على وهَداتنا ترتاحُ ( شاما )
هنا مرَّ الجمالُ وقد أقاما
هنا ينسابُ شلالٌ وعطرٌ
وقد أغفى الشعاعُ بها وناما
وغرَّد طائرٌ في ظلّ غُصنٍ
وغازلَ في تناغيهِ الحماما
وكم كنا نسير على دروبٍ
وكلُّ الخلق تُتحفنا السلاما
لنا في كل ناحية تراءتْ
من الذكرى فيغنجها كلاما
و( ليطانيُّ ) في عبَقٍ ينادي
لبوحِ الحبِّ من زهْر الخُزامى
فكم من نسمة همست لخدي
ونادتني وكنتُ أنا الهياما
بنياتٌ بعمر الوردِ نلهو
وصبيانٌ بسفْحٍ قد ترامى
تخاصمْنا مرارا ثم عْدْنا
لنرتشفَ المحبةَ والوئاما
ولو باحَ الزمان بعمقِ حبي
لغردَ طائري في (بيت شاما)
أحنُّ لدوحها كحنينِ أم ٍّ
لطفلِ المهدِ لا يرضى الفطاما
فكم في ( بيت شاما ) من جمالٍ
يداعبُ شوقه والأفقُ غاما
وتعشقني الرياضُ أبوحُ سرا
وقلبي يحضنُ العشقَ الغراما
وعاشقةً سأبقى طولَ عمري
ولو عاندتُ في زمني (وساما) *(2)
فلا لومٌ على عشقٍ حلالٍ
يزيدُ القلبَ نارا واضطراما
فعشقٌ في فؤادي سوفَ يسري
وهذا الحبُّ عندي قد تسامى
سأجثو كي أعانق بعض أرضٍ
وألثم تربة من قبر (ماما )
ويعتبُ عاتبٌ : قدستِ أرضا ؟
أقدسُ أهلنا كانوا كراما
خذوا روحي إلى تلك الروابي
فكم تاه الزمان وقد أضاما
لماذا نهجرُ الأوطان قهرا ؟
إلامَ الهجرُ يا وطني إلاما؟
إذا دنتِ المنية فاتركوني
بقربِ الأهل أقريهمْ سلاما
فأهنأ قربَ أزهارٍ وعشب
وأبعد عن مرامينا الظلاما
على وجهي أهيلوا من ترابٍ
وخلوا الجفنَ يحضنُ بيت شاما