ثنائية (للشجن..أغنية) منوبية كامل الغضبان& قصي المحمود

للشجن ..أغنية
------------

كي أطردالعتمة
أضأت الفوانيس من دمي
وكي لا يطول الليل
نسجت للفجر خيوطاً من دمي
\
منذ أيام الشتات
حين غزونا الغزاة
حجبوا النهار عني
وأطالوا الليل
وسلطوا القمامة والرعاة
بأسم العمامة المزيفة..وزيف التقاة
غادرتني الإبتسامة
\
حبيبتي..
كنتِ ولازلتِ..أجمل فتاة
كأنك تلك الطفلة وفي فمها الملهاة
كأنك تلك الشقية وثوبها الفضفاض
قبل أن يختفي الزغب وتتورد الوجنات
كلما يزورني طيفك تأتيني حمى العشق
تصيبني رجفة الوله،ونوبة خفقان
أتصبب عرقاً،ينتابني بعض الهذيان
من قال أنّا لن نعود كما كنّا
والوطن الأخضر يأوينا..
أنه أتٍ هذا اليوم أت
\
في ذاكرتي المتهرئة..لا غيرك أنتِ
يتيماًالظلال،والنسائم في عبقك
أتدرين...كم أحُب الحياة..!
باقية فيها ..لأنك..أحبها
رغم إن أغتصاب الوطن شرّع الممات
معادلة صعبة!
ولكنهما يصبان في ذات القناة
أنتِ..والوطن....
القصي

اليوم زرت بيتنا القديم
فرأيت السّراب يبثّ أوتاده
تكوّمت أوجاعي...
وتقاذفني حال وأحوال....
فأنت بالغياب
وأهلناتبدّدوا في العدم....
موتا...
وغيابا....
واغترابا.....

_______________________
اليوم بلغت بيتنا القديم بعناء
فلاعلامة ترشدني
غير قصف عنيف كالعواء
وحروب أهلية
واستنزاف
وصواريخ تدكّ أرضنا دكّا
وأخرى بغيرأصداء
____________________________
اشتقتك رفيقي
تقرئني الأشعار
تخرقُ صمت
وتبدّد مواجعي ...
ظمأت لبعض من الحكايا.
.يرنّ صداها على شفتيّ

_______________________________

فأنت والوطن حكاية مبعثرة في نبضي
حكاية خانت تباريح وجدي ..
تمشي فوق دبيب الجفاء
أقتفي أثرها فترفض الوصال
__________________________________________

علّمني كيف أستنطق جنون العشق...
فتاريخ عشقي مشطور ....
وكلّ تفاصيلي محروقة ....
و كلّ أفيائي مهجورة....
فامنحني لغتك لتغفو في رماد روحي ..
____________________________________________________________

الكتابة فيك صارت منسية
وكم كتبتُ
وكم رسمتُ
وكم كنت أنت والوطن
بين لغتي ووجعي
نشيجا في ذاكرة الأيّام
________________________________________

والحرف قد غزاه التّعب ...
تراجع عاريا من لحظة الوجع ....
ما عاد الحرف ينفع....
هرعت الى دفتري فيبست عروق الكلام
وسقطت شهوته...
ولغة كم جالت في زخرفها لمحتها تتراجع...
ألجمت شعوري دون أن أستفهمه...
وكتمت سرّه ...
فناءت النّفس بما تحمل...
__________________________________________________ ___________

ما عاد التّرقّب يرسم لوحة لقاء

وما عادت نجوم الليل تراقص أحلامنا
فكلّ الشّموع خبت قبل الإشتعال
وشرّعت مساءاتنا لأزمنة الأوحال ...

أحقاً زرتِ أطلال طفولتنا !
بالله عليك...
هل وجدتِ بقايا من لُعبنا
وبقايا من ثوب جدتي
والعصا التي يتوكأ عليها جدي
أتعطرّت بعطرالأطلال ؟
وتفيأتِ بالظلال
الشتات حرمني يا رفيقة الطفولة
من الماء الزلال...
\
متخم ..أنا بالحمل
جيوبي ملأى بإحلام مؤجلة
وحقيبتي ملأى بالسحاب
ظهري يأن من عشق أبدي
على صدري متدلية قصائد الحرية
وخارطة وطن بأطيافه مرسومة على جبيني
\
قبل كل شيء..أكسري المرايا الكاذبة
أرتدي أجمل ثيابك..وتجملي
ولا تنسي..!!أصبغي أضافيرك بلون البنفسج
وتعطري بعطر الطفولة..وتجملي
مشطي شعرك..ولزينتك أكملي
لأكتب لكِ شعراً..ونثراً..
ما كتبه قط ...شاعرا قبلي
وأروي لك الحكايات..
أين منها ..حكايات شهرزاد
\
ألليل جميلتي لا يستغني عن نجومه
ولا ترسم اللوحة إلا..بريشة عاشق
كما الفجر..وكما الغسق
والمساءات..ستعود..أكثر ألق
لا عليك...حبيبتي
سيزول هذا القلق
ورب الفلق....
\
يا وطني الأصغر..
يا..حلماً..
ما جئت أليك بعلّة
إنما حملتني أليك الصبابة
والنوى..وكثرة الغلّة
القصي

لك القصيدة
لك العمر الذي ضاع منّي
لك ورقي
وقد استباح أٍرقي
كم بحثت عن قامتك
في العتمة
في نخلة عالية
في عطر سوسنة
مُفزَعة والقُلب كَلف
وصبري عليك محنّطّ
صوتك في خاطري
في خافقي
أدفع بنبراته أشجاني
مرّة إليك أهفو
ومرّة عنك أجفو
والذاكرة بيننا خرساء
فهذا العام
لم أسدّد فاتورة الكهرباء
فقطعوه
أرفع بصري فينكسر من الحلكة
وابننا علي سعد
يمضي حذرا
تلفّ
خطاهالظّلمة
وتدوس على أمانيه
ورائحة الرّماد تنبعث بين ركام نسيان
ويبقى أمل عودتك فريسة للغيب
لن أفرّط في عرضك يا حبيبي
ففي غيابك أقفلت كلّ مسرب
تمرّ منه شهوة قذرة الى قلبي
فأنا إمرأة شريفة
من بين ألف شريفة في الوطن
لم أعد أحلم بالنّوم والفراش دافئ
فأنت والأرض واحد
وأنت والعَرض واحد
لا تعدني بالحبّ في وطن
يُغتالُ فيه الحبّ كلّ يوم
فأنت وأنا سنكمل المشوار
ببسمة مفكوكة من فكّي الوجع
فغيابك يا رفيقي انتزع منّي أنثايا
فتكوّمت بين متاهات الوطن
تحجب مسارات الوصول إليك

أعلم...
انتِ وكل ما حولك...(رابعة العدوية)
أعلم...
أنتِ وَهُنَّ..
تختصرّن الفضيلة
للفضيلة وجهان..الوطن ..وأنتُنَّ
\
طيفك مرايا مدهشة
يأخذني حيث أنتِ
تصيبني...الدهشة
أتكأ على كتفيك
أتدفء بالجديلة
وينهزم ليل الوحشة
تأخذني أغفاءة حلم
وجسدي تتلاعب به رعشة
من رياحك المؤاتية...
\
أمس..وتحت ظل النخيلة
تفيأ الجميع..
وما عرفنا بعضنا من أي قبيلة
كل الوجوه متشابه
كل الحناجر..نغمة بلابل
ولا لتغريدة دخيلة...
أمس كنت بين الجموع..
والمآقي الكحيلة
فلم يبق في اليد حيلة
خبأت وقاري
ورقصت معهم..هتفت معهم..
وخاطبنا..الرذيلة!!!
من أعينكم الوقحة..أسترد داري
من فمكم العفن..أسترد وطني
لن تطلى عليَّ الحيلة
من نطفة واحدة نحنوا..
خلُّ ..وخليلة..
فرقتمونا..
مزقتمونا
سرقتونا
بعتونا
اليوم ..أقل الكلام وقليله
غدا..سيكون للعراق كلمة
كما قالت يوماً..بجيلة!!
القصي

تقاذفتني المنافي
وطويت الفيافي
وغبار الغربة يغطي شبابيك العودة
والمتاهة سيدة تتبختر بغنج الوجع
حيرتي..جميلتي..
كم تغريني العيون الزرقاء والشعر الأشقر
ولكن..تتغلب عليَّ الفطرة...
فذاكرتي..وشرقيتي..لا تقبل الا عيناً سوداء
كم تغريني..شواطىء الغربة..
وفيها كما تعرفين..ما يسر الناظرين
برمالها المحرقة..
وشاطئها الحزين..أعشق غزة
بدجلة المحتظر
وفراته اليأن من الفرقة
أعشق العيون الذابلة
للصبح تتنظر
\
فكرت كثيراً..
فحجزت تذكرةالعودة
لأكتب على شفتيك
أحرف الألق
وجنونالشوق يحملني اليك
رغم أني لا أجيد العوم..وأخاف الغرق
القصي

لا تسجّل عنّي
أنّي مشلولة
وعقيمة الوجدان
فأنا لمّا أصبو
أصير قليلة الكلام
أخاف التّلف
إذا استباحني حبّك
أخاف الحرف
إذا نازعني وجدك
أحبّك طيفا
يرتّب أشجاني
أحبّك في تجاعيد زمني
وأحزاني
أحبّك
وأنت تحاصرني بالغياب
لي فيك قلقي
وانتظاري

ولاشيئ يزعجني
إن غبتَ
إن خُنتَ
فحبّك سيّدي
يوزّع ما تبقّى منّي
في متاهات عذاب
وأنا مازلت مُتعَبة منّي
ولي خيبات لم تكتمل
فياحلما جميلا خطر ببالي
مازال الشّجن بيننا
يوصد كلّ الأبواب
ويربك تراتيب السّفر
كي ننسى حقائبنا
ونطفئ فوانيس القمر
ونغنّي لفجيعة الشّهيد
فتعال نغزل الفر ح
في زمن بلافرحة
وتعال نبني قلاعا على البحر
فلا يأكلها ملح
وتأتينا دنان بابل
مختومة برحيق أسلافنا
تعال
فنوباتك تشغلني
والعشق زمن الجدب
يستهويني...
فهات في العشق
أخطر الكلام
وليبحثوا في نورس الخبر
أنّنا عشقنا وهمنا
وألّف في العشق بين قلبينا
شجن
ووطن

حبيبتي..
حينما أكتب إليك
كأني فراشة تعانق زهرة
أجمل ما فيك..حين الصبابة تحل فيك
وأجمل ما فيك..حين ينازعك الوجد
غزل ..صمتك
كم دافئة تجاعيد الزمن
ففيها تغفوا جدائلك
حبيبتي..
منذ أن تدفقت رسائلك
تدفق الوجد في خافقي
فأكسري المرايا
وأحرقي كل ثيابك الجديدة
وأبقي على الثوب الأبيض
فهو يليق بقلبك
ومن حدقات عيوني سأصيغ لك قلادة
ومن أحرفي سأصنع لك إكليلاً
أشدو كما الحمائم
وأغرد كما البلابل
حين أكون طيفاً في بستانك
\
للشجن..أغنية وللعشق أغنية
وللوطن أغاني..
حين تذبل الشفاه عطشى
يكون الماء..ما أعذب
وكذا العشق بعد الجدب
\
هناك...
عندأسوار بابل
وعبق أميدرة(حيدرة)
تعارفا...حُرُّ...وَحُرّة
القصي

لماذا كلّما كتبتَ لي
تنتابُني عواصفُ شجن
ولي قلبُُ
لمّّا تَبثُه
الحبَّ كَي يَحيَا
يُغريه الحَزَن
فالزّهرةُ التي طوّقتها يداك
يا حبيبي
لتضيئ جوانبَ الرُوح
نَمَت في مَزَارع الأحزان
والخذلان
فكم من خيبة عاثت
في الشريان
وكم من قصّة في الحبّ
عرّشت بالكيان
وحطّت طيّ الكتمان
فمنذ كبرت
كبّلتني القيود
وساقت قلبي
الى حتف المسار
طفلة أستفيق دوما
على براءة الصّغار
تاجها لؤلؤ
من هديل الحمام
فلا توقد فتيلي
ولا ضوء يدلّني عليك
فقلبي لو اشتدّ به الحبّ
سيقفز من بين أضلاعي
ويسكن فيض حرفك
ومن حاسوبك
وحاسوبي
ستدبُّ خُرافة عشق
من نقر أصابعنا
يبدّدها تيه وترحال
فلا تراني شفيفة
ولا أراك
وكلُّ الذي شَوَّقَنا
يهمي على سَماء من ضباب
لتوزّعَه الذبذباتُ على كلّ الثّنايا.

شجنُُ هو الحبّ ياصديقي
وما قلبي عليك بضيّق
ولكن للزّمن بيننا أحكام


فليتنا
عندأسوار بابل
وعبق أميدرة(حيدرة)
تعارفنا...
لا عبر أزرار وأقمار


ا

حبيبتي...
كزهرة الظل أنتِ،دائمة الخضرة
لا يفهمها الخريف..
ومرافىء العشق
لا تستقبل الا القلوب التي لها أجنحة فراشة
وعبق الياسمين..
وطراوة الشوق
وقلب طفلة ..لم تزل طفلة
\
أستدليت عليك
كما أستدل التائه في عتمة الليل لنجمة
أبهره ضيائها،وهجها،بريقها
وتطربني دندنة تهجدك
وبعثرة أحرفك
في دوار متاهة العشق
على حين غفلة أقتحمت أسوار الشجن
لأحرر أصابع الروح..
ولتعزف لحن الهوى
على أوتار الشوق
وكي يحيا الحب...
يطربني حبيبتي...
لحن الفرح..
\
كنَا تواعدنا عند هجيع الليل
ملتقانا عند ناصية الشوق
كنت قد قررت أن أترك خلف ظهري..أثار وجعي
وأحمل معي ..شيئا من النزق
فمن يعشق ..
إمرأة بقلب طفلة..
أما به مساً من الجنون..
وأما طفلاً يعود
وكلاهما..أنا..
أحمل المسَ ،وقلب طفلاً عشق

\
تأخذني نوبة تثاؤب
وأنا في محطة الإنتظار
خاوية يديَّ
ملابسي تفوح منها رائحة الأقبية
أشعر بشيء من الإنكسار
ينتابني القلق..
فعقارب الساعة تكاد تصل لنهاية النهار
ولا زلت ..عند المحطة..
أنتظر.. أن يطل وجهك ..وتترجلي
أو أليه ..أصعد..
تنتابني نوبة فزع!،فلوحة الرحلات..
إن الآتي..هو أخر القطارات...

القصي