في حضرة العصيان

نبضكِ يسري في عروقي
لا بد أن يعود...
لـ أعود..!!
،،

ماكنتُ أعلم أن للعصيانِ فصولٌ
لا تخضع لأي قانون
والصباحات الشتائية رغم حرارة الصيف
لاتنتمي إليها إلا اللاشياء...وذكرى مذبوحة
آه يا أمــي...
هل بكيتِ عندما سلبوا آخر قطعة
كانت تناديني بالمجيء؟؟
//

أخبريني يا أمــي...
ما الفرق بين الموت والبحث عن الأطلال ؟؟
سامحيني
لن أعود !!
//

حاولت
حاولت
لكنني فشلت...
//

في حضرة العصيان
كل ما بيننا...آيل للاصفرار
الفراشة غير آبهة بسموم الزهرة
والزهرة تسأل...لمَ الذبول؟
هذا الذبول القادم من أقصى البرد
لايعترف إلا بموتٍ واحدٍ... لا ريب فيه !!
،،

الآن...تنتابني رغبة جامحة
أن أفرش بساط الطفولة في أبعد كوكب
وأمارس طقوس الأمومة ...مع دميتي !!
صدقوني...لن يضيركم لو فعلت !!
//

يرهقني هذا الخواء المهذب
لا يأتيني إلا بعد إمضاء الوطن
وأمنية تلو أخرى ...تتقاطر من كفّ الياسمين
وتتلاشى...
ويبقى وجه أمــي
//

يرتديني وجهكِ بكل مافيه من تجاعيد الحنين المفتعلة
أنتِ التي ماكنتِ يومـا ...الحضن الأول والكلمة الأخيرة
مابكيتِ يومــا على خطوتي الأمّارة بالخذلان
وأنا التي ربيّتُ نفسي بنفسي
مع كل خيبة يتلوها السقوط...
أخبريني ...ممن ورثتُ كل هذه الأنانيّة ؟؟
منهم؟ منكِ؟ أم أنه صوت الله في خلوتي؟؟
رحلتْ تلك البراءة...أتراها ستنام قريرة العين؟
كنتُ أمارس شخصكِ...
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
كنتُ أروض شعوري في طريقه نحو العُمى ...كانت عيوني تحملق فيكِ
أي معروفٍ هذا الذي يصنع الموت بكلتا يديه؟؟!!
الآن...
تجمدتْ صورتكِ .... ودموعــي
//

أنـــا

بين عصياني وعصيانها

وجهٌ آخر...

يتفقد ملامح الإنسانية

تفاصيل صغيرة غير جديرة بالحنين

ذاكرة مصابة بهشاشة تراب ...

لم يتوضأ بنور الرحمة

نهرٌ...لايعرف طعم الملح

بيني وبينها أقنعة تجدد العهد مع الموت

طفولة خاسرة لم ترضع من ثدي الحياة

ويتامى تحت ذمّة الجاحد

الكل يرقص حول سقوط الآخر

الكل يسعى لمحو البشرية

ما أسعد الحيوانات وأوطانها الصغيرة المرتّبة بعناية الخالق
،،

الكل يسعى في سبيل الانتصار
وحدي...ألوذ بهزيمتي
،،