلانَـــــــــا تُنـبـئْـكَ أنَّـــا الـمُـحَــالُ

لاترومـي يـا وَهْـدَةَ السَّـفْـحِ شَــأْواً==لـيـسَ فــوقَ الـسُّـفـوح إلا الـجـبـالُ

هاهُـنـا كــلُّ شَـامــخٍ قَـــدْ تَـسَـامَـى==لـيـسَ يُثـنـي مَــدَى عُـلاهُ مَـجَــالُ

هـاهُـنـا هـاهُـنــا مــــآلُ الأمــانــي==وإلـيـنـــا ـ مـهـمـا تـنــاءَى ـ الـمــآلُ

وبــنــا تُـفْـقَــهُ الـحــيــاةُ فَـتُــرْجَــى===وبـنــــا يُـفْـقَــهُ الـرَّدَى و الـقـتــالُ

وبـنــا تسـتـجـيـرُ كــــلُّ الـسّـجـايـا====وتـلــوذُ الُـمـنـى بـنــا والـخـصـالُ

إنْ يمـتْ فـي المُنى رجـالُ المنـايا===فاسألِ المـوتَ هـلْ تموتُ الفعالُ؟

لـــم يـمــتْ عَمْرُونـاالـعديُّ فــهــذا====عَمْرُو حمصٍ قدْ ضجَّ فيـه النـزالُ

إنَّ " بابـا عمـروٍ " تحصّـنَ بالمـــــــــــــــــوتِ دُرُوعَـــاً صُـدُوُرهَــا الأبـطــالُ

حمَـحَـمْـاتُ التّكـبـيـرِ تـهــدُر فـيـهـا=====فـيـمــوُر الـبُـركَــــانُ و الــزّلـزالُ

كلُّ طفلٍ في حمْـصَ قعقـاعُ حـربٍ====فـرجـالُ الـوَغَــى هُــمُ الأطــفالُ

علَّمَتْنَـاالأطـفـال كَـيــفَ نُـضَـحّــي====هلْ بغيـرِ الأطفـالِ تُبْنَـى الرّجـالُ؟

@@@@@@

أيُّـهــا الـوالـغـونَ فــــي دَمِ قَــوْمــي=فـيـمَ هـــذا الُّـسـعـارُ و الأوْجَـــالٌ؟

أنـتِ ياحمـصُ فـي طُيـوفـيَ غــابٌ==أظـلـمتْ فـــي غَـمـامِهِ الأدغـــالُ

فوحـوشٌ قــد كـشـرَّ الـمـوتُ فيـهـا===وأفــــــاعٍ فَـحِـيــحُــهَــا قــــتَّـــالُ

تَتَشظَّـى الأطـيـافُ حــولَ كـوابـيـــــــسي فأصحو و في عُيوني اشْتعالُ

يرجفُ الطيفُ في جفوني ارتجافـاً===فأصـلّـي وفــي ارتجافي ابْـتِـهَـالُ

أيُّ حُــزنٍ يُلَمْـلِـمُ الـدَّمـعَ فــي الـعـيـنِ فأشجَى و فـي شُجُونـي اعْتـلالُ

أيُّ قَصْـفٍ عـمَّ الفضـاءَ وعَصْـفٍ======عَـجِـزَ الـوَصْـفُ دونَــــهُ والخـيـالُ

يحجبُ الطيفَ عنْ رُؤاهـا المُدَّمـى===شَــبَــحٌ فـــي ظَـلامِــهَــا خَــتَّـــالُ

أيُّ أسـطـورةٍ تَبَـاهَـتْ بـهــا الـعــنـقـــــــــــاءُ جَـذْلـى وَ حَـوْلـهـا الأغْــوَالُ

قـــدْ تـمَـاهَـى بـهــا خَـيــالُ الـخُــرافـــــــاتِ جُنـونـاً أغــرى بــهِ الـدّجَّـالُ

مـسـخَ الـمـوتُ آيــةَ الحـسـنِ فـيـهـا=بعدَ أنْ جـفَّ فـي ضُحاهَـا الظـلالُ

يـخـجَـلُ الـفـجــرُ أنْ يــطــلَّ نــديــاً==فــي حـمـاهَـا وتـخـجَـلُ الآصـــالُ

إيـه يــا حـمـصُ ألهميـنـي سُـؤَالـي=كـمْ شفاهٍ قـد عيَّ فـيها الـسـؤالُ!

ألهميني..مـاعـدتُ أحـسـبُ حُـزنـي==وَجَـعَـاً ؛ بـــلْ عُـتـاهَـةٌ و خَـبَــالُ!

ألهميـنـي ..أعـيـا الـنـواحُ صَهِيـلِـي==أَوَ يُـرْجَـى مــنْ مـيِّــتٍ تَـصْـهَـالُ؟

حـــرقَ الـجـفْـنُ أدمـعـي فـتـلـظَّـى===واكـتـواني هَـــديــرُه الـهـطَّـالُ

لستُ أَدري هلْ فجَّرَ النزفُ عيني==أمْ تَـرَامَى فـي جَفْـنِـهَـا شـــلَّالُ ؟

يـا"أبـا الـطـيّـبِ" الـشـجـيَّ تـلـمَّـسْ=كمْ تَهَاوتْ علـى نصالي النِّصَالُ!

لم يعدْ فـي الضُّلـوعِ موضـعُ طَعْـنٍ====أوْصُـدُوٌر تَصْطَـفُّ فيـها النِّـبَـالُ

فأعـرْنـي مــنَ الـصُّـدورِ ضُلـوعـاً====قــدْ دهتْني النِّـصَـالُ والأغـــلالُ

هاهُنـا هاهُـنـا ضحـايـا وَ جـرْحَـى===واعتقـالٌ مـنْ حَـوْلهـا واغْـتـيـالُ

لـسـت أدري مـاذاأقـول وشـعـري===شَـهْـقَـةٌ فـي نشـيجِـهَـا إعْــوَالُ

وقـــوافـــيَّ نــائــحــاتٌ حَـزَانَـى====كــلُّ بَـــوْح ٍ فـي نَـوْحِـهَـا مَـوَّالُ

كـــلُّ ألفـاظِـهَـا الـعَـرَايـا حَــيــارَى====عشَّـشَـتْ في حروفِهَا الأطـلالُ

قفْ بها وابـكِ فـي حمِاهَـا الأثافـي==فـالـغـوانـي ظَـعَـائــنٌ وارتــحــالُ

وقــفَ الــدربُ فــي خُطاهَاحزيـنـاً===ورماهــا الإدبـــــــارُ والإقــبـــالُ

وَتـسَـاوَى فــي جِيـدِهـا العِـقْـدُ والــقَيْـــــدُ وَطَـوْقُ الأَغْــلالِ والخَلْـخَـالُ

إيـهِ يـا حمـصُ يـاعـروسَ المنـايـا==أيُّ عـــرسٍ قـــدْ غــالَــهُ الــعُــذَّال؟

هلْ " حمَـاةُ " الفـداءِ تغْبِطُـكِ العـرسَ أمِ العرسَ فـي حمَاهَـــا اغْتَالُـوا؟

كـــلُّ أعـراسِـنَا اليَـتَـامى شَـظَـايَا====أَوْ سَـــبايَـا تَــزُفُّـهَــا الأغـــــلالُ

إيـــهِ يــاجــارةَ الـفَـجَـائـعِ والــبَــلْــوَى كِـلانـــــــا أخْـنَـتْ بـــه الأهْـــوَالُ

أيُّ نـارٍ لـمْ تَصْطَـلـيـكِ احْـتـرَاقَاً====ودمٍ لـمْ تُـطــقْ مَــــــدَاهُ الــرّمَـالُ

أَمِــنَ الـنـارِ قــدْ خُلِـقْـتِ شُـواظاً===أمْ تشظَّـى فـي نارِكِ الصَّلْـصَـالُ؟

يــازمــانَ الأحــــرارِ أيُّ زمــانٍ======غــيَّــبَـــتْـهُ الآلامُ والآمــــــــــالُ

صـرخـةٌ أسمـعَـتْ فـضـاءَ الـســــمَـاواتِ فأيـنَ الصّليـبُ أيــنَ الـهـلالُ؟

نحـنُ مـا زالَ فــي حَناجـرِنــــــا الــجَــمْـــرُ شَـظِـيَّــاً يَــؤُجُّــهُ الإعْــوَالُ

نحـنُ مـازالَ فـي صَدَانَـا زئـيـرُ الــمـــــــوتِ تَـشْــدُو بلَـحـنِـهِ الأشْـبَــالُ

رَمَـقُ الـرُّوحِ فـي نـجَـاوى أَغـانـيــنَــــــــا تــحــدَّتْ حُــــدَاءَهُ الآجـــــالُ

هــــيَ حُــرّيّــةٌ عَـزَفْـنَــا صَــدَاهَــا==وَسَتمـضِـي في عَزفِـهَا الأجـيـالُ













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2012, 12:45 AM   رقم المشاركة : 12
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / د.نبيل قصاب باشي

التّيهِ يعلنُ عنْ رحلتهِ الأَخِيرَةِ
د.نبيل قصاب باشي
[1]



هناكَ على ضفَّةِ الطّيفِ تمضي عيوني وراءَ الرُّؤَى المُرْعِبَهْ
وتغرقُ في موجةِ الطيفِ خاطرتي المُتعبَهْ
هناكَ احتميتُ بأشرعتي غيرَ أنَّ الرياحَ أطاحتْ بشاطئِهَا فارتميتُ بعيداً أجوبُ منافي بحاري
وأرتادُ دُنيا منَ الوهْم راودْتهُا في خداعِ انتحاري
وحين ارتميتُ هناكَ تلفَّتُّ حوليْ فلمْ أرَ ماءً ببحريْ فأُبْتُ أجوبُ منافي ارتمائي
على غيمةٍ منْ غيومِ فضائي
هناكَ عثرْتُ على ظمَئِي غيرَ أنّي أضعتُ بحاري
وحينَ أضعتُ بحاري أضعتُ الرجوعَ إلى أرضيَ الُمجْدِبَهْ
وحين أضعتُ الرجوعَ إلى الأرضِ تاهتْ دُروبي وأَشْرعتي .. وأضعتُ المنافي
وحينَ أضعْتُ المنافي أَضعْتُ ضفافي
وحين أضعت ضفافي أضعتُ الرجوعَ إليّ وأمسيتُ وحدي
ولم يبق بيني وبيني سوى طيفِ ذاكرتي المُرْعِبَهْ
وما عادَ ليْ شاطئٌ تستريحُ إليهِ خواطريَ المُتْعَبَهْ
[2]
أفقتُ على حُلُمٍ منْ خيالٍ عَبُوسْ
وقدْ كانَ بيني وبينَ عدوّيَ بشاشاتُ سِلْمٍ وبغضاءُ حرْبٍ ضَروسْ
وكنتُ أُباركُ أسطورتي في قتالِ الثكالى
وفي ذبحِ كلِّ وليدٍ وفي خَنْقِ كُلِّ عجوزٍ وفي حَرْقِ كلِّ عَرُوسْ
وكنتُ أُحِزُّ رقابَ الحرائرِ لستُ أهابُ الوَغَى والقتالا
ولستُ أخافُ الرَّدَى وَ المُحالا
ولستُ أخافُ شجاعةَ غَدْري
لقدْ غرَّني وحشُ وهْمِي فصِرْتُ أحزُّ شرايينَ صدْرِي
بسكّينِ قَهْري
وأنحرُ كلَّ وَريدٍ يمرُّ بنحْرِي
وأذبحُ كلَّ نداءٍ يغصُّ بحلقي
وأنضحُ كلَّ دماءٍ تمورُ بعِرْقي
ومهما تناءى فضاءُ السماواتِ فوقي
فلا خالقٌ دونَ سرّي وخَلْقي
ولا بارقٌ دونَ رعْدِي وبرْقي
هنا لنْ يمرَّ الهواءُ بغيرِ شهيقي
هنا لنْ تمرَّ النعوشُ بغيرِ حريقي
هنا لنْ تمرَّ "هُنا" دونَ أنْ تتحرَّى مكاني
هنا لنْ تمرَّ "هُنا" دونَ أنْ تتماهى بكُنْهِ زماني
وغيري هُناكَ هُناكَ وراءَ الزمانِ
هُنا أنا وحْدي ولا شيءَ يحيا بغيري
ولا شيءَ سوفَ يموتُ بغيري
ولاخيرَ يسطيعُ أنْ يتقمَّصَ شرّي
ولا شرَّ يحلمُ أنْ يتخفَّى بخيري
أنا الشرُّ في الخيرِ والخيرُ في الشرِّ.. لا شيءَ في الخلْقِ مثلي
أنا القهرُ في القهْرِ .. والقتلُ قتلي
أنا الجبْرُ لا جبرَ دونَ اخْتياري
ولا نارَ دونَ براكينِ ناري
فهلْ يعلمُ الموتُ حكمةَ قَتْلي؟
وأسرارَ جهلي وويلي
وفيمَ حرقتُ نسيمي؟
وفيمَ حضنتُ جحيمي؟
وأجَّجْتُ فيهِ شُواظَ حميمي؟
وفيمَ قتلتُ خيالي؟
وحاكمتُ وهمَ جُنُوني؟
وهل يعلمُ الموتُ أيضاً علامَ جهرتُ وأعلنتُ سرَّ مَنُوني؟
وألغازَ أكفانِهِ القاتمهْ؟
وهل يعلمُ الموتُ فيمَ أدنْتُ وأعلنْتُ قتلَ قُضاتي جميعاً ؟
وهل يعلمُ الموتُ أنِّيَ لستُ أُبالي إذا اسْتَأْنَفَ الموتُ محكمتي الواهمَهْ؟
أيعقلُ أنْ يُعلِنَ الموتُ أنّي حَكِيمٌ بقتلِ قُضَاتي؟
وأنّي حَليمٌ بقتلِ كوابيسِ جَهْلي وخنقِ هَمَاهمِ ثرْثَرَتي المُؤْلمهْ؟
وأني شُجاعٌ بإزهاقِ روحي وإزهاقِ أوهاميَ المُجْرمَهْ؟
لقد كنتُ في حُلُمٍ قاحلٍ أتعبتْني فضاءاتُهُ المُجْدِبَهْ
أضعتُ الرجوعَ إليّ وأمسيتُ وَحْدي فبيني و بيني خَواطِرُ ذاكرتي المُرْعِبَهْ
وماعادَ لي شاطئٌ تستريحُ إليهِ خَواطِريَ المُتْعَبَهْ .

[3]
تأبَّطتُ غيمي
ورحتُ أجولُ بها في فضاءاتِ وَهْمي
أقسّم أرزاقَها حيثُ شئتُ
وحيْثُ رغبْتُ
فلا جبلٌ دونَ غيمي يمرُّ
ولا غيمةٌ دونَ ريحي تُجَرُّ
ولا عاصفٌ دونَ غيمي وريحي
ولا قاذفٌ دونَ زَفْري وفيحي
ولا حارقٌ دونَ نارِ حريقي
ولا بارقٌ دون وهجِ بريقي
هنا تحتَ عَرْشِي
وتحتَ ارتعاشةِ رَمْشِي
تحطُّ الفراشاتُ حَوْلي
وتقتاتُ منْ نارِ حقلي
وتغفو هُنا في رَمادي وتندسُّ أشباحُهَا في احْتِرَاقي
فأُعلنُ غَدْرَ اخْتِرَاقي وأنَّ السّراديبَ حَوْلي غدَتْ مُقفلَهْ
وحينَ تمورُ بيَ الزَّلْزَلَهْ
سَتصْعَقُني صَعْقَةُ الجَلْجَلَهْ
وأبقى أُجَرْجِرُ رأسيْ هنا بينَ مشْنقةِ الشَّعْبِ وحْدِي وبينَ رَدَى الِمقْصَلهْ













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2012, 12:48 AM   رقم المشاركة : 13
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / د.نبيل قصاب باشي

على شفا حلم هارب


سرحتْ بيَ الأطيافُ في حُلُمٍ رماديٍّ رمى بيْ في متاهاتِ الرُّؤى ...

تتناسخُ الأرواحُ صورتَهُ وتمسخُه الدُّجى ...

جسداً خُرافياً تسلَّق أنجمي

نفّضتُ عنْ عينيَّ غابشَهُ ...ورحتُ أُطالعُ المخبوءَ في حُلُمي ...

ارتجفتُ ،، وهدّني وَجَلي ..صرختُ .. زجرتُهُ .. غالبتُهُ .. حاولتُ أنْ أنجوْ ، ولكنْ

فُتَّ في عَضُدي

شَبَحٌ يُطاردُني ... يعانقُنِي بلا رأسٍ فأهربُ منْ رُؤاهُ إلى رُؤايا

شَبَحٌ تكسَّرَ رأسُهُ في أَعيني .. طارتْ جماجمُهُ شظايا

وَهَمى نجيعُ دمائهِ فوقَ المرايا

شاهدتُ في أطيافِهِ طَيْفي

وفي أغوارِهِ خَوْفي

وفي أشكالهِ شَكْلي

وفي أهوالهِ هَوْلي

وفي ألوانهِ لوني المُعمّى

شاهدتُهُ ينداحُ صاعقةً تَسَاقَطُ فوقَ غاباتِ السّنا نَعْشاً مُدمّى

يغتالُ أنجمَها .. وينثرُها على هُدُبِي شَظَايا


******

عاينتُهُ ...خانتْهُ ذاكرتي ، وَندَّ رُؤاه عنْ وَهَجِ العَيانِ ..

وَغَدَتْ تحاصرُني مساحاتُ الزمانِ

وينتفي مني المكانْ

عاينتُهُ .. لكنّني ما عدتُ ألمحُ في ضبابِ التّيهِ غيرَ الأُفْعوانْ

يقتاتُ منْ شمسي ويذرُوها رَماداً في متاهاتِ الرُّؤى

... ودنوتُ من قُزَحيَّة الرُّؤيا ، وحينَ لمستُ ..

طَالعَهُ نَأَى

فتَّشْـتُ كلَّ خواطري

ونبشْـتُ كلَّ سرائري

ونفضتُ كلَّ مشاعري

قزّمتُهُ ظِلاً .. لممْتُ نثيرَهُ كيماأُجمِّعَ مُحتواهْ

كيما أَراهْ

كي أنتقيْ رسماً لهُ ... لكنَّه ...هَجَـرَ المـدَى

وانداحَ يخبطُ في مجاهيلِ الصَّدى


***

وأفقتُ منْ حُلُمي .. عصبْتُ يديْ على رأسي .. وقلتُ : لعلَّهُ خيرٌ ...

ولكن لِـمْ نَأى ؟؟

لِـمْ غابَ في قَلَقِ الدُّجى ؟؟

... هدّأْتُ منْ رَوْعي .. ومنْ هَيَجَانِ أسئلتي ...

ومنْ هَذَيَانِ غَمْغَمتي ...

ورحتُ أطالعُ الأحلامَ في : " تفسيرِ أحلامِ ابنِ سيرين ٍ "

... وهاكمْ ما قرأتُ وما وعيت :

" وطني هو الجَسَدُ المُسجَّى

ينداحُ يخبطُ في الدُّجى "

نعْشَـــــــاً تَرَدَّى

وطني غدا شَطْرينِ في بحرٍ منَ الظُّلماتِ يلفظُهُ المدَى

ماذا عسى جسدٌ بلا رأسٍ يكونْ ؟؟

لا عينُهُ ترنو .. ولا أُذُناهُ تسترقُ الصَّدَى

لا وجهُهُ يُرجَى .. ولا سِيماهُ سيماء الهُدى

لا الصوتُ يهدرُ في صَــدَاهْ

يحدو المَدَى

ماذا عسى جسدٌ بلا رأسٍ يكونْ ؟؟

بصماتُهُ اهْترأتْ ومزَّقَ نسْجَها شَبَحُ المنونْ

ثُكلاكَ يا وطنَ الصّدى

ثُكلاكَ يا وطنَ الرّدى


***

وَطَنُ الغرائبِ والعجائبْ

وطنُ التّشرذمِ والتقزُّمِ والتأزُّمِ والخرائبْ

وطنُ التلطّخِ والتفسُّخ وانتفاخاتِ العناكبْ

وطنُ المتاهةِ والغياهبْ

وطنٌ يقزّمُهُ المَدى كهْفاً تُعشّشُ فيهِ أعشابُ الطّحالبْ

وطنٌ تمسّجُهُ الذئابُ وتستحمُّ بهِ الثعالبْ

وطنٌ طَلاسِمْ

وطنٌ يُعانقهُ سرابُ الوَهْمِ ، تعشقُهُ المَزاعِمْ

وطنُ التسكّعِ والتقوقعِ والتنطّعِ والتعسّفِ والمظالمْ

وطنُ الملاهي والمطاعمِ والمقاهي والولائمِ والمراسمْ

وطنُ القبائحِ والفضائحْ

وطنُ التسطّحِ والتفلطحِ والتبجّحِ والتبرّحِ والنّوائحْ

وطنُ الرُّقى وطنُ التمائمْ

وطنٌ تغازلُهُ الأراقمُ والحمائمْ

وطنٌ تنادمُهُ الأَفاعي في حَوانيتِ الجماجمْ

وطنُ المجازرِ والمآتـمْ


***

وطنٌ يئنُّ منَ الألـــمْ

وطنٌ يراودُهُ صُداعُ الرأسِ تُوهنُهُ أفانينُ السَّقَمْ

سيارةُ " الكونغرس " تحملُهُ إلى المشفى ...

ضغوطُ دمائهِ ارتفعتْ إلى العشرينَ واتّسعَ الخِنَاقُ ...

ونبضُه الواهي انعدمْ

رئتاهُ ضاقَ برحبِ عُمقِهما التنفُّسُ ...واكْتوى في ...

نارِ جمرِهما الوَرَمْ

عيناهُ شاخصتانِ في المجهولِ ..زائغتانِ منْ غَبَشِ الرُّؤى

شِريانُهُ متصلِّبٌ أوْهتْ عزيمتَهُ الإزَمْ


***

وطني يهيمُ بهِ السّرابْ

وطني يُقمّطُهُ الضّبابْ

وطني شراعٌ في مهبِّ الريحِ لا رُبّانُه حَذِقٌ ...ولا

مجدافُهُ يقوى على قهْرِ العبابْ

ويميلُ حيثُ تميلُ إصبعُهُمْ وحيثُ ترفُّ أَهدابُ العيونِ...

الزُّرقِ أو يفترُّ ثغرُهُمُ المُندّى بالرٌّضابْ

غزلٌ إباحيٌّ , نُواسيُّ الهوى قُبُلاتُهُ ظُفْر ونابْ

وعروسُهُ تختالُ في غَنَجٍ منَ الأزياءِ منْ بحرِ المحيطِ ...

إلى الخليجِ , يعجُّ في أَرْدانها نِفْطٌ خليجيُّ المَلابْ

يمتصُّ كلَّ رضابِها ...حتى إذا جفّتْ لَمَاها أو تهرَّأ زِيُّها...

وغدتْ مغانيها يَبَابْ
هجرَ العشيقُ عشيقَهُ , واهتاجَ يختلقُ العِتَابْ

وانداحَ يزجُرهُ كما الجزّارِ ينهرُ عنْ ذبائحهِ الكلابْ


***

ثُكلاك َيا وطنَ الحَيَارى

ثُكلاك َيا وطناً تأرجح بينَ أغلالِ الزمانِ وبينَ أغلالِ المكانْ

ثُكلاك َيا وطناً يُهاجرُ منْ دهاليزِ الزّمانِ إلى دهاليزِ الزمانْ

أمسيتَ مَنفيّاً تسافرُ منْ دمشقَ إلى دمشقَ .. ومنْ عُمانَ إلى عُمانْ


***

وطني مواقفُـهُ انتظارْ

وطني إشارتُهُ غدتْ حمراءَ منْ زمنِ التتارْ

يجثو وحيداً في محطّاتِ القطارِ ولا قطارْ

ساقوك َنحوَ سَرابِهمْ وجنيتَ ماحصدَ الغُبارُ منَ الغُبارْ

ربحوا انكسارَك َوانشطارَك َحولَ مائدةِ القمارْ

أعطَوْكَ درساً في الشّعارِ وفي القرارْ

وسقطتَ في كلِّ اخْتبارْ

وبقيتَ وحدَك لا قطارَ ولا انتظارَ ولا شعارَ ولا قرارْ


***

وطني ...وما أحناكَ ياوطني تنامُ على وِسادتِك َالثكالى والأراملْ !

تغفو...وفي أجفانِها شَبَحُ المَقاصلْ

وتنامُ بين طيوفها الحمراءِ أشباحُ السّلاسِلْ

نامي ثُكالانا ولا تتبرَّمي

نامي فقد نامتْ على أجداثنا كلُّ المطامحِ والمآثرْ

وتفحّمتْ كلُّ الأماني في معاجمِنا الوبيئةِ ...وانتفتْ لغةُ المصائرْ

ماتتْ بنا "الأفعالُ والأسماءُ" وانتحرتْ بعاملنا "المصادرْ"

أضحى المُسمَّى في لُغَى قومي مُكنَّـى

أضحى بلا مَبْنَى وَ مَعْنى

أمسى به المبنيُّ للمعلومِ مجهولاً ونابَ الجهلُ عنّا

صارتْ بنا كلُّ "الصفاتِ" قبيحةً و"الحالُ" آلَ إلى الونى , وغَدا مُعنّى

و"اشتُقّتِ" النكباتُ من أحوالنا ؛ وتكسَّرتْ كلُّ الجموعِ ، ولم يعدْ للجمعِ مَبْنى

قالَ النحاةُ : [ كلامُ مولانا " سَماعيٌّ " إذا ما شاءَ يجعله " قياسيّاً " علينا ]

ومثالُهُ القولُ المفيدُ : " زعيمُنا فرْدٌ وليسَ لهُ مُثنىّ "

وأجازَ مولانا "امتناعَ الصرفِ" بالدولار في أسواقِنا كيلا نبذّرَ ما ادَّخرْنا

" ميزانُنا الصرفيُّ " أُودِعَ في يدِ الغربيِّ : يَضربُهُ .. يُقسّمُه.. ويَجمعُهُ ..

ويطرحُ ما جَمَعْنا

والتاجرُ النازيُّ يُتقنُ بيعَنا وشراءَنا سِلَعاً ويربحُ ما خَسِرْنا

ما عادَ في قاموسِنا لغةٌ نُمارسُها معَ الأفعالِ والأسماءِ ..ما عادتْ

حروفُ الضادِّ قحطانيةَ المبنى

ولا شرقيةَ المعنى

فكلُّ نحاتِنا عَجَمٌ ،وكلُّ الشعرِ في تاريخِ هذا العصرِ مُنتحَلُ الروايةِ والعواطفْ

" نَكِراتُنا " أمستْ " معارفْ "

أسماؤنا " ذاتٌ " بلا معنى محنّطةٌ تَأَنّقُ بالزّخارفْ

و" لفيفُنا المقرونُ " " مفروقٌ " على طُرُقٍ تُمزّقها حَزَازَاتُ الطّوائفْ

وَ " صحيحُنا " قد صارَ معتلاً على ضَربينِ :

" أجوف " قدْ خَلا منْ كلّ مكرُمةٍ ؛ و " ناقصْ "

لا علّةٌ يسعى إلى معلولِها

لا همزةٌ للوصلِ يُوصلُها ولا أملٌ ...

يراودُهُ سوى حانوتِ راقصةٍ و راقصْ


***

يا موطني إنْ كانَ للتاريخِ مبتدأٌ فما أخبارُنا ؟ ما نعْتُنا ؟ ما حالُنا ؟

ومتى نجيئ مع السحابْ ؟

يا موطني .... أتعبتَ أسئلتي وما ارتاحَ الجوابْ

أحلامُكَ المجنونةُ البلهاءُ سفْسَطَةٌ وفلسفةُ اكتئابْ

وطموحُكَ الوطنيُّ هَلْوسَـة .. ووسـوسـةُ ارتيابْ

وفصاحتي لا عيبَ في تِبيانِها غيرَ انتفاخاتي البليغةِ .. غيرَ غرغرةِ العبابْ

وخدعتُ نفسي , قلتُ : رُبَّتَمَا تكونُ بلاغتي وَهْماً وأسئلتي سَـرابْ

عاتبتُ خاطرتي وذاكرتي وأسئلتي وأجوبتي ..، وما أجدَى العتابْ

وَلرُبَّ أسئلةٍ تُحرّضُني

وأجـوبـــةٍ تُروِّضُني

فأقبعُ تحتَ ذاكرتي .. أُعاني عُقْدةً في النفسِ أمريكيّةَ الهَذَيَانِ تقمعُ ...

فيَّ أحلامي وتفصِمُني

وطبيبيَ النفسيُّ ينعتُنِي بهستيريّةِ الصّوفيِّ حينَ أَهيمُ في وطني


***

يا موطني .. أنا لستُ صُوفيّاً خُرافيّاً وقدّيساً بلاغيّاً ونحوياً تقعـّرْ

أنا لستُ صُوفياًّ تطيرُ بهِ مسافاتُ الجوى ويغيبُ في المجهولِ ...

مخمورَ البصيرةِ والبصَرْ

ينسابُ في ملكوتهِ القُزَحيِّ مَغميّاً عليهِ منَ الخَدَرْ

لاشيءَ يُبصرُ حولَهُ غيرَ " الحلولِ " وغيرَ " وحدةِ كونهِ " ...

ما بينَ مُبدعِنا وما بينَ البشَرْ

لا يعرفُ التمييزَ بينَ " التابعِ " الغربيِّ و " المتبوعِ "منْ أَبْدالـِهِ ..

أو بينَ مدلولِ " الكناية " ما بَدَا من رمْزِها أو ما تخفَّى واسْـتترْ

وتراهُ يخلطُ بين " توريةٍ " و" توريةٍ " وما قدْ شفَّ عن إيحائِها الرمزي...

أو ما أومأ المخبوءُ منْ وَحْي الصورْ
***
يا موطني قدْ تاهَ بيْ قلَقي وغابَ الوعيُ في الّلاوعيِ ...

صارَ تبتّلي العُذْريِّ ساديّاً وصارتْ كلُّ أوجاعي نُواسيَّهْ

أنا لستُ أفهمُ كيفَ أمريكا تُغازلني ولستُ أعي مواجدَها الشجيَّهْ

لا لستُ أتقنُ رجفةَ الأعطافِ والأردافِ لستُ أُجيدُ فنَّ الرّقصِ ..

في أحضانِ أمريكا ولا قَدِّي مُهَفْهَفْ

أنا لستُ أَحفظُ في الهوى شعراً أُغازلُ فيهِ أمريكا ...

وأحضنُ كشْحَها الأَهَيَفْ

لارقصةُ " الدّسكُو" أُجوّدُها ولا هَزٌّ ولا رَهْزٌ ولا قَفْزٌ أُجوّدُهُ ...

على ساحاتِ صدرِ العاشقِ الميمونِ والخَصْرِ

لا لستُ أُتقنُ كلَّ هذا الفنِّ لستُ أُجيدُ غَمْزَ العينِ أو رَشْفِ اللّمى منْ شَهْدِ ثَغْرِ

لكنّني أدري .. وأدري أنّني أدري

وأدري أنَّ ذاكَ العاشقَ الغربيَّ يُتقنُ عشقَهُ فينــا

يُدغدِغُـنـا يُهدْهِدُنـا

ينامُ على وِسَادتِنـا

ولا ندري

وَيكْرعُ نُخْبَ خَمْرَتِنـا

ولا ندري

ويقبعُ في عواطفِنـا

ولا ندري

وهذا الماءُ يجري تحتَ أرجلنـا ولا ندري

وندري أنّنا يا قومُ لا ندري

وندري أنّنا في عُشقنا مُتملّقونَ منافقونَ لوجهِ أمريكا الأَغَرِّ













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2012, 12:50 AM   رقم المشاركة : 14
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / د.نبيل قصاب باشي

يا شام

د.نبيل قصاب باشي

ياشـــامُ لو أنصفَ التاريــــخُ ما كَتَبَا=إلا الذي بدمِ الأبطــــــــالِ قدْ كُتِبا
عجائبُ الأرضِ سَـبْعٌ خِلْتُها جُمِعَتْ=في الشامِ بلْ دونَها لنْ تشهدَ العَجَبَا
لوأنصفتْ شمسُ هذا الكونِ ماطلعتْ=إلا عليـكِ وسَــدَّتْ دونَـكِ الحُجُبَا
ولو درى الفجرُ أنَّ النّــــورَ موعدُهُ=عيناكِ لانساحَ في عينيـكِ وانْسَكَبا
ولو درى الليـــلُ أنَّ النجـمَ مرقــدُهُ=ســماءُ مجـدِكِ ما ولَّى وما احتجبا
لو كانَ كلُّ خيــــــــالٍ دونَ قافيتي=لما اسـتطعتُ بأنْ أُمْليْ لـكِ الكُتُبا
أو كـانَ كلُّ مـدادِ البحرِطـوْعَ يدي=لكنتُ أوقفـتُ شعريْ فيـكِ مُنْسكِبا
حملْتُ دمعَكَ في جفني فأتعبَهُ=ولو حملتُ دمـوعَ الأرضِ ما تَعِبا
لو كان غيرَك لي همٌّ لقُمْتُ بهِ=لكنَّ همَّكِ أمضى في الأسـى نُوَبا
لايسكنُ الحبُ قلباً ناءَ منْ شَـجَنٍ=إلا إذا هامَ في شَــامِ الهَوَى و صَبَا
تحنو الشآمُ على مَنْ هـامَ يعشقُهَا=وَإنْ أغلَّ لِهَا ضِغْناً غَلَتْ غَضَبا
كمْ كنتِ ياصبوةَ الأحلامِ واعدةً=وكمْ تصبَّــوْكِ في أحـلامهمْ كَذِبا
ياشامُ هُزّي نخيلَ الشامِ واصْطَبِرِي=فنخلةُالغَرْبِ لنْ تَرْميْ لكِ الرُّطَبا
والعُرْبُ قدْ نفخُواأبواقَهم ومضَوْا=في رقصهمْ يعزفونَ الزَّمْرَوالقَصَبا
إنْ كانَ في شرقِنَا خيلُ الكُماةِ كَبَتْ=أو كانَ في غَرْبِنا سـيفُ الحُماةِ نبا
ففي حِمى الشامِ طارتْ كلُّ عاديةٍ=تـعدو حوافـرُها نحـو الوَغَى خَبَبا
وفي ميـــادينِ درعـا هبَّ ذو صَيَدٍ=يُحمحِمُ الخيلَ والخَيــَّــــــالةَ النُّجُبا
ياشـــامُ يا صولةَ التاريخ شامخةً=قولي لمنْ ضيَّعُوا التاريخَ والعَرَبا
قولي لمنْ رامَ لهواًفي الهوى وغوَى=يمّمْ حمى حمصَ وانظرْبعدَهاحَلَبا
أطفالُ درعا على أجفاننا ارتعشتْ=ولم تزلْ في أسـَــــانا تخطفُ الهُدُبا
هنـــاكَ مُنتجعٌ في ظلِّ محرقةٍ=فانعمْ بأجداثِـهَا وارقصْ لها طَرَبا
دمُ الشهيدِ هنـــاكَ اليومَ في قَدَحٍ=يمورُ في شـفَتَيْ ذي إحْنَـةٍ حَبَبا
يســتفُّهُ فمُهُ المسعور في ولهٍ=حتى إذا ما اشتفى منْ غيظهِ طَرِبا
هلْ منْ جهنّمَ هذاالوحشُ قد وثبتْ=أنيابُه ؛ أمْ تُرى منْ ويلها وثبا؟!
منْ أيِّ جمرٍ تلظت كفُّهُ شرراً=منْ أيِّ غسـلينِهِ قدْ دَمْدمَتْ لهبا؟!
سكّينه بدمِ الأطفـالِ والغـةٌ=يلتذُّ منْ سيلِها الفيَّاضِ إنْ شَـرِبا
منْ عهدِ آدمَ لم نشهدْ لهُ سمةً=منَ الخلائـقِ أو نشـهدْ لهُ نسبا
فتّشْ لغاتِ الورى عنْ وصفِ مجزرةٍ=فلنْ ترى كاتباً أغنى ولا كُتُبا
هل ذوجنون أخو جِنٍّ يُوسوِسُ لي=أوهامَ ما كانَ .. إنْ صِدْقاً وإنْ كَذِبَا؟!
أو عاقلٌ ذو حجاً هادٍ فيُلْهِمَنِي=عقْلاً ؛فأقضيْ بحقِّ الوصفِ ما وجَبا؟!
هلْ في الأساطيرِمِنْ سحرٍ وشعوذةٍ=وصفٌ لمَنْ حرقُواأطفالَنـا النُّجُبا؟!
أو في الكوابيسِ أوهــامٌ مُروِّعةٌ=تحكي عجائبَ مَنْ قدْ روَّعَ العجَبا؟!
هنا الزلازلُ ماجتْ في مرابعِنَا=هنا البراكينُ طارتْ في الفضَا لهبا
جماجمٌ نُثِرتْ في كلِّ ناحيـةٍ=وحولَها كلُّ باكٍ هاجَ مُنتحِبَا
أشلاؤهافي فضاءِ الريحِ قدْ عصفَتْ=بها المسافاتُ ناءَ العصفُ أم قَرُبا
شامُ الحرائرِ قدْ قامتْ قيامتُها=ثكلى قضتْ وثكالى هرولتْ هَرَبا
هنا أبٌ ضاعَ أبناءٌ لهُ وهنـا= بنونَ قدْ ضيَّعتْ أُمَّاً لها وأبا
حيرى ترامَتْ على حيرى ونازفةٌ=سحَّتْ دماً منْ نجيعِ النَّحْرِ قد سُكِبا
يا شامُ أين دعاةُ الأمنِ هلْ مرقُوا=منْ تحتِنَا أم عَلَوْا منْ فو قِنَا الشُّهُبا؟!
هلْ غَلْغَلوا في سَديمِ الكونِ هامتَهُمْ=أمْ أنَّ غاسقَهُمْ في ليلِهِ وَقَبَا؟!
هلْ همْ تعَامَوْا وهل صُمُّوا وهل بُكِمُوا=أمْ أنَّ تمساحَهُمْ قدْ غابَ واحتجبا؟!
رمَوْك في البحرِ عطشى ثم قيلَ دَعِي=ماءَ البحارِ ولا تـستمطري السُّحُبا
بلْ قيلَ ما زالَ فيهمْ ذوأسىً ومُنىً=وذو "إذا" و"لعلَّ" المرتجى قَرُبا
و" ليتَ " لما تزلْ وعداً بلا أربٍ=و" رُبَّما " مثلُها تستلهمُ الأَرَبا
غداًسيرحلُ ـ قالوها ـ على خَجَلٍ=وما أعدُّوالما قدْ أوْعَدُوا سَبَبا
كمْ قدْ سمعْنَا اصْطرَاخاً في مجالسهمْ=فكلما جلَّ خطْبٌ جَلْجَلُوا خُطَبا
وكلما زعقَتْ في الغَرْبِ زاعقةٌ=أو راحَ ينعَبُ رِعْديدٌ بما نَعَبا
قلنا غداً يرجفُ الإجرامُ رجفتَهُ=ونستريحُ؛؛ ونسلو اللومَ والعَتَبا
لكنَّ وعداً تلا وعداً وناءَ غدٌ=بوعدِهِ وارتمى في غيْبـِهِ وخَبَا
كلُّ الوعودِ ربوعُ الشامِ موعدُها=مُغْرَوْرِقٌ بدمٍ صبُّـوهُ منسكبا
لو شاءَ قومي لكانَ النّفْطُ أَوْعدَهُمْ=سبحانَ مَنْ رزقَ الجَاني ومَنْ وَهَبا
لو قطةٌ في روابي الغَرْبِ سارحةٌ=قدْ نَابَها عطشٌ هبُّـوا لها سُحُبا
ولو كُلَيْبٌ ضوى من جَرْحِ جانيةٍ=واغتمَّ منْ وَجَـعٍ فاعتلَّ واكْتَأَبَا
لراحَ كلُّ طبيبٍ دونَــــهُ أَسِفاً=يمدُّه بدمٍ منّــــــــا قدِ انْسَكَبا
يا عارَنا.. نفطُنا المهدورُ ليسَ لهُ=في حُلمِنـا غيرُ برْقٍ لاحَ واحتجبا
بعضُ الرِّجَالاتِ في التاريخِ نائيةٌ=وبعضُها قدْ مضَى للمجدِ مُقترِبا
كلُّ المسافاتِ في تاريخِ أُمّتِنا=ضاقتْ وناءَ بها التاريخُ واغْتَرَبا
واليومَ أمسى شـموخُ المجدِ يجلدُنا=وطالماانصاعَ نحو الُمرْتجَى وحَبَا
باتتْ بنا حَمْحَمَاتُ الخيلِ واهنةً=كأنَّها صوتُ ثَكْلَى غَرْغَرَتْ وَصَبا
قدْ عزَّ منْ زيّنُوا التاريخَ أوسمةً=وذلَّ مَنْ جعلُوا تيجانَهُ خَشَبا
وعاشَ مَنْ أغرقُوا أزهارَهُ عبَقَا=وماتَ مَنْ أحرقُوا أشــجارَهُ حَطَبا
إنْ كانتِ الشامُ قدْأزرَى بها نفَرٌ=وباتَ تاريخُها الطمّاحُ مُسْتَلَبا
سيرجعُ النصرُ خفّاقاً بأنجمِهَا=ينادمُ المجدَ والتاريـخَ والحَسَبَا
هذي بشـــائرُهُ لاحتْ مُؤرَّجَةً=وقابُ قوسـيهِ منْ أعراسِها اقْتَرَبا
دبي 19 / 10 /2012م












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 06-27-2013, 10:34 PM   رقم المشاركة : 15
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / د.نبيل قصاب باشي

شطحاتُ ضائعٍ لمْ يَضِعْ بعدُ

إذا ضاعَ عنواني وضاعتْ قصائدي
فكلُّ نجـاوى الحبِّ فيكِ عناويني

وإنْ جفَّ بُستاني وَ ماتتْ ورودُهُ
فأنتِ شــذى وَرْدِي وكلُّ بسَاتيني

وإنْ كانَ ليْ في الحبّ ألفُ قصيدةٍ
فأنتِ التي أشعلتِ فيها براكيني

وإنْ هاجرتْ كلُّ الطيـورِ حزينةً
فطيفُك نجوى كلّ شـادٍ ومحزونِ

وطيفُكِ في قلبي يرِفُّ خَيَالُهُ
كمارفَّ خَوْفِي في نجَاوى شراييني

فيا مَنْ رمَتْ أطيافَهَا في مَتَاهةٍ
خذيني إلى مجهولِ عينيكِ وارميني

خذيني إلى دُنيا منَ الغَيْبِ واسْحَبِي
غَمَامي إلى غيمٍ بعينيكِ مَسْكُونِ

وواري جُفوني في جُفونِكِ لحظةً
لعلي أُواسـي دمعَهَا أوْ تُواسيني

فما في الدُّنا حزنٌ كحزنِ صَبابَتِي
ولا في نشيجِ اللحنِ لحنٌ كتلحيني

أصخْ واسمعَنْ نجوى القلوب بزفرتي
ونجوى شرايينيي بنبض براكيني

ففي " نار إبراهيم " أصلى حرائقي
فأنعمُ في "كاف"الحريق وفي "النونِ"

أنا في نعيمِ الحبِّ أصليْتُ عَاشقي
جحيمَ زفيري فاصطلى بَرْدَ أَتُّوني

فلا تقربُوا ناري فناري عَرُوسةٌ
رمادُ لظَـاها منْ حرائقِ "نَيْرُونِ"

ولا تقربوا بردي فبردي حرائق
ووهج شظايا من نسيم رياحيني

ولا تُلْحِدُوا موتي بلحد وساوسي
ولا تشهدوا وهمي بأعراسِ تأبيني

يقينيَ شكٌّ لا أخادعُ دينَهُ
وشكّي يقينٌ لا أراوغُهُ ديني

وديني بلا دينٍ و لا دينَ دونَه
وإنْ خدعَتْنِي وسوساتُ شَياطيني

تسَابيحُ دمْعِي موجةٌ حطَّ خَفْقُهَا
على شاطئِي أبكي شَجَاهَا وتَبْكِينِي

أُسِرْتُ؛وما يشْقَى الأسيرُبسجنِهَا
فياعَدْلَ سَجَّانٍ و ياجُورَ مَسْجونِ

دعوني على أعتابِها أفرشُ الشّذَا
وتفرشُ في رَوْحِي نسائمَ نسريني

وخلوا شَجاها هائماً في صبابتي
لأحدو نجاوى العاشـقينَ وتحدوني

ولستُ أُبالي أنْ يطيرَ رمادُهَا
فُوَيْقِيَ ؛ أوتدنُوْ شظاياهُ منْ دُونِي

دَعُوها على ثغْري تحط ُّ نميرَها
ولو كانَ في شلالِهَا جَمْرُ غسلينِ

أنا العاشق المفتونُ من برق طيفها
فكيف إذا ما عرشت في شراييني؟؟

وما أنا ذو عقل لأعقل حسنها
ولست بمخبول بها أو بمجنون

فلا عينُ نجلاءٍ بأفتكَ طعنةً
لقلبيَ منها ،لا ، ولا طرفةُ العِينِ

صبوتُ إليها بعدَ أنْ غالني الهوى
وما زلت أصبو في هواها وتُصبيني

فلا تحسبوا عشقي لها عشق واهمٍ
ولا عشق موهومٍ و لا عشق مفتونِ

ولا عشق مجنونٍ ولا عشق عاقلٍ
ولكنها عشقي الذي اغتاله ديني

فكافي صبت في نونها وأنينها
وما غير"كافي"في هواها ولا "نوني"













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 10-09-2013, 10:38 AM   رقم المشاركة : 16
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / د.نبيل قصاب باشي

مَسَـافَةٌ أُخْرَى
د.نبيل قصاب باشي

شطاكَ يا بردى مسافتيَ التي حطَّت إليكَ منَ الوريدِ إلى الوريدِ

غادرتُها يوماً ولم تحزنْ ولكنَّ اشتياقَكَ للدماءِ يحولُ دونَ مسافتي الأخرى فيبدأُ منْ جديدِ

هل منْ وعودٍ أو وعيدِ ؟

لم يبقَ بينَ مسافةِ القتلى وبينَ لحودِها إلا غبارُ العَصْفِ يفترشُ الرمالْ

جُزَّتْ نواصي خيلِها.. واهتاجَ ضبحُ المارقين ولم يعدْ للخيلِ صهوتُها ولا للنقعِ ثورتُهُ.. وغُيِّبتِ النصالْ

ضحكَ الُمحالُ من اُلمحالْ

وبكى زمانُ الوصلِ .. يا غرناطةَ الدنيا.. وأجهشتِ الرجالْ

ما عادَ في المنفى سوى المنفى وفي مثوى اللحودِ سوى اللحودِ

ودَّعتُ كلَّ مُغادرٍ وطناً إلى وطنٍ مُسجَّى بالعبيد ِ

كلُّ المسافاتِ التي ضاقتْ بأقدامي عبرتُ ظلامَها المضفورَ منْ حُلُمي إلى حُلُم ٍ خُرافيٍّ هزمتُ به خيالاتي السكارى

لم يبقُ غيرُ سفينةٍ في البحرِ تبحثُ عنْ شواطئِها الحيارى

والشاطئُ المجهولُ يبحثُ عنْ نوارسِهِ التي رحلتْ إلى دُنيا تضجُّ بها مجاهيلُ الفضاءِ

لم يبقَ في أقصى المدينةِ غيرُ مطرودٍ مضى يسعى إلى وطنٍ يئنُّ منَ المتاهةِ .. يلعنُ المنفى وأحلامَ الرجاءِ

لم يبقَ في وجَعِ الصَّدّى غيرُ ارتحالِ الصمْتِ يمرقُ منْ دُعائي دونما شفةٍ ونجوى

لم يبقَ ليْ غيرُ النشيجِ يمجُّهُ ثغري المدمَّى بابتهالاتي .. ويسرحُ في الشَّجَا عطَشِي .. وينتظرُ الغيومَ منَ السماءِ ..

لم يبقَ في حلقي الجريح ِ سوى ثُمالةِ غُصَّةٍ ينسابُ منْ همساتِها بوحُ الدعاءِ

لم يبق في كفيَّ غيرُ أصابعٍ أدعو بها وأسبّحُ المولى ...

لقدْ تعبتْ أصابعُ كفيّ المكلومِ .. جفَّ الهمسُ في حلْقِي وغَرْ غَرَ بالحروفِ الراجفَهْ

لم يبقَ في جفنيَّ غيرُ سُلافةٍ منْ أدمعٍ سكرتْ بها أطيافيَ الحيرى ولاذتْ بالأماني الخائفَهْ ..

لم يبقَ في جسدي سوى الرَّعشاتِ والخَلَجَاتِ تهدرُ بيْ ودمدمةُ الشفاهِ العاصفَهْ

لم يبقَ في روحي سوى رمَقِي ينزُّ معَ الجروحِ النازفَهْ

لم يبقَ ليْ إلا انتظارُ الموتِ ... إنّي واقفٌ شكراً لهُ .. فمتى تحومُ المورياتُ الحارقاتُ الطائراتُ القاصفَهْ

قلْ ليْ متى تأتي ؟ ... تعبتُ الإنتظارَ .. وأعيني تعبتْ رُؤَاها من دموعي الرَّاعفَهْ

قلْ ليْ متى تأتي ؟ .. تعبتُ .. وهامتي لمَّا تزَلْ لحريقِها الوحشيِّ تشمخُ واقفَهْ

ودمي على جسَدِي .. أريدُ الموتَ .. لستُ أخافُ أشباحَ الرَّدَى ..

لمْ يبقَ ليْ كَفَنٌ .. فخلِّ منيّتي تحنو عليَّ فقدْ سئمْتُ منَ الحياةِ الزائفَهْ

لمْ يبقَ لي غيرُ المنونِ تضمِّدُ الأحلامَ في لَحْدي .. وتسترَ عورتي .. فلقد غدوتُ بلا عَراءٍ في مسافاتِ العَراءِ

خلِّ المنونَ تضمُّني ... إنّي سئمْتُ العيشَ في جسدي .. فدعْ جسدي يفرُّ منَ العَراءِ إلى السماءِ

لمْ يبقَ ليْ غيرُ السماءِ .. وبعضُ ظلٍّ منْ بقايا الشمسِ طارَ معَ الهباءِ

هذا هبائي منْ بهاءِ الشمس .. صُبَّ نثيرَهُ في فيئها وافرشْ له الأرجاءَ منْ أندائها ودعِ الهباءَ يغيبُ في ألقِ البهاءِ

فهناالنهايةُ و البدايةُ .. خلّني في برزخي أرتادُ ما بيني وما بينَ انتهائيَ وابتدائي

دبي 21/9/2013م













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 08-12-2014, 11:37 PM   رقم المشاركة : 17
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / د.نبيل قصاب باشي

غزَّةُ في فَلسَفةِ الُمناضِلينَ على قَارِعَةِ الطَّريقِ


د.نبيل قصاب باشي

دعت غزةٌ قومَها مرةً وهي عُريانةٌ تتلوّى احتراقاً بأشلائها في هجيرِ العَراءْ

وضاعَ هسيسُ الدعاءْ

ونـاءَ المدى بالنــداءْ

وَهمْهَمَ ينزفُ أنفاسَهُ في رمادِ الفضاءْ

وماجتْ على البُعدِ غَمْغَمَةٌ من مغيثٍ شقيّ يُدندنُ في قُمقمٍ هارباً منْ جنونِ الفدى

يموجُ بخُنّاقهِ زفرة ً زفرة ً في نجيعِ الرّدى

غيرَ أنّ الفدى والردى موجة ٌمنْ دمـــــاءْ

ترامى وعيدُ تلاطمـِــــها في غَمام ِالمدى

وآلَ إلى سمْعِنا خبراً عاجلاً منْ لظىً ماجَ في وَعْينا وتثاءبَ فينا صداهُ تثاءبَ ..

حتى اختفى في مَهاوي الحِجا

وهاجتْ بنا غائماتُ الدّجى

وضجَّ النشيجُ بغزّةَ هاجَ العويلُ .. انتبهنا قليلاً ورحْنا نموجُ بهِ شهقة ًشهقة ً فاعْترَانا ..

اختلاجٌ يهدهدُ فينا نُعاسَ الفدى

وبات شهيقُ صدانا شخيراً فنمنا على رجْعهِ حالمينَ بقهرِ العدى

ولما أفقنا على زلزلاتِ القنابلِ والراجماتِ رجفْنا ورحنا نكفّنُ نعشَ مواجعِنا

بوشاحِ الرّدى

وساعة هاج الردى بالصدى..

عَرْبدَتْ موجةٌ ضُمِّختْ بنجيعِ الندى

وحينَ انتبهنا ونحن حَيارى تجلّتْ عروسُ شهيدٍ تَبَخْتَرُ في عُرْسِهَا مثلَ عصفورةٍ ..

عرّشتْ تحتَ خيمةِ دمعٍ وتحتَ خيامِ دماءٍ طمتْ غامِرَهْ

تهرّأَ ريشُ قوادمِها مُزْعة ًمزعة ًثم هبّتْ معَ الريحِ ...... هُنا ريشةٌ في سماءِ..

" دمشقَ " هَوَتْ خائرَهْ

وأخرى هَوت في فضاءاتِ " مصرَ " على قبّة ِ " الأزهرِ " القاهرَهْ

وثالثة ٌ صوْبَ " عمّانَ " حطتْ على رأْسِ أرملةٍ حائرَةْ

ورابعة ٌهبطتْ تتلوّى هنا وهنالكَ ثمّتَ أهوتْ تَرَنّحَ فيها دروبُ المدى العاثرَهْ

وعند شواطئ بحرِ الخليجِ ارتمتْ ريشة ٌ فوقَ " دوحتِهِ " الناضرَهْ

تُفتّشُ عنْ ماردٍ عربيِّ الحمى غابَ عفريتُهُ في دُجى قُمْقُم ٍ علَّ فيها جنيناً ..

سَيُولَدُ منْ غيمة ٍ عابرَهْ

وماتَ الجنينُ كموتِ غريق ٍتنفّسَ منْ قبرِ أوْبئةِ " القمّة ِ" الخاسرَهْ

وكُفّنَ ثوبَ البياناتِ وشّتْ عناوينَها الزركشاتُ .. وغُسِّلَ بالعطرِ ثمّتَ صلّتْ عليه حمائمُ..

زيتونة ٍ عاطرَهْ

لقد ماتَ موتَ غريقٍ تجشّأَ مختنقاً غرْغرَاتِ البيانِ الختاميّ ثمّ تقيّأ ـ منذُ زمانٍ مضى ـ ..

قَيْءَ مِحبرة ِالقمّة العاشرَهْ

ويمضي زمانٌ كئيبٌ وعشرونَ تمضي ، وخامسةٌ بعدَها .. وتخِمُّ بياناتُها ثمّ تُرْمَى خُمامتُهَا..

في دهاليزِ قمتّها العابرَهْ

وتبقى تلوذ ُهنا ريشة ٌ... كانتِ الريحُ قدْ مزّقتها تَنَاثرُ أشلاؤها هاهُنا وهناكَ وتركمها..

السافياتُ إلى شاطئٍ قربَ غزّةَ حيثُ تحطُّ على موجة ٍ فاترَهْ

وتهبطُ وادعة ً في سكونٍ وقورٍ على جثةٍ منْ جثامينِ أطفالِهَا الطاهرَهْ

وتمضي إلى ربّها مثلَ قنديل ِعرش ٍ توضّأ منْ ضوئهِ القادمونَ إلى جنّة الخلدِ كيما..

يَفيئوا إلى ظلِّ معروشة ٍ ناضرَهْ

فطوبى لأرواحهمْ ونعيم ٌ مقيمٌ وبُؤْسى لنا في لظى الحَافرِهْ

ويمضي شهيدٌ وراءَ شهيدٍ ثوى هادئاً يتنعَّمُ بالصمتِ في غُرفِ الجنةِ العاطرَهْ

وتمضي شعاراتُنا هاهنا حيّة ً تتحدّى وعيدَ العدى

ينوءُ بأسماعِنا صوتُها وتضجُّ المسافاتُ تهربُ منْ قُبحِها نافرَهْ

ونبقى نلوذُ بضوضاءِ أصواتِنا والصّدى هاربٌ ... وتُولوِلُ فيهِ إذاعاتُنا الفاجرَهْ

ونبقى نقدّسُ راياتِنا والأماني حيارى تفتّشُ عنْ سرِّ ألوانِها العاقرَهْ

فسودُ وقائعِها هارباتٌ وخضرُ مرابعِها يابساتٌ وأحمرُها قدْ تفشّى نجيعاً بأصواتِنا الناعرَهْ

دعونا إذنْ في مسافاتِنا نتداعى ونحبسُ أصواتَنا في نقاطِ محاورِها الدائرَهْ

نحرّرُ أنفسَنا منْ سجونِ شعاراتِنا علَّنا نتهدَّى لسرِّ نوافذِنا النادرَهْ

ونصحو على فَرَحٍ منْ نُعاسِ خواطرِنا السادرَهْ













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 02-24-2017, 06:38 AM   رقم المشاركة : 18
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / د.نبيل قصاب باشي

احتراقُ الصَّمْت
د.نبيل قصاب باشي
أُحبُّكِ هلْ أنتِ بيْ تشعرينْ؟ @@@@ وهلْ يسمعُ القلبُ شجوَ الأنينْ؟
أحبكِ والكونُ ينساحُ عطراً@@@@ بما زفَّهُ من زفيري الدفينْ
تموت السُّنون بلحظةِ عُمْرِي @@@@حنانيكِ كيفَ أمتِّ السنينْ؟
فيا وردةً بين شوكِ الحقولِ @@@@متى القلبُ يزهر ُ بالياسمينْ؟
متى النجمُ يُشْعِلُ أضواءَهُ @@@@متى الشمسُ تحرقُ عطرَ الحنينْ؟
متى الليل يُسكتُ همسَ القلوبِ@@@@ ويغفو على صمْتِهِ الساهرونْ؟
سألتُ دموعَ الجفونِ فقالتْ @@@@ تعبْتُ تعبتُ منَ العاشقينْ
فخُذني إلى زورقٍ منْ خيالٍ@@@@ أضاعَ المرافئَ خلفَ العيونْ
ودعني أغيبُ بجنَّاتِ روحي@@@@ وأشعلْ بعقليَ نارَ الجنونْ
أليس الجنونُ نديمَ السكارى@@@@@ ونجوى الهوى وهُدى الحائرينْ؟
فدعْني هُنا أحتسي نارَ صمتي@@@@ ودعني هنا في احْترَاقي الدفينْ
ودعني أرى في يقيني الظنونَ@@@@@ودعني أرى في ظنوني اليقينْ
ودعني أسائلُ نُخْبَ الأماني@@@@@أتُرَجَى الأماني بكأسِ المنونْ؟
أيُرجَى اليقينُ منَ الوَهْمِ يوماً@@@@ إذا ما لَغَا الوَهْمُ بالواهمِينْ؟
فكمْ مِنْ معَانٍ بلا أَحْرفٍ @@@@@تَبِينُ لذي اللُّبِّ أو لا تَبِينْ
وكمْ من كتابٍ بلا أسطرٍ@@@@وكم منْ سطورٍ بلا كاتبينْ
وكم قلمٍ خطًّ دونَ مدادٍ@@@@ ولم ترَهُ في السُّطورِ العيونْ
وكم من شفاهٍ بلا قُبلةٍ @@@@ ودمعٍ بلا مقلةٍ أو جفونْ ؟
وكم من غصونٍ بغير زهورٍ@@@@ وكم من زهورٍ بغير غصونْ!!
وكم حرقَ القلبُ أنفاسَهُ@@@@وما انطفأتْ فيـــهِ نارُ الشجونْ!!
سألتُ الليالي عنِ البدرِ يوماً@@@@علامَ يَهِيــمُ بهِ الهائمونْ ؟
وفيمَ العنادلُ تصْدَحُ سكرى@@@@وفيمَ يُذيبُ السُّكارى الحنينْ ؟
وكيف الأزاهرُ تَذْبُلُ حَيْرَى @@@@وتحصدُ قمحَ الأماني السنونْ ؟
وحتامَ يسبحُ في الكونِ نجمٌ @@@@ولا يُتعبُ البحرَ ضَبْحُ السَّفينْ ؟
ولِمْ يحضنُ الغاب ُعُشَّ الطيورِ@@@@وحيناً يحرِّضُ وحشَ العرينْ ؟
ولمِْ يغرقُ الغابُ في الصمتِ طوراً@@@@وطوراً يَؤزُّ أزيزَ الأَتُونْ ؟
لماذا حروبُ الورى هائماتٍ@@@@على وجهها كلَّ حينٍ وحينْ؟
وحتّامَ تُردي المنايا البرايا @@@@وفي أيِّ عهدٍ تموتُ المنونْ؟
لماذا لماذا و كيف علامَ@@@@وفيم يكونُ الذي لا يكونْ؟
إلامَ وهلْ بلْ ومَنْ ذَا ومَاذَا@@@@ يُفسِّرُ ما جَهِلَ السائلونْ؟
وماذا انتهى الأوَّلونَ إليــهِ@@@@ وماذا استهلَّ بهِ الأسبقونْ ؟
وفيمَ الجنونُ حكيمُ العقولِ@@@@ وطوراً حكيمُ العقولِ الجنونْ؟
وكيف الأمينُ يصيرُ خؤوناً @@@@ وكيف الخؤونُ يصيرُ أمينْ
و سَجَّانُنا واحدٌ غيرَ أنَّ لهُ في حِمانَـا مئــــــــــــــاتُ السجونْ
وطبعُ الشياطينِ نارٌ تَلَظَّى@@@@ وطبعُ "ابنِ آدمَ "ماءٌوطينْ
وفي كلِّ قومٍ يُمَجَّدُ دينٌ @@@@ وفي كُلِّ دينٍ إلهٌ خؤونْ
وفي كلِّ يومٍ تموجُ دماءٌ@@@@ويغرقُ باسْمِ الدِّمَا ألفُ دينْ
وكم مِنْ مُدَىً لم يصبْ طاعنوها@@@@وهلْ في المُدَى تُهمةُ الطاعنينْ؟
وكم طعنةٍ سُدِّدَتْ من طعينٍ@@@@ولحنٍ شجيٍّ بغيرِ شجونْ!
وكم سَاجدٍ خَاشعٍ في صَلاةٍ @@@@ وكمْ منْ صَلاةٍ بلا سَاجدينْ
وكم صَامتٍ ناطقٍ دونَ صمتٍ @@@@وعِيٍّ تشدَّقَ في السامعينْ
وكم من فقيرٍ تصدَّقَ دهراً@@@@على أغنيــاءَ منَ المترفينْ
أيحسبُ كلُّ تقيٍّ نقيٍّ @@@@ بأنَّ الفراديسَ للمتَّقِينْ
وأنَّ العُصاةَ سَتُرْمَى إلى@@@@ أسافلَ تَهْوِي مع السافلينْ
وأني استهمتُ بما قد خلطتُ @@@@ جوابَ المسائلَ بالسائلينْ
وأنَّ السنينَ استهامتْ بصَمْتِي @@@@ أُسائلُ فيها "الأَنَـا" والأنينْ
فحارَ سُؤاليَ بصمتِ السنينَ @@@@ وما وعيتْ تمتماتي السنونْ
لقد تعبَ الدهرُ منْ فلسفاتي@@@@أفي كلِّ "جيمٍ"لها ألفُ"سينْ"؟
تَقَهْقَر َ عقليْ بنَوْءِ سُؤالي@@@@ وأنهكَ صَمْتِيْ صُراخي الدفينْ
فصمتي انفجارٌ وصوتي احتضارٌ@@وفي صمتِ صوتي صدَىً المستكينْ:
يصيحُ بنا قالَ ربُّ العبادِ:@@@@اعرفُوا ياعباديْ لِمَنْ تسجدونْ
"خلقتُ العبادَ لكي يعبدونِ "@@@@ وما عبدوني لكي يعرفونْ
فلا أنتمُ عابدُو ما عبدتُ@@@@ ولا أنا أعبدُ ما تعبدونْ "













التوقيع

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان الشاعر/ عبد المجيد أيت عبو وطن النمراوي دواوين شعراء النبع 10 08-04-2013 12:44 AM
ديوان الشاعر/ نصر الكاشف وطن النمراوي دواوين شعراء النبع 3 11-02-2011 09:55 AM
ديوان الشاعر /د.عدي شتات عواطف عبداللطيف دواوين شعراء النبع 37 04-28-2011 01:49 PM
ديوان الشاعر/ صقر أبو عيدة وطن النمراوي دواوين شعراء النبع 10 06-24-2010 11:05 AM


الساعة الآن 09:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::