|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم |
|
|
|
|
الإرصاد وقد تسمى: التسهيم
الإرصاد في اللغة: التهيئة والإعداد، يقال لغة: أرصد الشيء للشيء إذا أعده له، ومنه: أرصدت الجيش للقتال، والفرس للطراد.
والإرصاد في الاصطلاح: أن يجعل قبل آخر العبارة التي لها حرف روي معروف (وهو آخر حرف يبنى عليه نسق الكلام) ما يدل على هذا الآخر. فقد يأتي به السامع قبل أن ينطق به المتكلم.
وقالوا في الإرصاد: إنه من محمود الصنعة فإن خير الكلام ما دل بعضه على بعض.
وأطلق عليه بعضهم عنوان "التسهيم" وهو مأخوذ من وضع صورة السهم، للإشارة به إلى المكان المقصود، أو المعنى المقصود، ومعلوم أن إعداد ما يلزم في أول الكلام لمعرفة ما سيأتي في آخره هو بمثابة وضع صورة السهم التي يشار بها إلى المقصود.
أمثلة:
المثال الأول: قول اله عز وجل في سورة (سبأ/ 34 مصحف/ 58 نزول):
{ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي? إلا الكفور}.
إن مقدمة هذه الآية يدل المتلقي على الكلمة الأخيرة منها، فمن سمع:
{ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي?} قال دون تفكير طويل: {إلا الكفور} إذا كان قد سمع آخر الآية قبلها وهو قوله تعالى: {بلدة طيبة ورب غفور}.
المثال الثاني: قول زهير بن أبي سلمى:
*سئمت تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حولا لا أبا لك يسأم*
فكلمة "يسأم" يأتي بها السامع قبل أن ينطق بها المتكلم، لأن أول الكلام موطئ لها.
المثال الثالث: قول البحتري :
*أحلت دمي من غير جرم وحرمت * بلا سبب يوم اللقاء كلامي*
*فليس الذي حللته بمحلل * وليس الذي حرمته بحرام*
فلو وقف المتكلم عند "حللته" لقال السامع "بمحلل".
ولو وقف عند "حرمته" لقال السامع "بحرام".
لأن السوابق تدل على كلمة الختام.
الموسوعة الشاملة
البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها
الحمد لله على السلامة استاذتي
ولي عودة للسؤال الذي يسبقه بعون الله