كنت مضطجعا اتأمل منفردا فى داخلية مدرسة مهجورة ملاصقة لمدرسة بنات ابتدائية بعد ظهيرة يومٍ هادئ فى حىٍ طرفى على حافة صحراء موحشة . فجأة ترامى إلى سمعى أصوات صبايا من المدرسة المجاورة الخالية الهادئة نظرا لأن الوقت كان عطلة صيفية . تملكنى الفضول لأنهض وأذهب إلى السور الطينى المنخفض الذى يفصل ما بين المدرستين فإذا بصبيتين مليحتين تلهوان فى أرجاء المدرسة الخالية . وما إن لمحننى جاءتانى تضحكان فقد كان غريبا لديهن أن يكون هناك شابٌ وسيم على الجانب الآخر من السور المنخفض الفاصل فى منتصف العطلة الصيفية . فالمدرستان فارغتان تماما من التلاميذ والمعلمين مما ضمن لهما وحدتهما وجعلهما تتآنسان وتقهقان بحرية . وقفن أمامى وبقية من ضحكهما ما زالت عالقة بشفتيهما ووجهاهما مستبشران فرحان بمفاجأة التقائهما بشاب قطع عليهما وحدتهما ووحشتهما فى تلك البناية الكبيرة الخالية . إن كل حادثة فى حياتنا امتحانٌ لنا . وهى إما أن تقربنا من الجنة أو تقربنا من النار فى الدار الآخرة .
بادئ ذى بدء لم تأتى الصبيتان نحوى فرحتين تضمران فعلا يسوؤهما بل الأرجح أنهما كانتا بريئتين براءة صبايا فى مقتبل العمر . لماذا لم أؤانسهما بحديث عادىّ برئ ؟ إنهن كن فى شوق للتعرف علىّ وبدء أنسٍ جميل يقطع وحشتنا فى ذلك المكان المقفر . ولو أنى أحسنت الظن بهما وتحدثت معهما حديث الأب لابنتيه أو الأخ الأكبر لأختيه أو الأستاذ لتلميذتيه لغمرتهما السعادة والطمأنينة والأمن من خوف المكان المهجور . ولربما أشعرتانى بقدومهما فى كل مرة تأتيان فيها إلى ذلك المكان فتجتمعان بى . ما كان المانع من سؤالهما عن إسميهما وعن فصليهما فقد كان واضحا أنهما تلميذتان فى تلك المدرسة ذاتها التى كانتا تتجولان لاهيتين فيها ؟ ما كان المانع عن الحديث حول المواد المدرسية وعن مدى حبهما لها وعن مدرساتهن وعن أسرتيهما وعن مذاكرتهما فى بيتيهما..وعن أشياء أخرى كثيرة ولكنها ذات صلة بتعليمهما وذات صلة بمدينتهما التى كنت أنا غريبا فيها فكنت على الأقل سأكتسب معلوماتٍ منهما . والله كنا سنقضى وقتا سعيدا بريئا ثم أنصرف أنا وتنصرف الصبيتان إلى شأنهما..وقد اقتربت خطوة أو خطوات من الجنة فى الدار الآخرة !!
الدين ينقلنا من عالم الحيوان . صحيح أن القرآن يقول لنا "ولقد كرمنا بنى آدم"..إلى آخر الآية . من ضمن هذا التكريم هو أن حياتنا وراءها هدف وليس مجرد أكل وشرب ونكاح لسنوات قد تطول وقد تقصر ثم انتهى البيان . يعنى فى الآخر نمرض ونموت أو نموت من دون مرض ونصير ترابا . لو تأمل الإنسان قليلا لوجد أن هذا هو نفس نوع الحياة التى يعيشها الحيوان . بل هى نفس حياة أى كائن حى ، حيوانا كان أو طائرا أو زاحفا أو حشرة إلخ إلخ . والله إنه لحسرة كبيرة أن تكون حياتنا كحياة تلك المخلوقات . فلنحمد الله كثيرا على ما ميّزنا به من عقل وأكرمنا وجعل لنا هدفا ساميا بعدم الفناء النهائى بانتهاء حياتنا الأولى وبعْثنا فى الموعد المنتظر لنحيا حياة الخلود .
أكيد أن الإنسان وحده يملك نزعة تذوق الجميل والتعبير عن هذا الجميل . فالحيوان لا يهتم بالنجوم ولا يعنى بروعة الآصال ولا يلتفت إلى الزهرة ولا يحملها إلى مسكنه ولا يتزين بها ، وإذا اهتم بالزهرة فلكى يأكلها ويشرب عصيرها كما تفعل النحلة .
إلى هذه النقطة أريد أن أصل لأؤكد انفراد الإنسان عن سواه من الكائنات الحية بالتذوق الذهنى المجرد الخالص من كل نفع ، أو بتعبير آخر بالقدرة على التفريق بين (الجميل) و (النافع) . فهو بين أفراد فصيلته الوحيد الذى يقيم المتاحف وينحت الحجر ويطرّز جدران بيته بالرسوم ويملأ أوانيه بالورد ويتعبد الجميل لأنه جميل .
أغرب حساب فى تاريخ الكون سيكون الحساب فى الدار الآخرة . الحساب فى الدنيا معروف . ممثل الاتهام يأتى بشهود على ارتكابنا لخطأ أو جريمة . فإن لم يكن هنالك شهود يسرد على القاضى وقائع وبينات ودلائل تفيد بارتكاب شخصٍ ما جريمة معينة فى تاريخٍ معين . وأحيانا تستعين المحكمة بتسجيل صوتى أو بأجهزة تصوير سرية فى مكان الحادث . وقد تلجأ المحكمة إلى استخدام "الكلب البوليسى" للتعرف على المجرم..إلخ إلخ .
أما الحساب فى الدار الآخرة فلا يحتاج لشيئٍ من ذلك . "إن إلينا إيابهم . ثم إن علينا حسابهم" . محكمة الآخرة ليست لعرض السيئات التى اكتسبها الإنسان عليه فحسب . بل لعرض الحسنات أيضا . ولكن - ليت شعرى - أين كُتب هذا الكم الهائل من أعمال بلايين البشر من عهد آدم إلى قيام الساعة ؟ "وكل إنسانٍ ألزمناه طائره ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا" . غنىٌ عن القول إن ذلك الكتاب ليس ككتبنا فى الدنيا . ورغم أن الإنسان سيقرؤه "اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" فهو ليس كتابا ككتب الدنيا .
الفقرة الثانية
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 05-07-2019 في 11:45 AM.
الآخرة يا خوانّا غيبيات . فنحن لا ندرى كنه ذلك الكتاب الذى سيأخذه الإنسان . أهو مثل كتب الدنيا ؟ كتاب الدنيا معروف فيه أوراق ومغلف بغلافين والأوراق عليها كتابة..إلخ . ولكن كتاب الآخرة أمرٌ غيبى . وكيف سيتناوله المؤمن بيمينه ؟ هل المقصود بيده اليمنى ؟ .. هو كذلك أمر غيبى . ما نفهمه هنا أن من يؤتى كتابه بيمينه سيكون سعيدا . إذن هو من كان مؤمنا يعمل الصالحات فكتابه يحتوى على أعمال صالحة كثيرة مما جعله فرحا مستبشرا . وهنا نقارن بين ذلك الكتاب (الغيبى) وبين كتب الدنيا . الكتاب فى الدنيا مهما حرص كاتبه قد يكون فيه خطأٌ ما . سهوا كان أو عمدا أو جهلا أو نسيانا..إلخ إلخ . كتاب الآخرة مبرّأٌ من ذلك .
"وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ" إذن هنالك كتابٌ (غيبى) آخر . ومن يأخذه سيأخذه بشماله . وهل شماله هو يده اليسرى ؟ أمرٌ غيبى كذلك . ولكن القرآن يفيدنا أن ذلك الذى سيأخذ كتابه بشماله سيكون حزينا تعيسا .
ما نتأمله هنا عدم ترك هذان الكتاب لأى كبيرة أو صغيرة فعلها الإنسان منذ بلوغ سن الرشد وحتى مماته . وأيضا عدم زيادة شيئ لم يفعله الإنسان ، ولو كان مثقال ذرة .
هذا أكيد لا يمتّ بصلة إلى كتب الدنيا . إنه كتابٌ لن نعرفه إلا فى الدار الآخرة . كتاب ينظر فيه المجرمون كلهم فى آنٍ واحد . ما أعجبه من كتاب . وكلٌ سيرى فيه كل ما عمل فى الدنيا . وهنالك آية أخرى فى القرآن تقول : ( لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ .. ) إذن كلامهم هذا كُتب فى ذلك الكتاب الغيبى العجيب . ومن قالوه سيجدونه يوم القيامة مكتوبا . ليس كل الوجوه التى ستتطلع على الكتاب يومئذٍ ستكون باسرة .. تظن أن يفعل بها فاقرة . بل ستوجد أيضا وجوهٌ ناعمة .. لسعيها راضية . لأننا نجد فى القرآن الكريم آيات مثل : ( وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) . هذه بشارات عظيمة من ضمن ما يحتويه ذلك الكتاب الغيبى الذى سيقرأ فيه كل الناس من عهد أدم إلى قيام الساعة فى آنٍ واحد .
تعلمت الإنسانية بعد الإربعين من عمري . فلا تكن مثلي ولا تكن انطباعيا…
أحد إخوتنا الأحباش درجت على أن أحلق رأسي في صالونه، منذ أن أتيت لود مدني ولأكثر من عامين، وقد شدَّني بكثرة إحترامه لي وتقديره وتدليلي كلما ولجت صالونه وجلست أمامه على كرسي الحلاقة، عِلماً بأنني لا أدفع له سِوَي (مَدَّتْ المِزَّيِّن) كما نسميها في أدبنا الشعبي المحلي (رديئ الصُنْع).. وفي كثير من الأحيان كنت أتساءل عن لِماذا يعاملني هذا الحبشي، بكل هذا الإحترام والتقدير؟! وهو يعلم بأنَّ فعله لا ولن يجد طريقاً لقلبي المليئ بالعزة والكبرياء..كنت أنظر له دائماً بتعالي وترفع واحتقار وأعتبر ما يقدمه لي بمثابة (حقي عليه) وفي نفس الوقت هو(واجبه) الذي ينبغي أن يقوم به، وكنت أنظر لكل ما يضعه من رتوش وديكورات وشكليات على وجهه على أنَّه مجرد (كِسِيير تلج) لا غير، وأعانني علي هذا الفهم تلك الثقافة البِدائية الساذجة…
ثقافة الإعتداد بالذَّات البليدة والنتنة التي أودعتها في مواعيني القبلية النتنة، ( دار جعل) التي تجري دمائها في عروقي بألوان ومكونات شتَّي، كدماء الأباطرة والقياصِرة والمِلوك دونما فعل مني ولا جهد….
وأنظر لنفسي دائماً بأنني ومنذ المِيلاد، وُلِدت عزيزاً وإن كنت وضيعاً، وولدت كريماً وإن كنت بخيلاً، وولدت رفيعاً وإن كنت دنيئاً وتافهاً، وولدت لأدوس علي مكارم الأخلاق بجهلي ودونيتي دونما أدني شعورٍ بالذنب!!!
داومت علي زيارة ذلك الحبشي لأكثر من عامين، دونما أن تجد إنسانيته وأخلاقه الرفيعة وتعامله الحضاري معي أيِّ إحترام أو تقدير أو تقييم، حتى دعاني ليلة أمس وبكل (أدب) لحضور إحتفال (أسرته) برأس السنة الحبشية..
ترددت باديئ الأمر ظنَّاً مِنِّي وأنا المك نمر، أنَّ الرجل له حاجة عندي ويريد أن يغلفها ببعض المقدمات والرتوش..ولكنني في النهاية وبعد إلحاح منه وإصرار وعدته بالمجيئ، وكنت غير مهتم بالإيفاء بوعدي، ولكنَّ فِعْل هذا الشاب الراقي معي جعلني أُلَبِي الزيارة دونما وعَييْ مِنِّي أو إدارك..
وهناك في منزلهم الكائن بحي الحِلَّة الجديدة، دخلت عليهم في الموعد المحدد، وفي النفس عِزَّة وكبر وعجب، وفي بداية جلوسي معهم، كانوا يتحدثون فيما بينهم بالأمهريَّة التي لا أفهمها، فطلبت منهم أن يتحدثوا بالإنجليزية أو العربية حتي أكون معهم في دائرة الحديث، فأومؤوا برؤسهم موافقين، وبدؤوا الحديث بالعربية الفُصْحَّي وتغَنَّوا بها بلكنة رائعة وجميلة وتطريب عالي وإشباع للصوت لم أسمعه حتى في غِناء أبي داؤود، غنوا لإبراهيم الكاشف (رحلة بين طيَّات السِحاب) و(إنت وأنا)،وغنوا لسرور (قائد الاسطول) وغنوا لكاظم الساهر (ضُمِيني) وغنوا لفيروز (شُفت البحر..)ومن بعد هذا إنتقلوا لِلُغَناء باللغة الإنجليزية التي أعرفها فجعلوني بينهم كالأطرش في الزَّفَّة،غنوا لِــ دَيون سارلي(الأمطار المتساقطة) ولــ كرستيان ماكمان (تراتيل الفجر) ولــفرقة البِييتل(بياض الأشرعه) ولكرستوفر داسلي (العِشق الإلهي) ولِمايكل جاكسون (يوم جميل)،ثم إنتقلوا للفرنسية وغنوا وتحدثوا بها وانا خارج السِرب تماماً وهائمٌ بينهم ومشدوه بهذا الفن والجمال، ثمَّ بدأ التعارف باللغة العربية الفُصْحي، لأكتشف بأنَّ حلَّاق رأسي طبيب بشري يحمل درجة الماجستير في طب النساء والتوليد، وكان يعمل طبيباً في مدينة كسلا حتى أوقفته السلطات الأمنية بدعوي أنه معارض سياسي لدولة صديقة، ولا يحق له ممارسة مهنة (طبية) إلَّا بموافقة المجلس الطبي، وعندما ذهب إلى المجلس الطِبِي وفحص شهاداته، أوقفه عن العمل بدعوي أنه إختصاصي ولكنه لا (يجيد استيعاب لغة المريض)، ومنذها دخل هذا العِالِم الطبيب النِحرير، عَالَم المِهَن الهامشية لإكتساب قووت عياله!!.
علماً بأنَّ من كنت في حضرتهم هم أسرته الصغيرة المكونة من زوجته (آميل) والتي عندما استقبلتني بكل حفاوة والإبتسامة ترتسم علي شفتيها، كنت أنظر إليها علي أنها مُومس وبنت شوارع فقط لأنها حبشية، لاكتشف من خلال التعارف معها بأنها مهندسة زراعية وعضو في اللجنة الدولية لهندسة النبات الوراثية لشرق ووسط إفريقيا لأكثر من سبعة سنوات، وتجيد التحدث بأربعة لغات من بينها الصينية، وتتقن كل لهجات أثيوبيا، وشقيقته الحسناء (نيبيين) طبيبة تحمل درجة البكالريوس في الطب من جامعة أثيوبية، وتعمل في السودان ترزية (لتخييط ملابس الاثيوبيين الشعبية) وتجيد ثلاث لغات، ووالدته التي كانت تعِدُّ لنا الطعام وتبتسم في وجهي كلما دَخَلَت أو خرجت، كنت أنظر إليها علي أنها قوادة حبشية، اكتشفت أنَّها باحثة في التر اث الإفريقي، وتحمل درجة الدكتوراه في الفلكلور من إحدي الجامعات الأثوبية، وكانت تعمل مُحاضرة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لأكثر من عشرة سنوات، وبناته الثلاثة اللأئي كُنَّا يتغنين بكافة اللُغَّات، وفي كل ساعة يخرجن علينا بلِباس قوميَّة معينة في إثيوبيا..
هُنَّ يدرسن في مرحلة الأساس بمدارس ود مدني المختلفة!!!!!.
هكذا كان حَلَّاقِي (ْ الحبشي)تِسْفَاااي، والذي إضطر لتغيير اسمه في السودان لــيصبح بقدرة قادر (إبراهيم (الخليل) لتسهيل تعامله مع السودانيين عُزَاز الأنفس خلدت في أكثرهم القبلية والجهوية النتنة، هكذا كان يتدفق وأفراد اسرته، عِلماً وثقافة وإنسانية ورُقي وتسامح مع الآخر، وتعايش وتَقَّبُل لأقدار الحياة وظروفها الغريبة والعجيبة وهكذا كنت أنا الجعلي الكِناني القرشي الأزهر الأمهر الألمع الأعلم الأفهم، ذِقَّاً مُنْتَفخاً بأمجادٍ من نسج خيال قبيلتي أقعدتني في سِنٍ مُبكرة عن الإقبال علي نفسي لأعلمها واستكمل فضائلها، وكفتني متاعب البحث عن ذاتي وعن تحقيق مقصد الله في خَلْقي وفي أن أكون إنساناً عَالِمَاً ومُهذَّباً وخلوقاً ومتواضعاَ مع أبناء البشرية جمعاء …… وأخيرا أحبتي نصحي لكم أبناء وطني الكرام اخرجوا من دائرة الأنانية والقبلية النتنة والجهوية وعزة النفس التي ملؤها الغرور ولبس شيطاني ولا يكون أحدكم بتاع ( ناسات) كونوا إنسانيين فالإنسانية السمحاء هي ضمير الحق. فكانت الإنسانية مطية رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقلوب الناس. (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) صدق الله العظيم.
* إذا خمدت الشمس فستصل درجة حرارة الأرض إلى درجة صفر فهرنهايت خلال أسبوع واحد . أى أنها خلال أسبوع ستصل إلى درجة 17 تحت الصفر (مئوى) . من يستطيع العيش فى مثل هذه البرودة وبلا ضياء ؟ بعبارة أخرى كل الكائنات الحية ستنقرض فى بضعة أيام .
* تتركب الشمس من 72% هايدروجين و 26% هليوم .. ولكن الغريب فى الأمر أن هذه الكتلة الغازية الكثيفة تشكل ما يقدر بـ 99% من كامل كتلة نظامنا الشمسى وهو ما يحعل من كتلة الأرض ضئيلة للغاية أمام هذا الكوكب العملاق الذى يخفى الكثير من الأسرار .
* مع قطر يبلغ 109 ضعف قطر الأرض يمكن أن تضم الشمس فى داخلها 1.3 مليون أرض . هذا كبير جدا ولكن هنالك بعض النجوم الأكبر بكثير .
* يبدو الأمر وكأن الشمس موجودة إلى الأبد ، لا تتغير . ولكن هذا ليس صحيحا . الشمس تسخن ببطء ، وسوف يزداد سطوعها 10% فى غضون مليار عام . وستكون الحرارة شديدة لدرجة أن الماء السائل سينعدم على سطح الأرض .
من الموسوعة العلمية الشاملة
طبقة الأوزون : الدرع الواقى لكوكبنا
غاز الأوزون
يعرف غاز الأوزون بأنه غاز أزرق اللون يتكون جزيئه بشكل أساسى من ثلاث ذرات أوكسجين . ولذلك تعرف صيغته الكيميائية بـ O3 . ونسبته فى الغلاف الجوى ضئيلة جدا ومع ذلك فهو - بحكمة من الله - فعال جدا إذ يمتص ما يزيد عن 99 فى المائة من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة جدا للإنسان والحيوان والنبات . وبذلك تحمى طبقة الأوزون كوكب الأرض وتجعله الكوكب الوحيد الصالح للحياة من بين الكواكب الأخرى فى المجموعة الشمسية .
أضرار الأشعة فوق البنفسجية
* تعتبر الأشعة فوق البنفسجية القصيرة هى الأشد خطورة فهى تعمل على قتل الخلايا الحية .
* يؤدى النوع المتوسط والطويل إلى الإصابة بأمراض العين وسرطان الجلد .
* التعرض لفترات طويلة للأشعة فوق البنفسجية المتوسطة يسبب حروق الشمس وبعض أنواع سرطان الجلد .
* التعرض للأشعة فوق البنفسجية الطويلة يؤدى إلى تأثيرات صحية خطيرة ومزمنة بالجلد والعين والجهاز المناعى للجسم .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 05-10-2019 في 12:08 PM.
الشيطان مخلوقٌ روحى . ما معنى روحى . أى أنه مخلوق من عنصر شفاف لا تراه العين ولا تقبضه اليد . كالهواء مثلا . إن خالق الكون لقادرٌ على أن يخلق أشياء كثيرة لا نعلمها . لم يخلقه خصيصا ليضر الإنسان . فقد خُلق قبل إلإنسان . منحه الله مزايا فريدة . منها الوصول إلى أى مكان . فهو يصل إلى داخل الإنسان ويحدثه بأشياء . لا يحدثه بأشياء كاذبة بل بأشياء حقيقية وموجودة ولكن الله لا يريدها . مثلا يخبرك بأن فى ذلك الحان أنواع جميلة وزاهية من الخمور . هذا ليس كذبا بل حقيقة . يقول لك (اذهب ليلا وتناول من الخمرة الاسكتنلدية المعتقة منذ عشرات السنين فإنها لذيذة مبهجة ستمنحك السعادة وستنسى هموم الدنيا) . هذه أوصاف حقيقية لم يكذب فيها الشيطان إنما صور لك متعتها فقط ولم يتطرق إلى أضرارها . وحثك إلى الذهاب والشرب . بل ويغريك أكثر بحقائق موجودة فى الحان وليس بأكاذيب . فهنالك موسيقى هادئة وهى حقيقة . وهنالك نادلات مليحات وهنالك راقصات من كل الجنسيات يمسن فى وشى الورود وهى حقيقة . فالشيطان لا يكذب .