لا أمقت شيئاً أكثر من النقال , ومطاولتي في الأتصال لا تتجاوز الدقيقتين .. وحينما يتصل شخص مهذار , لا أتردد بفصله وأرسال رسالة جاهزة: ( معذرة , سأتصل بك في وقت لاحق ).. فأتصل به بأوقات لا تسمح له بأكثر من الدخول بالموضوع بلا ثرثرة.
وفي تمام الساعة العاشرة مساء يُغلق الجهاز أوتوماتيكياً ولا يعاود نشاطه إلا في الساعة السادسة صباحاً.
وأكثر ما يزعجني فيه .. رسائل المجاملة .. ولكن ذات يوم وصلتني رسالة من رقم لا أعرف صاحبه ومفتاح الرقم يؤكد بأن المرسل مقيم في دولة خليجية معينة.. تقول ( من لامني فيك ياشين حظة ويا هبالة ××× مايدري انك دولتي وانتة عَلَمهة ××× ليت مايكتب جهازي تم إرسال الرسالة ××× ليته يكتب ربي يحفظ مستلمهة ) .. حقيقة شعرت بأن كلماتها صادقة وتنم عن حب ووفاء .. فأبقيتها في صندوق الحفظ تعاني الوحدة.
أنا لا اتقن فن الإتصال بالهاتف النقال
ولا أرسل رسائل منه إلا نادراً
أخاف من كل رنة بعد أن حصل ما حصل لي وأجهزوا على حياتي وسعادتي في لحظة
ولكنني كل صباح أسمع صوت حبيبي
ليقول لي صباح الخير ماما حبيبتي
وإن تأخر عن موعده ينبض قلبي سريعاً بخوف
تباً للمسافات وتباً لمن جعلنا نتفرق ويزرعنا في بقاع العالم كل منا في طرف
ياااه كم أحبك يا إبني الغالي أحمد
قبل رأس أمي نيابةَ عني وقل لها إشتقتك والله إشتقتك ولكن وجعي أكبر مني