يا فاحشة الصمت وعذبة الثنايا وجارحة الحاجبين... يا ساحرةً بمشيتها معذِّبةً بعينيها... يا بخيلة النظرات ... يا بخيلة النظرات وكريمة الإيحاء
اقرأي قليلا من شعري علّ وصفة الشعر تشفيك من المجهول... قد تحزنين مثلي ولكن الحزن يقود إلى الأمان
دعيني أراك حتى تزهر الآمال ولو كانت الآمال وهما
تعالي نزرع قمحا لا يستطيع الجراد أكله
آه عليك ... متى تبرئين من لعنة الخضوع وطأطأة الرأس؟؟ متى تنثر ريشك يا طاووس مفتخرا ومبتهجا؟؟
يا شقيةً وهادئةً كالأطفال... أي دموع هذه التي تتردد على عينيك وتتمرد على هدوئي ؟؟
دعي البكاء لي... ودعيني أحزن وأبكي وأدرس وأمشي عنك وابقي كما أنت بعيدة عن الأشياء ... كوني دائما في صدفتك يا لؤلؤة ... لا أطلب أن أراك دائما بريقا وألوانا أنت في مهجتي ودفاتري ومد الهوى لا شك يغني عن الجزر
أرجوك... كوني ضيفة بين الضيوف على بقايا لقمتي... تعالي إلى فوضايَ وأَنتظر فأنا صبورٌ في الهوى وحمول
ما هذا المختال أمامي؟؟
ما هذا الجبين الذي يتقطر بندى الجمال؟؟
وما هذه العيون التي تتسرب إلى دمائي؟؟
وما هذه الشفاه التي تعطر روحي ؟؟
ما هذا الصوت الضروري والحضور الآسر ؟؟
أي ثوب مرهَقٍ هذا الذي ترتدين وأي نعيم تحته؟؟
هل تأخرت في المجيء أنا أم أنت ذهبت مبكرة كعذوبة الصباح؟؟
لماذا ينسى العشاق نعومة الأزهار ليمشوا على الشوك ؟؟
من أين الهذيان في كلامي والبحة في صوتي؟؟
أي لحن تعزف الكمنجات في طريقها بين عينيك وقلبي ؟؟
القهوة؟
نعم ألست أنت التي أعددتها؟
تحسبين أني لم أرك وأنت تعدينها؟
بلى رأيتك
أتيت ببعض السكر الأبيض كالجبين
والبن الأسمر كالشفاه
وألقيت بهما في بحيرة الماء الصغيرة العميقة
فاختلطا فلم أعد أفرق بين الجبين والشفاه
ورأيتك ثم تعاقبينهما على هذا الاختلاط وتضعينهما على النار
ولكن النار كانت هادئة قليلا
وبعد قليل وبعد أن بدأت النار تفعل فعلها أمسكتِ بيد الدلّة حرصا على دقة المذاق
وحماية له من الاحتراق
كأنك نسيت يدك هناك
وأعجب هذا النسيان الدلة
بدأت الرائحة تقوى
وإذا بك ترفعين الدلة قليلا عن النار ثم تنزلينها
ترفعين
تُنزلين
ترفعين
وتُنزلين
وعرفت عندها أنك تحبين العذاب
حتى فاضت متعة الدلة
وأبعدتها فجأة عن النار
ثم أمسكت بالفنجان بيدك اليمنى
والدلة باليسرى
وألقيت فيه الشراب السرمدي
ثم وضعته على صحنه
وسمعت عندها الصوت الذي أعشقه
صوت اللقاء بين الفنجان وصحنه
بعدها ..
نظرت حولي .. وأفقت من الحلم
وبدأت أشرب المذاق
بعد أن شربت الرائحة والصوت
حاولت اليوم أن أترنم باسمك واسمي
فوجدت ثمة صراعا هناك:
لديَّ في البداية فاء الفِداء ولديك هاء الهجر
وفاء الفتنة وهاء الهيبة
لدي راء الريح ولديك نون النسيم
وراء الرغبة ونون النفور
ونتقاطع عند الألف اللينة
التي تضفي شيئا من الهدوء ثم نفترق
ويكون لدي سين السراب ولديك همزة الأمل
وسين السجن وهمزة الأفق