هل أذكر عبقريتي حين تخليتُ عن رسم الطيور المهاجرة ..؟
أعدتُ الوِجْهَةَ لعيني الشفق،
فامتلأتَ بهما حضورا فوق صخرتي ..
غروبا فادح الإطلالة البنفسجية ..
أعدتَ تكوين الّليل بصراخك الطويل .. و الّليل لا يقبل الصراخ
و نفسي .. ترجو السّكينة ..
لا ليس غرورا أن أسوّي ذاكرتي على مقاسي ..
ما عدتُ أُطيقُ أبعاد روحي المطلقة ..
و تطلُّعَ الآهات لأغنية حزينة ..
يبدأ الشّلال من مسافة عشقٍ قريبة ..
و هاجس الارتياب يسكنني ..
أبحث في مسافات الضباب و أستنجد بك ..
كي أقطعها .. نفسي لا تجيد المجابهة
و الهوّة بين أوّل الطريق و آخره تبدو للرّوح عميقة ..
متّهمة بانسياب الغدير من فوق كتفيك ..
و كيف أنّي تجرّأت " حزنا " على كفالة الماضي ..
و تشابك كفَّيْك لزمن الشّتاء ..
لستَ العصيُّ على إرادتي ..
و لكنّي جزء من أجزائِك الخمس و أجرامك الخمس ..
و ضحكة تتسرّب كي تقهر الوجود ..
أتساءل .. و السؤال يحرجني ..
أألزم نفسي .. ؟ أم أترك قضية الالزام مفضوحة بين شفتيَّ .. ؟
إنذارا جديدا بوصولك مسافرا، من آخر سفر ..
كقصيدة أُوْسِعُهَا ملاذا و عشقا ..
كي تحترفها الدفاتر الشقراء .. كشَعْرِي ..
كم ياسمينة خضراء طلعت من باطن كفِّي .. ؟
و بداياته الجديدة .. و حضورك زهرة لا أعرف كنهها و لا أوصافها ..
حتّى المساحات النّرجسية اكتسحتها ..
حتّى حوافي، أعدتَ طيّها كي لا أفقد نفسي بين الطيّات القديمة ..
حتّى هوامشي بادرتها بسؤال ..
و كيف ستجيبك .. ؟ و هي ممتلئة بك و بمعانيك الّتي أردتُها أنا ..
الأوراق قبيلة لا تمكث طويلا ..
هي كالغجر .. ترقص و تحتفي بك علنا في الطرقات ..
ثم لتغادرك في الشّارع المجاور ..
فتعلّم كيف تُقْفِلُ حدودك مع الشوارع ..
و استبدل قوانين الغجر بذاكرتك الأبدية ..
و ابصم عليها بشيء من السّم الأبيض
ففيه اختراق شديد لكلّ حرف برّي ..
طلع دون أن أغرس مكانه نبتة أحببتها ذات يوم ..
شيءٌ منّي هناك .. في قتامة النّسيان ..
يذكّرني بك، يستلهمني منك ..
يعاود مساءلتي، أقضح للغيب علانيتك ..
سرا لا أجيد كتمانه
و لا هو يستوقفني كشاهدة إثبات
***
أيّها الشّامي .. لست ادري إن كنت زرعت الورود في حديقتك .
أم انّ الأيام .. زرعتك بديلا عنها ..
كلّ التقدير ..