|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم |
|
|
|
|
|
|
|
السؤال الرابع والعشرون :
_____________________
تأمل/ي أقوال العلماء هذه :
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ:
وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ{فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ}، بِالرَّفْعِ بِمَعْنَى حَصَلَتْ مِنْهَا وَرْدَةٌ.
قَالَ: وَهُوَ مِنَ التَّجْرِيدِ
وَقُرِئَ أَيْضًا: {يَرِثُنِي وَارِثٌ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ}
قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا هُوَ التَّجْرِيدُ
فسّر /ي مفهوم التجريد - وهو لون من ألوان البديع - من خلال الآيتين السابقتين ؟!
|
|
|
|
|
|
التجريد في اللّغة : قَشْرُ الشيء كَقَشْرِ اللِّحاء عن الشجرة حتَّى تكون مجرّدةمن لِحَائِها ، وإزالَةُ ما على الشيء من ثوب ونحوه وتَعْرِيتُه ، وإزالة ما علىالجلْدِ من شَعَرٍ ونَحْوِه .
التجريد في الاصطلاح هنا : أن ينتزع المتكلّمالأديب من أمْرٍ ما ذي وصفٍ فأكثر أمْراً آخر فأكثر مِثْلَهُ في الصفة أو الصفاتعلى سبيل المبالغة.
ويظهر لنا معنى المبالغة حينما نلاحظ أَنّها قائمة علىادّعاء أنّ الشيْءَ الّذي يُنْتَزَعُ منه مثله على سبيل التجريد هو بمثابةِ الذييفيض بأمثال ما يُسْتَخْرَجُ منه دواماً.
التجريد: وهو أن ينتزع المتكلّم من أمر ذي صفة أمراً آخر مثله في تلك الصفة، وذلك لأجل المبالغة في كمالها في ذي الصفة المنتزع منه، حتى كأنه قد صار منها، بحيث يمكن أن ينتزع منه موصوف آخر، وهو على أقسام:
1 ـ أن يكون بواسطة (الباء التجريدية) نحو: (شربت بمائها عسلاً مصفّى...). فكأن حلاوة ماء تلك العين الموصوفة وصلت إلى حدّ يمكن انتزاع العسل منها حين الشرب.
2 ـ أن يكون بواسطة (من التجريدية) كقوله:
لي منك أعداء ومنه أحبة ق تـــالله أيّكمــــا إلـــيّ حبيب
فكأنه بلغ المخاطب إلى حدّ من العداوة يمكن أن ينتزع منه أعداء، وكذلك بلغ غيره من المحبّة بحيث ينتزع منه أحبة.
3 ـ أن لا يكون بواسطة، كقوله: (وسألت بحراً إذ سألته) جرّد منه بحراً من العلم، حتى أنه سأل البحر المنتزع منه إذ سأله.
4 ـ أن يكون بطريق الكناية، كقوله: (... ولا يشرب كأساً بكف من بخلا) أي: أنه يشربها بكفّ الجواد، جرّد منه جواداً يشرب هو بكفّه، وحيث أنّه لا يشرب إلاّ بكف نفسه، فهو إذن ذلك الكريم.
5 ـ أن يكون المخاطب هو نفسه، كقوله:
لا خيل عـندك تـهديها ولا مـال ق فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
فإنّه انتزع وجرّد من نفسه شخصاً آخر وخاطبه فسمي لذلك تجريداً، وهو كثير في كلام الشعراء.
ونحو لي من فلان صديق حميم جرد من الرجل الصديق آخر مثله متصف بصفة الصداقة
ونحو مررت بالرجل الكريم والنسمة المباركة جردوا من الرجل الكريم آخر مثله متصفا بصفة البركة وعطفوه عليه كأنه غيره وهو هو
ومن أمثلته في القرآن لهم فيها دار الخلد ليس المعنى أن الجنة فيها دار خلد وغير دار خلد بل هي نفسها دار الخلد فكأنه جرد من الدار دارا
ذكره في المحتسب وجعل منه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي على أن المراد بالميت النطفة وفي قوله تعالى (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ) بالرفع بمعنى فحصلت سماء وردة قال الزمخشري وقرأ عبيد بن عمير فكانت وردة كالدهان بالرفع بمعنى حصلت منها وردة قال وهو من التجريد وقرئ أيضا يرثني وارث من آل يعقوب قال ابن جنى هذا هو التجريد وذلك أنه يريد وهب لي من لدنك وليا يرثني منه وارث من آل يعقوب وهو الوارث نفسه فكأنه جرد منه وارثا
فإذا انشقت السماء فكانت وردةً " اي حمراء كوردة وقرئت بالرفع على كان التامة فيكون من باب التجريد كقوله :
ولئن بقيت لأرحلن بغزوة تحوي الغنائم أو يموت كريم
" كالدهان " وهو اسم لما يدهن كالحزام ، أو جمع دهن وقيل هو الأديم الأحمر
فإن الله تعالى أخبر بأن السماء تنشق وذلك بنزول الملائكة كما قال الله تعالى (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلاً) فالظاهر والله أعلم أن قوله (فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ) إشارة إلى هذا وقوله (فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) أي تكون كحمرة الورد والدهان قيل إنه الجلد الأحمر وقيل إن الدهان ما ينظر من الدهن يكون متلوناً بألوانٍ متعددة وعلى كل حال فالآية تشير إلى أن هذه السماء سوف تكون بهذا اللون وعلى هذه الصفة في ذلك اليوم العظيم وجواب إذا في قوله (فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) محذوف وإنما حذف لأجل التهويل والتفخيم أي كان من الهول ما يكون وما هو أمرٌ عظيم ولهذا قال بعدها (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ).
لذا فكتاب الله له من خصائص التجريد المطلق والتنزيه الكامل ما لا يمكن الاحاطة به لأن الله تعالى أقام الحجة حيث أحكم آياته وهو العليم الحكيم
وكلامه سبحانه منزه عن كل نقص أو عيب ولا يأتيه الباطل ، وبيان الله تعالى ليس بعده بيان، وهو الذي له أثر في القلب ووقع شديد في السمع وله قوة نفاذ عجيبة في النفس ، وفيه من الاستعارات الخفية والتشبيهات التي فيها دقة في التصوير لتفعيل الحدس وشحذ المخيلة لترتقي بايمانها وكشوفاتها وفق سنن ماضية في الخلق ، ونحن لم نحط بعد بكل أسرار الكلمة (ولما ياتكم تاويله) الآية
لذا فالايمان بالغيب هو النبراس الأول للمتقين والله هو العليم الخبير الذي أحكم آياته وجعل كلماته نورا وألبسها من علمه وحكمته ثياب الجلالة وغشاها بنور الحكمة لتكون هدى للمتقين وتكون تبيانا لكل العوالم المحيطة بالانسان واشارات محفزة لاستبيان العلوم ودعوة الى سعة الأفق وعدم الجمود فسبحان من قال له الملائكة الكرام عليهم السلام ( سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا) الآية ..وسبحان من أعجز الثقلين ببيانه البديع وحجحه الدامغةعلى أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
قال أبو الحسن: التبيين يعني تبيين النون أجود في العربية لأن حروف الهجاء والعدد يفصل بعضها من بعض قال وعامة القراء على خلاف التبيين ووجهه الرفع في قوله ﴿يرثني ويرث﴾ إنه سأل ربه وليا وارثا وليس المعنى على الجزاء أي إن وهبته يرث ووجه الجزم أنه على الجزاء وجواب الدعاء ومن قرأ يرثني وأرث فمعناه التجريد وتقديره فهب لي وليا يرثني منه وأرث من آل يعقوب وهذا الوارث نفسه قال ابن جني: قال: وهذا ضرب من العربية غريب فكأنه جرد منه وارثا ومثل قوله تعالى ﴿لهم فيها دار الخلد﴾ وهي نفسها دار الخلد فكأنه جرد من الدار دارا وعليه قول الأخطل:
قال أبو الفتح هذا هو التجريد التقدير يرثني منه أو به وارث وقرأ مجاهد يرثني ويرث بنصب الفعلين وقرأت فرقة يرثني أو يرث من آل يعقوب على التصغير وقوله من ^ آل يعقوب ^ يريد يرث منهم الحكمة والحبورة والعلم والنبوءة والميراث في هذه كلها استعارة و ^ رضيا ^ معناه مرضي فهو فعيل بمعنى مفعول
قال صاحب اللوامح : وفيه تقديم فمعناه { فهب لي من لدنك ولياً } من آل يعقوب { يرثني } إن مت قبله أي نبوّتي وأرثه إن مات قبلي أي ماله ، وهذا معنى قول الحسن.
وقرأ عليّ وابن عباس والجحدري { يرثني } وارث { من آل يعقوب }.
قال أبو الفتح هذا هو التجريد التقدير { يرثني } منه وارث.
وقال الزمخشري وارث أي { يرثني } به وارث ويسمى التجريد في علم البيان ، والمراد بالإرث إرث العلم لأن الأنبياء لا تورث المال.
وقيل : { يرثني } الحبورة وكان حبراً ويرث { من آل يعقوب } الملك يقال : ورثته وورثت منه لغتان.
وقيل : { من } للتبعيض لا للتعدية لأن { آل يعقوب } ليسوا كلهم أنبياء ولا علماء.
وقرأ مجاهد أو يرث من آل يعقوب على التصغير ، وأصله وويرث فأبدلت الواو همزة على اللزوم لاجتماع الواوين وهو تصغير وارث أي غُلَيم صغير.
وعن الجحدري وارث بكسر الواو يعني به الإمالة المحضة لا الكسر الخالص