لا مناديل تمسح دموع السنين ولا تعويض يليق بكم الخسائر المهدورة على أعتاب الزمن لا وجد يستحق البقاء أو الفناء , ولا ثواني تناظرها لتعرف كم ضاقت بك نفسك .
هي حياة تسير وفق منهج اللا مبالاة تأخذ معها أجمل ما نملك , وتتركنا على قارعة السنين
نجتر خيبة مرة , ونجتر الندم مرات طوال , نبدأ في قضم أظافر العمر على مهل أحيانا وعلى
عجل أحيانا أخرى , لنقف عراة من الغطاء التقليدي ونخلع القناع أمام المرآة لنرى تلك السوءات التي حاولنا إخفاءها لأيام طوال , متدثرين بمعطف أنها خطى كتبت علينا ونحن نعلم أن من الأقدار ما نستطيع أن نغيره لو ملكنا إرادة التغير والقوة اللازمة له , ولكنه ضعفنا الموروث تقاليدنا البالية , تلك الموروثات ذات الثقل القاتل لكل الرغبات البشرية , ذاك العيب الذي لا تعرف أصلاً معنى كلمته التي تقفز كجواب لكل ما لا نملك له جواب , هو نوعا من الإخراس للألسن الناطقة بما يجب أن يقال ومتى يقال , العيب سلاح من لا يملك لك إجابة على ما أنت فيه , وكلما حاولت ن تغير من وضعك قليلا للأفضل قفزت لك مرآتك وهي تحمل صورك وتزين لك تلك الصور حسب وضع المحيط حولك , فأحيانا تقف أمامها فتظهرك عاريا إلا من بعض خطاياك وأحيانا تجمل لك الصورة تظهر لك انعكاس جميل بقدٍ ساحر محاط بهالة لو جربت الخروج منها لعرفت أية كذبة تلك التي تمارسها المرآة , تلك المتآمرة مع الحياة عليك , لا تناظر المرآة وأغمض عينيك ودع قلبك يقودك حيث يجب أن تكون وحيث هي حياتك التي لا تحتمل الإهدار ولا الضياع .
اصنع مرآتك بنفسك , وارسم عليها ما يجب أن تكون عليه , بهذا وحده تتغلب على بثها الكاذب للصور والانعكاسات المغشوشة , سيّر سنوات عمرك وثوانيها واصرفها كما تحب أنت لا كما رسم لك أن تسير، ضع لنفسك طريقها مهما كانت طويلة أو متعبة المهم أن تكون أنت من يسّيرها وليس غيرك , أرسم خطواتك بعيدة كانت أم قريبة ولا تتبع الظلال الكاذبة , كن أنت في كل حالاتك , كن أنت كما يجب أن تكون .
لا تنتظر كثيرا فتنزلق سنين عمرك وتتبخر أيامك وأنت متردد بين ما أنت وما يجب أن تكون .