ما أسخف دنيا دنية تحد من لقاءات الأحبة بأمورٍ بلهاءَ لم يكن المرء ليتوقعها أبدا..
مع أنها باتت ضرورته القصوى!
ليتك تضميني في عينيك الآن وتخبيئني فيهما إلى الأبد
وأنا أجلس قبالتك منذ عمرٍ.. وأراك هناك تنتظرين ,, أحسستُ بحبسي فعلا..
عدتِ بي يا مُنى الى شعورِ الشَّغفِ الحقيقي.. الولهِ الحقيقيِّ اللهفة!
كنتُ اعتقدتُ أنِّي فقدتُ هذا كله، ولكن يبدو أنه مخزونٌ لك في كياني..
كم أحب تأملك وأنت نائمةٌ في حضن الكرى..
كم أود تقبيلك الآن وأنت في عالم الأحلام.. علَّ قبلتي تتسلل إليك وتغزو حُلمَك وتحياك فيه بعيدا..
جفاني النوم، فخطر لي أن أضمِّن الأثيرَ بضعَ كلماتٍ يحملها إليك..
ولكني شعرت باتجاهِ الهواءِ فيه يلطم وجهي ..!! كان يرتدُّ إليَّ ولم يذهب في اتجاهاتكِ غالبا.. !
حتى هذا عربدتْ أحشاءَهُ اللئامةُ.. وما عاد مطواعا!
**
إيه يا أملي..
يا منية الرُّوح وخفقةَ القلبِ وعُمق النفس..
أنا متولع بك مهووس لا محالة.. لا محالة!
أراني كالبركان الخامد دهرا.. كادتْ غاباتُ الوُجومِ على فوهته تبلغ سقف السماء
ولكن ثوراناً هائلاً ألمَّ به على حين غرة..
**
غفوتُ على موائد الترقب منتظراً.. بعد أن ألمَّ اليأسُ أماكني، في مَرآكِ تعانقين أفق اللفهة من جديد..
وعندما تفتحت عيون قلبي..
كان أول شيء وقع عليه نظرهما، أنت بوجهك البريء وشفاهك العذبة الشهية وعينيك بحر سكوني ورحلتي اللامنتهية فيهما
ووجنتيك بنعومة الأطفال وأنفك الأشم المنحوت بقدرة ربانية مقتدرة..
وحاجبيك العاليين بصفة الوقار وجبينك المتذلل لله خشوعاً وإيماناً.. وتسليما.
**
هذه المرة الأولى في حياتي قاطبة.. التي أشعر فيها بحاجتي لملَكات شاعرٍ في واقع الدنيا كيما أعبر عما يجول فيَّ من أحاسيس..تخيلي..
كم أن قلبي كان بحاجة لخفق ما نادرٍ ليعود إلى الحياة..؟!
مازال سؤالك الذي عبر المدى وألقى ما بجعبته في كياني يزلزلني وطؤه!
ربما تجاسرتُ كثيراً، وتصبرتُ مديداً وأجبتك..
ولكني في مقلب داخلي من أعماقي انشطرتُ بقية الحياة على نفسي وأخفيتُ عنك..
بالله يا تلهف روحي لعناقك.. لا تسألي هذا السؤال مرة أخرى.. لا تسأليه.. تقتلني الإجابة عنه.. فكيف بقوامه الشائك المسنون الفتَّاك..كيف؟!
لا أريد أن يكبو جَلدي وصبري عنك في هذه الحياة..
**
لا أعلم لم أبتسمُ لصورتك في مرايايَ كلما وقعت عليها عين قلبي..!
أحدق بترقب يُدمعُ عيني غالباً في مرات..ومراتٍ أخر أعود ولا أنتمي جسدي
هل يا منايَ أنْ خُلقتْ هذي العيون ليغمرني مُحيطها الزاخر بلآلئ المشاعرِ
من العمق الأبعد حتى من قلب مجرة درب التبانة؟
حيث الوميض على أشدِّهِ في قرص المركز المهيب..بؤبؤ عينيك!
والأذرعُ الممتدةُ في قزحيتكِ الممتلئة بماورائية طيف الألوان..
ألوانٌ تتستَّرُ على دفقٍ من إشعاعاتٍ نافذة.. تشبه أشعة غاما التي يحدثها انفجار النجوم..
كانفجار التوق فيهما كل حين..
يأتيني على شكل تموُّجاتٍ تعصف بروحي وتجلجل كياني كله!
إلى أي مدًى أسافر فيك..؟
إلى حيث برأ الله المدى وأسكنه عالم الخلائق على مسافات تأملهم الضعيفة...حسب محدودية عقولهم ومادِّيَّتها!
ما كنتُ أود قوله... أنني لا أعرف التوقف..
لا أعرف محطاتٍ تُلجم مواقفها الباردة صُهارة مشاعري المتدفقةِ
على أرضِ سريرتك المتلهفة لعناق حرارة التوق فيها..ألا أوقفيني مُناي..
يا حبي الأزلي..
لقاء.....