قدرٌ هو الخريف أن يكون على حين غفلة من الزّمان هو الرّفيق والأنيس
وقدرٌ أنّه كان يتربص لحظة اجتثاث صورة الرّبيع من البوم طفولتك
لكن ،
لابد للرّبيع أن يبزغ من بين غيوم حزن الخريف
لابد للرّبيع أن يرتدي ثوب العنقاء ويخرج من ركام الدّمار
محبتي لك أمي الحبيبة
ابنتي الغالية
وكيف للربيع أن يمر ولم يبق من العمر سوى خريفه
نعم إنه قدري أن يرافق الخريف مراحل عمري ويسرق فرحتي
وعواطف الألم الدفين
تشتاق للوطن الحزين
تهفو إلى دنيا الطفولة وهي فراشة في الياسمين
تبكي على وطن ذبيح
لا تستريح
في غربة سوداء
في زمن قبيح
وهي التي كالنبع صافية
لها قلب جريح
حينا تواسيه بشهد من كلام
حينا تشب بنبضه نار وريح
فكانها خلقت لكي تبكي
على حلم كسيح
فالافق منغلق
كأن الافق مشنقة على غدها الفسيح
ما اجمل الطفولة حين تبقى مع الانسان طول عمره
حينذاك لا قابيل ولا هابيل
ولا صياد ولا عصفور
قلت منذ دهر وثانيتين:
ليت الحياة طفولة ****وإلى الطفولة منتهاها
وليت عطاف ترى نفسها في وطن خرجت منه وهو لم يخرج منها
قصيدة اليمة كنت اشعر اني مع نازك الملائكة عاشقة الليل وشظايا رمادها
ومن الرماد تنهض العنقاء
وتحلق ماما عواطف في سماء الطفولة والجمال
دمت ودامت طفولتك الجميلة
الشاعر جميل داري
لا أعرف بماذا أرد عليك والكلمات تتوقف أما هذا السيل الراقي من الحروف
أعادتني الى هناك
كبر الحنين
للبيت
للوطن الجريح
للياسمين
لن أستريح
حتى أعود !!!!!
صرخة جارحة سببها خنجر الغربة الحادّ!
في الغربة تحلو الذكريات، حيث يعيش الغريب تحت مظلّة الذكرى، بما لم يستطعه في الحقيقة.
لكن.. هنالك تجاوزات على الوزن، في الأسطر التالية:
ما عُدْتُ أسمَعُ صوتَهم ولَهْوهم وضِحْكَهم
...
لو قلتِ: أو لهوهم.. أو ضحكهم، لاستقام الوزن
وتفرَّقَ الأحبابْ في كلّ البقاعْ
...
لو حرّّكتِ؛ الأحباب، لاستقام الوزن.
أين الأمانُ.....؟؟ لينتهي هذا العذابُ ، ويستكينْ
...
حقّ فعل ينتهي، النصب بالفتحة الظاهرة على الياء، وعندها يختلّ الوزن.
مع مودّتي واعتذاري على التطاول
الأستاذ نبيه السعدي
أسعدني مرورك
وأشكرك على ملاحظاتك
التي جاءت من أجل النص والحفاظ على الوزن
لإنني أكتب على الموسيقى
وهذا يفرحني جداً لأنني أتعلم من كل ملاحظة
دمت بخير
تحياتي
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 11-18-2011 في 12:31 AM.
الأستاذ الشاعر نبيه السعدي
تحية حب وتقدير على حضورك المورق الجميل وعلى تعليقك البهي وإشارتك إلى أمور في هذه القصيدة الجميلة والتي تعد من العيون
باعتبارها تجاوزات وهي حسب علمي لا تعد تجاوزات بقدر ماهي جوازات للشاعر في البحر الكامل رغم أني شخصيا لا أعتمدها في قصائدي لكنها تعد حقا من حقوق الشاعر لا يجوز مؤاخذته عليها والأذن الموسيقية لا تتلكأ في نغمها وانسيابيتها ولذلك عدت من الجوازات ولا سيما في شعر التفعيلة ونجد الكثير من الشعراء يعتمدها في القصائد الحديثة .. ألا وهو حذف الثاني الساكن من (متْفاعلن) فتصبح (مفاعلن)
أما بالنسبة إلى (لينتهي) نعم حقها النصب وهو واضح .. ولكن العلامة لا تكون ملزمة على حرف العلة (إذا شاء الشاعر طبعا) وهي من جواز ما لا يجوز .. إلاّ اذا سبق حرفاً ساكناً كألف لام التعريف مثلا ..
الأخ العزيز مصطفى:
أتقبّل ردّك على ملاحظاتي، لا باعتبارك أقرب للدفاع عن الأخت الشاعرة، بل إنّنا في أسرة النبع على مسافة واحدة بعضنا من بعض.
لكنّي أخذت ردّك بحقيقتة، على أنّه سجال لغوي وعروضي للوصول إلى الأفضل دائما، فلكلٌّ منّا أخطاؤه.
صحيح أن زحاف الوقص جائز في تفعيلة (متَفاعلن= مفاعلن)، لكنّه ثقيل على السمع. هذا في حين يقبل السمع(مفاعلن) نفسها عندما تأتي من زحاف الخبن الذي يصيب (مستفعلن= مفاعلن).
ولقد أوردت ملاحظاتي حفاظا منّي على (ريتم) القصيدة الجميلة، والذي لا يحتاج إصلاحه سوى لمسات طفيفة، تكون أدقّ وأجمل، لو حصلت بيد الشاعرة، وحملت شعورها وإحساسها..
مودّتي أيّها الحبيب
الأستاذ نبيه السعدي
أعيد كتابه النص استناداً الى الملاحظات وأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك
نعم نحن في النبع أسرة نتعلم من بعضنا شاكرة لكم هذا السجال اللغوي والعروضي الذي إستفدت منه كثيراً
مع وتقديري
خريف طفلة
\
أنا طفلة ولدت بأحضان الخريفْ
رافقتُ أمّي في الطريقْ
كنتُ المُعينَ لأخوتي
كنتُ المُعلِّمَ والصَّديق
وفي المساء
كنتُ الرفيقَ لوالدي
في بيتنا أو في المَضيفْ
كنتُ الرفيقْ
وملاذُه مِنْ كلِّ ضِيْقْ
دارَتْ بدورَتِها الخطوبْ
وتفَرَّقَتْ فينا الدّروبْ
وتكسَّرَتْ كلُّ السَّنابِلْ
وبّقِيْتُ مِنْ وجَعِ أسائِلْ!!!!
يا أيُّها الزمَنُ اللعينْ..
أين الجميع؟؟؟؟؟؟؟؟
ما عُدْتُ أسمَعُ صوتَهم
أو لَهْوهم أو ضِحْكَهم
حلّ الشقاءْ....
والفجْرُ أصبح كالدّخانْ
وتفرَّقَ الأحباب
في كلّ البقاعْ
كانَ الوداعْ
والليلُ يكسوه السَّوادْ
تُهنا .. فأغرَقَنا الظلامْ
نمنا على حزن الشتاءْ
أحلامُنا .. ضاعت هباءْ
كَثُرَ العتابُ....
وأمُّنا ،مثل الفراتِ، وحيدةٌ تبكي هناك!!!!
أين الأمانُ.....؟؟
فينتهي هذا العذابُ ، ويستكينْ
والحزنُ يَغتالُ الدّموعْ
أوّاهُ يا هذا الزّمانْ
هلْ مِنْ رجوعْ ؟؟؟؟
عمياءُ في الليلِ الطويلْ
يا حسرتي
يا ليتني .....
عشتُ الطفولةََ والشّبابْ
عشتُ البَراءَةَ والرّبيعْ
والحلمُ ممسوخُ الرّفاتْ
يبكي الصِّحابْ
والمستحيلْ
من تحت أروِقَةِ السّرابْ
ألمي فضيعْ
لا شيءَ في الدنيا يَدومُ ..
لكي أضيفَ
على حروفِ السائلينْ
والتائهينْ
ما بينَ طيّاتِ السنينْ
لمْ يبقَ لي شيءٌ ....
سوى ألقى بليل الصّمْتِ ذكرى الراحلينْ
نبكي الحنينْ
نبكي الفراقْ
لم يبقَ لي غيرُ الدُّعاءْ
\
عواطف عبداللطيف
20\7\2011