آنستُ حُزناً
ترقّبْ أيّها الوطنُ
و خُذْ قرابين
مَن في حُبّكَ امتحنوا
.
مددتُ نحوكَ
أشيائي ولستُ أرى
أولى سواكَ وما أشقاني الثمنُ
.
مِتنا مراراً
و تكراراً
و تضحيةً
و ثوبُنا منذ أبصرنا الحيا كفنُ
.
أأنت و الموتُ ،
أقدارٌ مُدوّنةٌ
على الجباهِ
و كم فيك الورى وهنوا
.
بيتُ الصفيحِ ،
و بيتُ الطّينِ مسكنهم
تراهمُ
حيث شاء الفقرُ
قد سكنوا
.
لا تحسبنّهمُ
أحياءَ
يا وطني
موتى
بأقصى جراحِ الصبرِ
قد دفنوا
.
و إنّ من أسسوا الحرمانَ
قد شبعوا
فيخلفُ اللصَ لصٌ ،
كلّما أمنوا
.
لعمركَ الآن
يا ذا النّخلِ موحشةٌ
كلُّ الدرابينَ
حينَ اشتدتِ المحنُ
.
ضاقت و ضاقت
وما من يُسر يتبعها
فكم لبثنا ؟
نسى لوعاتنا الزمنُ
.
.
.
علي التميمي
البحر البسيط
.
.
لا تحسبِ العمرَ ، تدري أنهُ تعبُ
من أين جئتَ بهذا الشيبِ يا سببُ
.
غدوت تُبهركَ الأعوامُ مُسرعة
و أربعونَ من اللاشيء تقتربُ...
.
حتماً ستذكرُ أشياءً محببةً
ها أنتَ بالآهِ تُدنيها و تنتحبُ
.
و تلمسُ الحلوَ تحناناً ، تقبّله
و المرّ منها بفيضِ الدمعِ تجتنبُ
.
دع التفاصيلَ لا تركنْ إلى أحدٍ
و كلّ مَن كنتَ تبكيهِ و تحتسبُ
.
و الآن تشغلُ بالاً ، كي توثقها
و صرتَ بالذّكرِ من أقصاهُ تجتلبُ
.
لا تحسبِ العمرَ ، محزوناً تقلّبه
ماذا وجدتَ ، وهلْ أغنى بكَ الطلبُ
.
فالأربعونَ بملءِ الصبرِ مُمتحَناً
تجتازها الآنَ و الآمالُ تستلبُ
.
.
.
علي
البحر البسيط
6 / 6 / 2020
على رفّها العالي المتربِ
كتابٌ نفيسٌ و لم تقربِ
.
أنيقٌ بألوانهِ المغرياتِ
عتيقٌ فريدٌ ولم يوهبِ
.
و عيناكِ فيه تجوبُ الحروفَ
و تسلو بإحساسهِ الأعذبِ
.
عشقتِ بهِ الشعرَ و المفرداتِ
و شدّكِ فيه شعورُ الصّبي
.
ولم تري قطّ كهذا الكتابِ
سوى ما ألفتِهِ في الكتبِ
.
فمنكِ الثمالةُ ، منكِ انتشاءٌ
و من نخبِ غيركِ لمْ أشربِ
ترنّحتِ عشقاً و شعراً ولمْ
يزلْ فيكِ سُكرٌ و لم يذهبِ
.
.
.علي
أيُّ حبٍّ
دونَ عينيكِ إشاعهْ
فأنا طفلكِ ، ما فارقتُ إحساسيَ ساعهْ
فاحتويني
ليس للقلبِ إذا اشتقتُ استطاعهْ
و شعوري ، حينما رحتِ إلى الآن ؛
فلم ينسَ انطباعهْ
حينما رحتِ استحالَ الكونُ من دونكِ لحدا
غيرَ أن الروحَ لم تخفِ لأشيائكِ ودّا
و بظني ، صرتِ ندّا
أنتِ يا هاءَ هوائي
إنني منذُ تنفستكِ يوماً ،
صرتِ للقلبِ متاعهْ
أيُّ شيءٍ
لم يكنْ كفأً ليُنسيني ،
و يُقصيني ،
و يُسليني عن الأمسِ ،
و كم أوصيتُ قلبي
يتركُ النبضَ ،
و ما كان استماعهْ
.
.
.
علي
وليدة لحظة شوق
أغلقتُ سمعي حين يائكْ
فلتمرحي في كبريائكْ
أنا لستُ رقماً ؛ لم يُكرّرْني الزمانُ
ولم أمتْ
لما اختنقتُ بشحّ هائكْ
لا نسخة لي
حينما تتناسخ الأحبار في ادوارها
و تبوء بالبخس الذريع إلى ولائكْ
الأمسُ كبشٌ
مُذْ حَزُنتُ دسستُه بين القرابين النفيسةِ
رحتُ أنذره لدفعِ ضريبة الحمقى
لدفعِ الدمع عن وهم ادّعائك
كلُّ الدروبِ كئيبةٌ و الخطوُ شائكْ
هذي زجاجاتي و شعري مُسكِرٌ
لن أحتسيكِ لرشفةٍ
لا ثغر لي حيث انتشائكْ
هذي اواني العطر
حيث تنفست رئتاي من أقصى هوائك
أفلستها ، هي لم تعد مأوى
و منعتها معنى اشتهائك
.
.
.
علي
.
مؤرَّقٌ
لم ينمْ
يوماً بجمجمتِهْ
و عندما شعَّ
وجهُ الصبحِ في لغتِهْ
.
هذا الشعوريُّ
لم يدفأ بقهوتهِ
يُمرّرُ البُنَّ إذ يشتاقُ
من شفتِهْ
.
كأنّهُ
وزّعَ الأنفاسَ مُختنقاً
على الثواني
بأن تأتيهِ في رئتِهْ
.
لو
لم
يسعْهُ وصالاً
ظلّ مُنكسِراً
كما اليتيم ، دراميّاً بتجربتِهْ
.
فكيف ينجو
شديدُ الشوقِ من أرقٍ
يجري الحنينُ لها مجرىً بأوردتِهْ
.
و كلّما
أغمضَ الأجفانَ
ثانيةً
يفزُّ بالدمعِ
و الأحداثُ
في شفتِهْ
.
هناك
تعجزُ
كفُ المعجزاتِ على
أن تدفعَ الخنقَ
عن ألحانِ حشرجتِهْ
.
.
.
.
عليّ
و مَنْ أنتَ
يا ابنَ الشعرِ
لا بد آدمُ
مشيتُ الى الفردوسِ
و القلبُ حالمُ
.
و تفاحةٌ
في البالِ
فخٌّ مؤثثٌ
وقعتَ
و كلّ الذنبِ
أنكَ عالمٌ
.
ستهبطُ
أرضَ الحزنِ
ليتكَ لم تكنْ
تعلّق آمالاً
و قلبكَ آثمُ
.
و حواؤكَ ال احببتَ
تنسفُ وعدها
كأنّك
بعد الحبِّ
لا شكَّ نادمٌ
.
و مَن أنت
يا ابنَ الحزنِ
طفلٌ ميتّمٌ
تراوغُ لونَ البؤسِ
و البوسُ قائمُ
.
تقدسُ حلمَ الأمسِ
ترفعُ شأنه
و تحسنُ ظنَ الليلِ
بختكَ نائمُ
.
كأنكَ
لمْ تزددْ
مِنَ الفقدِ عبرةً
و ها أنتَ
رغمَ الشوقِ
و الدمعِ باسمُ
.
وتحملُ عذرَ البُعد
سبعينَ محملٍ
و تختلقُ الاسبابَ
فكرُكَ هائمُ
.
.
.
علي
البحر الطويل
يا حلوتي
بينَ انبهاري مُرّي
و تساءلي
عن دهشتي و تَحَرّي
.
خبّأتُ عن مغزى التساؤلِ
لهفتي
فأُذِيعَ
بالصمتِ المُكثّفِ سرّي
.
أحببتَ ؟
لا ، ما الحبّ ؟
وهمٌ كاذبٌ
و كذبتُ جداً
و اختبأتُ بشعري
.
أنسى ،
لوِ النّسيانُ أمرٌ مُمكِنٌ
لأخذت
مِن جسدِ التمكّنِ
ثأري
.
و بنيتُ
من حزني اللعينِ معابداً
فأقمتُ شفعاً
و أستعنتُ بوترِ
.
و فقدت وعيَ النبضِ
حيثُ للحظةِ استدعيتُ
بعضَ غرامكِ المخضرِّ
.
عانقتُ طيفكِ
كلّما استشعرتُ
في الخفّاقِ
من هولِ التعلّقِ أسري
.
.
.
علي ..
البحر الكامل التام المقطوع
١٩ سبتمبر ٢٠٢٠