سأعود مؤكدا سأعود
لأن العمق جذبني هنا
حتما بقي بعض نبضي هنا
شكرا لك فهذه رسائل تستحق القراءة
******************
**
*
نجلاء القديرة
حجزت لكم مكانا في صدر الصفحات
ووقفت ببابها أترقب مساحة الإيحاء التي سيطل بها مداد يراعكم على ثرى متواضعي
ليزهر عابقا بأريج الحضور الجميل...
أي ألبير أنت..؟؟
الياسمين والنانررج والزنبق البلدي والياسمين
واين الحمام يا البير ولوز الغوطة وندى بردى
أكنت تكتب ل..يا ..را
أم أنك تلبس الشام ثوبا حريري من خيوط حروفك
ام انك تقيس العشق بأفق الشوق للشام
كم علي أن أبكي وأصف دموعي في زهرية
ليتجذر الملح في القيعان
فياضة مشاعرك ووهاب قلمك واتمنى بحق ان تتابع لاني سأتابع بلهفة وشوق هذا الحرف الكثير الجميل
لك كل الشكر والاحترام
التوقيع
حين
دخلت محرابك....
كنت قد توضأتُ بدمعة
ولأن البحر لم يصل مدّهُ لقاعك
سأرجع له الدمعة
أي ألبير أنت..؟؟
الياسمين والنانررج والزنبق البلدي والياسمين
واين الحمام يا البير ولوز الغوطة وندى بردى
أكنت تكتب ل..يا ..را
أم أنك تلبس الشام ثوبا حريري من خيوط حروفك
ام انك تقيس العشق بأفق الشوق للشام
كم علي أن أبكي وأصف دموعي في زهرية
ليتجذر الملح في القيعان
فياضة مشاعرك ووهاب قلمك واتمنى بحق ان تتابع لاني سأتابع بلهفة وشوق هذا الحرف الكثير الجميل
لك كل الشكر والاحترام
هي أختُ الشمسِ تارةً..
وحاضنةُ النجومِ تاراتٍ أخَر..
ولا ريب إذ تقمَّصها الكونُ دلالةً على الحقِ، ترفُّعاً عن عالمٍ كل ما فيه عداها باتَ شكَّاً وظنونا..!
**
السِّرُ في فيها ثُمانيُّ المساربِ..
كما أبوابِ الفراديس!
مع وجهها أقحوانِيِّ الطلعةِ؛ تختزلُ كل حضاراتِ العوالم والبشر..
يقولون في أسفار الرؤى الإنسانية الخالدة النبلِ والمكرُمات:
ربَّ أخ لك لم تلده أمك!
وبما أنَّكِ من الأشدِّ إيماناً بعوالم الأرواح، ومدلولاتها الانطباعية الماورائية
في كنه الشخوصِ إسقاطاً على مكامن الذواتِ ..أقول:
ليست أرحامُ الأمَّهات وحدها، من تلد الإخاءَ في عالمِ الآدميينَ،
الذي أوجده البارئ سبحانه في ملكوته الأقدسِ، بقدرته اللَّدنِّيَّةِ العظمة!
ولكن.. وبما أنَّ الروح من أمر ربي.. وما أوتيتم من العلم إلا قليلا...
ومن هذا القليل الذي بالكادِ ندركُ عمقه الشاسعَ أمداً من بواطنِ عالمٍ مذهلٍ
بكل حيثياته وتفاصيله - التي تهمُّكِ بأدقِّها - وإيحاءاته القصيةِ المضامين..
أكتبُ بمدادِ الخفقِ ،عبر يراعِ الروحِ ، على صحافِ الضميرِ، فوقَ سطورِ الشعورِ..
وأضع النقاط والفواصلَ على مسافاتٍ أرجوانيَّةٍ من لحظكِ النقيِّ الأصفى!
ليقيني.. أنَّكِ تقيسينَ المسافة ما بينَ حرفٍ وفاصلةٍ بشعورٍ زخمٍ فاتنِ الرِّقةِ واللطافة!
وترفرفين ما بين حنا الأسطرِ بجناحي فراشةٍ، أينعَت خفقاتُها رُقيَّاً نحو تخومِ الوفاءِ
في أعلى عليِّينَ.. حيث خشعت الأصواتُ للحيِّ القيُّوم..
**
وأدلق من شذا الياسمين الدمشقيِّ -الذي أجزمُ أنَّك خبَّأتِ من عبقهِ، الوفيرَ-
على مفارقِ البوحِ كل حينٍ.. قاصداً تأمُّلكِ حالَ تنسُّمهِ، تبسُمينَ للأثير بقريرةٍ
كادَ الزمنُ يلفظَها خارج حدود الأحاسيس..!
إلا أنها ولله الحمد.. مازالت باقية راسخةً بعزم وصبر وأمل كبير بنصر الله الأكبر..
هذا الإيمانُ المضمَّخُ بالرضا بقضاء الله وقدره.. الذي تنفسَ روح الله وعداً حتميَّا
واقشعرَّ رهبةً من وعيده المزلزلِ بخشيةٍ يحتفيها القلبُ ابتهالاً وتبتُّلا..
**
وعندما يصل بوحي لحظة المخاضِ ترقُّباً واستهلالاً بخيرٍ عميمٍ زاخرٍ بالودِ والنقاءِ..
أجدُكِ ما بين الروح والنفسِ وليدةَ خفقةٍ موزونةِ الإيقاعِ، برتمٍ نادرٍ شجيٍّ
قلَّما يتكررُ في مدى العمر القصيرِ إلا مرةً كل ألف عام ضوئيٍّ من أبعادِ النجوم!
**
تعالَي نُعدِّلُ الآن على ما قيل في سِفر النبلِ والمكرُماتِ الآنف الذكر..
لنضيفَ سطراً آخر يبقى سمتنا الخاصة في عالم الموجودات..
امتداداً لعالم الروحِ الماورائيِّ الأرقى:
ربَّ أخٍ لك ولدتهُ خفقةُ قلبك.. وربَّ أخٍ لك أنجبتهُ شفافيةُ روحك!
وعلى هذا يا غالية، أتشرفُ بتتويجكِ في مرايا نفسي، أيقونةَ أخوةٍ نادرةٍ جميلة!
أحيطُ عرشكِ بطاقاتِ جوريٍّ شآميٍّ عريق..
وأُظلُّهُ بأغصانِ سنديانٍ عطرٍ في مآقي الأثير..
وأروي ثراهُ بدماءٍ اغتبقت ماء بلادي عمراً.. ليسَ من الطفولةِ ببعيدٍ..ولو شاخَ القصيد!
ثمَّ... أنثر كؤوسَ الزيزفونِ على ممرِّهِ المرمريِّ القديمِ، قِدمَ آرامَ والرافدين..
لأغمِضَ جفنَ الرُّؤى على آخر ما دوَّنتهُ المآقي من مقامكِ العالي فيها
ألا وهو حناكِ الأسطوري العاتي حدَّ غيبوبةِ الحواس...
**
من الصَّعبِ حقاً، أن نترجمَ إحساساً عميقاً عشاريَّ الأبعادِ في أرواحنا.. حرفاً تتلقفه العيون!
إلا أن الأخوينِ، يعوِّلان على لكنةٍ خاصة بينهما، لا تدركها حواسُ المجيدينَ ولا بانغماسٍ حادٍ ورصين!!
هذه اللكنة التي تترجمُ لغةَ الروحِ، وتحوِّرها شعوراً يلفحُ العينَ بومضةِ ودٍّ
منسلَّاً عبر جدرانِ الوتينِ إلى دماءٍ تصبُّ في القلبِ توَّا... فتلحظها الروحُ..حيثُ سدرةُ اكتنازِ المعنى أبد الآبدين....
ما بين روح ونفسٍ في القلبِ أنتِ...
قبل أن أستهلَّ اندفاعة البوحِ من رئة المشاعر..
أركنُ على شفى الآمالِ أحجيةَ سكونٍ رهيبٍ حفَّ أروقةَ الأماكنِ حيث ذكرياتكِ الندية!
ولعلِّي، حالَ أيقنتُ بضرورة إسقاطِ ما تكابده الأعماق في بعدكِ على أوراق الرسائلِ،
تفكَّرتُ ملياً في انطباعاتٍ أولى، ستتردد على مُحياكِ الفاتنِ إبَّانَ الشروعِ في قراءتي..قراءتِها..
**
يا تُرى؛ هذه اللكنةُ التي أمتطي صهوةَ مرامي محارفِها الخاصةِ بك،
هل رقَت حقاً للتعبير عما جال في خاطري بصدق وعفوية كما أريد؟!
هل أنا.. بعد كل هذه التجارب مع الحياة المضمخة بالأنِّ والبلوى..
مازلتُ أكتبُ بذات الذبذباتِ النفسية، بتواترها الذاتي العميقِ الذي اعتدتُ مذ عرفتكِ؟
**
كيف تقرئين عمقي وصخب مشاعري بعد كل هذي السنين من البعد؟!
كيف تبدو انعكاساتُ ظلي في مراياكِ الصقيلةِ الوجدانِ براءةً ونقاءا؟!
تساؤلاتٌ كثيرة تَعقمُ محابر مدادي يا لين.. فتتعسر ولادة التراكيبِ أحاسيساً على أوراقكِ البيضاء..
أحاسيسُ أشتهي دلقها بملءِ كينونتها خفقاتِ قلبي..
أو كما ينبغي أن تتهيأ للحظكِ الساحر حبَّاً ومجوناً وتهياماً بريء المضامين..
**
على كل حال..
أنا أكتب كما وعدتُ.. وأفي بوعودي دائما..
وإن كان من تقصيرٍ ..ألتمس العذر معترفاً حدَّ الهذيان..
ألا.. فشكراً أنَّك في حياتي ..
تلهمني تلك الحانية يا لين إلهاماتٍ رهيبة..!
لا أعلم .. لماذا كلما غصت في حرفها.. أو تتبَّعت ارتسامه على صفحات ما
شعرت أنني وإياهُ وجهان لبوحٍ واحد!
هل هي الروحُ الهائمة في غياباتِ الألم، التي تكمنُ زواياهُ وانحناءاتِ ارتكازه أوراقَ الشعور!؟
أم أنَّها تقمصاتي الوجدانية التي لا تنتهي أبدا!!
طالما أني أكتب لك.. وأنت الشرهةُ لحرف متلوِّع بطبعه.. !
**
يا لله وللكلمة....!
كم يحمل كلامنا في طيَّاتهِ أسراراً ولواعجَ وإهراقات نفسيةٍ عميقة.. خطرة!
وكم نتحول حالَ الذرفِ إلى كائناتٍ أخرى!
خلقَ الحرفُ أرواحها.. وجسَّدتها الكتابةُ بسراديبها اللامنتاهيةِ الأنماطِ..
لا تشبهُ بصمةٌ شعوريةٌ أختها ولو اشتبهتا!!
إلا أن بعض الشقاشقِ يحومُ مدارُها كوكبةَ الشعورِ حولَ مرامٍ متماثلة!
أنت تعلمين ما أعني جيداً..
**
على كل حال..
المقطوعةُ هذه الأمسية كانت شجية متلوِّنةَ المضامين..!
ربما احترتُ في مراميها وهلةً من إصغاءٍ.. ضللتُ فيه عن ذاتي قُبالتكِ..
إلا أنني.. عدتُ مع الخاتمة إليَّ عبركِ.. وكما العادة!
بلى.. كما أخبرتك سابقا
أنتهز اندلاع سورةِ الحرف قبيل انشطار الرؤى على مذبح الصمت باعاً من سكوووت..
وعندما يحدث هذا، لا تسألي عن أحجيةٍ رقأتْ كينونةَ ذرفِ الحواس!
إذ.. لطالما حدث وأغلَقت مغارةُ الأعماقِ فاها كل حينٍ
فخمدَ صوتُ المشاعرِ أمداً غير معلومِ المسافاتِ..!
**
ألا.. لو سألتِني: لماذا أكتبُ؟
لقلتُ.. تأكيداً لعلَّة الانفصامِ التي وسمني بها بوحي ذاتَ نصٍ فقدتُ فيه أنايَ في المرايا!
وانعكستْ تراكيبي فيها كائناً غريباً عني..!!
ربما، كان مخلوقاً شبحيَّاً، دعوتُهُ بملءِ مجوني ليتقمَّصني راضياً مُسلِّماً، بل.. ومُذعناً حتى!!
**
ما أصعبَ أن يعود الكاتبُ يا لين، بُعيد تدوين ذرفٍ ما على الأوراقِ
ليقرأ بوحاً خُيِّلَ لذائقتهِ أنه لا ينتميهِ ولا بمليار ميلٍ من عمر الشمس الحارقة!!
ليقفَ مشدوهاً متلبِّدَ البصيرةِ ... وحائراً حد الهذيان.. !!
لا عتبَ ولا ذكريات...!!!!
لم يبق في البالِ منها إلا كلُّ شيء.. بلى..!
هذه حقيقةٌ لا بد أن نعترف بها أنا وأنتَ عاجلاً أم آجلا..
إلا أننا كابرنا مئاتِ السنين.. ربما هيء لنا أننا بهذا الكبرياءِ نخفف وطىء استحكامها أعماقنا!
أو ربما ظننا، بملء ضلالِ رؤانا، أنها مع مرور الوقت تتلاشى سرمديَّتُها في خفق القلبِ..هذيانا!!
**
هاكَ دفاترُ الأشعارِ بقصائدها المجسِّدةِ فتنَتها في مرايانا..
وأضاميمُ النرجسِ البلديِّ يشذا عطرُها محاكاةً صريحةً لأنسامٍ تنتميها في خيالنا أبدا..
لن تحتِّمَ عليَّ سُلواها ..هكذا وبكل بساطةٍ ودون تعقيداتٍ تلتزمُنا مفاعيلُ اضطراباتِها في مشاعرنا..!
ولن تقولَ لي أيضاً؛ أنَّها باتت خلف حدودِ اللَّومِ والعتابِ، فماعاد يُجدي تذكُّرها نفعا ولا هم يحزنون!
وأنتَ توطِّنُ في أمدائكَ صورتَها .. ووحيَ عذوبتِها.. وبراءةَ حضورها.. و.. و..و!
**
إيه...
كيف لقريحةٍ ممسوسةٍ بعطر أنثى أسطوريَّةِ السِّماتِ، أن تلتفعَ صمتَ الحواسِ قسراً
مع سابقِ إصرارٍ وتعمُّدٍ منقطعِ المضامين.!؟
وكيف لمشاعرِ كاتبٍ عميقٍ، أن تطفو هكذا، سطورِ السطحيَّةِ المتعجرفةِ،
بعدَ أن تجذَّرتْ طلائعُ كينونتِها أعماقَ الولهِ والشغفِ وحِدَّةِ التأثُّرِ والتأثيرِ...... كيف؟!
**
مدايَ العزيز:
لستُ أدَّعي الواقعيَّةَ كيما أرفعَ معنويَّاتِكَ قبالةَ صلابةٍ أدَّعيها..أو راءت للحظكَ وهماً على وهم!
لكنِّي، وأصدقُكَ القولَ، كما عهدتَني، أحبُّ أن أضع النقاطَ على هاماتِ حروفي بدقةٍ متناهية..
فالحلمُ يا مدايَ بعيدٌ كلَّ البعدِ عمَّا نكابدهُ إزاءها!
حاول أن تكنُفَ أرجاءكَ مرامٍ لاتتهيَّأُ فيها بوجهها الجميلِ مساءً واحداً فقط!
وعندها.. ستجدني طوعَ رؤاكَ مُسلِّماً ..مع فائق الامتنان..