ثنائية ( بين الشّوق والحمام رفرفة حرف) كوكب البدري & مشتاق عبدالهادي

قولي لاشتعال الجسد الجميل
احذر أن يباغتك الانطفاء
إنها شبه حرب
بين امتناع اللذة والعطاء
وفي عمق النهايات
أي بعد زقزقات عصافير الجروح
يؤذن المؤذن ليوم النحيب
لأني شنقت بجميع حبال الأرض
حتى لا اري في يوم
ركوع السنديان
ورحيل الحمائم
للاصطياف في عمق الصحراء
وسوف يركع الياسمين
فيكون أول الراكعين
إذا ...
سأذهب لا أهيئا المزيد من الأكفان
فغدا سنشهد مأتما للزهور
أو ... قد يكون مأتما للطيور.
1.50 ظهرا

فغدا سنشهد مأتما للزهور
أو ... قد يكون مأتما للطيور.

فال الله ولا فالك

بعد تفكير وتدبير ...
قد نشهد غدا عرس زهور
أم تراه الآن خفقا للطيور
كل هذا من اجل حمامة
تحاول الآن أن تطير
4.55 عصرا

غائرٌ هديلك اليوم ياحمامة
متعثرٌ في الصّدى
يفتش بين أكوام القصائد
عن درويش وملهاة الحمام
وعن صوت عاشقة
قد تاهت في محبرة
وعن سنبلة صامتة
كالفجر حين
صلى للإله

صاخبٌ جرحك اليوم ياحمامة
متسربل بعصف الرّسائل ، وأمطار البريد
عشرون نزفا صبرك
وعيون شوقك تشتكي
من شاعر ٍ
غنى للفقراء
وماغازلها تلك التي غنّت :

" دعني أمرغ في حروفك مهجتي
وبنارها فلأكتوي
دهرا انا "

11:11 صباحا

وأنا كذلك ابدوا
صاخب شوقي
ومضرج بالندى جرحي
لذلك ...
سأنحدر اليوم حتما
من سفحها العالي
إلى قممي
واعتنق مذهب الدمع الؤلؤي
كيف تعتنق الرحيل ؟
ومسمار كعبها العالي
نابت في راسي
وأدركت بعد فوات الحمام
إن ملابسي
قد كفرت بها
وأشركت بها
واعتنقت السواد
لذلك ...
لأنثاي القادمة أقول:
من الأرض المضرجة بالتصحر ستولدين
مومياء موشحه بالرماد
وبعد أن يتقيأ العالم ربيعه
ولكي تكون ضفائرك أفاع
عليك أن تحصين المسلات
5.48 عصرا

أعتذر عن عدم ردي بالأمس
انشغلت برواية حقول الخاتون ..

في هذا الاتي من المساء المضرّج بالقليل من الغيم
الرّاحل نحو بلاد القصيدة
وبالكثير من الجمرِ النّابت على نافذة الرّبيع
سألتُ الرّسائل عنك ياحمامة
فاغرورقَ صدى البريد

1:05 ظهرا

اغرورق بالرسائل
أم بحنين يغازل غربة الوطن
متألقة أكثر مما ينبغي
ستتسلقين سلم الصباحات
وتتناوشين آخر النجوم الهاربة من ليل البلاد
لذلك ...
ليست القبرة ضالتي
فالبياض يذبح دوما
أمام عين الله
والله يجلد بسوطه صفو السماء
والسماء تسجد لعتمة الليل
والليل ينطح بقرنيه أحلام العاشقين
والعاشقون يصلون أمام معابد الحب
والحب يتثاءب لنكهة البياض
و... البياض قد ذبح أمام عين الله
1.22 ليلا

عشرون سببا للخوف
يشقيني ياحمامة ؛
تخيفني ذاكرة الخريف البعيد
تخيف رئتي أسئلة المسافرين
تخيفني صحاري أحلامي حين
تمازجني برياح الغروب
يخيفني ؛
أني لاأعلم متى ارسمُ
حدّا لهذا الضّجر
ومتى أزرعُ أسلاكا
على درب المنافي والمبعدين
تخيفني حدود الغيم ياحمامة
لو صارت مخيما
لأسراب من ذبلوا أو غابوا
خلف جنازة الورد القتيل
.
.
.



يخيفني أني تهت ُ ياحمامة

8:13 صباحا

سيرفرف عند الشوق حرفي
حتى تقضم تلك الحمامة
أوقات الذبول
معجون صوتي بالنواح
فترجمني القصائد
بحصى الهزيمة والثوار
وما زال صوتك
يؤلب أزمنة الطاعون بإصرار
وعبر أزمنة الهزيمة والجوع يا حمامة
ستبصرين نهر خمر يصلي
ستبصرين شفة تترقب الندى
ستبصرين قلبا
بجناح مكسور
ستضنيه
قنبلة حروب مهزومة
هو كذلك يا سيدة المطر
وهذا الفضاء وطن حقير
فعلى كل رابية
نجد قمري مجهول
كلب بحلة قديس
فقط أنت
ستبقي قديسة أنت
فأصابعك دوما
تتهجاني

9,12 ليلا