لقد تضافرت عناصر هامة لتظهر هذه اللوحة الفنّية بهذة التركيبة الابداعية وهي مكتملة النضج.ولا أحد يخالفني الرأي أنّه من النظرة الاولى للنص نلمس جمالياته شكلا ومضمونا.
والقصة من عنوانها تبرز إنسانية الكاتب بتناولها موضوعا هاما من الواقع ،هذا الموضوع الذي أسال الكثير من الاقلام وإن كان كل واحد يتميز عن الآخر بسمة خاصة تميزه عن غيره
*المشردون* عنوان جدير برسم محتوى القصة وبمجرد لفظه يتبادر إلى أذهاننا ما يلفّ هذه الكلمة من لون ومكان ولنقل الكلمة تصور نفسها وتلقي الضوء على الواقع ليبدوا عاريا من غير قناع
وما أقدسه من حدث حين يسعى الاديب إلى رسم صورة تجسد الواقع فيظهر عاريا من غير ألوان .حدث صاحب كل الاجناس الادبية ولم يسلم حتى من ريشة الرسام .
وها هو الاديب يدخل هذا العمل الفني من أوسع أبوابه فأزاحت عنه اللغة الكثير من الغموض لكونها لغة راقية مميزة مكثفة وكما تعلمون انّ التكثيف شرط من شروط القصة القصيرة فألبس
القصة ثوب المعاناة (الخيبة، أعياها، عشرات الاجساد الممزقة ...............)
وأعود لأقول أنّ الاديب في هذه القصة كان ملتزما وهذا لا يتسنى لكل أديب إلاّ لمن عرف ماذا يقول؟ ومتى يقول؟وكيف يقول؟ وهاهو يزاوج بين الخيال والواقع بصوره المتتابعة والتي لا تسمح
لنا حتى بإلتقاط الأنفاس
هذيان، صرخات،اللامعقول، الهلوسات،الاجنحة ) فصنعت لنا مشاهدا أبدع الكاتب رسمها بالصوت والصورة فشاركناه أحداثها .
*مشردون* قصة مكتمة يزيدها المكان والزمان دلالة ونضجا وكيف وقد وظفهما الكاتب أحسن توظيف وها هو الشارع بأرصفته وعجلاته وظلمته وقسوته ليزيد عالم التشرد واقعية
ويساهم في نجاح القصة لانه جعلنا نلج المكان ونلمس الحدث من خلاله.وبدلا من أن يكون المأوى ملجأ دفء وحماية كان مأوى الالم بكل ما أتيت الكلمة من معنى:*دع لنا الشارع الجبار مأوى كي نموت بسلام وآمان..*
*دع العجلات تغازل هذه الأجسام المسكونــــــة بالرعب والإدمان*يالها من صورة جميلة!!!!!!!!!!!!!!!!