|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله علي باسودان |
|
|
|
|
|
|
|
الأمثال العربية ( 1 )
الأمثال مصدر من مصادر اللغة , نطق به كتاب الله تعالى وهو من أشرف الكتب المنزلة قال تعالى : ( يأيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له ) , ولم يخل كلام نبينا صلى الله عليه وسلم عنها وهو أفصح العرب لساناً وأكملهم بياناً وأُتي جوامع الكلم.. جمّل به عظماء وحكماء العرب كلامهم وخطبهم . فتوارثها الناس وانتقلت بينهم جيلاَ بعد جيل فهي أبقى من الشعر وأشرف من الخطابة , لم يسر شئ مسيرها , ولا عم عمومها , حتى قيل : أسير من مثل .
والأمثال هي حكمة الشعوب منذ أقدم العصور والأزمنة , كما أنها نتاج التفكير السليم لجميع الصور جرت اختزالها في صورة مصغرة فاستحوذت على الفؤاد وأثرت على اللب وكان لها إيقاع ساحر وصدق الرسول e حين قال : (إن من البيان لسحرا )
فضرب الأمثال أثناء الكلام يجعله يقع من النفس كما يقع الماء الزلال من العطشان .
ورغم استشهادنا ببعض الأمثال أثناء أحاديثنا ومعرفة البعض منا بالموضع الذي نستشهد به بهذا المثل وبمعنى المثل ألا أن الكثير منا لا يعرف الحادثة أو السبب الذي قيل بسببها هذا المثل أو ذاك .
وفي هذا الفصل نتعرف على بعض الأمثال وحكاية كل مثل ونبدأ ببعض أمثال الرسولe.
إن المُنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراَ أبقى .
قال ذلك حين ذكر الغلو في العبادة وذلك أن المسرع في السير إذا أفرط في الإسراع عطبت راحلته من قبل أن يبلغ حاجته أو يقضي سفره , فشبه بذلك من أفرط في العبادة حتى يبقى حسيراَ
إياكم وخضراء الدمن .
وعندما سُئل صلى الله عليه وسلم وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء .
إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاَ أو يلم
قال ذلك صلى الله عليه وسلم حين ذكر الدنيا وزينتها وهو أن تأكل الدابة حتى ينتفخ بطنها وتمرض.
المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .
أول من قال ذلك رسول الله e لعمرو بن عبد الله بن عمر الجمحي , وكان رسول الله e أسره يوم بدر فقال : يا محمد إني رجل مُعيل وإنما خرجت معهم ليعطوني ما أعود به على عيالي ، فمنّ عليه وحذره أن يعود , فلما كان يوم أحد خرج فيمن تألب على رسول الله e فأخذه رسول الله أسيراً ولم يأسر يومئذ سواه , فقال : يا محمد منّ علي فإني حُملت على الخروج عليك , فقال رسول الله e : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين , لا تأتي مكة تُمسحُ عارضيك وتقول : خدعتُ محمداً مرتين , ثم أمر عاصم بن ثابت بن الأفلح فضرب عنقه .
الحديث ذو شجون .
يضرب هذا المثل في الحديث يتذكر به غيره ، أول من تكلم به ضبة بن أُد بن طابخة بن إلياس بن مضر وذلك أن ضبة كان له ابنان يقال لأحدهما سعد والآخر سُعيد فنفرت إبل ضبة وهما معها فخرجا يطلبانها فتفرقا في طلبها فوجدها سعد وأما سُعيد فذهب ولم يرجع فجعل ضبة يقول بعد ذلك إذا رأى سواداً : أسعد أم سُعيد فذهب قوله مثلاً . ثم أن ضبة بعد ذلك خرج والحرث بن كعب في الأشهر الحرم ومرا على سرجه بمكان فقال له الحرث : أترى هذا المكان فإني قد لقيت فيه شاباً من هيئته كذا وكذا فقتلته وأخذت بُرداً كان عليه من صفته كذا وكذا فوصف صفة البرد وسيفاً كان على سُعيد فقال له ضبة أرني السيف فأراه إياه فعرفه ضبة فقال : إن الحديث ذو شجون فذهبت مثلاً فضربه حتى قتله فلامه الناس فقالوا : أقتلت رجلاً في الأشهر الحرم ؟ فقال ضبة : سبق السيف العدل فأرسلها مثلاً , ويضرب في الخطأ يلام فاعله بعد وقوعه .
عند الصباح يِحمدُ القوم السُرى .
ويضرب في تحمل التعب رجاء الراحة . أول من قال ذلك خالد بن الوليد رضي الله عنه لما بعث إليه أبوكر الصديق رضي الله عنه وهو باليمامة أن سر إلى العراق , وأراد خالد رضي الله عنه سلوك المفازة , فقال له رافع بن عمر الطائي : قد سلكتها في الجاهلية ولا أظنك تقدر عليها إلا أن تحمل الماء , فتحّمل من الماء شيئاَ كثيراً واشترى مائة شارف فعطّشها ثم سقاها الماء حتى رويت ثم كبتها وكعم أفواهها ثم سلك المفازة حتى إذا مضى يومان وخاف على الناس والخيل فنحرها فاستخرج ما في بطونها من الماء فسقى الناس والخيل ومضى فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع : انظروا هل ترون سدراً عظاماً فإن رأيتموه وإلا فهو الهلاك فنظر الناس فرأوا السدر فأخبروه وكبر الناس ثم هجموا على الماء فقال خالد رضي الله عنه :
لله در رافـــع أنـــى اهـــــــتدي فـوز مــن قراقر إلى سُــــــوى
خمساَ إذا سار بـه الجيش بكــى ما سارها من قبله إنس يُـــرى
عند الصباح يحمد القوم السرى وتنجلي عنهم غيابات الكرى خلى لك الجو فبيضي واصفري .
يضرب في الحاجة لم يتمكن منها صاحبها . أول من قال ذلك طرفة بن العبد وهو يومئذ صغير وذلك أن عمه حمله معه في بعض أسفاره فنزل على ماء لهم وكان عليه قنابر فمضى طرفة بفخ فنصبه للقنا بر وقعد يومه لم يصد شيئاَ ونفرت القنا بر من ذلك الوضع فنزع فخه من التراب ورجع إلى عمه , فلما أرادوا الرجوع نظر طرفة إلى القنا بر تلتقط حباَ كان قد ألقاه لها فقال :
يـالـك مــن قـنـبـرة بـمـعـمــر
خلا لك الجو فبيض واصفري
ونقـري مـا شئت أن تـنـقـري جوع كلبك يتبعك .
يضرب فيما ينبغي أن يعامل به اللئيم . أول من قال ذلك ملك من ملوك حمير كان عنيفاَ على أهل مملكته يغصبهم أموالهم ويسلبهم ما في أيديهم وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه فلا يحفل بذلك , فقالت له امرأته يوماَ : إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد في العيش ونحن في العيش الرغد وإني لأخاف أن يكونوا عليك سباعاَ وقد كانوا لدينا أتباعا فرد عليها : جوع كلبك يتبعك فأرسلها مثلاَ , فلبث بذلك زماناَ ثم أنه أغزاهم فغنموا ولم يقسم فيهم شيئاَ فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه قد ترى ما نحن فيه من هذا الجهد ونحن نكره خروج الملك منكم أهل حمير فساعدنا على قتل أخيك واجلس مكانه فأجابهم إلى ذلك فوثبوا عليه فقتلوه , فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول وقد سمعه وهو يقول جوع كلبك يتبعك فقال : ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه .
كل فتاة بأبيها معجبة .
ويضرب في عجب الرجل رهطه وعشيرته . أول من قال ذلك العجماء بنت علقمة السعدية وكانت قد خرجت وثلاث نسوة من بني سعد في ليلة طلقة يتحدثن فأتين روضة فلما أطمأن بهن المجلس أخذن في الحديث فقلن أي النساء أفضل ؟ فذكرت كل واحدة منهن أوصافاَ , ثم قلن : فأي الرجال خير ؟ فذكرت كل واحدة منهن أوصافاَ فقالت إحداهن : إن في أبي لنعتكن , فقالت العجماء : كل فتاة بأبيها معجبة .
أحمق من دغة .
هي دغة بنت معنج كان من حمقها أنها كانت حاملاًَ فضربها الطلق فظنت أن بطنها قد غمزها فذهبت تطلب الغائط فلما تهيأت لذلك ولدت , فلما وضعته صاح فقامت مذعورة فجاءت إلى أمها فقالت : يا أمه هل يفتح الجعر فاه , ففطنت أمها فقالت : نعم ، ويدعوا أباه , فسألتها عن الموضع فأخبرتها به فانطلقت فوجدت ولدها .
أعي من بأقل .
رجل من إياد يضرب به المثل في العي , ومن عيه أنه اشترى ظبياَ فحمله على عاتقه , فسُئل عن ثمنه , فحل عنه يديه وفتح أصابعه وأشار بها وأخرج لسانه , يريد بأحد عشر درهماَ , ولم يلهم أن يخبر عن سعره بلسانه فانطلق الظبي إلى الصحراء فصار عيه مثلاَ.
جزاء سنمار.
سنمار رجل رومي بنى الخورنق وهو بناء رائع بالكوفة للنعمان بن امرئ القيس , فلما انتهى من البناء ألقاه النعمان من أعلاه , فسقط على الأرض جثة هامدة , وقال : إنه فعل ذلك حتى لا يبني مثله لغيره ويضرب بهذا المثل للمرء يرد على الإحسان بالإساءة .
أكلتم تمري وعصيتم أمري.
ويضرب المثل للناس التي تنكر الجميل وترد على حسن الصنيع بالجحود والإساءة
أول من قال هذا المثل هو عبد الله بن الزبير عندما تخلى عنه بعض رفاقه في مواجهة الحجاج بن يوسف الثقفي قبل أن يتمكن من قتله.
أسد على وفي الحروب نعامة.
قال هذا المثل الشاعر عمران بن حطّان . ذكر صاحب الأغاني أن غزالة الحرورية - من الخوارج - لما دخلت على الحجاج بن يوسف الثقفي هي وشبيب بن شبة بالكوفة .. تحصن الحجاج وأغلق قصره عليه فكتب إليه عمران بن حطان وقد كان الحجاج لج في طلبه :
أسـد على وفي الـحروب نعامـة فتخاء تنفر من صفير الصافــري
هلا برزت إلى غزالة في الوغــى بل كان قلبك فـي جنـاحي طائر إن البعوضة تدمي جبهة الأسد .
يضرب هذا المثل في الشيء القليل الشأن الذي يمكن أن يكون شديد الأثر أول مرة ورد فيها هذا المثل كانت في بيت شعر لأحد شعراء العرب يقول :
لا تحقرن صغيراَ في مخاصمة إن البعوضة تدمي جبهة الأسد أشأم من البسوس .
البسوس جارة جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان , ولها كانت الناقة التي قتل من أجلها كليب بن وائل وبها ثارت الحرب بين بكر بن وائل وتغلب والتي يقال لها حرب البسوس والتي استمرت أربعين عاماَ .
|
|
|
|
|
|
شكراً أستاذ عبدالله
تم دمج المشاركة مع هذا الموضوع لقيمتها وتوحيد المعلومات في مكان واحد
تحياتي وتقديري