ـ بعد توقف طويل ألوذ بالشعر ؛ مسّا من الجنون و إختلاجات فتنة .
"كتبت الشعر سكينا / و تأبيدا لساعات
و صنت الحب قدّيسا / و إفلاتا لراياتى
و أيقنت الهوى طهرى / و توريقا براحاتى
فعدت إليك يلفحنى / جمال شقّ غاباتى
و كم تسرين لى حرفا / غريبا أجّ ثاراتى
عيون غرّها ولعى / فأرخت سحر لاءاتى
لتدمنك الرقى وهجا / و إعصارا و توبات
و ساد العمر متكأ / على أشواق غيبات" .
قلبى و وجهك ثورة برهان=و صباح حلم شيّق الذوبان
جاءا إلى الدنيا كفجر هارب =و توحّدا فى أضلع و حنان
خطر على عمرى أحبك وردتى =و النار حولك فتنة العصيان
و إذا رحلت فللمدينة أحرف =برزت إلى سمعى بغير معان
أشتاق نسمتها و أقبض موجها =مترقرقا متربّع السلطان
فبأى نحت أرتقى صلبانها =و لأى صفح أستميح كيانى
موّال عينيك القديم يهزّنى =كى يستحيل البرء بالنسيان
تاريخ قصتك المثيرة فى دمى =يسرى إلى خوفى كعصر ثان
حفرت على ظلى مشاهد ثرّة=تغتال صبرى عالقا بزمانى
أدمنتها ليلا فأجّت عشبها =و عذرت قاتلتى من الفيضان
أرق يسوفّنى و يسقينى منى=لن تستعيد الشمس من غثيان
غازلت رايتها كأن معاولى =رشقت براءتها على الطغيان
و أعود تعرفنى ملامح أسطرى=وقتا من الإيلام و الإذعان
فإذا مرقت إلى الملاحم أصطفى=حزنا رعيت تشدّنى أوطانى
حتى يمجّدها نهار فاره=يشدو لها سحرا و عذب أغان
عيناك وقّعتا على إعصاره=أحلى جنون الشوق و الإنسان
فلزمت روضتها و ملت لراحة =تغفو على صدرى بكل توان
أحببت قلبك صاعدا فى لجّة=وضّاءة الأعراف و الأكوان
للبحر تولد أشواقى فأغمرها
والليل ساج على أطراف أنهارى
يسري إليه حديث ضاع أوّله
حتى برئت من الأشجان والنار
أشجار همسك لا تصبو تظللني
بالصمت غدوا إلى حانات أفكاري
الروح ذابت على غصن تسامرني
كأغنيات تروق القلب أوتاري
كان الزمان الفتي يمشي على مهل
خوف التثني إذا ألقيت مزماري
مرّت على العمر أحلام مغرّدة
يلهو المساء بها في صيف تذكاري
والفجر يمضي إلى أمل ويمزح بي
عند ازدراء الرؤى في جوف أغواري
شدو من الغاب والإحماء يقذفني
نحو الضياع وحيدا عبر إصراري
والحب ينسج من أنوال عافيتي
ثوبا من الغيم سمح الوعد ثرثار
والحزن في النفس محفوف بعنبره
تطوى السهول له يا ويح أمطارى
في صفو عينيك آوى أشتهي أرقا
ضوأت بالحرف باحات لأشعاري
حمائم الصبح عادت وكر صاحبها
يغزلن في شمسه أعراس أخطار
والموت يجثو على أعصاب قاتله
يجري النهار له في موكب عار
يرتدّ في صدره والطيش يغرسه
فالأفق كم غرّني وارتاح ثواري
هزائم الصبر عاشت تقتفي مرحى
ينهار في إثرها أصلاب أقداري
فالخندق الوعر أحياني بظلمته
والجرح في قبضتي جلاّب أزهار .
صاحب مضى
يشرع الأسى
ملّه الضحى
وانتشى المسا
عطر شوقه
يسبق الأمل
راح بعده
قاربا أضلّ
رائع الندى
شائق الفكر
يصطفي د مي
مرهق الخطر
من يحوطه
باقة الفرح
أو يذيقني
ثورة القدح
بات صوته
يزرع الغضب
يعبر الذرى
خير من أحب
كم جريدة
تشتكي الأرق
في حروفها
غيّب الفلق
ياليومه
لوحة سمت
كيف أجّها
إن هي احتفت
سيّد هو
توأم الشرف
ذلك البطل
راحل نزف
هم ّحلمه
فانزوى النفس
رغم شمسه
خانه الفرس
إنّه أنا
سطّر العدم
لو يقولها
أشهر القلم .