هنا توقفت وقرأت ..وأحب أن لا أطيل في تقديم القراءة ...حتى أترك لبقية العابرين ، مكانا لتقديم قراءات لهذا النص البديع الجميل الغني بالمشهدية والصور الخلاقة ...
وحتى يقدم كل عابر رؤيته وكيف وصل له النص ، واختلاف التأويل هو نجاح للنص ولكاتبته ...
أستاذي الوليد
هنيئا للنص قراءتك العميقة والتي كانت الأولى في حلقتنا هذه
شكرا لك أيها السبّاق دائما للخير وحجز المقعد الأول
كن بالقرب
الأخوة الأعزاء في نبعنا الكريم
كنت قد كتبت خطابا مطولا حول رئاستي لجمهورية هذا اللقاء الجميل مع ديوان سيدة النبع عواطف عبداللطيف وبينت أن مؤامرة من الأخت الفاضلة المبدعة أمل الحداد هي التي نصبتني رئيسا دون أن أستحق هذاالمنصب الخطير فبحياتي لم أحلم أن أكون رئيسا حتى على نفسي كما أن هذا المنصب صار يخيف وفي أذني يطن شعار الجماهير " الشعب يريد إسقاط النظام" فالعاقل من اتعظ بغيره ..
كنت قد تطرقت إلى أهمية الحوار حول أدب وشعر المرأة من خلال سيدة النبع الفاضلة وكيف تفكر المرأة وطنيا وإنسانيا واجتماعيا لا سيما إذاأتيحت لها الظروف المناسبة فعواطف الخير حفيدة الشواعر منذ الخنساء حتى لميعة عباس عمارة ..
هي ابنة العراق الذي خرجت منه مرغمة كغيرها ولكن قلبها ينبض به صباح مساء وتنتظر ساعة العودة إلى وطن يعيث فيه الفاسدون خرابا وموتا ..
والحديث ذو شجون
ولنا عودة
وماذنبي أنا ..إن كانت المؤامرة الأحادية الجوانب تعشقني وتتحرّش بخطوتي الخجولة أن تقدمي
لأنها وباختصار...كانت تعلم مسبقا إنني سأنتصر دون اللجوء إلى مساعدات خارجية...
لالشيء...فقط لأن المؤامرة واثقة من النص وصاحبته
دمتَ أستاذي
حضورك معنا...كان لا بدّ منه
والشعب...كل الشعب سيصفق لك
يحيا الرئيس وتحيا العدالة
ــ ....... ــ ................... ــ فلنتوكل إذن على الله الواحد الأحد ونعلن دون مقدمات عن افتتاح حلقتنا الثالثة لهذا الشهر ــ دون مقدمات؟؟ هل جننتِ؟ ضيفة حلقتنا غنيّة عن التعريف سيرتها الذاتيّة حافلة بتأريخ يشهد له الدمع الذي لم يجفّ بعد هنا وهناك منها يتعلم الصبر..جذورها عالقة هناك...وهنا تعانق بكل الحب ما يتناثر منّا وجعا تلملم بقايانا وترتبه في حجرة قلبها الكبيرة...تلك التي جدرانها تصرخ في وجه غربتها : (لن تغريني حبورك فرائحة خبز التنور أطيب من كل عطورك) ــ نعم إنها وطن...وأنا يا لبؤسي ماتعلمتُ سوى الصمت في حضرة وطن يعطي ولا يأخذ إنّها نخلة تعلّمنا فنون الشموخ ..ولكنّني كلّما هززتُ جذع حرفي وجدتُ مايتساقط بعيدا عن سؤالها المغموس بدمي : (منْ كسر ساق الزمن ومنعه من أن يأتي ، من سيلملم مرآتي وشظايا روحي المتناثرة هنا وهناك) ــ لاتكوني أنانيّة بحق عينيكِ وعينيها... فقد سمعتها تهمس أنها تحبكِ ــ ولأنّني أحبها...نسيتُ كل تفاصيل الترحيب بها ــ ثقي لن أخذلكِ ... وإن كان لزاما سأغرّد فتكا بالمألوف... سأرشّ ماء الورد في طريقها إلينا وأتلو المعوذتين خشية حاسدٍ إذا حسد خطوتها الكريمة ــ (أتقاطرُ منكَ) قالتها ومضت صوب حزنها المدلّل تغني له حتى ينام والحزن ياسادتي كما تعلمون عنيدٌ لاينام.. فبقيتُ هنا...أحدّق في انتظاري وأداعبُ خصلات شوقي علّها تفتح الباب فتفوح رائحة الوطن الشهيّة من حنّاء يدها الرحيمة.. فتنتشي بها زاويتنا وقلوبنا وحروفنا
// هل عرفتم من هــي؟؟ تابعونا // أمـــل الحداد & عمر المصلح
وصلتني رسالتها
بدأت أقرأ
وكالعادة كان قراري مع نفسي بعدم الموافقة
ولكن لم أكن أعرف ما الذي جعلني أغير رأي
وأرد عكس ذلك
هل هو نقاء القلب
أم بياض الحرف
أم عبير الوطن الذي يشدني حيثما يكون
نعم إبنتي حبي لكم هو بالدنيا
أنتم لي بلسم لجراحي وعنوان استمراري
سعيدة بكم ومعكم
وها أنا أشم رائحة ماء الورد وعبير دجلة وطلع النخيل وخبز التنور وألبي لك طلبكم
لتتقاطر حروفي بين يديكم
وأراها من خلال عيونكم
وسوف أكون سعيدة بكل كلمة توجه للنص
وفقك الله وجعل لكِ في كل خطوة سلامة
لكِ امحبتي
وقبلة على جبينك
ماما عواطف
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 12-11-2012 في 01:46 PM.
على بركة الله
نفتتح جلستنا الثالثة مع الشاعرة المتألقة
برحية الفراتين عواطف عبداللطيف
لننادم نصاً داعبتُه ليال طوال فمنحني السهد
بعد أن أربك خطى الوجع التي تركت آثارها على حمى المسافات
حتى جعلني أتقاطر منه وئيداً .. بصبر أيوبي
أوجعني هذا النص من مبتداه إلى منتهاه
اختزل نبض الارض ..
وقناديل الحلم تحفل بضوء مكفوف
ًوصار المطر بين نقطتين .. فتقاطرنا معا
وعقارب الحنين تلسع الحقيقة لتعيد نشيد الرحيل على شريط الذكريات
فاحتشدت الجموع التي تتقدمها أمل الحداد خلف الشاعر الكبير جميل داري
لنرفع أصابع الحنين في دروب الروح .. ونردد على شفاه الصبر
وجع الحنين
كان مسيرنا يتقاطر تباعا ..
عبد الرحيم الحمصي
عبد الكريم سمعون
د. أسعد النجار
عباس باني المالكي
اشراق الأنباري
سنا ياسر
الوليد دويكات
وأنا
وأظن بأن حشوداً من ضوء تتبعنا
فأهلاً وسهلاً بسيدة النبع
كنت في حوار مع الأستاذ عمر مصلح حول تصاميم أغلفة دواويني
فجاءت كلمة أتقاطر منك لتعلق في ذاكرتي
أخذني الحنين بطرقاته
ومسالكه الوعره
وكأنما الزمن توقف هناك على ضفاف دجلة والفرات
لتتقاطر الحروف
ويولد النص
وتنبض هذه اللوحة الرائعة بالحياة
يسعدني ويشرفني
أن يكون حرفي المتواضع بين يدي هذه المجموعة الرائعة من محترفي الكلمة
الأستاذ جميل داري
الأستاذ عبدالرحيم الحمصي
الأستاذ عباس باني المالكي
الأستاذ عبدالكريم سمعون
الأستاذة اشراق الانباري
الأستاذة سنا ياسر
الأستاذ الوليد دويكات
لكم الشكر والتقدير
وسوف ينال حرفي الراحة والشرف لو تقاطر عدد آخر من الأحبة بقناديلهم لينيروا طريقه
كيلا ننسى...
قال ذات يوم الأديب محمد السنوسي الغزالي :
لن نحقق شيئا ما لم نتعلم من أخطائنا ما لم يتحطم هذا العالم بفعل صلواتنا العائلية ما لم نكن نحن العالم
ما لم تفجر هذه الأرض التي تغلي بين شراييننا الجحيم الموجود في داخلنا.
كان أبي كائنا جلديا صامتا يحمل في قلبه الحقد والغضب وإدانة الوقت.*
هو ذاته المعنى الذي يطرحه رودريغز..لن نتعلم من أخطائنا ولذلك نكررها منسوخة ويكون الوطن هو الضحية ثم مبعث الالآم
لايهم المكان ولا الزمان..فجميع المكابدات تتكرر عند تبعات الأمور..هذه هي حكاية عواطف عبد اللطيف التي كانت نتاج الألم ذاته. •
وتلك هي المسافات التي تؤرق المبدع في الهجرة القسرية ،عندما ينكسر ويعجز عن المساهمة في الحلول!!
ثم الهجرة غير الاختيارية.. المسافات التي تمسك به فلا يشعر بالأمان وإن كان في قلب الأمان.
فالأمان يشعرك به الوطن وان كنت بعيداً عنه..فعندما يكون الوطن قلقا يقلق القلب المهموم رغم البعاد.
وهذا ما تحيلنا إليه الشاعرة العراقية المهجرية عواطف عبد اللطيف عندما ترسل أشجانها عبر كتابها الوجداني [أتقاطر منك]
وكتابات أخرى من نيوزيلندا وهي مهمومة بوطنها وما حوله..تهدي الكتاب لأولادها وأحفادها أيضاً..
وفي ذاكرتها شجونها وهمها الممزوج بالحرقة وأيضا بالمرأة التي تسكنها..
وقال الدكتور أمين المظفر..
أتفهم حجم الألم على العراق لدى عواطف وأعرفه ... فذات مرة كتبت عن أن كل من لم ير العراق
ونخيلها فهو محظوظ ومن لم يتجول في حدائق حمورابي هو أيضا من السعداء ذلك لأنه مهما
أشتغلت المخيلة لن تدرك حجم الجمال الذي أُفسد إلا إذا كان قد رآه مرأى العين وهو بكامل أناقته
ومهما ذهب الخيال بعيدا لن يعرف الذي لم تتكحل عيناه ببغداد مساحة السحر الذي تم العبث به
لذلك أعتبر نفسي أحد التعساء الذين قدر لهم أن يتجولوا فى بغداد والبصرة والفاو وبابل..
فكيف إذا كانت هي ابنة العراق التي تنفسته وقاربت العبق فيه؟؟
تعرف حجم الخراب جيداً..بل أجزم أن حجم الألم الذي بها لايستوطن إلا في قلب من خبر بغداد
وتنسم أريجها وتكحلت عيناه بسحرها !
الأدب شخصية مسؤولة وواعية ويجب أن تبقى تلك المسؤولية واضحة
وذلك الوعي ظاهرا في كل ما تقدمه لنا العملية الأدبية من تجارب ، مهما اختلفت أشكالها وتباينت أهدافها وتفاوتت بيئاتها ،
يجب أن تفوح منها "رائحة الانسان" عبقة تخلق من دمنا وخيالنا وفكرنا إحساسا وجدانيا متوهجا منطلقا
من واقع تلك الحقيقة التي نسميها "بالحياة الانسانية" وقد صدق سقراط عندما قال :
"الحياة التي لاتخضع لاختبار لاتستحق أن يحياها الانسان) ص23 ،
وهكذا تكون كتابات عواطف تتجه ، لأن تكون شخصية لها أبعاد إنسانية ، فرغم غربة الروح والجسد
تعيش الآمال والأمنيات ، وتفترض السعادات في اجترار الذكريات وتبني على الامال المداعبة لنفسها
تحمل شعلة الحنين بين أضلاعها ، وكل ذكرياته تحملها حقائبها أينما حلّت وأينما ارتحلت ..
هذا المداد الانساني الذي تحمله الكاتبة عواطف عبداللطيف ، لتحلق بالشعر ،
كي يكون لغة كونية عابرة لقارات الخلجات الانسانية ، شعارها الحب والوفاء وسمو الاخلاق التي تفرض
أن نحتفظ بهكذا ذات نقية لايمكن أن تغادر مسارات جمال الحياة .
الشاعرة عواطف مغرقة في عراقيتها حتى نكاد أن نشم رائحة الطين السومري القديم وشواطئ دجلة والفرات في حروفها
فتظن أحيانا أنك تقرأ في رقيم طيني، وتنساب الكلمات حتى تلفنا عرائشُ الياسمين،
ونحن معها ندور ونبحث عن حبيب غائب وبيت مهجور، حيث يضل حب الارض والوطن والحبيب
هو المكان الأرحب في قصائد الشاعرة عواطف.
هنا...لا يسعني إلا أن أهتف بكل جوارحي وأدعو من جديد أعضاء لجنتنا الكرام
وكل من سيمرّ من هنا :
فلنقتفي أثر الوطن والحبيب الغائب ..ولنتقاطر هناك حيث تقاطرت
كونوا معنا