آخر 10 مشاركات
محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )           »          الشاعر النحرير...! (الكاتـب : - )           »          من أشد لقطات العمر (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-24-2012, 09:49 PM   رقم المشاركة : 1
أديبة
 
الصورة الرمزية حياة شهد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :حياة شهد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي الجزء الثاني عشر من رواية ( تصاميم أنثى ) ..

* الجزء الثاني عشر *



...... كنت أجرِّد كتبي من أحرفها الغزيرة، لأُوَّطن الكلمات اليتيمة ... لأنّ وطني كان قادرا على أن يحوي المزيد و المزيد من الصفحات المتراكمة، تماما كما كان قلبي متّسعا يضمّ ألف علبة تبغ تشتعل سيجارة واحدة وتسارع في الاحتراق لتخلِّف من رمادها رجلا آخر ( و سيجارة أخرى ) مستعدّة للاحتراق لأجل الوطن و لأجل الحبّ أيضا ...

كنت أَعُّد أنفاس جدّتي، لأُكَوِّن غيمة تسكب فيضها لي بتَأَنٍ شديد، تُطربني كلّما بكت .. لأنّ كل لحظة استشهاد كانت ترافقها زغاريد و بكاء ممزوج و إعلان زفاف ..

و الآن أبحث في قبو قلبي المملوء بالثغرات و بالأنفاق الملتوية و بالمتاهات المظلمة، فلا أكاد أستبين حتى طريق العودة بعدما لفَّنِي الدّخان بسحبه المحتقنة، كأنّها خُنِقت برياح موسمية غاضبة .

لا أكاد أبصر في ظلّ الرّكام و الغبار المتصاعد، حقيقة الحروف المبعثرة دون انتظام ...لا أكاد أشعر بتلك اللّسعات القاتلة و لا بتلك الأشواك المزروعة بجسدي بتفنّن شديد ... و كأنّي فقدت إحساسي تماما، كما يفقد الشّتاء رداءه البارد ليتعرّى أمام لسعات الصّيف ومداعبات الخريف و نسمة الرّبيع التي فقدت الكثير من حنانها ...لا أكاد أرفع بصري المتهالك على أريكة الظلم و الجور...

لا يستوطن سمعي، غير تلك الأناشيد التي قرّرت أن تأخذ قيلولتها أمام منظر الدخان و الموت، فتُضَيِّع لحنها و تتبعثر كلماتها و تغرق في دلال أنثوي ..

لم أعد أعرف حدودي و لا اتجاه القارات ...لم أعد أفرّق بين حروف اللّغات ...

لم أعد أستطيع أن ألملم شَرْقِيَّتِي بعدما تفتّتت جغرافية العروبة....

أي فريق قد أستجير به أهو العربي ..... أم العربي .... ؟؟؟؟

ضاقت أمام نظري المسافات و اغرورقت الحروف بالدّمع فلا أكاد أكتب كلمة، حتى تغرق الصفحات في نحيب عاصف ... تختلط السطور ... فلا أكاد أفهم شيئا .... فقط تراءت لي معالم النّزيف في لغتي العربية و الانشقاق في وطني و حرب أهلية تهدّد مرتع الشّعر في نفسي و موطن الآهات في جوفي ... توقيت عصيب ذلك الذي ضيّع قلمي بين وطنٍ و هي ... "

*****
حتى جنسية الكتابة فقدتها، فكانت كلماتي صاعقة بمنطق غريب .. و بانقلاب غريب .. و بخلفية تاريخية رهيبة ..

قد تدّمر في الشمال، البيوت المتهرّئة بلفحاتها الحارة و تلّطف حرارة صيف الجنوب بقبلاتها الباردة ...

حتى العواصف تتلّعثم أمام الفارق الجغرافي .. و خطّ السير الملّغم بمفترق طرق فجائي . فلا تنطق بحقيقة ميولها المدّمر بل تُرسِّبُها لموعد آخر .. و إشعار آخر و نداء عاجل يطلب فيه صاحبه بانحناءة مكابرة، زيارة خاطفة منها تبثّ الرّعب في أواصل المنحرفين و فاقدي التوازن من السكنات الهشّة المحتملة الانهيار ...

............
دمّرتني تلك المرأة بإعصارها الملكي المفاجئ و كأنّها رصدت سحرها لتزعزع كياني و تحطّم بهزّة أنثوية عنيفة، أعمدتي التي لا تتوافر على كمية الحديد المصرّح بها عالميا ..

جاءت لتقضي على فوضى البناء العشوائي ...

جاءت لترفع عني غبن الأعراف الغربية التي تلَّبست جدران قصري ..كأنّها نبتة برّية تسلّقت بعدوانية شديدة، واجهة بيت أرضي معلنة سخطها على كل النباتات التي تحمل هوّية ... منتقمة من انتمائها البرّي اللّقيط ..

جاءت لتقتلع الأحراش عن مواقع مجهولة من ذاكرتي، تعيدني إلى أصول شرقيتّي و ترفع على مسامعي أنشودة الرّجل الشرقي الغيور ... التائهة بين ألاف مقطوعات الطفولة و الشباب و ما بعد شباب أتقن الرجولة ... شرقيّتي التي انشطرت و تبعثرت بين أجيال عمر مغتربة و أخرى احترفت التسكّع فضاعت بين طرقات مكتظة بالألم ..

المرأة الأولى، أنثى الشال، المسجونة ذكراها بين جدران ذلك الملهى و في وشم ذاكرتي .. حين اجتاحتني بشَعْرِها الممشوق كأنّه اقتباس لأنثى ... اتّكأت على جرح آخر لتوطِّن جذورها و ترسخ ذكراها المشبوبة بالغموض . و كأنّه تحالف نسائي ..

جاءت لترشق نافذتي المكسوّة بعصور من زجاج، تتحطّم عليها كقطرة ندى جريئة، لتكسر منها ما يعكس الزّيف الأنثوي شيئا فشيئا و حتى تبقى نافذتي معطوبة الأطراف .. بعقدة مصوّرة بكاميرا هاوية ..

كلّ أنثى لها درجات مجون .. كلّ النساء بنسبة مجون خاصة .. تماما كالخلايا السرطانية الخامدة أو الثائرة، قد تفيق يوما بجنون و قد لا تفيق .. و قد تفيق بهزّات خفيفة توقّر مقدّسات الأنوثة .. لذلك رفضت أن تكون خلايا أنثاي قد استفاقت قبل أن أداهمها بحنكتي، أقتل فيها تلك التي تعشقها الأورام الخبيثة الرّاغبة في التفاقم و السّيادة، قبل أن ألقّنها تحيّتي الصباحية و المسائية، قبل أن توقّع لي عقد ملكيتي على خلاياها الدماغية و الجسدية و الرّوحية .. كنت أرفض ذلك بتجبّر شديد و وصولية قاتلة .. كنت أريد أنثى لم تفق بعد من سباتها الطفولي ..

لم أكتب شيئا قد يشي بحقيقة انتماءاتي العاطفية غير وشوشات مشفّرة، رموز عبث ملتوية القسمات و مواقف شعرية قد تفضح نزوات و ميول زائفة .. كانت سلاحي الوحيد في وجه الزّيف و الخديعة .

في حقيقة الأمر لم أكن رجلا بقد عبث فاره . بل كنت رجلا ارستقراطيا جدا فيما يتعلّق بتصاميم الأنثى التي أريدها، بمثالية عالية، حتى الملامح أكاد أرسمها من وحي رغباتي .. حتى الانعكاس على المرايا و خصلات الشمس المرسومة بحمرة خجل على وجنتيها، حتى أثوابها أكاد أفصّلها على ذوق شاعريّتي، بإطلالة شموع و غمّازات قمر، حتى بريق عينيها أحجزه لنفسي و أبعثره في اللّيالي الحزينة، حين تسودني سحابة غثيان من رائحة العطور الفاخرة مع نقطة استفهام عميقة، و كأنّها تحوي لحظات تشكّك ضمن مزيج الزّهور .. تلك المرأة التي صنعها تاريخي مع النساء لازالت شظاياها مبعثرة في أنحاء العالم .. لست أدري كيف يمكنني أن ألملمها في ظلّ التشابه القوّي و العنيد و قوائم النساء و الظلال المشوَّهة المنثورة على حواف الطرقات .. لوحتي هي .. أرسمها كما تشاء ريشتي و أتحدى بألوانها الخارقة أشهر لوحات المتاحف العالمية ..

ما عزفي على أوتار النساء إلّا ارتقاء أفكار، تحميض صور و صقل مواهب و تسلّق سلم موسيقي لأصل إلى نشوة الانتصار، بعثوري على امرأة بمواصفات عود عربي أصيل .. لم تُدنِّس أوتاره أنامل عازفين عابري سبيل .. من خلال جسر أسسه مرمّمة، قد ينهار في أي وقت .. و في أيّة ساعة دون أن يولّي اهتماما بثانية المرور و لا بالشخصيات المرموقة التي قد يكون مرورها معاصرا للّحظة الانهيار ... كانت هذه فلسفتي في تصميم نموذج أنثى .








  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجزء الخامس من رواية ( تصاميم أنثى ) .. حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 4 09-19-2012 11:00 PM
الجزء الثالث من رواية ( تصاميم أنثى ) .. حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 6 09-17-2012 07:31 PM
الجزء الرابع من رواية ( تصاميم أنثى ) .. حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 2 09-17-2012 07:27 PM
الجزء الرابع من رواية ( تصاميم أنثى ) .. حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 0 09-16-2012 07:45 PM
الجزء الثاني من رواية ( تصاميم أنثى ) حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 4 09-15-2012 10:30 PM


الساعة الآن 09:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::